تتجه الأنظار إلى المغرب مساء السبت لمواجهة الوداد أمام الأهلي ضمن مباريات ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.
مواجهة الوداد والأهلي ليست الأولى، لكنها تشهد العديد من المتغيرات خاصة بعد جائحة فيروس كورونا.
يعاني الأهلي والوداد من غيابات دفاعية مؤثرة بجانب تغيير المدير الفني قبل فترة قريبة من مواجهة نصف النهائي.
يسعى الوداد نحو حلم النجمة الثالثة في دوري أبطال إفريقيا، وكان لقبه الأخير على حساب الأهلي.
النشأة والتسمية
فكرة تأسيس نادي الوداد الرياضي لم تكن بالسهولة التي من الممكن تخيلها، حيث عانى كل أعضاء النواة الأصلية من جراء رفض و تعنت السلطات الفرنسية المتواصل لفكرة تأسيس ناد مغربي التأسيس و الأعضاء، ما دفعهم إلى اللجوء إلى الجمعية الفرانكو مغربية.
وكان الأعضاء يرغبون في تعديل الأمور الخاصة بتسجيل اسم النادي، والتي على إثرها تم تدخل المقيم العام في المغرب آنذاك موريس نوجيس شخصيا للسماح بتأسيس نادي الوداد الرياضي، ولكن بشروط محددة.
ويقول الموقع الرسمي للوداد "يكمن أصل تأسيس نادي الوداد الرياضي، في مقاومة الاستعمار الذي كانت تفرضه السلطات الفرنسية إبان عهد الحماية، حيث أنه قبل استقلال المغرب كان ميناء الدار البيضاء محاطا بعدد كبير من المسابح التي كانت مخصصة للأندية و الجمعيات الرياضية فقط".
وأضاف "كان الأوربيون هم من يشرفون عليها بطبيعة الحال، ومع بداية سنة 1935 تم انخراط العديد من المغاربة المسلمين و اليهود في عدة أندية للاستفادة من المسابح الخاصة، و لكن سرعان ما تم طردهم من طرف المستعمر بسبب تخوفهم من ازدياد أعدادهم فيما بعد، و من هنا جاءت فكرة تأسيس نادي مغربي من طرف مغاربة فقط، فأصبح من حق النادي الأحمر الاستفادة من المسابح والمشاركة في منافسات كرة الماء".
ثم تأتي دور القصة الأشهر عن الوداد في مصر عام 1937، وهي سبب التسمية: "في غمرة المحاولات التي كان يبذلها المؤسسون لنادي الوداد الرياضي، للحصول على الترخيص من السلطات الفرنسية، و في إحدى اجتماعات تأسيس النادي، طرح مشكل الاسم الذي سيطلق على الفريق، فتم اقتراح عدة أسماء من طرف الأعضاء المؤسسين، حيث في إحدى تلك الاجتماعات حضر أحد المؤسسين متأخرا بعض الشيء، و برر تأخره بعد الاستفسار أنه كان يشاهد فيلما سينمائيا للمطربة أم كلثوم كان عنوانه (وداد)، إذ تزامن مع هذا الجواب انطلاق زغرودة من أحد البيوت المجاورة لمكان الاجتماع، فتفاءل بها المجتمعون".
وتابع "لكن تدخل بعض الحاضرين أدى إلى عدم الحسم النهائي في اسم النادي، إلا بعد حضور عدد كبير من المسيرين واللاعبين، إذ تمت الموافقة على الاسم بعد عقد جمع عام، و كانت النتيجة اقتراح واختيار اسم الوداد الرياضي اسما للنادي بدون إدراج كلمة البيضاوي لأن النادي يمثل جميع المغاربة و ليس فقط سكان مدينة الدار البيضاء".
إنجازات الوداد
حقق نادي الوداد العديد من الألقاب منذ نشأته عام 1937 وحتى الآن، ويهيمن على لقب بطولة الدوري المغربي.
حصد الوداد لقب الدوري المغربي 20 مرة أخرها الموسم الماضي في عام 2019، كما حصل على لقب كأس العرش 9 مرات.
وعلى المستوى القاري، حصل الوداد على لقب دوري أبطال إفريقيا مرتين أخرهم عام 2017 على حساب النادي الأهلي، كما وصل النهائي مرتين وخسر النسخة الأخيرة من البطولة في النهائي الشهير أمام الترجي والذي وصل إلى محكمة التحكيم الرياضي.
وحقق الوداد لقب السوبر الإفريقي مرة واحدة عام 2018 وكأس الاتحاد الإفريقي عام 2002.
الموسم الحالي
خسر الوداد لقب الدوري المغربي في دراما كروية الأسبوع الماضي، إذ فقد اللقب في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة.
حول الوداد تأخره إلى فوز في الدقيقة 88 ليعتلي صدارة ترتيب الدوري المغربي، لكن الرجاء خطف اللقب في الدقيقة 90 بهدف فوز في المباراة الأخرى عن طريق عبد الإله الحفيظي.
وعانى الوداد هذا الموسم من كثرة تغيير المديرين الفنيين، إذ بدأ الموسم بالصربي زوران مانويلوفيتش لكنه رحل في يناير.
وخاض زوران 18 مباراة مع الوداد فاز في 10 منهم وتعادل 5 مرات بينهم أخر مباراتين له مع الفريق ولم يخسر سوى 3 مرات.
تولى بعد ذلك عبد الإله صابر المسؤولية مؤقتا لمدة مباراتين قبل أن يقود الفرنسي سيباستيان ديسابر الفريق، ولم تستمر ولاية ديسابر أكثر من شهر إذ رحل بعد 6 مباريات.
وبعد تأهل الوداد إلى ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، تولى خوان كارلوس جاريدو المدير الفني السابق للنجم الساحلي، القيادة الفنية قبل مواجهة فريق القديم.
ونجح الوداد بالفعل في تخطي النجم الساحلي بقيادة مدربه السابق خوان جاريدو في أول مباراتين له مع الوداد.
خاض جاريدو 3 مباريات فقط مع الوداد قبل أن تتوقف كرة القدم في العالم بسبب جائحة فيروس كورونا، ومع العودة في يوليو شهدت نتائج الفريق تراجعا كبيرا إذ لم يفز سوى مباراة واحدة من 4 مواجهات مما أدى إلى إقالته.
كلف الوداد، الأرجنتيني ميجيل جاموندي القيادة الفنية للفريق بعد رحيل جاريدو، لكنه كان ممنوعا من قيادة الفريق من أرض الملعب في الدوري المغربي وفقا لقوانين المسابقة لأنه كان يقود فريق حسنية أغادير قبلها.
وتعتبر مباراة الأهلي المقبلة أولى مباريات غاموندي من أرض الملعب، إذ خاض 7 مباريات مع الفريق بعيدا عن دكة البدلاء.
ولم يذق غاموندي طعم الخسارة مع الوداد إذ فاز في 4 مواجهات وتعادل 3 مرات بينهم مباراة الدربي أمام الرجاء.
الوداد أمام المصريين
الوداد لعب 13 مرة ضد الفرق المصرية، في 6 مرات كانت الغلبة للمصريين.
أول مواجهة ضد المصريين كانت ضد الزمالك في السوبر الإفريقي 2002، حينها فاز الأبيض بنتيجة 3-1.
في 2007، فاز الإسماعيلي ذهابا إيابا على الوداد في الكونفدرالية، قبل أن يتعادل الأهلي مع الوداد في دور المجموعات مرتين في 2011.
منذ ذلك التاريخ، قابل الأهلي الوداد 6 مرات، اقتسمها الفريقين بانتصارين لكليهما وتعادلين، ولكن استطاع الوداديين قنص لقب إفريقي من الأحمر.
المواجهة المتبقية كانت ضد الزمالك، حين فاز الأبيض 4-0 في برج العرب وخسر 5-2 في مركب محمد الخامس، ليتأهل لنهائي نسخة 2016.
أبرز اللاعبين
يعاني الوداد مثل الأهلي من إصابة مدافعيه، إذ يغيب الشيخ كومارا أبرز مدافعي الفريق منذ أغسطس بسبب الإصابة.
وقرر الوداد الاعتماد على صلاح الدين السعيدي لاعب الوسط في مركز الدفاع وحمزة أسرير لتعويض غيابات الدفاع.
لكن رغم الأزمة الدفاعية إلا أن الفريق مميز في الجانب الهجومي وبالتحديد عن طريق جناحيه.
يعتبر الثنائي بديع أووك وإسماعيل الحداد مصدر الإزعاج الأكبر في تشكيل الوداد على المنافسين.
يمتاز أووك بسرعته بالأخص في الهجمات المرتدة بينما يمتاز الحداد في سجله التهديفي المميز خاصة في الفترة الأخيرة.
ويملك الوداد وليد الكرتي في وسط الملعب والذي يمثل قوة للفريق المغربي أمام هجوم منافسيه.
طريق الوداد
بدأ الوداد مشواره من دور الـ32 بمواجهة نواذيبو الموريتاني وتغلبه عليه في موريتانيا 2-0 قبل أن يعاود الانتصار إيابا بنتيجة 4-1.
وقع الوداد في المجموعة الثالثة بجوار أندية صنداونز الجنوب إفريقي وبترو أتليتكو الأنجولي واتحاد العاصمة الجزائري.
تأهل الوداد برصيد 9 نقاط في المركز الثاني خلف صنداونز الذي كان يقوده وقتها بيتسو موسيماني المدير الفني الحالي للأهلي.
تعادل الوداد في 3 مباريات، على أرضه أمام صنداونز وخارج ملعبه أمام بترو أتليتكو واتحاد العاصمة، وفاز في مباراتين على ملعبه أمامهما وخسر لقاء وحيد أمام صنداونز في جنوب إفريقيا.
لم يكن تأهل الوداد إلى نصف النهائي سهلا، إذ واجه النجم الساحلي متصدر مجموعة الأهلي في ربع النهائي.
تغلب الوداد على مضيفه التونسي ذهابا بهدفين دون رد، لكن مواجهة الإياب شهدت إثارة كبرى لكنها انتهت بفوز النجم بهدف دون رد.
تم تأجيل مواجهات نصف النهائي بسبب جائحة فيروس كورونا، قبل أن يتم تأجيلها مجددا لتقام 17 أكتوبر الجاري.
ويعود بيتسو موسيماني لمواجهة الوداد مجددا في نفس النسخة بعد مواجهتين في دور المجموعات مع صنداونز الأولى انتهت بالتعادل في المغرب والأخرى بالفوز في جنوب إفريقيا.