كتب : محمد يسري
بدأ محمد النني 3 مباريات أساسيا من أصل 4 لعبها أرسنال حتى الآن في الدوري الإنجليزي. إحصائية بسيطة تعكس أهمية اللاعب المصري للمدرب ميكيل أرتيتا.
عقب نهاية إعارته مع بشكتاش في تركيا؛ عاد النني إلى أرسنال والشكوك تحوم حول استمراره مع الفريق اللندني. لكن معرفة أرتيتا السابقة بإمكاناته -حين لعب الثنائي معا إبان فترة آرسين فينجر- جعلت المدرب الإسباني الحالي وزميله السابق يعطيه فرصة.
فقال أرتيتا عن النني حينما سُئل عن مصيره: "أعرفه جيدا. لعبت معه في الماضي وأعلم ما يمكنه فعله وما نقاط قوته وضعفه".
وأضاف "لديه شخصية إيجابية وإمكانات جيدة. سيحصل على الدعم الكامل والبيئة الأنسب لتقديم أفضل أداء".
تصريحات أرتيتا كانت قبل مباراة ليفربول في مباراة الدرع الخيرية، وهي المباراة التي شارك فيها النني أساسيا وقدم صورة مختلفة عن شكله سابقا، فتمريراته كانت أكثر إيجابية وأكمل 48 تمريرة من 52 واستخلص الكرة مرتين.
لكن أرجع البعض مشاركة النني لقلة خيارات أرتيتا في خط الوسط، وغياب داني سيبايوس الذي عاد لريال مدريد بعد انتهاء إعارته ولم يكن قد اتفق الناديان على تجديدها بعد، خصوصا وأن التقارير الصحفية كانت تشير لاستهداف أندية تركية التعاقد معه بالإضافة لما جاء في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن نية أرسنال في الاستغناء عن النني من أجل توفير المال لانتداب تياجو ألكانتارا من بايرن ميونيخ. (طالع التفاصيل)
إلا أن مشاركة النني استمرت وبدأ مباراة فولام أساسيا أيضا، ومن هُنا بدأ في الحصول على ثقة أرتيتا.
بعد المباراة قال أرتيتا عن النني: "اليوم كان استثنائيا"، فلماذا قال ذلك؟
سياسية فولام في المباراة لم تعتمد على الضغط على لاعبي أرسنال؛ لذلك كان الفريق في حاجة لم يُرسل الكرة للأمام ويتعامل مع الدفاع. والنني كان رابع أكثر لاعب تمريرا للكرة بعد ثلاثي خط الدفاع بـ64 تمريرة بدقة 93%.
كما أسهم في الهدف الأول حين أرسل كرة طولية لأوباميانج خلف الدفاع واختصر على أرسنال عدة تمريرات وسط تكتل فولام.
حتى في الهدف الثالث نفذ دوره في تحضير الهجمة لأرسنال، حينما عاد لاستقبال تمريرة روب هولدينج وسحب معه ارتكاز من فولام ثم مررها لهيكتور بيليرين حتى وصلت لويليان وقام بتغيير الملعب لأوباميانج؛ في سلسلة تمريرات متتالية تظهر دائما ليسجل منها أرسنال.
لكن النني غاب عن المشاركة في المباراة التالية ضد وست هام ليفسر أرتيتا: "كان يستحق أن يشارك لكني أردت التدوير في التشكيل، ودفعت بسيبايوس لخلق مواقف هجومية في ظل الطريقة التي يلعب بها وست هام".
ما قاله أرتيتا تعلم منه جيدا وطبقه في مباراة شيفيلد يونايتد التي شارك بها بجوار سيبايوس وجلس تشاكا على دكة البدلاء.
حتى الدقيقة 61 كان شيفيلد يدافع بشكل صلب؛ لكن مع تقدم النني للأمام اختلفت الأمور وهز بوكايو ساكا شباك آرون رامسدالي.
هنا تقدم النني دون رقابة من أحد وتسلم تمريرة ويليان.
وبلمسة مهدت له الكرة؛ مرر النني الكرة لأوباميانج وسط لاعبي شيفيلد يونايتد؛ وتحرك ليتسلم منه الكرة مجددا إلا أنها وصلت لبيليرين الذي أرسل عرضية تعامل معها ساكا.
وبالنظر للأرقام نجد أن النني يتوفق على تشاكا في المواقف التي تؤدي لأن يُسدد أرسنال على المرمى.
النني يصنع موقفين للتسديد في كل مباراة، سواء من تمريرة قدمها لزميل أو من مراوغة قام بها مقابل 1.34 موقفا لتشاكا.
أمر آخر يتفوق فيه النني على تشاكا هو الضغط على حامل الكرة.
خلال 90 دقيقة يقوم النني بالضغط على لاعب الخصم بمعدل 13.3 مرة وينجح في 4.33 بنسبة 32.5%، وتكون أماكن الضغط بواقع 5 مرات في وسط ملعب أرسنال الدفاعي، 6.33 في وسط الملعب، 2 في وسط ملعب المنافس.
أما تشاكا فيضغط 6.92 مرة وينجح في 1.54 فقط، بنسبة 22.2% وتكون أماكن بواقع 1.92 من وسط ملعب أرسنال، 3.85 من وسط الملعب و1.15 من وسط ملعب المنافس.
ما يقدمه النني جعله ضمن خطط أرتيتا الأساسية، ويبدو أن لاعب وسط منتخبنا لم يكن يرغب في الرحيل عن أرسنال حين عاد له وقدم كل ما لديه.
فقال أرتيتا سابقا: "النني كان ممتازا منذ اليوم له في التدريبات".
أما النني فيبدو وأنه لم يكن يحتاج سوى للثقة لكي يلعب دون تحفظ في التمرير ويكون قادرا على توجيه زملائه في الملعب.
فيقول النني عن أرتيتا: "يتحدث معي دائما ويقول لي أشياء مثل نحن بحاجة إليك في الفريق، ودائما ما يعطيني ردود أفعال جيدة ويدفعني لتقديم الأفضل".
معرفة أرتيتا بإمكانات النني عن قرب حينما لعبا سويا في السابق تسببت في أن يكون ضمن خططه للموسم الحالي، ويبدو وأن النني لا يزال لديه الكثير ليقدمه تحت قيادة أرتيتا.