كتب : إسلام مجدي
لم تظهر الكثير من الأفكار والتساؤلات في مباراة بيتسو موسيماني الأولى كمدرب للأهلي، ولكن عدد من الملاحظات وبعض الملامح الفنية.
المدرب الجنوب إفريقي نجح في الفوز في أولى مبارياته كمدرب للأهلي، وبكل تأكيد من المستحيل أن تحكم على مدرب من مباراة والأهم من المستحيل أن تكون حكما في مثل تلك الظروف، لكن تلك بعض الملامح مما لاحظه FilGoal.com من المباراة الأولى لموسيماني.
طريقة بناء الهجمات
الأهلي منذ اللحظات الأولى بدا وكأنه مصر على أن تبدأ هجماته كما يُطلق عليها كرويا "من الأرض" ومن الدفاع، من الشناوي إلى قلب الدفاع، ثم حمدي فتحي إلى بين الخطوط ثم إلى بادجي أو كهربا على الجانبين إلى العمق.
مثلا تلك الهجمة في بداية المباراة، 3 لمسات في المنطقة إلى الطرف الأيسر ثم إلى مرمى المقاولون.
الأهلي كان ينظم هجماته بأقل عدد ممكن من التمريرات 5 تمريرات وأقصى عدد 20 لمسة لكن في معظم الوقت 5-6 لمسات، أمر اعتاد موسيماني أن يفعله مع صنداونز.
أثناء عمليات التحول من الدفاع للهجوم في الارتداد، أكبر عدد من التمريرات كان 4.
قال موسيماني عقب المباراة: "سيطرنا على المباراة طول الوقت ولم نخلق الكثير من الفرص في الشوط الأول ولكن تحكمنا في اللعب".
الأهلي حاول في الشوط الأول 7 محاولات منها 1 فقط على المرمى.
اعتماد الأهلي الأكبر في بناء اللعب كان على التمريرات القصيرة 390 تمريرة من أصل 460 نجح في 348 تمريرة قصيرة أي 89% من معدل تمريراته كان التمريرات القصيرة المعتمدة أولا على تحرك الفريق بدون الكرة أكثر.
أرسل الأهلي 44 تمريرة طولية وصل منها 28 و26 كرة عرضية وصل منها 6 بشكل صحيح.
طريقة اللعب
كعادة موسيماني، ظهيريه يلعبان كـWingbacks وليس ظهيرين بالشكل المعروف، أقرب لأجنحة طرق اللعب بـ3 مدافعين.
ثنائي الوسط الذي اعتمد عليه، لاعب قاطع للكرات يؤمن خط الدفاع وأحيانا كمدافع ثالث، وهو حمدي فتحي، وعمرو السولية الذي يشارك في بناء الهجمات كصانع لعب.
الآن إلى دور محمد مجدي "أفشة" وحسين الشحات.
أفشة صانع ألعاب بيتسو من المفترض أن يتحرك بين خطوط المقاولون في الثلث بين وسط الملعب والدفاع للمقاولون.
هكذا تحرك أفشة
أرسل أفشة خلال اللقاء 57 تمريرة منها 49 ناجحة بدقة 86% لن تعني شيئا الأرقام إلا لو عرفنا أين كانت. في الثلث الأمامي وبالتحديد منطقته التي وضعه بها بيتسو، 23 تمريرة في ثلث وسط الملعب، 13 في منطقة أمام منطقة الجزاء واثنين على الطرفين.
أرسل أفشة 14 تمريرة إلى الأمام و20 إلى الجانبين كجزء من بناء اللعب 34 تمريرة من نسبة بناءه الصحيح للهجمات أي 60%.
رغم ذلك كان لأفشة دورا دفاعيا متقدما، 10 مرات استعاد الكرة من المقاولون العرب. و3 محاولات على المرمى منها محاولتين ناجحتين.
ماذا عن الشحات؟
قال موسيماني في المؤتمر الصحفي: "من المفترض أننا في مرحلة متقدمة من الموسم لم أفهم لما كانت حالته البدنية بهذه الصورة، بالتأكيد بحاجة للعمل على الجانب البدني، سأرى ما هو سبب هبوط المستوى البدني للاعبين رغم أنه من المفترض أن يكون متميزا للغاية في هذه المرحلة".
الشحات كان من المفترض أن يلعب كلاعب وسط أيمن خلال المواجهة، لكن رغم ذلك تواجد أكثر على الخط وبين الخطوط وكان متراجعا لم يُسهم بشكل كاف في هجمات الأهلي، مرر 28 تمريرة فقط منها 24 تمريرة قصيرة وتمريرة طولية واحدة و3 عرضيات وصل منها واحدة، وامتلك محاولة وحيدة غير ناجحة على المرمى، وقام بـ3 تدخلات دفاعية فقط، وتلك كانت تحركاته خلال المباراة التي تظهر أنه كان معزولا عن كتلة تحركات فريقه عكس كهربا مثلا.
فماذا عن دور كهربا؟
كهربا نظريا أدى دوره أفضل نوعا ما، لم يكن كجناح أكثر من كونه نفذ التعليمات بالطريقة المناسبة على الورق. هكذا تحرك:
لكن على سبيل المساهمة وبعيدا عن لعبة ضربة الجزاء ورغم أن جبهته كانت الأنشط إلا أنه لم يحاول على المرمى سوى 3 مرات ولم ينجح في أي محاولة، وفاز بالكرة في المجمل 7 مرات، مرر 34 تمريرة وبطريقة بناء اللعب فمنها 27 تمريرة قصيرة.
لهذا السبب عانى الأهلي بعض الشيء في صناعة اللعب كما قال موسمياني في المؤتمر الصحفي، بعيدا عن أن لمساته لم تظهر بشكل كامل بعد وأنه خارج نطاق التقييم والحكم، لكن ثنائي الأهلي على الأطراف إلى العمق، كهربا والشحات لم يصنعا ما يكفي من الفرص وأيضا لم يحاولا بالقرد الكافي الذي يعكس السيطرة على الكرة وسرعة التحول من الدفاع للهجوم.
الظهيران
إليكم بعض الأشياء التي حدثت في تشكيل الأهلي اليوم، هو بدأ اللقاء نظريا بطريقة 4-2-3-1، لكن أيضا مع نزول حمدي فتحي ليكون مدافع ثالث، فكانت 3-1-2-2-1-1 كيف؟
ياسر إبراهيم وأيمن أشرف في الخط الخلفي أمامهما حمدي، ثم عمرو السولية، ثم الظهيران-الجاحان أحمد فتحي ومحمد هاني، ثم عمرو السولية للمساهمة في البناء، هنا كانت المشكلة حينما ضم الشحات للعمق كان ذلك على حساب دور أفشة والعكس، خاصة في الربع ساعة الأولى ثم أليو بادجي الذي تحرك حول منطقة الجزاء وليس إلى داخلها والأمر ذاته مع كهربا.
هكذا أنهى الأهلي الشوط الأول في آخر ربعين.
تلك كانت تحركات أحمد فتحي ويمكن رؤية تواجده داخل منطقة الجزاء وأمامها.
محمد هاني كان يؤمن أكثر جانبه دفاعيا ويتحرك على الطرف أكثر لم يدخل إلى منطقة الجزاء ولم تنشط جبهته، ربما أيضا يعود الأمر إلى تحركات الشحات ذاتها التي لم تسمح له بالتقدم والتحول عكس كهربا-فتحي.
أليو بادجي
تحركات بادجي بالكامل كانت أشبه إلى مهاجم وهمي، حول منطقة الجزاء، وفي منطقة وسط الملعب وعلى الطرف الأيمن، أمر لتشتيت دفاعات المقاولون.
رغم ذلك لم يبد أن اللاعب يجيد الدور، محاولة ناجحة على المرمى و10 تمريرات مكتملة، ربما الكثير من التحركات لكن بدون إجادة فعلية للدور ما يسمح باقتحام دفاعات المقاولون العرب.
مرتدات المقاولون
أمر ناقشه موسيماني في المؤتمر الصحفي وبدا واضحا، المقاولون العرب سجل الكثير من أهدافه عن طريق الكرة الطولية إلى لويس إدوارد، ووصلته كرة في الشوط الثاني كاد أن يسجلها لولا أنها طالت منه.
المقاولون امتلك 5 محاولات على الأهلي تم إنقاذ اثنين منها، واحدة لحسن الشامي والأخرى لإدوارد.
هناك محاولة بالفعل أمام منطقة الست ياردة، الأهلي لم يؤمن بعد خط دفاعه للعب بمثل طريقة الاندفاع الهجومي التي لعب بها أمام ذئاب الجبل، لكن كتيبة عماد النحاس لم ترسل ما يكفي من الكرات الطولية.
أرسل المقاولون 48 كرة طولية فقط وصل منها 19 كرة وأرسل 14 كرة عرضية وصل منها اثنان فقط.
حمدي فتحي والسولية
"أنتم تعرفون وأنا أعرف أن هناك الكثير من العمل ينتظرني مع الأهلي خاصة في خط الدفاع وأطراف الملعب". موسيماني في المؤتمر.
بالفعل المدرب بحاجة إلى ذلك لأن المقاولون هدده بأكثر من شكل مختلف وكان قريبا من التسجيل مرتين.
لكن حمدي فتحي في مباراة اليوم قدم أداء متميزا بتحركاته وحاول قدر الإمكان تغطية المساحات خلف خطوط فريقه ليس ذلك فقط بل امتلك أيضا محاولتين على المرمى، فاز بالكرة 11 مرة وامتلك 45 تمريرة منها 43 ناجحة، بالطبع كلها قصيرة، لأن دوره اقتصر على التأمين والتحرك أكثر من عمرو السولية في صناعة اللعب، السولية كان محطة هامة في بناء هجمات الأهلي وامتلك 4 محاولات على المرمى أرسل 6 تمريرات طولية منها 3 ناجحة وقام بـ11 تدخلا دفاعيا ناجحا أكثر تمريراته الناجحة كانت للأمام 19 تمريرة.
محطات الأهلي والأكثر تسلما للكرة كانوا أفشة والذي تسلم الكرة 50 مرة ثم محمد هاني 45 مرة وأخيرا السولية 43 مرة هؤلاء هم من المفترض أن يحركوا الفريق بناء على نسبة تسلمهم الكرة وتمركزهم لكن السولية كان الأبرز في البناء.
الجانب البدني
من المهم في تطبيق مثل تلك الأفكار التي تتطلب الكثير والكثير من التحركات بدون الكرة أن يكون الجانب البدني متميزا، في الشوط الثاني تراجع أداء الأهلي بعض الشيء حتى وإن امتلك محاولات أكثر على المرمى، بطبيعة الحال المقاولون -كان سيهاجم أكثر لتأخره- وحدث ذلك بالتبديلات الهجومية، لكن الأهلي تراجع بدنيا.
قال موسيماني: "في الشوط الثاني تراجع أداء الأهلي في أول ربع ساعة، ولكن هذا طبيعي أنا أخوض أول مباراة لي مع الفريق".
وأوضح "يجب أن نعمل على الجانب البدني أكثر من ذلك والشحات يحتاج لرفع لياقته البدنية وأيضا مستواه الفني، وسوف أبحث أسباب تراجع مستوى الفريق البدني بهذا الشكل".
هي مجرد مباراة أولى للمدرب الجنوب إفريقي ليست قياسا لأي شيء خاصة مع ظروفها لقد تولى المهمة منذ يومين على حد قوله، لكنها تمنحنا ملامح لبعض أفكاره التي حاول تطبيقها سريعا بجانب تميز أداء حمدي فتحي والسولية خلال اللقاء..