ملامح المباراة الأولى لباتشيكو مع الزمالك.. دور إسلام جابر والاعتماد على الأطراف في غياب أوباما
الجمعة، 02 أكتوبر 2020 - 01:16
كتب : إسلام مجدي
العديد من الأفكار والتساؤلات يمكن أن تُطرح من مباراة جايمي باتشيكو الأولى كمدرب للزمالك أمام المصري، الكثير من الملاحظات أيضا، وبعض الملامح الفنية.
المدرب البرتغالي نجا من فخ طرد فرجاني ساسي في الشوط الأول، وبكل تأكيد من المستحيل أن تحكم على مدرب من مباراة والأهم من المستحيل أن تكون حكما في مثل تلك الظروف، لكن تلك هي ملامح مما لاحظه FilGoal.com من المباراة الأولى لباتشيكو.
علي ماهر واستغلال جبهة بنشرقي - عبد الله جمعة
ماهر بدأ المباراة وعينه على لعبتين، الأولى الكرات الطولية في ظهر دفاعات الزمالك، أمر سجل منه المقاولون العرب وبعض الأندية ضد الفارس الأبيض، والثاني رهانه على ضعف الجبهة اليسرى دفاعيا وبالتالي حاول أن يضغط ويستغل تلك النقطتين.
في الثانية الـ13 من الدقيقة الأولى كرة طولية على رأس محمود وادي لكن محمد أبو جبل نجم اللقاء تصدى لها.
المصري حاول على مرمى الزمالك 10 محاولات وصل منها 6 إلى أبو جبل لكنه لم ينجح في كسر شفرة حارس الزمالك قط.
فرصة أخرى في الدقيقة 12 لمحمود وادي، من كرة لُعبت من جبهة عبد الله جمعة، ولولا الونش الذي أبعد الكرة بجسده من على خط المرمى لتقدم المصري وعقد الأمور أكثر على الزمالك.
ماذا فعل باتشيكو حينما لاحظ أن المصري يضغط على نقاط الضعف؟
المدرب البرتغالي منح لاعبه إسلام جابر تعليمات خاصة بتغطية تلك الجبهة على أن يتحرك ساسي إلى العمق أكثر ويعود الزمالك ليتكتل خلف خط وسطه بعد أن كان يضغط ضغطا عاليا.
إسلام جابر لعب دورا دفاعيا جيدا وشكل ضغطا في وسط الملعب والمنطقة خلف الظهير الأيسر، لكن بخسارة واحد من ثنائي الارتكاز بات الضغط في العمق أكبر على ساسي، وقبل لقطة طرده مباشرة كان المصري يقود مرتدة حاول إيقافها التونسي.
فتحول نظام الضغط المتقدم 4-2-4 إلى 4-4-2 وأحيانا 4-5-1 المهم ألا يعبر المصري أو يجد مجالا، ما يمكن وصفه بخنق فرص المنافس وتحجيمها عدديا.
هكذا تمركز إسلام جابر في الشوط الأول في هذه المنطقة ذهابا وإيابا وتحديدا في آخر ربع ساعة من الشوط الأول إسلام تمركز في هذا الجانب ومع الطرد شكل الأمر فراغا في وسط الملعب، ما يُنذر بفوضى يجب على البرتغالي التعامل معها.
التبديلات
هل تأخرت تبديلات جايمي باتشيكو؟ المدرب البرتغالي بدل تبديلا وحيدا مع بداية الشوط الثاني هو إمام عاشور بدلا من كاسونجو، ضحى بمهاجمه من أجل الإضافة لخط الوسط الذي كان سيعاني بكل تأكيد، وقبل نهاية اللقاء أشرك محمد عبد الغني.
فور نزول عاشور أصبح مكلفا بتغطية المنطقة التي يستغلها المصري خاصة الجهة التي قد يعمل منها عمر كمال الذي سبب إزعاجا كبيرا، في حين أن جابر أصبح يلعب دور ساسي.
إسلام جابر مرر خلال اللقاء 37 تمريرة منها 31 صحيحة، لم يهاجم قط خلال المباراة، دوره كان دفاعيا بحتا، فاز بالكرة 8 مرات وقطعها مرتين واستعادها من المصري 6 مرات عقب أن قُطعت من الزمالك، وشتت الكرة 4 مرات وفاز باعتراض وحيد وخسر الكرة مرتين.
بطبيعة الحال، بما أن دور إسلام جابر في الأساس كان للتأمين الدفاعي البحت في وسط الملعب، ولأن الجبهة اليسرى أصبحت أنشط وأقوى في الشوط الثاني، إمام عاشور شكل إضافة هجومية وقت أن تحول بنشرقي للعب أكثر في العمق عن الأطراف.
هذه كانت تحركات إمام
البرتغالي لم يُجر أي تبديلات لأنه فضل ألا يُخل بتوازن فريقه والسرعات الموجودة على حساب أن يدافع فقط.
مع محاولات المصري، كان الأمر سيشبه أنه وقف مُنتظرا هدف التعادل عوضا عن ذلك فضل لعب المرتدات.
أكثر من 3 هجمات متتالية للزمالك من مرتدات أبرزها لبنشرقي وزيزو وكلاهما لم يسجل وربما تضاعفت النتيجة لصالحه.
كيف حاول باتشيكو بداية اللقاء قبل الطرد؟
الزمالك لعب بـكاسونجو كمهاجم وحيد، لكنه كان معزولا عن الفريق بدا وكأن ثلاثي الهجوم زيزو وكاسونجو وبنشرقي ليسوا مترابطين معا أو يفتقرون للعمل سويا للوصول إلى المرمى.
الكثير من الكرات العرضية مع التركيز على الأطراف كانت أبرز سمات الزمالك قبل أن يتغير للعب على المرتدات والدفاع من بعد وسط الملعب في الشوط الثاني.
أرسل الزمالك خلال المباراة 6 عرضيات من كل جانب، فقط واحدة صحيحة وصلت بشكل سليم من الجانب الأيسر من إسلام جابر.
أرسل حازم إمام 3 عرضيات وزيزو 3 واثنين لجمعة وبنشرقي وواحدة لكاسونجو وجابر وفقط واحدة وصلت.
بجانب ذلك ومع طريقة اللعب التي فضلها باتشيكو بثنائي وسط كان من المنطقي أن يركز على الأطراف أكثر من العمق.
الكرة نشطت في العمق فقط في 61 مرة من كل مرات تسلم لاعبي الزمالك للكرة، الجانب الأيسر نشطت به الكرة في 154 لمسة والأيمن 106 مرة.
على الرغم من أن يوسف أوباما كان صانع ألعاب الزمالك إلا أن دوره في عملية التسليم والتسلم كان الحلقة التي تُجيب عن التساؤلات، مثل لماذا كان التركيز على الأطراف أكثر من اللازم؟ لماذا انعزل ساسي وجابر عن وحدة خط الوسط ككل؟ لماذا حاول إمام عاشور محاولة وحيدة وتجنب التقدم للأمام -رغم أنه كان يستطيع تكرار الأمر- لأنه حتى مع تحول أوباما كمهاجم فلم يقدم الإضافة المنشودة.
أوباما استقبل الكرة 25 مرة من أصل 26 تمريرة لُعبت إليه أقل من بنشرقي (أكثر اللاعبين تسلما للكرة) وحازم إمام وأحمد زيزو وعبد الله جمعة وإسلام جابر.
باتشيكو حاول ضغط المصري في الربع ساعة الأولى وتقدم بكل خطوطه يمكننا أن نرى أن لاعبين فقط تواجدا للتأمين الدفاعي بجانب المساحات خلف الظهيرين، لكن مع عودة زيزو لمساندة حازم إمام عكس جبهة بنشرقي-جمعة، هنا ظهرت المساحات.
الطرد أربك حسابات الزمالك فنيا قبل نهاية الشوط الأول، فمع بداية الربع الثاني، تكتل الزمالك أكثر في وسط الملعب وبات يضغط بلاعبين فقط على حاملي الكرة من المصري وليس 4 كما كان يفعل، بنشرقي كان يساند في الضغط الأمامي مع كاسونجو في حين أن الفريق يتكتل أكثر في العمق. لكن الطرد أربك الفريق ولحسن حظه أنه كان نشطا بجانب تألق أبو جبل أمام فرصة مفتاح طقطق وركلة الجزاء التي أنهت الشوط.
بدا واضحا كذلك خلال اللقاء أن تعليمات المدرب البرتغالي أشارت إلى نقل الكرة بسرعة وعدم الاحتفاظ بها، رغم ذلك كان هناك ثنائي يحتفظ بها أكثر من غيره، الأول زيزو وهو أكثر اللاعبين فقدا للكرة في الزمالك بـ8 مرات، 4 محاولات لم تنجح للمرواغة و4 أُجبر خلالها على فقدان الكرة، من بين كل اللاعبين الذين فقدوا الكرة، زيزو أكثر من حاول المراوغة وأكثر من فقد الكرة.
خلال الدقيقة 23 كانت الكرة رمية تماس لصالح الزمالك، باتشيكو أشار للاعبيه وهو يطالبهم بصوت عال، بأن يتحركوا بدون الكرة لأن ذلك أهم من تسلم رمية التماس، مشددا على التمرير.
الشوط الثاني
المدرب البرتغالي فضل أن يلعب بطريقة دفاعية بحتة، وذلك منطقي مع الطرد الحيوي الذي كلفه خدمات ساسي ودور كاسونجو في الضغط، ما يعني زيادة هجمات المصري.
10 دقائق هادئة من الدقيقة 60 إلى 70 المصري كثف ضغطه لكنه لم يفك أبدا شفرات دفاع الزمالك الذي تكتل وضيق المساحات أكثر فأكثر.
مع ذلك اعتمد الزمالك على المرتدات، سرعة زيزو في الانطلاق والتحول من الدفاع للهجوم، بنشرقي يساند أوباما كذلك.
المرتدات كانت سلاح الزمالك وكان من الممكن أن يضاعف النتيجة في ظل عدم تمكن هجوم المصري من إيجاد نمط واضح يتمكن من خلاله الدخول إلى منطقة الجزاء.
المصري حاول من داخل منطقة جزاء الزمالك خمس محاولات ناجحة، وواحدة إضافية من على قوس منطقة الجزاء، لكن رغم ذلك لم يجد طريق الشباك، الونش زاد عن مرماه ببراعة، وتألق أبو جبل، بجانب وجود 4 محاولات لم تصل من الأساس بسبب التكتل الدفاعي.
المصري أرسل بدوره الكثير من الكرات العرضية، 24 كرة عرضية وصل منها 5، أكثر لاعب أرسل كرات عرضية هو كريم العراقي بـ8 مرات نجح مرتين فقط.
الزمالك اضطر بسبب كثافة هجمات المصري للتراجع بشكل كامل خاصة مع النقص العددي، ومع تقدم المصري أكثر صارت الهجمات المرتدة أمر واقع في اللقاء لكن دون فاعلية.
هي مجرد مباراة أولى للمدرب البرتغالي ليست قياسا لأي شيء خاصة مع ظروفها وحالة الطرد، لكنها تمنحنا ملامح لبعض أفكاره التي حاول تطبيقها سريعا بجانب تميز أداء إسلام جابر وأبو جبل خلال اللقاء.