كتب : إسلام مجدي
"بيتسو واحد من المدربين الذين يتوقون للعب المباراة المثالية، يتكيف بشكل رائع تكتيكيا". – روب ديلبورت رئيس قسم الأبحاث في "سبورتس إنتراكتيف" المسؤولة عن إنتاج لعبة فوتبول مانجر الشهيرة وكذلك المسؤول عن الدوري الجنوب إفريقي في اللعبة لـFilGoal.com.
الكثير من التساؤلات حول طريقة لعب بيتسو موسيماني، لا سيما وأن الدوري الجنوب إفريقي لا يحظى بمتابعة كبيرة بسبب صعوبة متابعة المباريات عبر التلفاز، علاوة على ذلك لم تواجه الأندية المصرية المدرب الجنوب إفريقي كثيرا لكنه كان حريصا على ترك بصمته الخاصة.
لعل أبرز مباراتين لموسيماني ضد الأندية المصرية هما مواجهة الزمالك في ذهاب النهائي 2016 3-0 والفوز ضد الأهلي في ربع نهائي دوري الأبطال 2018-2019 5-0 وهي الخسارة الأكبر في تاريخ النادي.
موسيماني مدرب شغوف بدراسة خصومه ومتابعة تكتيك المنافس وقراءته بشكل يسمح له بتطبيق أفكاره.
لنراجع تلك المقابلة بالفيديو له عبر التلفاز، كانت قبل مواجهة تشيبا يونايتد في كأس الاتحاد الجنوب إفريقي في 2019، صنداونز خسر بنتيجة 2-1 في تلك المباراة لكن بغض النظر عن النتيجة، تلك هي الطريقة التي يتبعها موسمياني دوما في دراسة خصومه.
"سيلعبون بثنائي وسط، أتوقع أن يلعبون بهذه الطريقة، إنه خط وسط بدائي، آمل فقط أن نتمكن من استخدام لاعبنا رقم 10 سيرينو، ومن ثم السيطرة من الخلف والأطراف، وبعد ذلك تشتيت قلب الدفع والظهير على الطرف الأيمن، وأن نزعج الخصم من هذه المنطقة". موسيماني.
هذا أمر يفضل موسيماني فعله دوما أن يهيمن على خصمه ويشتته ويجعله مجرد "رد فعل" في أول 15-25 دقيقة من انطلاق المواجهة.
أمر حدث ضد الأهلي منذ الدقيقة الثالثة في مباراة الـ5-0، حينما لعب جاستون سيرينو كمهاجم وهمي وليبوانج مابوي كمهاجم وهو جناح في الأساس، أمر شتت حسابات كتيبة مارتن لاسارتي.
عادة يفضل موسيماني اللعب بمهاجم وهمي وليس مهاجم داخل منطقة الجزاء، بل حول المنطقة نفسها وسنشرح ذلك بالتفصيل.
موسيماني كذلك يدرس خصمه جيدا بحيث يعرف من أين يجب أن يشتته وأي منطقة يمكن أن تكون نقطة ضعفه. هذا الهدف تحديدا سكن شباك الأهلي في العام الماضي، وهذا العام أيضا ضد الزمالك بطريقة مشابهة في مواجهة 3-1 في الدوري.
يقول جولام فالدويا محلل أداء في جهاز موسيماني في صنداونز لـFilGoal.com: "حينما تذكر موسيماني فأنت تتحدث عن مدرب كبير يحب عمله ويجتهد ويهتم بكل التفاصيل".
وواصل "يكرس وقته لكرة القدم، قبل أي مباراة يطلب منا في طاقم التحليل إعداد تقرير عن حالة الفريق والمنافس وهو يقوم بإعداد تقارير أخرى بدوره بعد مشاهدة أكثر من مباراة للفريق المنافس، وبندأ بالعمل سويا، قد يشاهد أكثر من 10 مباريات على مدار يومين للإعداد للمنافس، هو جيد في قراءة المنافسين قبل أو أثناء اللقاء".
صنداونز خلال مواجهة الأهلي عمد للعب في المساحات خلف الظهيرين أمر تسبب في فرصتين خطيرتين بعد الهدف الثاني.
يشرح لنا روب دالبرت المسؤول عن تطوير الدوري الجنوب إفريقي والكشاف ومحلل الأداء المتميز قائلا: "بيتسو مدرب يتوق للعب مباراة مثالية، يتكيف تكتيكيا على أي أوضاع".
وواصل "في الوقت الذي يستمتع خلاله بلعب مباراة مبنية على الاستحواذ والهجوم، فهو مدرب يجيد دراسة خصمه وبناء خطة للرد على خطتهم".
وأردف "إنه تلميذ نجيب للعبة لكنني أعتقد أن تقديمه للعبة مبكرا قديما كان مع المدرسة والكرة الهولندية لذا يمكنك أن تتخيل أحيانا فكرته على الكرة الشاملة يحبها كثيرا".
صنداونز واجه برشلونة وديا سدد أمام الفريق الكتالوني 14 تسديدة منها 7 على المرمى، مقابل 17 للفريق الكتالوني منها 8 على المرمى.
ربما سجل عثمان ديمبيلي هدفا من خطأ فادح في بداية اللقاء، لكن بعد أول خمس دقائق صنداونز كان قد عاد سريعا للقاء ليس ذلك فقط، بل لعب بين خطوط برشلونة وكاد أن يتعادل بعد 9 دقائق.
يتابع دالبرت تعليقه لـFilGoal.com قائلا: "يأخذ كل مباراة بجدية كبيرة، لذا يتوقع احترافية من لاعبيه ويطلب ذلك منهم".
وأردف "أعتقد في بعض الأحيان كان يعاني أمام فرق بعينها خارج ملعبه لكن ذلك أيضا يعود للاعبين الذين امتلكهم".
وأكمل "في صنداونز لم يكن لديه مهاجمين يسجلون الأهداف بالضرورة لكنه يركز أسلوبه على صناع اللعب هم أهم عنصر لديه".
وتابع "رغم أنه مدرب هجومي كان يعلم أن فرق جنوب إفريقيا تعاني في الشمال، لذا كان ينوي التكيف وضبط تكتيكه للحصول على النتيجة في ملعبه وعدم الخسارة بعيدا عنه، لم يعمل ذلك دائما بالطبع معه".
وواصل "3 أسابيع فترة قصيرة للغاية وسيعتمد الأمر على سرعة اندماجه مع اللاعبين والعكس، لكنني أعلم أنه يشاهد الكثير من مباريات الأهلي ويعرف اللاعبين جيدا".
طريقة بناء الهجمات
واحدة من أبزر نقاط عمل موسيماني بعيدا عن تفضيلاته فيما يخص الاستحواذ والتمرير هي المهاجم الوهمي، سيريرو يجيد هذا الدور ويفيده كثيرا. موسيماني دائما في حواراته يقول عنه "سيريرو لاعبنا رقم 10" ولا يصفه بالمهاجم أبدا.
يقول فيليلي مبولي الصحفي الجنوب إفريقي والمقرب من نادي صنداونز ومحلل التلفزيون هناك: "سواء لعب بمهاجمين أو مهاجم وحيد هناك دوما مهاجم وهمي، هناك استراتيجية ممتعة لديه، في أول 20-30 دقيقة من عمر المباراة يحب أن يبدأ بقوة شديدة ويخنق خصمه ويحصل على أفضلية، هو مدرب يثق في المنافسة ويحب كثيرا الاعتماد على التمريرات للوصول إلى المرمى".
وتابع "دائما ما كان يخبر لاعبيه بــ(مرروا الكرة حولكم للوصول إلى منطقة جزاء الخصم)".
وأردف "صنداونز كان سريعا جدا في عمليات التحول من الدفاع للهجوم على وجه التحديد. في بعض الأحيان كان يلعب كذلك بطريقة الضغط العالي لإجبار خصمه على ارتكاب الأخطاء في ثلث ملعبه، ذلك بجانب التمريرات والتحركات السريعة التي يتمتع بها لاعبو صنداونز".
ويصدق فالدويا على كلمات مبولي قائلا: "هو يحب كرة القدم لذلك يحب الاستمتاع بها، يهاجم دائما ويستحوذ على الكرة ويلعب على الكرات القصيرة، ودائما ما كان الفريق يمتلك خطوطا متقاربة وقوية ومنظمة للغاية، قام بعمل كبير هنا وتعلمنا منه الكثير".
إذا ما تعريفه للمهاجم؟ يجيب مبولي: "المهاجم لديه ولكي تفوز بدوري الأبطال لابد من مهاجم كبير وهنا لا أعني لاعب داخل الصندوق هو بحاجة للاعب متحرك خطير يسجل ويصنع".
دور الظهيرين
في معظم المباريات مع صنداونز ورغم أن الفريق يلعب بطريقة 4-4-2 بثنائي رقم 6 في كثير من الأحيان في الدوري إلا أنه يفضل اللعب بجناحي وسط وليس ظهيرين أي Wingbacks في نظام المدافعين الثلاثة.
يشرح مبولي: "إنه لا يستخدم الظهيرين لكنه يفضل الجناحين، ضد الخصم القوي جدا قد يلجأ للظهيرين لكي يدافع".
وتابع "حينها بدلا من استخدام 3 مدافعين يتجه لـ4 وضد الخصم الأضعف يلجأ للجناحين، لديه دوما أكثر من 3 محللين لكي يعرف كل اللاعبين ونقاط القوة والضعف لدى خصومه للعب عليها".
كيف يدخل المباراة؟
يتحدث تابيسو تيما محلل ومعلق ومذيع قنوات "سوبرسبورت" والذي تابع معظم مباريات صنداونز منذ تولي موسيماني للمهمة حول الأدوار الفنية في خطة مواطنه.
"عادة يلعب بخطة 4-4-2 بثنائي قلب دفاع وبعد ذلك ثنائي على الأطراف، إما ظهيرين أو أجنحة حسب المباراة، لأنه يحب من الثنائي على الأطراف أن يهاجم على اليمين واليسار ويستعمل ثنائي سريع دوما، فعل ذلك لعدة أعوام".
"في وسط الملعب يحب اللعب بثنائي ارتكاز وليس واحد، بعد ذلك يضع ثنائي على الأطراف، ليسا جناحين معتادين يظلان على الأطراف، ولكن، الأمر كما لو أنهم ثنائي وسط على الطرف يضم للعمق ويهاجم أكثر".
"لذا يكون لديه دوما 4 في الهجوم والخطة تتغير إلى 4 في الهجوم، لكن كقاعدة لديك 4 في الوسط وثنائي هجومي".
"عادة لا يعتمد على مهاجم، ولكنه يلجأ إلى مهاجم وهمي، معظم أهدافه تأتي من لاعبي الوسط، دائما يلعب واحد خلف الأخر، فهي ليست 4-4-2 تقليدية كما تعرفها".
"هي أشبه بـ4-4-1-1 وكان يقول لسنوات إنه يرغب في أن يحصل على مهاجم كبير، ضم واحد خلال الموسم الماضي كان قوي بدنيا من أمريكا الجنوبية ولكنه أصيب ولم يعمل الأمر معه كما أراد، ولكنه عاد ولعب في نهائي الكأس وسجل هدفين، لكن هذا مجرد خيار له".
"يمكنه أن يغير طريقته بناء على المباراة، خاصة في دوري الأبطال، يفضل أن يغير طريقته في مباريات دوري الأبطال قد يتجه للدفاع في بعض الأحيان، خارج معلبه 3 لاعبين ارتكاز، لاعبو وسط يعملون كثيرا في وسط الملعب ويتراجع قليلا في المباريات المهمة، يلعب بطريقة الضغط في ملعبه ويخنق خصمه ويعمل بقوة كبيرة مع وبدون الكرة ويتحول للهجوم سريعا وطريقته تعتمد على السرعة ويحب اللاعبين أصحاب السرعة، ليس القوة البدنية لكن الذكاء والمهارة والسرعة هم أولويته".
"إنه مدرب بعقلية هجومية ويحب بناء فريقه من لاعبين هجوميين ويحب أن يعمل لاعبيه بقوة بدون الكرة خاصة على ملعبه، يتطلب هذا الكثير من الطاقة ولاعبين يعملون بقوة ولديهم قدرة بدنية كبيرة لأن هذا الأسلوب يتطلب الكثير من العمل البدني، لكن حينما يحتاج إلى طريقة معينة يلجأ إليها إنه مرن".
"ضد كايزر تشيفز في نهاية الموسم لعب في هذه المباراة بطريقة دفاعية للغاية، تراجع وقرر أن يلعب على الهجمات المرتدة وعملت بشكل ممتاز له، لأنه أحبط كايزر تشيفز ولم يتمكنوا من اللعب، حتى حينما غيرها إلى 4-4-2 ثم عاد إلى ترك لاعب وحيد في الأمام ووضع 3 لاعبين وسط دفاعي، ونجح وفاز بنتيجة 1-0 وأدار المباراة كما أراد، فريقه جيد جدا في التحول الفني".
ما التوازن بالنسبة لموسيماني؟
يجيب تابيسو "تي تي" لـFilGoal.com "التوازن بالنسبة له هما الثنائي في الوسط الدفاعي محوري الارتكاز يكونان قويان جدا، ثم ثنائي وسط الملعب اللذين ليسا جناحين هما ليسا مثل رقم 7 و11 لا يعتمد على الشكل التقليدي تماما للأجنحة، مثلا مثل تيمبا زواني الذي يلعب عادة كرقم 10 وليس 7 رغم أن شكل الفريق في 4-4-2 قد يبدو على الورق كذلك، لكنه سجل عددا كبيرا من الأهداف من ذلك المركز كرقم 10".
وأردف "قائد الفريق كيكانا يبدأ الهجمات وينضم إليها رغم أنه ارتكاز دفاعي، أما ريفالدو كورتيز يلعب أكثر كمحور دفاعي يظل في الخلف للتأمين، وكسر الهجمات وتمرير الكرة إلى الهجوم".
وأكمل "هذا هو التوازن بالنسبة له، أن يهاجم ثنائي الجناح لديه وينضمون دائما للهجمات، ونادرا يدافعون أو يركزون فقط على الدفاع، فقط إلا في المباريات الكبيرة أو لو كانت لديه فكرة".
وتابع "أهدافه تأتي من وسط الملعب هذا الموسم الهداف هو زواني، دائما كان ما يعتمد أكثر على فكرة المهاجم الوهمي حول منطقة الجزاء".
هل لديه أسلوب محدد في لعب الكرة؟
يجيب لنا عن هذا السؤال روب ديلبورت بحكم أنه تابعه منذ أن كان في سوبرسبورت ومنتخب جنوب إفريقيا، مع الوضع في الاعتبار أن ديلبورت كان يبني قاعدة بيانات لعبة "فوتبول مانجر" للدوري الجنوب إفريقي.
قال روب: "لطالما كنت محبا لما يقدمه منذ أن كان في سوبر سبورت، حتى حينما كان مع المنتخب كذلك وبالطبع في صنداونز".
ويتابع "من الصعب أن نقول إن لديه أسلوبا محددا للعب، لأن لديه الكثير من التكتيكيات التي يستعملها وبناها حول لاعبيه المتواجدين في صنداونز، وفي أغلب الوقت لم يكن هناك مهاجما تقليديا".
فكرة عدم وجود مهاجم تقليدي في خطته تعني أنباء سيئة للثنائي مروان محسن وأليو ديانج، إلا إن كانا قادرين على الاندماج في خطة المدرب الجنوب إفريقي.
يقول ديلبورت: "أحيانا 4-4-2 وأيضا 4-3-3 بمهاجم وهمي، تعريفه كمدرب، هجومي، لكنه يتكيف إن شعر أن الخصم خطير أو أقوى منه، لكي أكون صادقا رأيته في مباريات دوري الأبطال خارج ملعبه، فقط إن كان خصمه أقوى فهو يلجأ لإزعاج الخصم وإيذائه بتسجيل الأهداف".
ماذا عن الأهلي؟
قال مبولي: "ما أضمنه، أن موسيماني يعرف كل لاعب في الأهلي ويشاهد كل مباراة للفريق، لأنه مدرب جيد جدا فيما يخص التحليل ودراسة الخصوم".
وواصل "حينما واجه الأهلي والزمالك 8 مرات مجموع مواجهاته ضدهما، شاهد كافة مبارياتهم".
وأكمل "لا تنتظروا تيكي تاكا برشلونة لكنه يلعب بطريقة مشابهة أكثر لريا لمدريد، ويتكيف على المباراة نفسها".
ماذا عن مواجهة الوداد؟ لماذا ودع البطولة في مرتين خلال الإقصائيات ضده؟
يجيب مبولي أولا: "لم يكن يمتلك فريقا قويا لمحاكاة خصم مثل الوداد، في مباريات أخرى كان الوضع ليصبح مختلفا، أحيانا لم يمتلك مهاجما جيدا ويمكن للفريق أن يفعل كل شيء ولا يسجل، مع الأهلي لن تكون مشكلة لأن أندية شمال إفريقيا تعرف بعضها البعض".
وتابع "لو كانت القائمة جيدة سيفوز باللقب".
وأردف "3 أسابيع مدة جيدة له، إنه مدرب ذو عقل هجومي، الطريقة التي يعد بها فريقه للقاء دوما متوازنة ويقوم بعمل العديد من الأبحاث عن الخصم، دائما يعرف كيف يعد فريقه للمواجهة".
موسيماني واجه الوداد المغربي 10 مرات فاز في 3 وتعادل 3 وخسر 4، كما أن الوداد أقصاه من ربع نهائي نسخة 2017 ونصف نهائي نسخة 2019.
يتحدث تي تي لـFilGoal.com قائلا: "لم أكن لأقول إنه كان يعاني أمام الوداد، بل كانت المباريات متكافئة، أعتقد أن الوداد أيضا سيقول إن صنداونز خصم صعب جدا، إن نظرت لنتائج المباريات، أهداف قليلة تُسجل، آخر مرة لعبوا هنا في جنوب إفريقيا انتهت بنتيجة 1-0 وفي المغرب بنتيجة 0-0".
وتابع "لا أعتقد إنني سأقول إن صنداونز يعاني، في المواجهات المباشرة فاز مرة وحيدة، المواجهات قريبة والوداد سجل هدفين أكثر فقط من صنداونز (10-8)".
وأتم "هي مباريات صعبة على الطرفين، والوداد لديه أفضلية في المواجهات المباشرة ويحقق نتائج جيدة على ملعبه، وفي جنوب إفريقيا هنا يكون الفريق سعيدا إن تعادل سلبيا، إنها متكافئة للغاية".
*شارك في التقرير محمد عبد العظيم*