بيتسو موسيماني.. الأقدار قادته للمجد الإفريقي وعقدة المواجهات الإقصائية أمام الوداد
الأربعاء، 30 سبتمبر 2020 - 12:19
كتب : FilGoal
ربما نسيت الجماهير المصرية بسب الأحداث اسم بيتسو موسيماني مدرب جنوب إفريقيا وتسببه في الغياب عن كأس الأمم الإفريقية 2012. لكنها عرفته جيدا في 2016.
قادت الأقدار فريق ماميلودي صنداونز إلى دور الثمانية من بطولة دوري أبطال أفريقيا بعد خطأ إداري فادح فيتا كلوب الكونجولي أقصاهم من البطولة وأعاد الحياة للفريق الجنوب أفريقي للحياة.
قبل مواجهته أمام الزمالك كان موسيماني قد لعب أمام نفس الفريق مرتين في دور المجمواعت فاز بنتيجة 1-0 و2-1. ثم بعد ذلك فاز في ذهاب النهائي 3-0 وخسر في الإياب 1-0 ولم يتواجه معه منذ ذلك الحين.
من هو بيتسو موسيماني أبرز المرشحين لتولي تدريب الأهلي خلفا لريني فايلر؟
مدرب سوبر سبورت يونايتد السابق بدأ رحلته في عالم التدريب سريعا بعد اعتزال كرة القدم، موسيماني كان لاعبا في وسط الملعب ودولي، مثل نادي صنداونز مرتين كما لعب لنادي السد القطري قبل اعتزاله.
بعد بداية رحلته التدريبية في سوبرسبورت يونايتد 2001-2007 تولى مهمة مساعد منتخب جنوب إفريقيا 4 أعوام منذ أن كان مدربا لسوبر سبورتس في الفترة من 2006-2010 ثم قاد المنتخب عامين.
لننعش ذاكرة الجماهير المصرية، موسيماني تولى تدريب منتخب جنوب إفريقيا بشكل مؤقت خلال عام 2006 أثناء رحلة البحث عن مدرب جديد قبل تعيين كارلوس ألبيرتو بيريرا.
خلال تلك الفترة موسيماني قاد المنتخب في 7 مباريات. أبرزها بالنسبة لنا، مواجهة منتخب مصر الودية في نوفمبر 2006 والتي فاز بها الفراعنة بنتيجة 1-0 وقتها لعب بطريقة 4-1-2-1-2.
المدرب الجنوب إفريقي واجه مصر مرتين بعد 5 أعوام حينما قاد منتخب جنوب إفريقيا كمدرب دائم، حينها مصر كانت في نفس المجموعة مع جنوب إفريقيا، وفاز ذهابا بنتيجة 1-0 وتعادل إيابا سلبيا.
في المباراة التي خسرها الفراعنة كان حسن شحاتة المدرب الأسطوري هو من يقود المنتخب والتشكيل كان كالتالي:
حراسة المرمى: عصام الحضري
الدفاع: محمود فتح الله، أحمد فتحي – وائل جمعة – أحمد المحمدي – سيد معوض
الوسط: حسني عبد ربه – محمد شوقي – حسام غالي
الهجوم: محمود عبد الرازق شيكابالا والسيد حمدي.
وشارك من مقاعد البدلاء الثلاثي محمد زيدان ومحمد ناجي جدو ومحمد أبو تريكة.
في مباراة التعادل السلبي كان التشكيل:
حراسة المرمى: الحضري
الدفاع: فتح الله – فتحي – وائل جمعة – معوض – المحمدي
الوسط: حسني عبد ربه وحسام غالي وشيكابالا
الهجوم: أحمد عبد الظاهر – محمد زيدان
وشارك من مقاعد البدلاء محمد ناجي جدو وأحمد علي (مهاجم إنبي الحالي) وعمرو السولية.
ذكريات مواجهات الأهلي
أولى مواجهاته أمام الأهلي مع صنداونز حملت ذكرى مؤلمة للغاية، 5-0 كأكبر خسارة في تاريخ النادي إفريقيا في ربع نهائي دوري الأبطال 2019 بجانب خسارتين بنتيجة 1-0 في نفس السنة. ثم خلال البطولة الحالية حينما أقصاه الأهلي من نفس الدور بالفوز 2-0 ثم التعادل 1-1.
كيف حول موسيماني صنداونز إلى منافس قوي على كل الألقاب؟
فور توليه المهمة بدأ موسيماني التعرف على فريقه شيئا فشيء ومنذ ذلك الحين والفريق لا يقهر مع المدرب الجنوب إفريقي.
صنداونز لم يكن قد فاز بأي بطولة لمدة 4 أعوام وحينما تولى موسيماني المهمة كان هدفه الرئيسي ألا يهبط الفريق لأنه أنهى موسم 2012-2013 في المركز الـ10 برصيد 39 نقطة.
في موسم 2013-2014 وقع الفريق مع لاعبين مثل رشيد صوماليا وخاما بيليات وغيرهم ما يقرب من 13 لاعبا وبعدها قدم موسما رائعا، فقد كان على بعد 10 نقاط من كايزر تشيفز المتصدر، لكن الفريق واصل سعيه وحصد اللقب، لتكون تلك البداية المثالية التي توالت بعدها الإنجازات.
في الموسم التالي تواصلت الصفقات وفاز بكأس "نيدبانك" وكذلك كأس "تيلكوم نوك أوت" ثم توج بلقب الدوري 5 مرات منها ثلاثة على التوالي 2017-2018 و2018-2019 و2019-2020.
بيتسو موسيماني
قال بيتسو موسيماني: "كم مدرب فاز ببطولة كأس إم تي إن8 في جنوب إفريقيا؟ كثيرون حتى أنا فعلت ذلك منذ 10 أعوام، لكن كم مدرب فاز بدوري الأبطال؟".
كتيبة موسيماني تخطى تشكين إن في المراحل الإقصائية الأولى، ثم ليوباردز الكونغولي في الجولة الإقصائية الأولى، ثم فيتا كلوب من الكونغو الديموقراطية.
الحظ لعب دورا كبيرا مع صنداونز الذي كان قد ودع البطولة لخسارته أمام فيتا كلوب بقاعدة الهدف خارج الأرض بعد التعادل 2-2، لكن فيتا أشرك لاعبا غير مسجل في الجولة الأولية، ليتأهل صنداونز بعدما كان قد خاض بالفعل جولة في إقصائيات كأس الكونفدرالية.
تواجد صنداونز في مجموعة الزمالك وإنيمبا ووفاق سطيف، وفاز ذهابا وإيابا ضد الزمالك كما تم استبعاد وفاق سطيف بعد اقتحام الملعب وحوادث أخرى في مباراتهم ضد صنداونز.
الفريق الجنوب إفريقي واجه زيسكو يونايتد في نصف النهائي وتخطاه فيما تخطى الزمالك الوداد المغربي، وتواجه الفريقان في النهائي.
موسيماني مدرب ذكي للغاية يجيد دائما نقل صورة مختلفة عن فريقه، ففي الوقت الذي كان قد بنى فيه فريقا تسيد جنوب إفريقيا محليا وتوج بالألقاب وامتلك نجوما، كان يقلل من فرصه، خاصة ضد الزمالك.
إحدى التصريحات له قبل مواجهة الزمالك قال: "بالتأكيد سيفوزون علينا، عندما تواجه فريقا بحجمه لابد أن تخسر".
وواصل "الفوز على الزمالك بمثابة حلم، وأعتقد أن كل الحاضرين الآن لديهم نفس الاعتقاد إننا لا يمكننا الفوز عليهم".
أمل موسيماني في المواجهة هي قانون أوضحه للاعبيه: "ليس لدينا شيئا لنخسره، جئنا للظهور بشكل جيد".
ثم خاض حربا نفسية في تصريحاته سواء في دور المجموعات أو النهائي، بأن الزمالك قادر تماما على الفوز.
وبالفعل تمكن المدرب الجنوب إفريقي من الفوز ضد الزمالك وحصد اللقب لأول مرة في تاريخه وبعد 15 عاما من الفشل في المحاولة الأولى.
قال موسيماني: "أعرف فرقا في إفريقيا تحترمنا لأننا كنا متواجدين طيلة الوقت".
وتابع "نفهم الآن جيدا كرة القدم الشمال إفريقية، اللاعبون لدي يفهمون وأنا أفهم، لكن علينا أن نتسيد الموقف".
مواجهات الوداد
أكثر الفرق تتويجا في دوري الأبطال هم الأهلي والزمالك ومازيمبي، اثنان منهم من شمال إفريقيا، وما أفضل أن تثبت أن كتيبة الشمال ليست قادرة على التفوق مجددا على الجنوب سوى الفوز كلما سنحت لك الفرصة؟
صنداونز استمر في مناطحة كبار الشمال، الأهلي والزمالك والترجي والوداد، لكن الأخير شكل له نوعا من العقدة.
لم يفز صنداونز ضد الوداد في 2017 أو 2018 حينما تواجها سواء في المواجهات الإقصائية النهائية أو دور المجموعات على الترتيب، في الموسم الثالث كسر صنداونز العقدة وفاز بنتيجة 2-1 في دور المجموعات، لكنه خسر مجددا في المغرب بنتيجة 1-0.
وجاءت لحظة أخرى لمواجهة أحد عمالقة دوري الأبطال، خصم آخر من مصر، الأهلي ونجح في تحقيق انتصارا لم يكن ليحلم به، بنتيجة تاريخية، 5-0 في الذهاب كانت كفيلة بإقصاء الأهلي وقد كان إذ لم يفز الفريق المصري سوى 1-0 في الإياب.
قال موسيماني: "علينا أن نفهم جيدا كيف نلعب ونواجه أندية الشمال، كيف نكشفهم وحتى الآن لم نتمكن حقا من غزوهم مثلما فعلوا هم".
وتابع "في رأيي، فقط مازيمبي من الكونغو الديموقراطية في دول الجنوب هو من تمكن من ذلك".
واستطرد "ميزانياتهم أفضل 10 مرات منا، لديهم لاعبون لعبوا في أوروبا، لا يحصلون على أي مدرب بل أكبر المدربين من أمريكا الجنوبية والدوري الإنجليزي أحيانا".
واستكمل "يدفعون رواتبا مختلفة ورحلات طيران خاصة، الوداد يسافر في طائرته الخاصة، إنه فريق كبير ولا شك في ذلك لكن ذلك مستوى مختلف".
واسترسل "اللعب في دوري الأبطال مهم للغاية لنا يفيد لاعبينا، وأيضا يفيدنا ماديا لأن العوائد ليست صغيرة".
وأتم "أندية الشمال تعرف جيدا كيف تسيطر على نظامها وتزعج خصمها، نحن أقوياء الآن، لنا خبرة أكثر من 5 أعوام في هذه الأمور، يجدر بنا أن نعرف كيف نلعب هذه اللعبة".
منذ عام 2017 وحتى 2018 واجه موسمياني الوداد في 10 مرات فاز 3 وتعادل 3 وخسر 4.
في دور المجموعات 2018-2019 تواجد صنداونز مع الوداد، فاز بنتيجة 2-1 على ملعبه وخسر بنتيجة 1-0 خارجه.
الفريقان تواجها مرة أخرى في نصف النهائي وتلك هي المواجهة الوحيدة التي جعت موسمياني بالوداد في نصف النهائي.
وقتها فاز الوداد ذهابا بنتيجة 2-1 وتعادلا سلبيا في الإياب.
كما تواجه الفريقان في 2017 في المراحل الإقصائية من البطولة، في ربع نهائي دوري الأبطال، فاز صنداونز ذهابا بنتيجة 1-0 لكنه خسر إيابا بنتيجة 4-2.
أي أن صنداونز لم ينجح قط مع موسيماني في تخطي الوداد في الأدوار الإقصائية من دوري أبطال إفريقيا خلال مرتين واجهه فيهما.
إحدى المشاهد التي لا تُنسى حينما حاول لاعبو الوداد استفزازه أثناء مقابلة تلفزيونية له ولكنه كان عنيفا وخرج عن شعوره في الرد.
بدأ موسيماني حديثه الغاضب "إنهم يفعلون لنا ذلك في المغرب".
وواصل "في كل مكان يتنمرون علينا، يحدث ذلك في كل مرة نلعب معهم في دوري الأبطال، لا نجد حتى الفتيان الذين يجلبون الكرة، هل سيستمرون في استفزازنا دائما؟".
وأكمل "نعرف ما سنفعله إن تنمروا علينا فسنرد التنمر".
وأتم "إنهم دائما يتنمرون على الجميع، لا يرغبون في الخسارة، لكن حينما نخسر نحن في الوداد لا نفعل أي شيء نرحل بشكل ملائم، ما كل هذا؟".
تلك المقابلة الغاضبة كانت بعد مواجهة صنداونز أمام الوداد وانتصاره بنتيجة 2-1 في دور المجموعات لنسخة 2018-2019 المباراة كانت يوم 19 يناير 2019.
خلال عام 2019 فقط تواجه صنداونز مع الوداد في الفترة من يناير إلى ديسمبر في دوري الأبطال 5 مرات فاز في مرة وخسر مرتين وتعادل مرتين.
آخر مواجهتين جمعت صنداونز بالوداد في دور المجموعات للنسخة الحالية، شهدت التعادل السلبي في المغرب وانتصار صنداونز بنتيجة 1-0.
في حالة تولي موسيماني لتدريب الأهلي وبعد 3 أسابيع سيكون على موعد مع مباراتين مصيريتين وأبرز ملفاته إن تسلم المهمة، مواجهتي الوداد في 17 أكتوبر و23 من نفس الشهر. مباراتان ستضافان بكل تأكيد إلى سجل مواجهاته الحافل أمام الوداد، فهل ينجح هذه المرة في كسر عقدة الأدوار الإقصائية وخطف بطاقة التأهل من الوداد للمرة الأولى؟
كحقيقة تاريخية، إن تولى موسيماني المهمة، فسيصبح أول مدرب إفريقي أسمر البشرة من جنوب القارة يقود أحد كبار فرق شمال القارة، وذلك سيكون حدثا جللا في جنوب إفريقيا.