عصر فاتي و4-2-3-1 في أبرز ملامح سحق برشلونة لـ فياريال
الإثنين، 28 سبتمبر 2020 - 11:53
كتب : FilGoal
اشتعلت سماء كامب نو بالألعاب النارية التي أطلقتها جماهير برشلونة خلال مواجهة فياريال.
ربما دعما بعيد المدى لفريقها المحروم من جماهيره بسبب كورونا، أو ربما احتفالًا بعصر جديد، عصر رونالد كومان وبطله أنسو فاتي.
FilGoal.com يقدّم أبرز ملامح انتصار برشلونة 4-0 على ضيفه فياريال في الظهور الرسمي الأول لـ كومان.
عصر فاتي
الجلبة التي أحدثها الأسطورة ليونيل ميسي خلال الصيف ومطالبته الشرسة بالرحيل عن برشلونة، فتحت أعين جماهير النادي على الحقيقة المُرة: عصر ما بعد ميسي.
وصحيح أن ميسي استمر في نهاية المطاف، لكنه لن يستمر إلى نهاية الزمان، وسينتهي عصره الأسطوري يوما ما.
وصحيح أيضا أن ميسي لن يتكرر ولن يضاهيه أي لاعب آخر، لكن لا بد من حامل جديد لراية برشلونة، لا بد من أنسو فاتي في هذه الحالة.
الشاب الدولي الإسباني دخل منذ البداية في حسابات المدرب كومان، وقدّم مباراة مثالية أمام فياريال.
سجّل هدفين، ثم تحصّل على ركلة الجزاء التي سجّل منها قائده ميسي الهدف الثالث، وصنع الكثير من الفوضى في دفاعات فياريال من الجهة اليسرى.
خلق فاتي فرصتين للتسجيل لزملائه، وراوغ بنجاح 3 مرات، ولمس الكرة 10 مرات داخل منطقة جزاء المنافس، وتمتع بدقة تمرير بلغت 83%.
فعل كل ذلك بعد فترة قصيرة للغاية من ظهوره الأول الرائع بقميص منتخب إسبانيا، وفي عمر السابعة عشر فقط.
فهل بدأ عصر فاتي مع تلاشي ابتسامة ليو ميسي؟
ثورة تكتيكية
مساء الأحد كان لحظة تاريخية في الرسم التكتيكي لـ برشلونة، لأن كومان اتخذ قرارا جريئا للغاية، واعتمد على طريقة 4-2-3-1، مطيحا بطريقة 4-3-3 الكلاسيكية في برشلونة.
الأمر كما لو أننا استيقظنا في يوم ووجدنا السير أليكس فيرجسون يتخلى عن 4-2-2 في مانشستر يونايتد.
في برشلونة، 4-3-3 هي عقيدة وليست مجرد رسم تكتيكي في الملعب، والمفاجئ أن يأتي التغيير من شخص متشبع بعقيدة برشلونة حتى النخاع.
إرنستو فالفيردي الذي اتهموه بتجريف قيم برشلونة الخططية، لم يجرؤ في أي لحظة على اللعب بطريقة غير 4-3-3.
لكن الآن، انتهى هذا العصر، وعاد برشلونة إلى أرض الواقع، برشلونة لم يعد يمتلك تشابي وإنييستا، وهذه حقيقة عجز عدد من المدربين عن استيعابها لسنوات بعد الحقبة الذهبية.
مع اعتماد 4-2-3-1 يتم توظيف فيليبي كوتينيو في دور منطقي أخيرا بمركز صانع الألعاب الصريح.
لكنها طريقة تفتح الطريق أمام نهاية سيرخيو بوسكيتس الذي بات مركزه مهددا أكثر من أي وقت مضى.
إيمري الكارثي
خسارة فالنسيا أمام 9 لاعبين من ريال مدريد في كأس السوبر الإسباني 2008، أو تخلي باريس سان جيرمان عن أسبقية بأربعة أهداف أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا 2017، هي أمور يشترك فيها شخص واحد: أوناي إيمري.
فشل جديد لـ إيمري في المباريات الكبيرة أمام قطبي الكرة الإسبانية، وهذا المرة كمدرب لـ فياريال.
المدرب الباسكي واجه برشلونة وريال مدريد على ملعبي كامب نو وسانتياجو برنابيو في 24 مباراة، ولم يحقق أي انتصار، بل خسر 23 مرة وتعادل في واحدة، سجل 19 هدفا، واهتزت شباكه 75 مرة!
إيمري دخل المباراة برسم خططي جريء للغاية، 4-4-2 مع الاعتماد على مهاجمين صريحين وجناحين طائرين، قبل أن يتراجع مرعوبا بين الشوطين ويضيف لاعب ارتكاز ثالث (مانو تريجيروس) بدلا من مهاجمه باكو ألكاسير.
مدرب أرسنال السابق نال انتقادات أيضا لعدم اعتماده على الياباني الشاب تاكيفوسا كوبو المعار من ريال مدريد سوى لربع ساعة فقط في نهاية المواجهة.
الأمر يتكرر للمباراة الثالثة على التوالي، وفي كل مرة يجلب كوبو معاه نشاطا ملحوظا على هجوم فياريال، وإلى الآن لم يقرر إيمري الدفع به منذ البداية.
تحرر ميسي
بعد سنوات من اعتماد برشلونة على طريقة (ميسي +10 لاعبين)، يبدو أن كومان في طريقه إلى رفع الحمل الثقيل من على كاهل ميسي بالفعل.
إحصائية مهمة أبرزتها صحيفة "أس" أفادت أن ميسي لمس الكرة 6 مرات فقط في أول 20 دقيقة، وهي الفترة الأفضل لـ برشلونة في اللقاء والتي تقدّم فيها بهدفين دون رد.
وهذا يعبر عن توجه كومان الذي لا يرغب في اعتماد الفريق بشكلٍ كامل على ميسي كما كان الحال مع أسلافه.
الأرجنتيني لم يخلق سوى فرصة واحدة للتسجيل في المباراة، أقل من جوردي ألبا، وسيرجي روبيرتو، وفرينكي دي يونج، وأنسو فاتي.
بل أن انطلاقات جوردي ألبا من الجهة اليسرى لم تعد معتمدة في الأساس على تمريرات ميسي البديعة كما كان في السابق.
وحتى عرضيات ألبا إلى الخلف لم يعد هدفها الوصول بالضرورة إلى القدم اليسرى لـ ميسي.
ودعوة إلى الواقعية
كان شوطا أول مبهرا، مليئا بما افتقده أعين مشجعي برشلونة لفترة طويلة للغاية، والألعاب النارية في الشوط الثاني كانت إكمالا للصورة المليئة بالألوان الفاتنة.
لكن الصورة لن تكون زاهية إلى هذا الحد دوما، فربما ساهم تكتيك إيمري الأرعن في هذه الاحتفالية الكتالونية بالشوط الأول.
ومثل أي تجربة، لا يمكن الحكم عليها من بدايتها، بالإيجاب أو بالسلب.
علينا انتظار رؤية برشلونة أمام مدرب أكثر واقعية وفريق أكثر تماسكا وحظرا.
اقرأ أيضا: