كتب : إسلام أحمد
قبل بداية الدوري الإيطالي بأسبوع واحد أبدى أندريا بيرلو المدير الفني الجديد لـ يوفنتوس ضرورة ضم مهاجم للفريق قائلا: "أحتاج مهاجما في أسرع وقت ممكن".
بعد رحيل مويس كين وماريو ماندجوكيتش سابقا تبقى فقط الموسم الماضي العائد جونزالو إيجوايين وكريستيانو رونالدو في خط الهجوم في ظل الاعتماد الدائم والأساسي على البرتغالي.
رونالدو سجل الموسم الماضي في الدوري 31 هدفا وهو الرقم الأفضل تهديفيا لمهاجم يوفنتوس في الدوري منذ 1930، لم يكن هذا كافيا فبطل الدوري خامس أقوى هجوم في الدوري.
في أول موسمين تدريبيا لأنطونيو كونتي كان هدافي يوفنتوس هم أليساندرو ماتري وأرتورو فيدال وميركو فوشينيتش برصيد 10 أهداف لكل لاعب، وفي آخر 10 سنوات لم يتصدر لاعبا لـ يوفنتوس ترتيب هدافي المسابقة.
في يوفنتوس ألقى العديد اللوم على أليجري ومن قبله كونتي ومن بعده ساري على البطء في تحضير الهجمات وعدم وجود لاعبين يخلقون الفرص، فـ يوفنتوس في المركز السابع في صناعة الفرص من لعب مفتوح الموسم الماضي والسادس في صناعة الفرص داخل منطقة الجزاء.
الاعتماد على الكرات الثابتة تظهره الأرقام، 45% من أهداف رونالدو جاءت من كرات ثابتة، 12 ركلة جزاء وركلة حرة مباشرة وأخرى غير مباشرة، كما كان ثاني أكثر لاعب صناعة للفرص المحققة برصيد 50 فرصة بعد باولو ديبالا 69.
هذا يعني أن الفريق يفتقر إلى التواجد في منطقة جزاء الخصم، لأن رونالدو لا يتواجد بصفة أساسية كمهاجم في منتصف منطقة الجزاء بل يميل إلى الجهة اليسرى.
في المقابل ديبالا عندما لعب في مركز رقم 10 كصانع ألعاب استغل قدراته وبدأ التسجيل في ظل الصعوبات والمساحات الضيقة حول منطقة الجزاء لكنه كان يتحرك أكثر في مركز الجناح الأيمن.
الموسم الماضي سجل ماتيس دي ليخت 4 أهداف أكثر من أي لاعب في خط وسط يوفنتوس وهو ما يدل عن وجود مشاكل في التسجيل للاعبي الوسط بداية من بنتانكور وبيانيتش الذي رحل لـ برشلونة وأدريان رابيو الذي ظهر بشكل قوي بعد عودة النشاط الرياضي عما بدأ الموسم.
في مباراة سامبدوريا تشعر أن آرون رامسي تحرر من الضغوط والواجبات المؤكلة له الموسم الماضي فصار يقدم هدايا لهجوم الفريق.
يوفنتوس الموسم الجاري خطه وسطه سيصبح حيويا مع قدوم أرتور ميلو وانضمام ديان كولوسفسكي أفضل لاعب شاب في الدوري الإيطالي الموسم الماضي والذي يستطيع شغل مركز اللاعب رقم 10 أو 8 إلى جانب ويستون ماكني الذي سيقدم الإضافة والقدرات الحيوية دفاعيا وهجوميا لـ يوفنتوس.
ثلاثي شاب معدله العمري 22 عاما وقادر على صناعة الفارق حال انسجم مع أفكار المايسترو الإيطالي الذي تواجد أمامه العديد من الأسماء لتدعيم هجومه وانتهى الأمر بضم الإسباني ألفارو موراتا الذي سبق له لعب بجوار بيرلو في 2015.
البيانكونيري ارتبط قبل موراتا بإدين دجيكو ولويس سواريز وراؤول خيمينيز ودوفان زاباتا وأركاديوش ميليك، وفي الأخير انضم الإسباني.
أشار العديد من النقاد إلى أن موراتا سيكون "سعيدا بالجلوس على مقاعد البدلاء وعدم إثارة ضجة".
ماسيميليانو أليجري أشاد من قبل بالإسباني قائلا "المهاجم الوحيد في العالم الآن الذي يمكن أن يتناسب مع أي نظام تكتيكي، أي دور، يمكن أن يكون شريكا لأي زميل في خط الهجوم. أينما وضعته، يقوم بالمهمة ويجعل من حوله يلعبون بشكل أفضل".
موراتا شخص يعمل ضمن أي نظام تكتيكي لخلق المساحات ومساعدة زملائه فهو شريك مثالي للبرتغالي المخضرم مثلما كان مع كارلوس تيفيز موسم 2014-15.
ويستطيع اللاعب كمهاجم ومهاجم ثان وكجناح أيضا مثلما لعب مع جوزيه مورينيو من قبل.
يمتاز الإسباني بالسرعة والمهارة في آن واحد خاصة في مواقف الهجمات المرتدة، كما في هدفه أمام ليفربول الموسم الماضي، أو مجهوده القوي أمام بايرن ميونيخ في دوري الأبطال في 2016، مهارات صارت نادرة في المهاجم الكلاسيكي.
لكن بالنظر للأرقام التهديفية للاعب لن يكون موراتا منافسا لـ رونالدو على لقب هداف الفريق بل لتعظيم الاستفادة من قدرات لاعبي الوسط واستغلال كافة الكرات المتاحة في منطقة الجزاء وتسجيل أكبر كم منها.
الموسم الماضي موراتا كان سادس أكثر لاعب تسديدا بالدوري الإسباني بواقع 63 تسديدة منها 9 فقط خارج منطقة الجزاء، ومسجلا 12 هدفا.
وسادس أكثر لاعب تمريرا لكرات مفتاحية برصيد 24 تمريرة أي شكلت فرصة على مرمى الخصم وصنع هدفين، ومرر 289 تمريرة صحيحة لزملائه محتلا المركز الـ 21.
تلك الأرقام بالنظر إلى اعتماد أتليتكو مدريد على المرتدات ومشاركته في 11 مباراة كاملة فقط من أصل 34 مع الروخيبلانكوس.
فأبرز رقم تهديفي للاعب البالغ 27 عاما كان 20 هدفا موسم 2016-17 وفي أغلبها كان بديل مع ريال مدريد ورحل بعدها سريعا إلى يوفنتوس، ويبلغ متوسط أهدافه في الدوري 12 هدفا .
موراتا قال سابقا إنه نادم على الرحيل من يوفنتوس والفرصة سنحت لتصحيح أخطاءه قبل فوات الأوان لأنه لن يجد أفضل من ذلك، والفريق بالتأكيد سيعظم من قدراته الهجومية الغير عادية.