بعيدا عن الإحصائيات المجردة.. دليلك لمعرفة أهمية تياجو لـ ليفربول

رغم إن الجُملة أصبحت كليشيه يُطلق على أي صفقة انتقال لاعب وسط من فريق لآخر؛ لكن حسب الإحصائيات التي سنتناولها بعمق فيبدو وإن تياجو ألكانتارا هو "القطعة الناقصة" التي كان يفتقدها يورجن كلوب.

كتب : محمد يسري

الجمعة، 18 سبتمبر 2020 - 13:36
تياجو ألكانتارا - ليفربول

رغم إن الجُملة أصبحت كليشيه يُطلق على أي صفقة انتقال لاعب وسط من فريق لآخر؛ لكن حسب الإحصائيات التي سنتناولها بعمق فيبدو وإن تياجو ألكانتارا هو "القطعة الناقصة" التي كان يفتقدها يورجن كلوب.

بعد الاتفاق على تقسيم قيمة الصفقة ودفعها على أقساط؛ اقترب تياجو من الانتقال إلى ليفربول قادما من بايرن ميونيخ الألماني؛ في انتقال قد يُغير من هوية خط وسط بطل الدوري الإنجليزي.

سنوات نجاح ليفربول مع كلوب ارتبط بثلاثي خط وسط قوي شرس في الضغط على المنافسين. إلا أن جودتهم في صناعة الفرص ليست بنفس جودتهم في استخلاص الكرة.

الثلاثية المكونة من جوردان هندرسون وفابينيو وجورجينيو فينالدوم بالإضافة للبديل نابي كيتا؛ في طريقها للتغيير، لاحتمالية خروج فينالدوم إلى برشلونة بعد التوقيع مع تياجو؛ ليُكمل مثلث خط الوسط.

فما الذي سيتغير بخروج فينالدوم ودخول تياجو؟

قبل الإشارة للتغيير المتوقع حدوثه؛ دعنا نشرح لك أمرا بخصوص صناعة اللعب في ليفربول.

في موسم 2017-2018، لم تكن الفرق في الدوري الإنجليزي تتعامل مع ليفربول على أنه فريقا خطيرا على الشق الهجومي؛ وكانوا يقومون بالمبادرة والهجوم مع ترك مساحات كبيرة في خطوط دفاعهم.

مواجهة ليفربول بهذه الطريقة؛ كانت تجعل كلوب أكثر سعادة لأنها ستسمح لفريقه باستخلاص الكرة في أماكن متقدمة من الملعب؛ ثم إرسالها مباشرة لـ محمد صلاح وساديو ماني في الأمام.

لذلك نجد أن صلاح نفسه وفيرمينيو وماني قدموا 62 و53 و45 فرصة للتسجيل في البريميرليج؛ وبعدهم فيليبي كوتينيو -رحل لبرشلونة في يناير 2018- وجيمس ميلنر وألكيس أوكسلاد تشامبرلين بـ41 و38 و32 فرصة، وخلفهم إيمري تشان وتيرنت ألكسندر أرنولد بـ25 فرصة لكل منهما، ثم أندرو روبيرتسون بـ24 ثم هندرسون بـ23 ثم فينالدوم بـ22.

ومع وصول ليفربول لنهائي دوري أبطال أوروبا في هذا الموسم؛ بدأت الفرق تلعب بأسلوب مختلف ضد فريق كلوب. لم يعد هناك فرصة للضغط لأن الفرق المتوسطة والصغرى تحديدا أصبحت لا تهاجم.

ليفربول أصبح ينافس أكثر، وبالتالي الفرق أصبحت تدافع ضده أكثر.

تكتل الفرق المنافسة؛ أجبر كلوب على أن يعتمد أكثر على ظهيري الجنب في صناعة الفرص.

ألكسندر أرنولد بنهاية موسم 2018-2019 قدم 48 فرصة للتسجيل أي ضعف رقمه السابق تقريبا، أما روبيرتسون بفقدم 52 فرصة، أي أكثر من الضعف. ثنائي الجنب احتلا المركز الثاني والثالث في تقديم الفرص خلف صلاح الذي حافظ على مركزه بـ68 فرصة للتسجيل.

مقدمة دسمة كان لابد منها لتوضيح التغيير الذي مر به ليفربول بعد الوصول لمنصات التتويج والآن لنشرح أهمية تياجو..

مع بايرن ميونيخ يلعب تياجو كارتكاز ضمن ثنائي وسط خلف صانع ألعاب يلعب به هانز ديتر فليك. أما في ليفربول فمن المتوقع أن يلعب تياجو بدلا من فينالدوم بجوار هندرسون خلف فابينيو لاعب الارتكاز.

خلال 40 مباراة بواقع 2973 دقيقة لعبها تياجو في كل المسابقات، كان تياجو وبمتوسط 90 دقيقة، يمرر 73 تمريرة بشكل صحيح من 81 محاولة.

ما يمرره تياجو يقترب من ضعف محاولات فينالدوم الذي شارك في 47 مباراة بواقع 3664 في كل المسابقات، ويُكمل 43.7 تمريرة من 48.3 خلال 90 دقيقة.

لكن الضخامة ليست في رقم التمريرات، بل ما يدور قبل استقبال التمريرة أو بعدها.

تياجو يعد هدفا لاستبقال تمريرات لاعبي بايرن. الإسباني يستقبل 69.1 تمريرة من زملائه خلال الـ90 دقيقة، أما فينالدوم فيستقبل 49.1 تمريرة فقط.

لا يتحرك تياجو بشكل دائم ليكون متاحا لاستقبال تمريرات لاعبي بايرن فقط،، بل يتسلم الكرة دائما بشكل أفضل بنسبة 96.6 مقارنة بـ 87.6 لفينالدوم.

هذا ما يفعله تياجو قبل أن يُمرر؛ يتحرك بين الخطوط ويظهر لزملائه، فماذا يفعل بعد استلامه للكرة؟

خلال الـ90 دقيقة يُسيطر تياجو على الكرة 66.3 مرة، مقابل 44.7 لفينالدوم، وهذا الرقم لا يتضمن عدد مرات المراوغة.

سيطرة تياجو على الكرة تجعله يسير بالكرة للأمام وباتجاه المرمى ما يصل لإجمالي 150.0 مترا في الـ90 دقيقة، أما فينالدوم فيتقدم 112.8 مترا فقط، وربما يكون الفرق في إن فينالدوم يلعب في مركز متقدم عن تياجو.

via GIPHY

الأماكن التي يلمس فيها تياجو الكرة قد تكون حل أزمة ليفربول في اعتماده على ظهيري الجنب لصناعة الفرص.

تياجو يلمس الكرة في الـ90 دقيقة 89.0 لمسة، منهم 60.4 في وسط الملعب و15.5 في الثلث الأخير من الملعب.

أما فينالدوم فيلمسها 57.1 مرة في الـ90 دقيقة، منهم 35.4 فقط في وسط الملعب و17.5 في الثلث الأخير.

الإحصائية التالية توضح لماذا عدد لمسات تياجو الكثيرة في وسط الملعب سيكون مفيدا لليفربول.

يقدم تياجو 1.15 فرصة للتسجيل في المباراة، مقابل 0.61 لفينالدوم.

كما وصل عدد الأهداف المتوقع صناعتها لتياجو لـ0.9، مقابل 0.5 لفينالدوم. لكن في العموم صنع تياجو هدفين ولم يصنع فينالدوم أي أهداف.

كما إن تياجو يقدم 3.06 تمريرة في المباراة، ينتج من خلالها موقفا للتسديدات على المرمى لزملائه، مقابل 1.47 تمريرة لفينالدوم خلال الـ90 دقيقة.

تكتل الفرق ضد ليفربول، يجعل كلوب يطلب من لاعبيه تغيير الملعب ونقل الكرة من اليمين لليسار لخلخلة لاعبي الخصم وإيجاد ثغرة للاعب.

وتياجو يقوم بتغيير الملعب 3.97 مرة في المقابل، مقابل 0.93 مرة لفينالدوم في الملعب.

فارق الأرقام يوضح كيف يمكن لتياجو أن يقدم تمريرات تتيح لزملائه الوصول لمرمى المنافسين، وهو ما سيسمح لليفربول الاعتماد على العمق في صناعة الفرص بدلا من توجيه الكرة لجانبي الملعب دائما من أجل الوصول للمرمى.

كانت هذه إحصائيات تياجو في التمرير مقارنة بفينالدوم في صناعة الفرص. فماذا عن التدخلات الدفاعية؟

ينجح تياجو في استخلاص الكرة بمعدل 2.42 مرة في اللقاء، من الأماكن التالية: 0.85 من ثلث فريقه الدفاعي، 1.52 من وسط الملعب، 0.33 من الثلث الأخير من الملعب.

أما فينالدوم فيستخلص الكرة بمعدل 0.91 في اللقاء من الأماكن التالية: 0.39 من ثلث فريقه الدفاعي، 0.57 من وسط الملعب، 0.20 من الثلث الأخير من الملعب.

هذا الرقم المجرد يحتاج لشرح؛ لأن ليفربول يعتمد على الضغط. فكيف يتصرف تياجو وفينالدوم عند الضغط على الخصم وهل ضغط لاعب بايرن ميونيخ يكون إيجابيا؟

يضغط تياجو على الخصم 14.2 مرة في اللقاء، وينجح في 5.39 مرة فقط بنسبة 38.1%، أما أماكن الضغط فتكون: 3.27 من ثلث فريقه الدفاعي، 8.27 من وسط ملعب فريقه، 2.61 من الثلث الأخير من الملعب.

أما فينالدوم فيضغط على الخصم 15.0 مرة في اللقاء وينجح في 5.26، بنسبة 35.1%، وأماكن الضغط تكون كالتالي: 3.88 من ثلث فريقه الدفاعي، 7.79 من وسط الملعب، 3.29 من ثلث الأخير من الملعب.

بالإضافة لـ 1.64 اعتراض للكرة من تياجو مقابل 1.08 لفينالدوم.

وفي الصراعات الهوائية، فاز تياجو بـ43 كرة بنسبة 50.6% مقابل 48 كرة لفينالدوم بنسبة 44.9%.

الإحصائيات المُفصلة توضح فارق الجودة بين تياجو وفينالدوم، مع الأخذ في الاعتبار إن تياجو كان يلعب في مركز متأخر قليلا عن لاعب الوسط الإسباني.

لكن في النهاية، تفوق تياجو في الإحصائيات لا يؤكد نجاحه في إنجلترا لأن هناك عوامل أخرى ولا تُقاس بالأرقام مثل التأقلم على الأجواء قد تمنعه من التألق في ملعب أنفيلد روود.