كتب : إسلام مجدي
خلال الفترة من ديسمبر 2019 إلى سبتمبر 2020، شهدت فترة باتريس كارتيرون القصيرة مع الزمالك العديد من الأحداث، ليس فقط على صعيد البطولات لكن غيرها من الأمور.
انتهت مسيرة المدرب الفرنسي مع الفارس الأبيض بقرار شخصي منه، بعد أن دفع الشرط الجزائي ورحل رافضا أي محاولات للإبقاء عليه.
283 يوما هي الفترة بين أول مباراة وآخر مباراة لباتريس كارتيرون، من 4 ديسمبر إلى 13 سبتمبر. و31 مباراة ونذكركم جميعا بشهر فبراير الذي كان يخشى منه الجميع لكنه انتهى باحتفالات لا تنساها جماهير الزمالك.
ما الذي قدمه كارتيرون في تلك الفترة القصيرة التي شهدت كذلك تجديد عقده؟ يرصد لكم FilGoal.com من خلال التقرير التالي كل ما حدث في ملفات الفريق الأول مع المدرب الفرنسي.
الدوري المصري
كارتيرون تولى تدريب الزمالك خلفا لميلوتين سيريديوفيتش "ميتشو" بداية من الجولة السابعة، قبل ذلك كان الزمالك قد خسر مرة من إنبي وتعادل أمام نادي مصر وفاز 3 مباريات ولم يحضر لمواجهة الأهلي في فبراير.
في نفس الوقت كان الأهلي قد فاز بأول 7 مواجهات ما يجعل رصيده 21 نقطة. فيما كان رصيد الزمالك بعد الفوز أمام بيراميدز في أولى المباريات التي حضرها الفرنسي في الدوري المصري بنتيجة 2-0، 13 نقطة.
بعد ذلك خسر الزمالك مباشرة من الجيش بنتيجة 3-2 وتعادل مع سموحة والإنتاج الحربي ووادي دجلة في الدور الأول.
خلال الدور الأول في فترة كارتيرون حصد الزمالك 24 نقطة وفي المجمل 34 نقطة من 17 مباراة.
في نفس الوقت كان الأهلي المتصدر قد حصد 51 نقطة باعتبار المقارنة بين أصحاب المركزين الأول والثاني في جدول الترتيب كمنافسه على اللقب.
الفارق في الدور الأول كان 17 نقطة.
بداية الدور الثاني كانت بالتعادل مع الاتحاد السكندري ثم الانتصار ضد المقاصة والتعادل مع نادي مصر وهناك تعادل آخر مع سموحة وخسارة وحيدة من المقاولون العرب.
وانتصر الزمالك ضد الأهلي بنتيجة 3-1 وكذلك ضد بيراميدز بنتيجة 2-0، سواء الأول أو منافسه على المركز الثاني حال حسم اللقب، نجح الفارس الأبيض مع كارتيرون في التفوق عليهما.
في الدور الثاني وحتى آخر مباراة له ضد الإنتاج الحربي حصد الزمالك 21 نقطة، وفي المجمل مع كارتيرون حصد 45 نقطة منذ الجولة السابعة وحتى الـ27.
في نفس الفترة حصد الأهلي متصدر الترتيب على 54 نقطة، أي أن الفارق منذ وصول كارتيرون لتدريب الفريق بين الطرفين 9 نقاط. وبيراميدز الذي تولى تدريبه سيباستيان ديسابر وأنتي تشاتشيتش في نفس الفترة، حصد 33 نقطة، والمقاولون العرب مع عماد النحاس بصفته منافسا على المركز الثاني في نفس الفترة حصد 35 نقطة.
في المجمل خاض كارتيرون مع الزمالك في الدوري 21 مباراة فاز في 13 وتعادل 6 وخسر مرتين، وسجل فريقه 31 هدفا واستقبل 14 وحصد 45 نقطة.
رحيل كارتيرون جاء والأهلي على بعد نقطتين من حصد لقب الدوري المصري للموسم الجاري للمرة الـ42 في تاريخه.
كأس مصر
خاض كارتيرون مواجهة وحيدة في تلك البطولة ضد الشرقية وفاز بنتيجة 3-1.
كأس السوبر المصرية
بطولة وحيدة جمعت كارتيرون مع الزمالك بالنادي الأهلي في كأس السوبر المصرية يوم 20 فبراير الماضي وفاز الزمالك بركلات الترجيح بنتيجة 4-3.
كأس السوبر الإفريقية
بصفته بطلا للكونفدرالية، شارك الزمالك في بطولة كأس السوبر الإفريقية ليواجه الترجي التونسي، الذي خاض ضده 3 مواجهات في فترة قصيرة للغاية.
يوم 14 فبراير وقبل 6 أيام من مواجهة الأهلي في السوبر المحلي، نجح الزمالك مع كارتيرون في الفوز باللقب بنتيجة 3-1 وأداء متميز للغاية.
دوري أبطال إفريقيا
واحدة من أبرز إنجازات كارتيرون مع الزمالك كان قيادة الفريق لبلوغ نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.
المدرب الفرنسي قاد الفريق في 7 مباريات فاز في 3 وتعادل 3 وخسر مرة وحيدة وسجل فريقه 8 أهداف واستقبل 3.
في مرحلة المجموعات لم يخسر الزمالك قط مع كارتيرون، فاز ضد بيريميرو دي أوجوستو وتعادل معه وفاز ضد زيسكو يونايتد وتعادل معه، وتعادل مع مازيمبي.
في ربع نهائي دوري الأبطال ومواجهة أخرى مع الترجي في نهاية شهر فبراير، نجح الزمالك في الفوز مجددا بنتيجة 3-1 في لقاء الذهاب، وفي الإياب يوم 6 مارس خسر بنتيجة 1-0، ليتأهل في النهاية لمواجهة الرجاء المغربي في نصف النهائي.
تطوير مستوى اللاعبين
إحدى الملفات الهامة هي تطوير مستوى اللاعبين واستخدامهم بشكل مثالي يسمح للفريق بالحصول على أكبر منفعة ممكنة منهم، الأمر الذي حدث بالتحديد مع الثنائي أشرف بنشرقي وأحمد سيد زيزو، وليسا هم فقط بل خط وطريقة دفاع الزمالك ككل، كيف ذلك؟
في أول 6 جولات من الدوري لم يكن لبنشرقي بصمة واضحة مع الزمالك فقط هدف أمام نادي مصر، وجلوس على مقاعد البدلاء ضد الاتحاد، ولعب عدد محدود من الدقائق ثم غيابه أمام إنبي.
وصول كارتيرون حول بنشرقي لأداة هامة في صناعة لعب الفريق، صنع 5 أهداف وسجل هدفا في الدوري، وسجل هدفين في كأس مصر كما سجل أيضا هدفين في كأس السوبر الإفريقية.
الأمر ذاته تكرر مع زيزو، فمع ميتشو شارك في الدوري في 6 مواجهات سجل هدفين وصنع هدفين، لكن تألقه لم يدم كثيرا مع الفريق وبات مشتتا بين المراكز التي يشارك بها لتعويض الغائبين.
مع كارتيرون تحول زيزو تماما حتى أنه كان يتحدث بشغف كبير عن مدربه.
"أقول لكارتيرون أنني لن أخذلك أبدا مهما كان المركز الذي ستضعني فيه". – زيزو.
وبالنسبة لدفاع الزمالك، ففي 12 مباراة مع ميتشو استقبل الفريق 12 هدفا، أما مع كارتيرون، فاستقبل 22 هدفا في 31 مباراة.
مع المدرب الصربي غير الزمالك تشكيله الذي يبدأ به كثيرا وكذلك طريقة اللعب، مع كارتيرون ثبات التشكيل وطريقة دخول العناصر الجديدة إلى صفوفه كانت جيدة للغاية، حتى التعامل مع الغيابات كان حذرا.
قال أمير عزمي مجاهد مساعد مدرب الزمالك السابق لـFilGoal.com عن لماذا لم ينجح ميتشو ونجح كارتيرون مع الفريق: "ثبات التشكيل وضع تحته 100 خط. ميتشو نجح غي الكأس عندما ثبت التشكيل وبعدها لعب كل مباراة بتشكيل وذلك انعكس على النتائج. أما كارتيرون، فثبات التشكيل أدى لزيادة الانسجام، بجانب الواقعية في معظم تغييراته".
الدفع بالشباب
خلال شهر يوليو الماضي قال أمير مرتضى منصور المشرف العام على الكرة في الزمالك إن مشاركة اللاعبين الناشئين في المباريات هي خطة متفق عليها مع المدير الفني باتريس كارتيرون منذ شهرين.
وصرح: "كارتيرون مدرب يتسم بالجرأة والنظام ويعرف أنسب وقت يعطي فيه الفرصة للناشئين وهذا ما يحدث حاليا".
تواجد عدد من شباب الفريق مثل علاء يحيى وسيف فاروق جعفر وحاتم محمد ومحمد حسام وياسين مرعي وحسام عبد المجيد والأهم الثلاثي الذي شارك بكثرة حسام أشرف وأسامة فيصل وأحمد عيد.
حاتم محمد الظهير الأيسر لعب شوطا في مواجهة نادي مصر، ومحمد حسام لاعب الوسط لعب شوطا كذلك في نفس المباراة، وياسين مرعي لعب في نفس المباراة كقلب دفاع طيلة اللقاء، كما شارك 10 دقائق ضد سموحة كلاعب وسط.
حسام عبد المجيد قلب دفاع الشباب لعب مباراتي الجيش وسموحة لدقائق معدودة، 11 و17 دقيقة على الترتيب.
أما الجناح الواعد حسام أشرف فشارك في 7 مواجهات سجل خلالها هدفا بمجموع 175 دقيقة، وهو نفس عدد المباريات التي شارك بها المهاجم أسامة فيصل والذي سجل هدفا وحيدا في مباراة القمة ضد الأهلي بمجموع 145 دقيقة مشاركة.
أحمد عيد الظهير الأيمن شارك في 9 مواجهات بكل المسابقات حتى الآن بمجموع 791 دقيقة مشاركة.
المدرب الفرنسي قدم للفريق عددا من الشباب الذي يمكن أن يتم الاعتماد عليهم في المراحل الأخيرة من الدوري حال تم حسم صراع المركز الثاني ومن ثم إراحة اللاعبين الأساسيين لمهمة إفريقيا الصعبة.
أجواء غرفة الملابس
عكس الأزمة التي حدثت مع ميتشو فيما يخص أن المدرب الصربي أبلغ لاعبيه بمرضه. (طالع القصة الكاملة)
وسلسلة النتائج التي انتهت برحليه، كارتيرون نجح في الفوز بلاعبيه وتوحيد الصف خلف أهدافه سريعا. المدرب الفرنسي بدأ مسيرته في الدوري بانتصار ضد بيراميدز كرره مرة أخرى في الدور الثاني وكذلك انتصر أمام الأهلي في السوبر بركلات الترجيح وفي الدوري.
في كل مؤتمر صحفي كان كارتيرون يخرج ليتحدث بالفخر عن لاعبيه. أبرزه كانت بعد التتويج بلقب السوبر الإفريقي.
"فخور بلاعبي فريقي الأبطال، بعد مباراة تاريخية أمام الترجي، وأمام خصم لم يخسر طوال 15 مباراة متتالية".
"ما قدمه فريقي تاريخي". – كارتيرون.
المدرب الفرنسي حصد بطولتين في وقت قصير وقاد الفريق لوقت قصير وكان على بعد خطوتين من بلوغ نهائي دوري الأبطال إن كان قد تفوق على الرجاء. لكنه اختار إنهاء المشوار قبل شهر من أول مواجهة بين الطرفي وهذا كان كل ما قدمه مع الفارس الأبيض.