كتب : فادي أشرف
في الموسم الجاري يمتلك الأهلي قوة هجومية كبيرة، والدليل هي إحصائية الأهداف المتوقعة للفريق.
في 26 مباراة سابقة للأحمر، وصلت نسبة الأهداف المتوقعة للفريق في المباراة إلى 3.1 هدف في المباراة بحسب موقع KoraStats. ولكن أمام الاتحاد السكندري، لم يصل الأهلي إلى نصف هذه النسبة، حيث جاءت إحصائية الأهداف المتوقعة له 1.35 هدف. الاتحاد كانت نسبته 1.8.
أسباب ذلك التراجع للهجومي عديدة، لكن السبب الرئيسي الذي تتفرع منه كل الأسباب الثانوية هي عدم جاهزية الأهلي فنيا لتطبيق طريقة 4-4-2.
أفضل فريق طبق 4-4-2 في الـ20 سنة الأخيرة ربما كان أتليتكو مدريد، ولكن دييجو سيميوني لديه فريق يملك خصائص مختلفة عن فريق ريني فايلر.
مع الفارق، يعتمد سيميوني عادة على توماس بارتي محطم الهجمات القوي والذي يقدم الزيادة الهجومية أحيانا، مع ساؤول نيجويز الذي يقدم لفريقه حلولا هجومية عديدة في قلب وسط الملعب. بينما يملك فايلر حمدي فتحي وأليو ديانج، وهو ثنائي قوي جدا دفاعيا، ولكن هجوميا لا يملك الحلول.
خلال مباراة الاتحاد، قدم حمدي فتحي تمريرة مفتاحية واحدة خلقت فرصة، أما ديانج فلم يخلق ولا فرصة.
هذا أمر يعود لخصائص الثنائي نفسه، هما لاعبين دفاعيين من الطراز الأول، ديانج استرجع الكرة للأهلي 12 مرة وحمدي فتحي استرجعها 14 مرة.
بالتالي، وفي غياب عمرو السولية، يفتقد الأهلي ميزة الحلول الهجومية من وسط الملعب.
نتيجة لذلك، لعب الأهلي 54 كرة طولية متخليا عن نظرية فايلر في بناء الهجمة من الخلف. 22 كرة فقط وصلت إلى هدفها، أي أن الأهلي فقد 59% من الكرات التي لعبها طولية للأمام.
للمقارنة، الاتحاد السكندري الذي – نظريا – يدخل هذه المباراة كالطرف الدفاعي والمطلوب منه لعب كرات طولية أكثر لاستغلال مساحات خلف خط دفاع الأهلي المتقدم عادة، لم يلعب سوى 50 كرة طولية.
ولكن سيميوني أيضا يعتمد أحيانا على كوكي وأنخيل كوريا على الجناحين لخلق الفرص.
بمعزل عن بقية الفريق، وقف أحمد الشيخ ومحمد هاني يمينا، وجونيور أجايي وعلي معلول يسارا، دون حول أو قوة لدعم فريق هجوميا اللهم إلا في عرضية وحيدة نجح فيها جونيور أجايي بنهاية الشوط الأول خلقت أخطر فرص المباراة للأهلي، تلك التي مررها مروان محسن بالرأس إلى بادجي الذي سددها في يد محمود الزنفلي.
العرضية الوحيدة الناجحة من الأهلي في هذه المباراة كانت من حمدي فتحي من وسط الملعب على رأس مروان محسن.
في مباراة اعتمد فيها فايلر على ثنائي هجومي رأس ماله هو لعب الكرات الرأسية داخل منطقة الجزاء، لم ينجح الفريق سوى في كرتين عرضيتين قبل حالة طرد أحمد فتحي.
ذلك الفشل يعود أيضا إلى التزام أحمد رفعت ورزاق سيسيه مع الظهيرين محمود شعبان وصبري رحيل، ومساندة كريم الديب ومروان عطية المستمرة، رافضين وجود معلول أو هاني ومعهما أجايي أو الشيخ على الترتيب، في موقف يزيد فيه لاعبي الأهلي عن لاعبي الاتحاد على أحد طرفي الملعب.
ومع تشابه خصائص أليو بادجي ومروان محسن أيضا – مقارنة بجواو فيليكس وألفارو موراتا في نسخة سيميوني من 4-4-2 – لم يشارك الثنائي في صناعة اللعب سوى في كرة واحدة لكل مهاجم. بادجي خلق شبه فرصة لجونيور أجايي، بينما خلق مروان فرصة محققة لأليو بادجي.
كل ذلك أدى في النهاية إلى عدم قيام الأهلي سوى بـ 8 هجمات مكتملة، انتهت 4 منهم بتسديدة على مرمى الزنفلي.
هل يستطيع الأهلي تطبيق 4-4-2؟
نظريا، يستطيع الأهلي ذلك لكن بتبديل بعض اللاعبين.
من الصعب أن يخلق الفريق فرصا بوجود حمدي فتحي وديانج معا في وسط الملعب. تعويض أحدهما بعمرو السولية الذي خلق 28 فرصة هذا الموسم في الدوري، أو حتى محمد مجدي "أفشة" الذي خلق 48 فرصة هذا الموسم، قد يغير شكل الأهلي حال تصميم فايلر على تطبيق تلك الطريقة.
كذلك، ثنائية مروان – بادجي لا تبدو وأنها الأصلح في تلك الطريقة إلا لو أمطر ظهيري وجناحي الأهلي منطقة جزاء خصومهم بوابل من العرضيات الناجحة.
تجربة محمود عبد المنعم "كهربا" في مركز الجناح المتأخر خلف بادجي أو مروان قد تكون فكرة ذات وجاهة، حيث يتحرك كهربا في مختلف مناطق الثلث الأوسط والأخير من الملعب محققا كثافة عددية لفريقه، كما لديه القدرة التهديفية، والقدرة على الوجود في منطقة الجزاء في الأوقات المهمة وهو ما أثبته مع الزمالك في الموسم الماضي.