كتب : محمد يسري
بدأ أرسنال الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي بشكل قوي؛ وطبق لاعبو ميكيل أرتيتا العديد من الجُمل الفنية حتى لو كان الخصم ليس قويا؛ مثل فولام.
بثلاثية دون رد ضرب أرسنال مستضيفه فولام في الجولة الأولى للدوري الإنجليزي بمشاركة محترفنا محمد النني. (طالع التفاصيل)
في التحليل التالي نوضح كيف تعامل أرتيتا مع تمركز عناصر فولام وتغلب على سكوت باركر.
بطريقة 3-4-3 بدأ آرتيتا المواجهة كعادته منذ قدومه كمدير فني لأرسنال. بيرند لينو في حراسة المرمى، أمامه الوافد الجديد جابريال وروب هولندج وكيران تيريني في خط الدفاع، وأمامه محمد النني وجرانيت تشاكا وهيكتور بيليرين وميتلاند نيلز كأظهرة، وفي الهجوم ويليان يمينا وأوباميانج يسارا ثم ألكسندر لاكازيت مهاجما.
الرسم الخططي مهم للغاية مع أرتيتا، تماما مثل أهمية الدفع بلاعبين لديهم القدرة على اللعب في أكثر من مركز؛ حتى يتسنى له تغيير الطريقة خلال سير المباراة.
فمع بداية المباراة يتحول أرسنال للهجوم بـ 4-4-2، بتقدم تيرني كظهير أيسر وصعود ميتلاند للأمام، سواء للعب كجناح ودخول أوباميانج للعمق أو بتواجده بجوار لاكازيت وبقاء الهداف الجابوني على الطرف.
أما في الحالة الدفاعية، فكان الفريق يعود للعب بثلاثي في خط الدفاع مع عودة مايتلاند نيلز وبيليرين للدفاع.
هكذا كان يلعب أرسنال أثناء تحضير الهجمة وأثناء الدفاع. فكيف يصنع الفرص؟
بنهاية الموسم الماضي حقق أرتيتا نتائج غير متوقعة نظرا وفاز على مانشستر سيتي وتشيلسي في الكأس وعلى ليفربول في الدوري، العامل المشترك بين الانتصارات كان مباردة خصوم الجانرز في الضغط والاندفاع للأمام.
مع مدرب مثل أرتيتا يهوى الاستحواذ والبناء من الخلف للوصول لمرمى الخصم؛ كانت طريقة منافسيه مناسبة للغاية لتطبيق أفكاره؛ وهو ما حدث بالفعل.
لكن ضد خصوم أقل قوة ولا تبادر يكون الأمر أكثر صعوبة، مثلما حدث فولام.
أرسنال صنع 8 فرص فقط للتسجيل خلال اللقاء. 5 منهم كانوا بعد 57 دقيقة؛ حيث كانت النتيجة تشير لتقدمهم بثلاثية دون رد؛ وهذا ما يعكس حسم عناصر أرسنال للفرص التي أتيحت لهم.
فولام على عكس سيتي وتشيلسي وليفربول؛ لم يضغط على أرسنال ضغطا عاليا، وطبق ضغطا متوسطا من منتصف ملعبه.
لكن الحل آتى سريعا من أرتيتا بالاعتماد على الكرات الطولية من بعد منتصف ملعبه لحدود لمنطقة جزاء فولام.
هنا مثلا، تشاكا أرسل كرة جعلت أوباميانج في موقف جيد للتسجيل.
وهنا، كان النني سببا في تسجيل آرسنال للهدف الأول. ضغط متوسط من لاعبي فولام يمنع وجود أي مساحة؛ ليلجأ النني لكرة طولية لأوباميانج؛ الذي استحوذ عليها قبل أن يمررها لتشاكا على حدود منطقة الجزاء، ثم يأتي الهدف.
في الصورة التالية لاحظ كيف تحرك ميتلاند نيلز في العمق وترك الجناح كما أوضحنا في وقت سابق من التقرير.
شاهد الهدف
أما بعد الهدف الثاني ومع خسارة فولام المباراة إكلينيكيا؛ تقدم لاعبو باركر للضغط عاليا؛ وهو ما كان يبحث عنه أرتيتا من بداية المباراة.
في كرة الهدف الثالث؛ حضر لاعبو أرسنال الكرة كما كانوا يحضرونها ضد سيتي وتشيلسي وليفربول.
النني وتشاكا عائدان للخلف لاستلام الكرة من الثلاثي الخلفي: لينو أو هولدنج أو جابريال. وبنزول ثنائي الارتكاز؛ يذهب معهما ثنائي من فولام.
يمرر هولدنج لبيليرين لينتقل اللعب للجبهة اليمنى ليصبح النني حرا في الوسط ويتسلم تمريرة الظهير الإسباني، ويمررها للاكازيت المتمركز في وسط الملعب ويسحب معه مدافعا من فولام.
سرعة بديهة ويليان منعت الحكم من احتساب مخالفة بعد إعاقة لاكازيت، لأن البرازيلي حصل على الكرة؛ ولعبها مباشرة لأوباميانج على الجناح الأيسر.
وحين يتسلم أوباميانج الكرة في هذه المساحة يعرف جيدا ما يفعله. هدف تكرر كثيرا منذ قدوم آرتيتا لآرسنال.
نجح آرتيتا في الحصول على ما أراد ضد فولام؛ ليبدأ مشواره بقوة ويرسل للجميع إشارة واضحة بأنه قادرا على التعامل مع كافة المواقف التي قد يواجهها في الدوري الإنجليزي.