كتب : زكي السعيد
بعد الفوز الساحق على برشلونة بثمانية أهداف، سُئل هانز فليك مدرب بايرن ميونيخ عن الكيفية التي سيحتفل بها الفريق، فأجاب: "سنفعل ما تقرره علينا الزعيمة".
فليك كان يقصد بـ "الزعيمة" كاثلين كروجر، مدير الفريق الأول لـ بايرن ميونيخ، والتي باتت وجها مألوفا للغاية في الأسابيع الأخيرة.
ربما تألفها جماهير بايرن ميونيخ وتدرك دورها على مدار السنوات بسبب مشاهدتها أسبوعيًا على الخط الجانبي للملعب، لكن الأسابيع الأخيرة وفّرت متابعة أكثر دقة لـ بايرن ميونيخ بسبب نظام دوري أبطال أوروبا المضغوط، فبرز التساؤل: من هذه السيدة التي تجري التغييرات؟
هذه السيدة باختصار، تسيطر على كل شيء في فريق بايرن ميونيخ الأول للرجال، باستثناء تمريرات اللاعبين على أرض الملعب.
كروجر (35 عاما) مولودة في مقاطعة بافاريا، تشجّع بايرن ميونيخ طوال حياتها.
مارست رياضة الكاراتيه في صغرها، لكنها تخلت عنها من أجل كرة القدم، وانضمت إلى فريق سيدات بايرن ميونيخ عام 2003 في الثامنة عشر من عمره، لكنها اعتزلت سريعا بعد 6 سنوات وتفرغت لدراسة الإدارة الدولية.
عملت في مناصب إدارية خاصة بفريق السيدات، لكنها قفزتها الكبيرة جاءت في 2009 عندما استدعاها أولي هونيس، وأخبرها أنهم في حاجة إلى مساعد للمدير الرياضي حينها، كريستيان نيرلينجر.
تتذكر كروجر ذلك اليوم: "السيد أولي هونيس تحدث معي في أحد الأيام بشأن أمر يخص فريق السيدات، ثم أخبرني أنهم في حاجة إلى شخص ليساعد كريستيان نيرلينجر".
وتضيف: "كنت متفاجئة والتزمت الصمت، لكني وافقت. بعد 3 أشهر من التجربة، حصلت على الوظيفة بالفعل".
لاحقا بعد عدة سنوات، تم ترقيتها لتكون مديرة الفريق الأول، وتحظى الآن بمكتبها الخاص في الدور الثاني بمجمع تدريبات بايرن ميونيخ.
من رحلات الشتاء إلى الدوحة، إلى رحلات الصيف إلى أمريكا وآسيا.. الفنادق، ملاعب التدريب، رحلات الطيران، الأمن، الصحة، الرعاة، التسويق، الاستشفاء، عمال غرف خلع الملابس، الإعلام والمؤتمرات الصحفية، الطعام، وبالطبع اللاعبين والمدربين.. كل هذه الأشياء وهؤلاء الأشخاص يقعون تحت سلطتها المباشرة.
هي من تحرص على توفير ورق التشكيل الخاص بالفريق قبل 75 دقيقة من المباراة للجهات المنظمة ووسائل الإعلام، وبالطبع هي المشرفة على التغييرات التي يجريها المدير الفني خلال اللقاء كما يظهر للعالم أجمع.
بالإضافة إلى كونها حلقة الوصل بين الجهاز الطبي، والمدير الفني للفريق عبر سماعة الأذن التي ترتديها، أثناء إصابة لاعب في أرض الملعب.
وتحظى كاثلين كروجر بثقة كبيرة بين لاعبي بايرن ميونيخ، والدليل؟ هي الشخص الوحيد من خارج المجموعة المتواجد في "واتساب جروب" الخاص باللاعبين.
تقول كروجر عن تلك التجربة: "على (الجروب) تكون هناك الكثير من النكات، والصور المضحكة التي تُرسل، لكني لن أفضح أي شيء، شفتاي مغلقتان".
كروجر تتواصل مع اللاعبين بشكلٍ يومي، وتحرص على توفير كل طلباتهم أثناء المعسكرات والتنقلات.
تقريبا تعمل دون إجازات باستثناء فترة الأعياد الشتوية، وأيام قليلة من فصل الصيف، لكنها تحب ذلك.
تقول كروجر: "هذا هو الاتفاق الذي وقّعت عليه، ولن اشتكي أبدا من عملي، لأني أحب وظيفتي كثيرا".
وتضيف: "أتواجد مع الفريق أكثر مما أتواجد مع أصدقائي وعائلتي".
ومنذ تفشى فيروس كورونا، تعاظم دور المديرة كروجر، فالإجراءات الاحترازية تستلزم مزيدا من الحرص وكثيرا من التخطيط من أجل حماية اللاعبين.
ما قامت به كروجر منذ تفشي الفيروس، مرورا بتتويج بايرن ميونيخ بالثلاثية التاريخية، كان عملا عظيما ودقيقا، لدرجة أن هانز فليك مدرب الفريق خصص لها شكرا خاصا في أحد لقاءاته الصحفية.
يقول فليك: "الطاقم بأكمله يقوم بعمل رائع، خصوصا كاثلين التي تخبرنا دائما بما يتوجب علينا فعله وبالقواعد التي يجب اتباعها، الرجال ينصتون أفضل عندما تتحدث امرأة".
اقرأ أيضا:
عبد الشافي ينفي الخلافات مع مرتضى