نهائي الدوري الأوروبي.. ما الذي سيحدث حينما يواجه ضغط إنتر استحواذ إشبيلية؟

أكثر الفرق استحواذا على الكرة في الدوري الأوروبي بمتوسط 65.1% تواجه أقوى فرق الدوري الأوروبي ضغطا على الخصوم بمتوسط قطع للكرة 12.2 مرة و13.4 اعتراض في المباراة الواحدة.

كتب : إسلام مجدي

الجمعة، 21 أغسطس 2020 - 15:10
كونتي يواجه لوبيتيجي

أكثر الفرق استحواذا على الكرة في الدوري الأوروبي بمتوسط 65.1% تواجه أقوى فرق الدوري الأوروبي ضغطا على الخصوم بمتوسط قطع للكرة 12.2 مرة و13.4 اعتراض في المباراة الواحدة.

الأرقام بالأعلى تجعل المواجهة مثالية بين نقيضين، لأكثر من حالة فنية، يرصدهم لكم FilGoal.com من خلال التحليل التالي ما قبل نهائي الدوري الأوروبي بين طرفي المواجهة.

ما الذي يحدث حينما يواجه الاستحواذ الضغط القوي؟

كل فريق وصل للنهائي بشكل مختلف، إشبيلية هيمن على الاستحواذ وفاز بنتيجة 2-1 ضد مانشستر يونايتد، وإنتر لم يسيطر على الكرة ضد شاختار دونتسك وفاز بنتيجة 5-0.

لا يهتم أنطونيو كونتي مدرب إنتر ميلان بالحصول على الكرة بل ويكون سعيدا للغاية إن ظل المنافس مستحوذا عليها، على الجانب الآخر كتيبة جولين لوبتيجي تفعل العكس وتفضل الاحتفاظ بها، في الدوري الإسباني خلال الموسم المنصرم، فقط برشلونة وريال مدريد لديهم متوسط استحواذ أكثر من إشبيلية، الذي استحوذ على الكرة بنسبة 55.9%، ونسبة تمريرات قصيرة في المباراة أكثر منهم أيضا إذ مرر إشبيلية 456 تمريرة قصيرة ناجحة.

جولين لوبتيجي يفضل أن يبني فريقه الهجمات من الخط الخلفي عن طريق التمريرات القصيرة قبل التوجه إلى الأطراف وقيام الظهيرين بالركض بشكل عكسي مع الجناحين، لاعب الوسط الدفاعي، فيرناندو عادة يتواجد بين قلبي الدفاع.

وجود فيرناندو لخلق مساحة أكثر أمامه من أجل لعب الكرة للخط الأمامي، في حين أن أهم لاعب في خط لوبتيجي، صانع ألعابه، إيفر بانيجا يعود إلى منطقة الظهير الأيسر مع انطلاق سيرخيو ريجيلون إلى الأمام أو الخلف حسب توجه الكرة.

حينما يمتلك إشبيلية الكرة، من الصعب رقابة لاعب مثل بانيجا، لأن مهاجمي الخصوم دائما ما يركزون على قلبي دفاع الفريق الإسباني، وبدون أن يراقبه لاعب وسط أو جناح كلاعب للاعب، فإن اللاعب الأرجنتيني سيكون لديه المساحة والوقت الكافي للحصول على الكرة وتمريرها بشكل جيد للغاية للأمام على الأطراف.

لكن هناك مشكلة ظهرت تحديدا ضد مانشستر يونايتد، وهو إفراط إشبيلية في بناء الهجمات، بتمريرات غير ضرورية وبها خطورة كبيرة تتسبب في ضغط المنافس ما يسمح له بالحصول على الكرة وصناعة فرصة خطيرة.

ماذا عن ضغط كونتي؟ كتيبة كونتي تلعب دوما إما بـ3-5-2 مع البداية وتتحول دفاعيا إلى 5-3-2، مع وجود مارسيلو بروزوفيتش الذي سيراقب بشكل وثيق فيرناندو، والثنائي روميلو لوكاكو ولاوتارو مارتينيز سيراقبان قلبي دفاع إشبيلية، ماذا لو تسلم بانيجا الكرة في منطقة الظهير الأيسر كالعادة؟

هنا سنجد نيكولو باريلا يضغط عليه، ضد شاختار إنتر اكتسب أفضلية كبيرة بمقاطعة عملية بناء الهجمات في أكثر من مرة، بداية في الهدف الأول، حينما ضغط لوكاكو على حارس شاختار ولاوتارو كان مستعدا للضغط على المدافع، في حين أن خط الوسط كان مستعدا ويراقب لاعبي الوسط، بدون أي خيارات، حارس المرمى خاطر بالتمرير لوسط الملعب، ليقطعها باريلا، قبل أن يمررها إلى لاوتارو ليسجل.

ماذا لو قلل إشبيلية من أخطائه في بناء الهجمات؟ بتحركات فيرناندو وبانيجا إلى الخلف سيمنح ذلك الفريق الإسباني أفضلية للاستحواذ على الكرة والتعامل مع مراقبة إنتر لاعب بلاعب، لكن ستكون هناك مخاطرة بوجود مساحات بين الخطوط، إنتر حينها قد يقرر الدفاع في نصف ملعبه ليدع خصمه يصل إلى ملعبه.

في تلك الحالة فسنصل إلى ما حدث ضد مانشستر يونايتد، الشياطين الحمر لم يتكتلوا بشكل قوي في مناطقهم وظهر ذلك بشكل جلي في الهدف الأول الذي سجله سوسو.

إنتر بحاجة لأن يكون أكثر تكتلا ويغلق أي مساحات في وسط الملعب، لأن بانيجا لا يحتاج إلا إلى ثانية لكي يخترق الخطوط بتمريرته، وسوسو يتحرك بشكل سريع ومترابط مع الهجوم ما يمنح فريقه قوة من الطرف إلى العمق.

الأمر ذاته مع ريجيلون الذي قد يمرر وينطلق إلى الطرف للأمام أو منطقة الجزاء في حين أن الجناح إما يتراجع أو يتمركز في العمق.

كيف يدافع إشبيلية؟

مانشستر يونايتد على سبيل المثال لا الحصر كان مركزا بشكل كبير على ضرب إشبيلية من نقاط ضعفه وذلك من خلال المساحات بين الظهيرين وقلب الدفاع نظرا لتقدما ثنائي الأطراف، ماركوس راشفورد وأنطوني مارسيال ومايسون جرينوود يجيدون اللعب في المساحات وفعلوا ذلك في بدايات المباراة.

إشبيلية تلقى ركلة جزاء مشابهة لنفس ركلة يونايتد أمام ولفرهامبتون، بنفس الطريقة من انطلاقة أداما تراوري للعمق ليجبر اللاعب على اعتراضه ومن ثم ركلة جزاء.

لكن بعد ذلك إشبيلية تكيف خلال المباراة نفس الأمر الذي فعله ضد ولفرهامبتون. لوبتيجي لاحظ النمط الذي يلعب به خصمه وسرعان ما قلص تلك المساحات من خلال إجبار خط دفاعه على التراجع أكثر ووسع تمركز لاعبي خط الوسط.

من خلال تلك التعليمات، تواجد الجناحين في العمق أكثر من الأطراف، بل وتبادلوا المراكز فيما بينهم في حين أن خط الوسط إما تواجد لإيقاف اللعب من العمق أو تقليص خيارات وسط مانشستر يونايتد، بانيجا وخوان جوردان فعلا ذلك بشكل رائع مع فيرناندو الذي كان يتصدى لأي انطلاقات من وسط الملعب لبول بوجبا.

في حالة الزيادة العددية لمانشستر يونايتد في مناطق إشبيلية، كان النصيري يعود بدوره للدفاع، لكن كان واضحا للغاية أن النادي الإسباني لا يمانع التمركز تماما في مناطقه وتقليل أي مساحة من الممكن تواجدها.

كيف يدافع إنتر؟

حينما كان شاختار يمتلك الكرة، إنتر كان يتواجد في شكل 5-3-2 ولا يضغط على حامل الكرة إلا لو لعبت على الأطراف إلى الثنائي دودو أو ماتفينكو، حينما كانت الكرة تُلعب على اليمين، آشلي يونج كان ينطلق للضغط، وعلى اليسار، كان باريلا هو من يضغط، في حين أن دانيليو دامبروزيو كان يحاول التأكد من مساندة باريلا.

في العمق، مارتينيز ولوكاكو يكونان مسؤولان عن الضغط على قلبي الدفاع، وأهم لاعب في خطة كونتي منذ مباراته الأولى في الموسم الجاري، هو مارسيلو بروزوفيتش ينطلق ليراقب محور الخصم، في حالة شاختار كان ستيبانينكو الذي كان يتواجد عادة كمدافع ثالث بين قلبي الدفاع.

يمكننا أن نرى هنا بشكل أوضح طريقة ضغط ورقابة إنتر ومتى يتحرك الفريق لضغط منافسه.

حينما كان ستيبانينكو يعود للعب بين قلبي الدفاع، بروزوفيتش لم يتركه، بل طارده إلى تلك المنطقة.

في حالة تقدم المنافس إلى الثلث الخاص بملعب إنتر، يضغط قلبي دفاع الفريق الإيطالي على حاملي الكرات، في حالة شاختار لعب إنتر بهذه الطريقة، لأن النادي الأوكراني لم يتمركز بشكل كاف في العمق لدفع مدافعي إنتر بالتواجد في مناطقهم التي يجب أن يكونوا فيها.

في هذه الحالة، باستوني خرج من خط الدفاع المكون من 5 لاعبين للضغط على حامل الكرة.

كيف يهاجم إشبيلية؟

إشبيلية ضد مانشستر يونايتد كان يحرك الملعب وفقا لإرادته حينما يمتلك الكرة، ودائما ما كان يستغل الأطراف بشكل مكثف، أمر فعله الشياطين الحمر في الشوط الأول، لكنه انقلب ضدهم في الشوط الثاني.

لوبتيجي يعمد لاستغلال المساحة دوما بين الظهير وقلب الدفاع، ووجد مساحة وفيرة بين فيكتور ليندلوف ووان بيساكا.

النصيري كان عادة ما يخفق حينما يلعب كهدف أو محطة لهجمات إشبيلية وتحويلها ضد يونايتد، عاد إلى الخلف وركض بشكل مختلف بعيدا عن العمق فتشتت قلبا دفاع الشياطين الحمر.

فيرناندو بدوره كان يقوم بالركض ليبعد فريد عن مركزه ما يخلق مساحة تمرير متاحة أمام خوان جوردان وكذلك لوكاس أوكامبوس وسوسو للتحرك.

حينما يتحرك أوكامبوس وسوسو للعمق، ينطلق خيسوس نافاس وريجيليون للأمام أكثر ما يشكل زيادة عددية وضغطا أكبر على المنافس.

الفكرة هي تخطي أول خط من بناء المنافس الدفاعي لخلق مواقف اثنين ضد واحد في الأطراف تحديدا، أمر يحدث غالبا بتواجد فيرناندو بين المدافعين.

أيضا تمريرات بانيجا الطولية على الأطراف تكون رائعة في ظل تواجد مساحة وفيرة، ضد يونايتد الأمر كان مثاليا.

كيف يهاجم إنتر؟

حينما يمتلك الكرة، فهو يلعب بطريقة 3-5-2، الهجمة تبدأ من ثلاثي الخط الخلفي وحارس المرمى، ودائما ما يكون لدى الفريق قدرة لا بأس بها على البناء ببراعة.

استعمال جناحين هجوميين يساعد على تثبيت دفاعات الخصم أثناء فتح المساحات ضده في نفس الوقت، فلا يساعده ذلك على خلق فجوات بين الخط فقط، لكنه يحرر المهاجمين للدخول أكثر إلى الملعب والتواجد في المساحات أمام دفاع المنافس، وبالتالي لن يتمكن من الضغط لذا قد يبدو الفريق عاجزا.

وظهر ذلك ضد سلافيا براجا

في كل الحالات سنجد تحرك بروزوفيتش حيوي للغاية في معظم هجمات إنتر ميلان:

فهو مسؤول عن الربط بين الخط الخلفي وخط الوسط ويتمركز كلاعب حر في بناء الهجمات.

يمتلك إنتر خيارا آخر وهو الكرات الطولية تجاه المهاجمين، روميلو لوكاكو يعود إلى الخلف بعيدا عن منطقة الجزاء ونفوذه من أجل سحب خط الدفاع، في تلك اللحظة يتحرك مارتينيز لاستقبال التمريرة من دفاع إنتر، المهاجم البلجيكي قد يتسلم الكرة بدوره إن كان في موقف يسمح له بذلك.

وفي هذه الكرة ضد ميلان، لوكاكو عاد وسحب خط دفاع ميلان قبل أن يرسل جودين تمريرة طولية إلى باريلا الذي منحها للوكاكو الذي سجلها بدوره في المرمى.

النقيضان يتواجهان، فريق يفضل الحصول على الكرة واستدراج خصمه للعب مباراته، وآخر يفضل أن يخلق زيادة عددية في كل خط من خطوط الملعب أمام منافسه، فلمن تكون الغلبة؟ الأول إشبيلية ولوبتيجي؟ أم الثاني كونتي وإنتر؟

المصادر:

tribalfootball.com

totalfootballanalysis 1

totalfootballanalysis 2

WhoScored

FilGoal.com

طالع أيضا

تعرف على أهم مواعيد يوم الجمعة.. نهائي الدوري الأوروبي

نجم الفريق السابق و"خبير في الركلات الثابتة" مساعدان لـ كومان في برشلونة