كومان يحقق حلمه.. هل يمتلك ما يكفي من فلسفة لتغيير "عيوب برشلونة"؟
الأربعاء، 19 أغسطس 2020 - 15:36
كتب : إسلام مجدي
ربما فاز رونالد كومان مدرب برشلونة الجديد بالألقاب في 3 دول مختلفة وحقق نجاحا ملموسا مع ساوثامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن يظل السؤال قائما هل يمكنه نقل النجاح إلى الفريق الكتالوني؟
المدرب الهولندي فاز بالألقاب مع أياكس وبنفيكا وبي إس في إيندهوفن وفالنسيا وألكمار، لكن منذ 2009 لم يصعد منصة تتويج، ومع منتخب هولندا كان قريبا من الفوز بدوري الأمم الأوروبية لكنه حل ثانيا.
على الصعيد الفردي، كومان فاز بجائزة رينوس ميتشلز كأفضل مدرب في الدوري الهولندي 2011-2012 مع فينوورد ومدرب الشهر 3 مرات في الدوري الإنجليزي الممتاز، تلك هي جوائزه الفردية فقط.
ما بين الكثير من الآمال والتطلعات والتوقعات، هل يمكن لرونالد كومان أن يعيد برشلونة إلى طرق فوزه التي غابت عنه؟ اللعب بأسلوب رائع يقود للفوز، وليس بحث عن الفوز بنتيجة 1-0، هل يعيد المتعة إلى كامب نو؟
FilGoal.com يرصد لكم من خلال التقرير التالي أبرز طرق المدرب المتنوعة تدريبيا خلال أهم محطاته الأخيرة، ساوثامبتون وإيفرتون وأخيرا منتخب هولندا.
ساوثامبتون.. التركيز على الدفاع
كومان أتى خلفا لماوريسيو بوكيتينو، المدرب الأرجنتيني كان لديه جيلا رائعا رحل منه العديد من اللاعبين إلى فرق مختلفة في الدوري الإنجليزي مثل آدم لالانا وديان لوفرين وريكي لامبرت إلى ليفربول وفيكتور وانياما إلى توتنام ولوك شاو إلى مانشستر يونايتد وغيرهم.
ساوثامبتون كان قد أنهى فترة ممتعة للغاية، هؤلاء اللاعبين أصبحوا مشهورين مع مدربهم بسبب طريقة اللعب وخطورة الفريق وقوته البدنية والفنية الرائعة.
لي رييد مدير كرة القدم في النادي حلل كل البدائل المتاحة لتعويض بوكيتينو، واتخذ قراره في صيف 2014 بتعيين كومان مدربا للفريق.
أولى مهماته كان تعويض المواهب التي رحلت مقابل ما يقرب من 91 مليون جنيه إسترليني.
انضم جرازيانو بيلي لتعويض لامبرت وشين لونج وودوسان تاديتش وساديو ماني وريان بريتراند وتوبي ألديرفيريليد (إعارة لموسم من أتليتكو مدريد) لتعويض لوفرين. وفي يناير ضم ليروي إيليا وفيليب ديورويتشتيش على سبيل الإعارة.
التوقعات كان قليلة للغاية في صالحه، انخفاض كبير حتى في المراهنات على النادي، عديدون توقعوا ألا يحظى ساوثامبتون بموسم جيد برحيل نجومه وبوكيتينو. لكن بعد المباراة الأولى بدأت الأمور في التغير بعض الشيء.
ساوثامبتون خسر مباراته الأولى أمام ليفربول في أنفيلد بنتيجة 2-1 لكن المستوى كان أكثر من رائع لم يكن مستوى فريق سيهبط.
قال كومان: "قد يبدو الأمر غريبا لكن أكثر مباراة هامة لي مع ساوثامبتون كانت مواجهة ليفربول تلك، حينما خسرت المباراة الافتتاحية، النتيجة كانت ضدنا، لكن الأداء في تلك اللية كانت جيدة للغاية تركنا علامة واضحة على ما سيحدث بعد ذلك".
وواصل "الجانب البدني مهم وأنا أهتم به كثيرا، لكل مدرب أسلوبه في الاستعداد مع الفريق، لدينا لاعبين جدين والأمر دوما يعتمد على ما لديك من لاعبين".
كومان يحب كثيرا بناء الهجمات بداية من الخط الخلفي، فلسفته تعتمد على الاستحواذ بنسبة أكبر في المباراة والتحكم فيها من خلال وسط الملعب.
"بالنسبة لي كمدرب، الجانب البدني مهم لكنه ليس الأكثر أهمية من حصص التدريبات مع الكرة، مازلت أؤمن في الهيمنة على المباراة، أن تكون لنا نسبة استحواذ جيدة، وذلك سيجلب النتائج".
"أحب أن أضغط على خصومي أن أبدأ هجماتي من الخط الخلفي، أن أهمين. فلسفتي في كرة القدم لن تتغير قط". رونالد كومان.
ساوثامبتون مع كومان كان ينوع عملية بناء الهجمات، جزء كبير للغاية من فلسفة كومان كان الالتزام فيما يخص التمركز لكي يكون الفريق أقل عرضة للمرتدات خاصة مع استحواذه على الكرة.
القديسون اعتادوا بناء الهجمات عبر التمريرات القصيرة، لكن أيضا لا مشكلة في تمريرة طولية إلى جاريزينو بيلي إن كان الفريق مضغوطا بشكل أكبر.
حارس المرمى، فريزر فروستر كان يمرر عادة إلى قلبي الدفاع المتمركزين دوما على حافة المنطقة لتسلم الكرة وتسليمها، معظم الفرق في الدوري الإنجليزي الممتاز في تلك الفترة كانت تضغط بمهاجم وحيد، لذا كان كومان يقسم تمركز مدافعيه ليخلق موقف 2 ضد 1 وبالتالي يسهل التمرير.
لكن أندية مثل تشيلسي، كانت تضغط بلاعبين أوسكا ودييجو كوستا، ليتحرك لاعب وسط في المساحة بين قلبي الدفاع لخلق زيادة عددية جديدة أمام ثنائي الخصم.
وقتها ساوثامبتون سيدور الكرة في وسط الملعب وبالتحديد في العمق في انتظار اللحظة المناسبة للتحرك للأمام في مناطق الخصم، من خلال تحركات الأطراف.
كومان يعمد خلال التدريبات لأن يجعل لاعبيه أكثر صبرا من أجل خلق الفرص، وفقا لموقع "هو سكورد" المختص بالإحصائيات، ساوثامبتون سدد أقل عدد من التسديدات في الدوري من الهجمات المرتدة، ولم يسجل هدفا من مرتدة، لأنه يعتمد أكثر على بناء الهجمات وامتلاك الكرة.
من دون الكرة يهتم كومان كثيرا بألا يستقبل مرتدات قدر الإمكان، أن يكون لديه بنية تمركز قوية تسمح بالضغط العكسي.
"اضغط بسرعة وفورا وقت خسارة الكرة، لا يوجد لحظة لتضييعها". – كومان.
كومان يهتم بالضغط العكسي الفعال، استعادة الكرة في أسرع وقت ممكن لاستكمال الهجمة وضرب الخصم حينما لا يكون مستعدا.
معظم الفرق في ذلك الوقت في إنجلترا كانت تتراجع في الأمتار الأخيرة حينما تخسر الاستحواذ، لكن ساوثامبتون كان يضغط للأمام ولا يتراجع قط بعد خسارة الكرة، ذلك الضغط يجعل لاعب المنافس لديه وقت قليل للغاية لاتخاذ القرار أثناء حصوله على الكرة، ما يعزز أكثر من استقرار دفاع ساوثامبتون.
يمكننا مشاهد ضغط ساوثامبتون العكسي من هنا
"حينما نكون متقدمين في المباراة نحافظ على تنظيمنا الجيد، أعتقد أن ذلك أهم شيء، هو أن نطور أنفسنا بطريقة جيدة للغاية فيما يخص الاستحواذ، تلك نقطة هامة، ألا ترتكب أخطاء غبية وأن تحافظ على التنظيم، أعتقد أن تلك أكبر جودة في فريقنا ساوثامبتون". – كومان.
في موسمه الأول ساوثامبتون مع كومان استقبل أقل عدد من التسديدات على المرمى في إنجلترا، الحارس قام بأقل عدد من التصديات بـ1.9 تصدي في المباراة و0.2 تصدي في المباراة من التسديدات داخل منطقة الست ياردة و0.9 تصدي للتسديدات من داخل منطقة الـ18.
التكتل الدفاعي سواء عموديا أو أفقيا بشكل منظم هو أمر حيوي لدى كومان لتقليل فرص المنافس، ساوثامبتون كان جيدا جدا في هذه النقطة، حينما يخترق المنافس ضغط وسط الملعب، كان الفريق يتراجع بسرعة كبيرة ليظل متكتلا أمام منطقته، ويقلل ذلك المساحات التي يمكن أن يعمل فيها المنافس في خط الدفاع.
ساوثامبتون كان يضغط ضغطا عاليا لكن ليس بقوة ضغط ماوريسيو بوكيتينو، كان يضغط بطريقة 4-4-2 أو 4-2-4 أي من الشكلين مع تحرك اللاعب رقم 10 في نفس الخط مع بيلي مهاجم الفريق، وحتى أنه كان يسمح للمنافس بمداورة الكرة في عمق الملعب فقط من أجل إيقاف أي تمريرات عمودية.
حينما كانت الكرة تتحرك إلى الوسط، ساوثامبتون وقتها كان يرفع من قوة الضغط، ثنائية وانياما وشنايدرلين كلاهما كان أشبه بالجدار العازل القوي فيما يخص استخلاص الكرة وإيقاف المنافس من اللعب.
الضغط بهذا الشكل كان يؤمن ساوثامبتون من الركض لـ80 ياردة إلى الخلف لإيقاف مرتدة تشيلسي.
طريقة ضغط أخرى للفريق هي من على خط التماس، بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي قال مرة عن تلك الطريقة: "خط التماس أفضل مدافع". ويعني بذلك أنه حينما يكون لدى اللاعب الكرة قرب خط التماس أو الركنية، زوايا تمريره تكون أقل بنسبة 50% لأنه بطبيعة الحال لديه خيار وحيد بتمرير الكرة فقط داخل الملعب ومن زاوية وحيدة، ما يجعل الضغط حيوي للغاية لأنه يمتلك أفضلية للفوز بالكرة.
كان ذلك كل ما قام به كومان فنيا مع ساوثامبتون خلال عامين.
إيفرتون.. "لم أجلب بديلا للوكاكو"
إيفرتون لعب كرة هجومية جيدة مع روبيرتو مارتينيز، لكن الفريق شعر أنه بحاجة للأهداف وتم اتهامه بأنه يلعب بشكل أقل مباشرة تجاه المرمى، كما أن الفريق افتقر للخطة ب حينما كانت تفشل فكرة استحواذه على الكرة.
قال شيموس كولمان مدافع إيفرتون: "كل مدرب مختلف عن الآخر، لن أقول أي شيء صحيح أو خطأ، لكن حينما تلعب لفترة من الوقت بنظام معين ستكتسب عادات تظل معك".
وواصل "أنا أثق أن هذا المدرب الجديد سيرغب في أن يضع عاداته الجيدة معنا وسننسى بعض التي تعلمناها سابقا".
عين إيفرتون رونالد كومان بعقد يمتد لـ3 سنوات، وبدأ الفريق يُظهر علامات التقدم في المستوى واللعب بأسلوب مباشر وأفضل بكثير عما كان عليه.
في موسمه الأول ضم إيفرتون يانيك بولاسي ومورجان شنايدرلين وآشلي ويليامز وأديمولا لوكمان وإدريسا جانا جاي ودومينيك كلافيرت لوين ومارتين ستيكيلينبرج وضم غإينر فالنسيا على سبيل الإعارة.
لم يحتج كومان وقتا لإثبات قوة فريقه وبصمته، تعادل إيجابي مع توتنام في افتتاحية الجولة، ثم 4 انتصارات على التوالي قبل الخسارة من بورنموث بنتيجة 1-0.
"الظهير لديه خيارين، أن يعيد الكرة إلى حارس المرمى أو أن يمرر إلى الأمام، لا أحب الخيار الأول، حينما يكون لديك لاعبا على سبيل المثال جيرارد ديولوفيو بهذه السرعة، فتمريرات جدية يمكنها أن تصله وذلك يصنع الفارق ويصعبها على الخصم". – رونالد كومان.
المدرب الهولندي حاول تجربة 4-3-2-1 أمام توتنام لكنها لم تكن مفيدة ليقرر التحول إلى 3 مدافعين واللعب بـ3 لاعبين في الوسط كذلك، الأمر الذي جعل فريقه أكثر تكيفا على طريقة اللعب وكذلك أكثر حدة على المرمى.
كومان كان يعمد إلى تجربة أكثر من خيار، أحيانا شنايدرلين كان يلعب كمحور ارتكاز وحيد أمام خط الدفاع مثلما حدث ضد سندرلاند وفاز بنتيجة 2-0، وضد ميدلسبره لعب بثنائي شنايدرلين وجاي.
"في بعض الأحيان أحتاج للعب الكرة من الخلف، لكن في أوقات أخرى ألعب بطريقة مباشرة يمكن أن تكون أكثر خطورة".
"أعرف أن الجميع يحب القتال والضغط وتلك أحد الأهداف التي أسعى لتغييرها في الفريق".
"إن لعبت بطريقة مباشرة فهذا لأنك تمتلك لاعب رقم 9 يمكنه الاحتفاظ بالكرة، وخط الوسط يمكنه تقديم الدعم الكافي، معدل عمل لاعبي الهجوم بحاجة للتطور".
"اللعب بطريقتي أمر صعب لأن اللاعبين لم يقوموا بهذا النوع من الضغط وأحتاج لوقت من أجل ذلك، أفضل مثال هو إن شاهدت ليفربول الآن وليفربول الموسم الماضي، هناك اختلاف مع كلوب في طريقة الضغط".
"في بعض الأحيان نعاني لأن لدينا لاعبين أصحاب فنيات جيدة، لكن نوع الضغط الذي نرغب في تطبيقه بحاجة للوقت". – رونالد كومان.
مع كومان إيفرتون في الموسم الأول كان يدخل مستعدا للمباريات، لنأخذ مباراة انتصاره بنتيجة 4-0 ضد مانشستر سيتي بقيادة جوسيب جوارديولا كمثال.
مثل ساوثامبتون، إيفرتون كان يحتفظ بنوع معين من الضغط يلعب بـ5 في الأمام قد يلعبون بشكل جزئي كرقابة لاعب ضد لاعب على لاعبي الخصم خاصة إن كانوا يفضلون البناء والتمرير وأصحاب مهارات مثل مانشستر سيتي.
طريقة مثل تلك تتطلب مجهودا دفاعيا كبيرا من ثنائي الوسط وخلال عملية الضغط يجب أن يتحرك لاعبيه بسرعة كبيرة ورغم ذلك لم يكن إيفرتون يفوز بالكرة كثيرا في وسط الملعب، لكنه لم يترك قط سيتي ينقل الهجمات.
مجددا طبق كومان معظم أفكاره في الدفاع والضغط مع ساوثامبتون لكنه احتاج للوقت وبالطبع مر بنتائج سيئة في البدايات قبل أن يقود إيفرتون في الموسم الأول للمشاركة في الدوري الأوروبي.
حينما كان يتراجع للدفاع في العمق، لاعبو إيفرتون كانوا يقومون بمبادلة المراكز مع بعضهم البعض، ما يسمح لهم بالتكتل وتضييق أي مساحة قدر الإمكان خاصة لمنع التمريرات العمودية.
في كل مرة كان سيتي يحاول تغيير اللعب كان حماية المساحات وتضييقها بين اللاعبين أولوية لدى إيفرتون.
عملية بناء الهجمات استمرت بالمثل بزيادة لاعب إضافي مع كل لاعبي الخصم في الأمام، فإن ضغط الخصم بـ3 لاعبين وكومان يلعب بـ3 مدافعين يعود لاعب وسط، وإن كان بقلبي دفاع فيعود ثنائي الوسط لتقديم زيادة عددية.
طوال فترة دامت لما يقرب من 3 سنوات وعدة أشهر، امتاز كومان بالمرونة الخططية، فلم يكن له شكل محدد، ربما امتلك فلسفة كروية لا يتخلى عنها، لكن طريقة اللعب كانت تختلف ربما لاختلاف الظروف أو الخصوم، تارة بـ4-4-2 وتارة بـ3-5-2 وتارة 4-3-2-1 وتارة 4-3-3 مع مشتقات كل تلك الطرقة.
كما أن كومان يقبل أحيانا بترك الاستحواذ مقابل انتصاره في المباراة في بعض الأحيان، مثلما فعل في انتصاره ضد مانشستر يونايتد بنتيجة 1-0 في الدوري الإنجليزي 2015 مع ساوثامبتون وكان بنسبة استحواذ 41% فقط.
وفاز ضد أندية مانشستر سيتي وتوتنام وكريستال بالاس بنسبة استحواذ 50%.
كومان يعتبر نفسه ملتزما للغاية بلعب كرة القدم بطريقة ممتعة، لكنه أيضا في نفس الوقت مدرب واقعي للغاية، وفي بعض الأحيان قد يضفي حصنا دفاعيا لفريق قوي هجوميا عوضا عن صقله في هذه المنطقة.
"كنا بحاجة للتطور والكرة معنا، كنا نرتكب الكثير من الأخطاء، الفريق لم يكن جاهزا للعب بطريقة مباشرة من الخلف، احتجنا أن نلعب بشكل مباشر، اللعب بشكل مباشر أفضل من أن نحاول أن نلعب بتمريرات قصيرة، ليس لدينا تلك الثقة بعد ولا الجودة لكننا سنمتلكها". – كومان تعليقا على ما تغير في إيفرتون بعد التأهل للدوري الأوروبي.
كيف ساءت الأمور في ساوثامبتون وإيفرتون؟
في ساوثامبتون، مجددا خسر الفريق بعض نجومه ولم يتمكن من تعويضهم بشكل جيد، مورجان شنايدرلين رحل إلى مانشستر يونايتد وناثانيل كلاين إلى ليفربول وكلاهما كان عنصرا لا غنى عنه في تشكيل كومان، وألديرفيريلد رحل إلى توتنام، وجوردي كلاسي المنضم حديثا قضى معظم الوقت مصابا ولم يندمج كما يجب مع الفريق.
كما أن خط الهجوم أصيب بحالة من عدم الاستقرار، فبعد موسم أول رائع عُرف عن اللاعبين فيه التألق بشكل فردي ممتاز لكل من تاديتش وماني وشنايدرلين وألديرفيريلد وبيلي ووانياما، هناك من رحل وهناك من لم يتمكن من تقديم ذات المستوى بشكل ثابت.
مع النتائج السيئة ازدادت مطالبات الصحف بتكرار ما حدث مع جوزيه مورينيو وديك أدفوكات وتيم شيروود وجاري مونك وإقالة كومان، خاصة وأنه كان يعتمد على ماني فقط لصنع الفارق عكس الموسم الذي سبق رحيله، وتوقف الأمر كله فور وصول عرض إيفرتون.
في إيفرتون كان روميلو لوكاكو نجم الفريق، لكنه رحل إلى مانشستر يونايتد في صيف 2017 ولم يُنكر كومان أنه احتاج لمهاجم جيد يعوض رحيله، فقد انضم جينك توسون دون أن يكون مُعوضا حقيقيا للنجم البلجيكي. ورغم انضمام جيلفي سيغوردسون وجوردان بيكفورد ومايكل كين ودافي كلاسين وثيو والكوت جميعهم لم يتمكنوا من إنقاذ كومان من الإقالة في أكتوبر 2017.
منتخب هولندا
أرجع موقع Squawka المختص بالإحصائيات تألق منتخب هولندا مع كومان إلى النقاط التالية، الجيل الجديد من اللاعبين الموهوبين أصحاب الشخصية القوية مثل فرينيكي دي يونج وماتيس دي ليخت، ثم العودة إلى أساسيات اللعب على "الطريقة الهولندية" مع كومان، طريقة 4-3-3 الهولندية الكلاسيكية، ومجددا، الطريقة الدفاعية الرائعة أو ما عرف بـ"المثلث الدفاعي".
منتخب هولندا حصل على المركز الثالث مع لويس فان جال في كأس العالم 2014 لكنه غاب بعد ذلك عن يورو 2016 وكأس العالم 2018 وبدا واضحا أن المنتخب الكبير ذو الأسماء الأسطورية بات تائها في حقبة زمنية لم يخرج منها وسط عدة تساؤلات عن اختفائه عن المحافل الدولية.
مع رونالد كومان اختلف منتخب هولندا تماما، صحيح أنه خسر مباراته الأولى ضد إنجلترا بنتيجة 1-0، لكنه فاز ضد البرتغال وتعادل مع سلوفاكيا وإيطاليا وفاز ضد بيرو ثم خسارة من فرنسا في افتتاحية دوري الأمم الأوروبية، قبل أن يعود للنتائج الإيجابية والمستوى المبهر الذي دفع الكل لإعلان عودة الطواحين.
هولندا لعبت أغلب المباريات مع كومان بطريقة 4-3-3، والتي قد تتحول خلال المباراة إلى 4-2-3-1 خلال الاستحواذ على الكرة، حيث يتواجد مارتن دي رون في كثير من الأحيان بجانب فرينيكي دي يونج للعب بثنائي وسط الملعب أمام خط الدفاع، لكي يسمح للظهيرين بالتقدم للهجوم.
لعل أبرز مباريات كومان مع هولندا كانت في انتصاره في دور المجموعات في التصفيات المؤهلة ليورو 2020، بنتيجة 4-2.
نفس المرونة التي تمتع بها كومان في إنجلترا جلبها معه إلى منتخب هولندا، ضد ألمانيا بدأ بطريقة 3-5-2 ثم 3-1-4-2 وكل ذلك خلال المباراة وأكثر حتى أنه تحول في بعض المراحل للعب بـ4 مدافعين.
المثلث الدفاعي كان دالي بليند وفيرجيل فان دايك وماتيس دي ليخت. بليند يلعب كآخر لاعب في الملعب، فيما لعب دي يونج كلاعب وسط دفاعي بجانب الثنائي كوينسي برومس ودينزل دامفريس كجناحين، وفي الوسط الثنائي دي رون وجورجينيو فينالدوم وفي الهجوم ريان بابل وممفيس ديباي.
"أنا مدرب يفضل أن يحظى بالكرة مع فريقه وأحب أولا طريقة 4-3-3 كبداية، المهم هو تنظيم الفريق أن يظل جيدا، لا يهم كيف يلعب الخصم، مثالي هنا سيكون فريقي في أياكس، مع وجود ماكسويل وحاتم الطرابلسي كجناحين، كنت أغير اللعب من 4 مدافعين إلى 3، ذلك هو نظامي المثالي، لأنه يمكنني أن أغير الشكل وأملأ المراكز دون الحاجة إلى تغيير".
"لا أتحدث حول التكيف لكن حول معرفة نقاط القوة والضعف لدى الخصوم، كما جهزت أياكس ذات مرة لمواجهة أشلي كول في أرسنال في دوري الأبطال، حينها لعبنا بلاعبين في مركز الظهير الأيمن نايجل دي يونج وحاتم الطرابلسي وتعادلنا بنتيجة 1-1". – كومان.
هولندا كانت تعتمد على الإبداع والتمريرات المباشرة عوضا عن البناء بالكثير والكثير من التمريرات، على سبيل المثال لا الحصر تمريرة دالي بليند إلى ممفيس ديباي بعد تحرك رائع من فينالدوم هنا. الذي سيتسلم الكرة في النهاية.
كعادة فريق كومان في كل الفرق التي دربها، فريقه يخلق كثافة عددية أمام المنافس في معظم الخطوط عدا الثلث الأول لدى الخصم، وأهم مراحل الضغط من وسط الملعب.
هولندا اكتسبت قوة كبيرة مع كومان فيما يخص قوة الدفاع باستقبال 18 هدفا في 20 مباراة ليس ذلك فقط بل وتسجيل 43 هدفا. المنتخب خسر 4 مباريات فقط وفاز في 11 وتعادل 5.
"أحب اللعب بثنائي في وسط الملعب بمهام دفاعية، لأنك ترى عددا قليلا من الأندية فقط تلعب بمهاجم وحيد ولاعب وسط مهاجم، أفضل أن يظل الظهيرين في مركزهما وألا يخرجان منه، أفضل حل لي هو ذلك الثنائي، بعد ذلك إن أراد الجناح الانضمام إلى العمق للهجوم، سيقوم لاعب الوسط بتغيطة مساحته واللاعب الآخر سيراقب صانع ألعاب الخصم".
"فيما يخص الالتزام، اتخذت بعض المقاييس الجديدة في فالنسيا، خلال الاجتماع الأول قبل يوم من مباراة روزنبرج في دوري الأبطال، تأخر لاعب لمدة نصف ساعة، لم يمر ذلك مرور الكرام وحدث المر بعد أسبوع ونصف، قررت أن أبعده عن الفريق، قد يضر ذلك فريقي على المدى القصير لكنه سيفيده على المدى البعيد".
"هناك دولا تخطتنا وتلك ملاحظة مؤلمة، في هولندا في السنوات الأخيرة كنا نتطرف كثيرا في التدريب، أردنا أن نستحوذ على الكرة لدرجة أننا تجاهلنا حقيقة أهمية تحقيق النتائج، في المقام الأول أعتقد أننا يجب أن نقوم بأكثر من ذلك في هولندا". – رونالد كومان في 2018.
هل كومان الاختيار الصحيح لتدريب برشلونة؟
يستحيل التكهن بذلك حتى بعد أن يخوض مباراته الأولى، بيب جوارديولا بعد خسارته مباراته الأولى أمام نومانسيا وتعادله مع راسينج في أول جولتين من الدوري الإسباني حامت الشكوك ضده، بالطبع لا نشبه أحدا بأحد ولا حتى التشكيل هو ذاته.
"الجميع يعلم أن حلمي هو تدريب برشلونة". – كومان.
الآن وقت تحقق الحلم، كومان كان قد حلل مشاكل برشلونة في شهر أبريل الماضي.
قال كومان: "عيوب برشلونة؟ أرى عيبان، الأول هو القوة، سواء أحببتم ذلك أم لا، اليوم الفرق الكبيرة تلعب بقوة كبيرة وإيقاع قوي لمدة 90 دقيقة، برشلونة يجد من الصعب فعل ذلك، رأينا هذا في مباراة ليفربول الشهيرة في أنفيلد، لكن في كأس السوبر الإسبانية هذا العام، برشلونة كان أفضل لـ80 دقيقة، لكنه انفصل في آخر 10 دقائق وأتليتكو كان أكثر حدة وقوة فاز".
وواصل "العيب الثاني؟ أن برشلونة لا يهيمن على المباريات مثل الأعوام الماضية، فيما يخص ذلك برشلونة عليه أن يستعيد هويته، هذا جزء من هويته لطالما كان يتحكم في المباراة، لكن تحكم فعال".
الآن تحقق حلم كومان، وبنفسه قد حدد عيوب برشلونة قبل توليه المهمة بـ4 أشهر فهل يكون الحل؟
المصادر:
طالع أيضا: