ماذا ينتظر برشلونة مع كومان؟ 4-3-3 ليست مقدسة.. وأهلا بعصر جديد من المرونة
الإثنين، 17 أغسطس 2020 - 16:39
كتب : FilGoal
المشجع الهولندي، والمتابع لمنتخب هولندا عموما، يعرف مدى أهمية أي انتصار على أكثر منتخب دمر أحلام الطواحين، منتخب ألمانيا.
في سبتمبر الماضي، فعل رونالد كومان ذلك، وبنتيجة عريضة، 4-2، في مباراة دور المجموعات لدوري الأمم الأوروبية.
واليوم، مع اقتراب كومان من تولي مسؤولية برشلونة، من الممكن أن ينظر مشجع برشلونة لهذه المباراة كعينة لتحليل تفضيلات كومان المدرب، حيث شهدت المباراة تأخرا في النتيجة بالنسبة لمنتخب هولندا، وتعادل، وتقدم، وتأمين للنتيجة.
FilGoal.com يقدم لكم تحليل موقع The Coaches’ Voice المتخصص في التحليل التكتيكي للمباريات، لشرح نظريات كومان.
من قال إن 4-3-3 مقدسة
بدأ كومان المباراة بطريقة 3-1-4-2، حيث لعب فرينكي دي يونج خلف جيني فاينالدوم ومارتن دي روون في وسط الملعب، وأمامهم ممفيس ديباي. على طرفي الملعب، شارك كوينسي بروميس ودينزيل دامفريس بشكل متقدم ليصلا ليكونا بنفس الخط مع ريان بابل المهاجم الوحيد، أمام خط دفاع مكون من ماثيس دي ليخت، فيرجيل فان دايك، ودالي بليند.
عبر التاريخ الهولندي، كانت 4-3-3 مقدسة لا يتم تغييرها، بعيدا عن بعض المغامرات من قبل بيرت فان مارفيك ومن بعده لويس فان جال، لكن كومان يطبق طرق لعب مختلفة معتمدة بالأساس على ما يستطيع لاعبيه تقديمه.
يرى البعض أن 4-3-3 جزء من إرث كرويف يجب ألا يُلمس، ولكن العبارة السابقة تحمل الكثير من المغالطات.
تحت قيادة كرويف نفسه، لعب كومان في قلب ثلاثي دفاعي، خلف بيب جوارديولا لاعب الوسط المتأخر، وكان أهم ثنائي لدى كرويف.
اعتمد كومان – المدرب - على خدعة انطلت على الألمان ومدربهم يواكيم لوف، بابل يبقى وسط ثلاثي الدفاع الألماني، حتى لا يتحركون مع ديباي الذي يسقط كثيرا لتكثيف الضغط على لاعبي وسط ألمانيا. تلك الخدعة مكنت الهولنديين من السيطرة على الاستحواذ، لكنهم استقبلوا هدفا وعانوا خلال الشوط الأول لخلق الفرص لمعادلة هدف سيرجي جنابري في الدقيقة 9.
لحل تلك المشكلة، فكر كومان في سقوط دي يونج أكثر لاستلام الكرة من دفاع فريقه، مع قيام دي روون وفينالدوم بفتح الملعب أكثر، وتحرير الظهيرين بروميس ودامفريز للتقدم واستلام الكرة ومحاولة خلق تواجد هجومي خلف وسط ملعب الألمان.
الحل الذي نبع من ذهن الرجل ذو التجربة المميزة في إنجلترا مع ساوثامبتون في موسمه الأول، وكذلك مع هولندا التي أوصلها لنهائي دوري الأمم أمام البرتغال، منح مساحات أكبر لبابل وديباي لاختراق الدفاعات من العمق حيث خرج قلبي الدفاع الأيمن والأيسر الألماني لمقابلة الظهيرين المتحررين من العبء الدفاعي، وعندما قرر الدفاع الألماني إغلاق العمق، حصل الظهيرين على مساحة أكبر، وهذا ما حدث في هدف تعادل هولندا والذي سجله دي يونج.
مرونة مناسبة للإمكانيات
في الشوط الثاني، انتقل بابل إلى طرف الملعب الأيمن، تاركا البديل دونييل مالين في مركز يرتاح فيه أكثر من بابل وهو المهاجم المتأخر الذي يساعد في صناعة اللعب.
راحة بابل على الطرف، وتشكيله الخطورة في الشوط الثاني، دفعت لاعبي وسط ألمانيا توني كروس وجوشوا كيميتش لفتح الملعب للضغط على الطرفين، ما فتح مساحة أكبر لدي يونج وديباي على تشكيل الثنائيات في قلب وسط ألمانيا.
وأمام دفاع ألماني متقارب ومحكم ومتأخر، استطاع كومان استعمال لاعب وسطه الإضافي (فينالدوم، أو دي رون أحيانا) في التحرك بين الخطوط وضرب التكتلات، ما أضعف قدرة ألمانيا على الدفاع، وكذلك في بناء الهجمة بسبب الضغط المكثف، ما خلق مساحات استطاع بها الهولنديون تسجيل الأهداف الثلاثة اللاحقة.
ومع تقدم هولندا، بدأت مرونة كومان في الظهور.
في البداية، أثناء التعادل والهزيمة، طبق كومان طريقة 3-1-4-2 ضاغطة على دفاع ألمانيا، ولكن مع التقدم، تحولت طريقة الضغط إلى 5-3-2 في وسط ملعب هولندا.
الظهيران بروميس ودامفريز كانت لهم أدوار غير معتادة، بالدخول لقلب الملعب في حال عدم ضغط بابل أو ديباي على قلوب دفاع ألمانيا المتقدمين لصناعة الهجمة، متيحين الفرصة لفان دايك ودي ليخت وبليند بإبقاء الدفاع متقارب ومحكم في وسط ملعب الفريق.
طريقة معقدة في الضغط كتلك، تحتاج لمدافع مثل فان دايك، ولاعب وسط لديه رؤية تكتيكية كبيرة مثل دي يونج، ولحسن حظ كومان، سيملك أحدهما في برشلونة.
هل يملك كومان الأدوات المناسبة في برشلونة؟
الإجابة الأقرب هي لا، فكرة وجود ليونيل ميسي ربما تقرب ترمومتر الإجابة من "نعم"، ولكن في المجمل، لا يملك كومان في برشلونة لاعبا وسط مثل فينالدوم ودي روون، ولا ظهيرين بذكاء بروميس ودامفريز، والأهم، لا يملك فان دايك أو دي ليخت.
ولكن على الناحية الأخرى، سيملك ميسي بكل حلوله، وسيملك فرينكي دي يونج الذي قد يكون ما كان عليه جوارديولا لكرويف، ويملك مدافع جيد مثل لينجليه، وحارس مميز في صورة مارك أندريه تير شتيجن.
اقرأ أيضا: