تأهل بايرن ميونيخ الألماني إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بفوزه العريض على برشلونة الإسباني بثمانية أهداف مقابل هدفين في ملعب النور بالعاصمة البرتغالية لشبونة.
أهداف بايرن ميونيخ سُجلت بواسطة: توماس مولر (مرتين)، وإيفان بيريسيتش، وسيرجي جنابري، ويوشوا كيميتش، وروبيرت ليفاندوفيسكي، وفييلبي كوتينيو (مرتين).
فيما سجل دافيد ألابا بالخطأ في شباكه، وسجل لويس سواريز هدف برشلونة الثاني.
ليضرب بايرن ميونيخ موعدا مع الفائز من مواجهة مانشستر سيتي وأوليمبيك ليون، في ملعب جوزيه ألفالادي، يوم الأربعاءء 19 أغسطس الجاري.
بايرن العريق تأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة العشرين في تاريخه، والسابعة في آخر 10 نسخ.
بينما تأكدت عقدة برشلونة، إذ لم يحصد اللقب أبدا في موسم لم يتوج فيه بالدوري الإسباني.
برشلونة يواصل إخفاقاته الأوروبية في السنوات الأخيرة، إذ لم يحصد اللقب منذ 2015.
كما أنهى برشلونة الموسم رسميا دون أي ألقاب، إذ خسر السوبر الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، والدوري الإسباني، وأخيرا دوري أبطال أوروبا.
الهزيمة هي الأكبر أوروبيًا في تاريخ برشلونة، إذ يرجع الرقم القياسي السابق إلى الخسارة 2-6 أمام فالنسيا في كأس المعارض 1962.
الثمانية هي الثالثة تاريخيا التي يتلقاها برشلونة في المباريات الرسمية، بعد هزيمته 2-8 أمام ريال مدريد عام 1935، و0-8 أمام إشبيلية عام 1946.
بينما تظل الهزيمة الرسمية الأكبر في تاريخ برشلونة مسجلة باسم أتليتك بلباو بنتيجة 12-1 موسم 1930\1931.
تشكيل خصوصي وآخر منطقي
لجأ كيكي سيتيين إلى طريقة 4-4-2 لمحاولة إيقاف بايرن ميونيخ، فضحى بمهاجمه أنطوان جريزمان، واكتفى بالثنائي ليو ميسي ولويس سواريز في خط الهجوم، ودفع بـ سيرجي روبيرتو إلى جوار فرينكي دي يونج وأرتورو فيدال وسيرخيو بوسكيتس في خط الوسط.
أمّا هانز فليك مدرب بايرن، فلم يجر تعديلات جوهرية، واعتمد على 4-2-3-1 الاعتيادية، مستغلا خطورة الثنائي الهجومي: روبيرت ليفاندوفيسكي وتوماس مولر.
شوط أول تاريخي
الشوط الأول كان تاريخيا، مثيرا، مليئا بالدراما والتقلبات والأهداف والفرص المهدرة، كان ينقصه فقط الجماهير ليزداد اشتعالا فوق اشتعاله.
بايرن ميونيخ لم يحتج أكثر من 4 دقائق حتى يتقدّم في النتيجة من الفرصة الأولى، بعد تهيئة جميلة من ليفاندوفيسكي، وتسديدة من لمسة واحدة بواسطة مولر، ليفتتح التسجيل للزعيم البافاري.
لكن الرد احتاج إلى 3 دقائق فحسب، عندما تعادل برشلونة بهدف دافيد ألابا العكسي بعد عرضية جوردي ألبا في الدقيقة السابعة.
الهدف العكسي هو التاسع الذي يستفيد منه برشلونة في آخر 4 نسخ من دوري أبطال أوروبا.
انتفاضة قصيرة لـ برشلونة
سريعا بعد الهدف، حاول برشلونة التقدُم في النتيجة، وقدّم أفضل دقائقه في الشوط الأول.
في الدقيقة التاسعة انفرد سواريز بمرمى توماس نوير، لكن الخروج الموفق للألماني المخضرم حال دون تسجيل هداف أوروجواي التاريخي.
هجمات برشلونة تواصلت، فأرسل ليو ميسي عرضية عرفت طريقها مباشرةً نحو قائم نوير في فرصة مؤكدة جديدة لـ برشلونة بالدقيقة العاشرة.. وهنا كانت النهاية، وتحوّلت المباراة بالكامل إلى المرمى الآخر!
اكتساح بافاري
في الدقيقة 22، أخطأ سيرجي روبيرتو في وسط ملعب برشلونة، ليفتك منه جنابري الكرة، وينقلها إلى الكرواتي بيريسيتش، والأخير سدد كرة أرضية يسارية قوية عانقت مرمى تير شتيجن.
بايرن كاد أن يسجل مجددا في الدقيقة 27 بعد عرضية ديفيز التي تابعها ليفاندوفيسكي بتسديدة من مسافة قريبة للغاية في مرمى مفتوح، لكن تير شتيجن أقدم على تصدٍ خيالي وأبعد الخطر.. مؤقتا.
مباشرةً افتك بايرن الكرة مجددا، وأرسل ليون جوريتسكا تمريرة غير عادية نحو زميله جنابري الذي سدد بقسوة في الدقيقة 28، مسجلا هدف بايرن ميونيخ الثالث.
الإعصار البافاري تواصل ولم يتوقف أبدا، فتألق تير شتيجن مجددا بالدقيقة 29 ليمنع ليفاندوفيسكي من تسجيل انفراد كامل بمرماه.
وكما هي العادة، بعد كل فرصة مهدرة، يسجل بايرن ميونيخ!
في الدقيقة 31 أرسل كيميتش عرضية رائعة إلى مولر الذي أودعها الشباك بلمسة واحدة.
ليرفع مولر رصيده الشخصي إلى 5 أهداف في مواجهاته الإجمالية مع برشلونة.
رباعية انتهى عليها الشوط الأول.
بين الشوطين لجأ كيكي سيتيين إلى جريزمان، فأقحمه بدلا من سيرجي روبيرتو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
عبقرية سواريز
كان برشلونة في أمس الحاجة إلى عبقرية أحد لاعبيه حتى يظل في اللقاء أطول فترة ممكنة، فكان سواريز هو ذلك العبقري.
المهاجم الأوروجواني تلقى عرضية من ألبا في الدقيقة 57، فراوغ جيروم بواتنج ببراعة بالغة، وسجل في شباك نوير، مقلصا الفارق لـ برشلونة.
الهدف هو الأول لـ سواريز في دوري أبطال أوروبا بعيدا عن كامب نو منذ سبتمبر 2015 عندما فعلها في شباك روما.
وعبقرية ديفيز
وعندما ظننا أن سواريز عبقري لمراوغته بواتنج، انتفض ديفيز ابن التسعة عشر عاما، وراوغ نصف فريق برشلونة وحده، واخترق الجناح الأيسر في الدقيقة 63، ومرر إلى كيميتش الذي لم يحتج سوى لمس الكرة لتدخل إلى الشباك الفارغة.
بايرن ميونيخ لم يتوقف، فكاد البديل كينجسلي كومان أن يسجل من أول لمسة في الدقيقة 68، لولا إبعاد ألبا بأعجوبة أمام المرمى الخالي.
سيتيين بدوره لجأ مجددا إلى دكة بدلائه، فدخل أنسو فاتي بدلا من بوسكيتس.
حفلة كوتينيو الخاصة
أما فليك، فدفع بوجه مألوف للغاية: فيليبي كوتينيو دخل بالدقيقة 75 بدلا من جنابري.
الحفلة استمرت على شرف كوتينيو، فصنع الهدف السادس لـ ليفاندوفيسكي في الدقيقة 82.
ثم سجل السابع بنفسه في الدقيقة 85 بعد فاصل مهاري.
قبل أن يضيف الثامن كوتينيو بنفسه في الدقيقة 89 بعد عرضية البديل الآخر لوكاس هيرنانديز.
الحكم دامير سكومينا احترم برشلونة، فاحتسب دقيقتين وقت بدل ضائع، لتنتهي المباراة عند حاجز الثمانية أهداف، في الليلة الأوروبية الأكثر قسوة على برشلونة طوال تاريخه.