كتب : FilGoal
بلا مباراة واحدة في مسيرته كمدرب، وبعد أشهر قليلة من حصوله على رخصة الاتحاد الأوروبي (يويفا)، صار أندريا بيرلو أسطورة يوفنتوس مدربا للفريق خلفا للمقال ماوريتسيو ساري.
محاولة تحليل بيرلو المدرب أمر مستحيل، لأن الرجل لم يلعب مباراة واحدة، لكننا هنا سنستعين بتصريحاته السابقة عن كرة القدم، وكذلك بالمدربين الذين تأثر بهم، في محاولة لفهم ما يريد بيرلو صنعه في يوفنتوس بداية من الموسم المقبل.
"يوفنتوس يحتاج إيسكو"
عندما أقصى أياكس يوفنتوس من دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، كان بيرلو محللا لسكاي سبورتس، وتصريحاته بعد الخروج تضع لنا بعض الضوء على فكره التدريبي.
بيرلو رأى في تلك الهزيمة من أياكس مشاكل في وسط ملعب الفريق الإيطالي، ليقول إن يوفنتوس "في حاجة إلى لاعب مثل إيسكو".
وقال بيرلو: "يوفنتوس على مستوى آخر في إيطاليا، لكن عليهم الفوز بدوري الأبطال. ماسيميليانو أليجري (مدرب الفريق حينها) صنع ذلك الفريق لكن ربما يشعر بأنه لا يملك الجودة اللازمة في وسط الملعب".
وأكمل "بعد شراء رونالدو، لم يمتلك الأدوات لمنح الكرة له. هذه مشكلة في وسط الملعب".
بيرلو كان مدافعا كبيرا عن ساري، ولكنه شدد إنه "سيكون أقل عندا" إذا كان في مكانه.
في مقابلة لاحقة، تحدث بيرلو إلى زميله المتوج معه بلقب كأس العالم 2006 فابيو كانافارو عن فلسفته التدريبية، وإعجابه بيوفنتوس ساري.
"لدي طريقة معينة للعب في ذهني، وهي التمرير من قدم لقدم واللعب من أجل الفوز دائما. كرهت أمورا كلاعب ولن أطبقها كمدرب، المشكلة ليست في الطريقة بل دائما في احتلال المساحات واستغلال إمكانيات كل لاعب. كنت أود أن ألعب في يوفنتوس ساري، صانع الألعاب يحصل على الكرة كثيرا وكنت سأستمتع بذلك، وكنت سأشرح للاعبين ماذا يعني اللعب ليوفنتوس، لأن كل من يواجهنا يريد الفوز علينا وعلينا إثبات أنفسنا في كل مباراة".
وأكمل بيرلو بأنه يفضل طريقة 4-3-3، "مع انطلاق هجومي واستحواذ مكثف على الكرة".
يبدو حديث بيرلو في المناسبتين عاما للغاية، بلا تفصيلات، ولكن تلك نستطيع استخلاصها من مسيرة بيرلو اللاعب.
بيرلو اللاعب يشرح بيرلو المدرب
لا يوجد أي موضوع مكتوب عن بيرلو لا يتحدث عن كونه "لا يشعر بالضغط"، لكن قليل هو الحديث عن أن سبب نجومية بيرلو بالأساس ليس برودة أعصابه بقدر قدرته على التأقلم مع الأدوار المختلفة في وسط الملعب مع تقدمه في السن، وتحوله إلى مايسترو حقيقي في السنوات الأخيرة من مسيرته التي كانت رائعة بقدر السنوات الوسطى منها.
بيرلو لم يكن أبدا لاعب ذو جسد رياضي، ولكنه على عكس المتوقع كان كالنبيذ، يتحسن كلما مرت الأعوام عليه. موهبته بالكرة جعلته لاعبا هجوميا أين بدأ مسيرته في ناد مسقط رأسه في بريشيا، كلاعب وسط ملعب مهاجم.
تألقه دفع إنتر ميلان لاستقدامه، وإعارته إلى بريشيا ثم إلى ريجينا بلا نجاح في الدخول إلى فريق الأفاعي الأول، ليرحل إلى ميلان في النهاية.
لماذا فشل بيرلو في الوصول إلى الفريق الأول في إنتر؟ لا أحد يشك أن بيرلو لديه من الموهبة والرؤية التي تجعله صانع ألعاب في الثلث الأخير، لكن مشاكله البدنية كانت تجعله خيارا بعيدا عن أذهن المدربين الذين تعاقبوا على النيرياتزوري.
مدربو إنتر ميلان لم يروا ما رآه كارلو ماتزوني، مدرب ربما غير معروف للكثيرين لكنه أكثر من درب في الدوري الأبطالي، ويراه روبرتو باجيو كـ"أفضل مدرب لعب تحت قيادته"، كما قال بيب جوارديولا أنه تأثر به أثناء وجوده في بريشيا.
تأثر بيب بماتزوني يبدو مفهوما، بسبب اهتمام ماتزوني بمركز الـ deep lying playmaker أو صانع اللعب المتأخر، الذي برع فيه جوارديولا اللاعب وطوع فيه ماتزوني بيرلو نفسه.
في بريشيا تحديدا، وبسبب وجود باجيو، قرر ماتزوني أن يعيد بيرلو للخلف قليلا لنرى بيرلو الذي تعودت أعيننا عليه، صانع الألعاب من وسط الملعب صاحب الرؤية المستحيلة والتمريرات الفذة.
ماتزوني، بحسب بيرلو، هو أول مدرب تأثر به، وفكرة تطويع إمكانيات اللاعبين ونقلهم لمراكز أخرى تناسب احتياجات الفريق تبدو قريبة من ذهن بيرلو ويتحدث عنها كثيرا.
ثاني مدرب تأثر به بيرلو بالتأكيد هو كارلو أنشيلوتي.
رحيل بيرلو إلى الجزء الأحمر من مدينة ميلانو كان صفقة رائعة للروسونيري، وهناك خلق أنشيلوتي شراكة رائعة في وسط الملعب بين بيرلو، وجينارو جاتوزو.
فكرة أنشيلوتي في هذه الشراكة كانت استغلال شراسة مدرب نابولي الحالي في الدفاع، لحماية بيرلو وإراحته وتفريغه لصناعة اللعب من الخلف دون انشغال بالضغط، فهذه مهمة جاتوزو.
يقول بيرلو: "عندما أنظر لمسيرتي، أجد أنني مدين بالكثير لكارلو ماتزوني وكارلو أنشيلوتي".
تلك كانت مجرد لمحات من بيرلو المدرب، والتي بالطبع ستظهر بشكل أكبر مع المباريات.
اقرأ أيضا
5 مشاهد لا تنسى من مباراة الأهلي وإنبي
اختر التشكيل الأمثل لـ الأهلي أمام إنبي
أحمد مرتضى يكشف لاعبين إثنين أراد تركي انتقالهما من الزمالك إلى الأهلي
كلوب يروي كواليس التتويج: لم أتمالك دموعي لأول مرة في حياتي
طولان: ما الفارق بينه وبين أجايي؟