جاء إلى أرسنال ليصنع الفارق.. والآن أصبح "المنبوذ" في الفريق.
ماتيو جيندوزي.. لاعب وسط أرسنال الذي تردد اسمه كثيرا في أخبار الانتقالات خلال الأسابيع الماضية.
إلى أن أصبح في فترة قصيرة وبشكل سريع للغاية الاسم الأبرز في جميع مواقع التواصل الاجتماعي.
"نحن نريد هذا اللاعب، سنعطيك مبلغا من المال بالإضافة إلى ماتيو جيندوزي وتتم الصفقة بيننا".
بهذه الطريقة السابقة يريد نادي أرسنال التخلص من لاعبه الفرنسي الشاب ماتيو جيندوزي.
ولكن بسبب تكرار هذا الأمر أصبح جيندوزي هو الاسم الأبرز في عالم كرة القدم خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتحول اللاعب ذو الشعر الكثيف إلى مادة دسمة للسخرية من أي شيء سعره مرتفع.
حتى اسم اللاعب تغير.. وبدلا من كتابة اسمه بالطريقة الصحيحة "جيندوزي" أصبح يُكتب اسمه "الجندوزي" -كما قرأتم الكلمة في الصورة الرئيسية لهذا التقرير- وكأنه عملة مالية جديدة تستخدم في الشراء.
ولكن قبل الحديث بالتفصيل لماذا تحول جيندوزي بشكل مفاجئ وكبير إلى مادة للسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم كله، دعونا نتحدث عن اللاعب نفسه أولا.
الانضمام إلى أرسنال
رحل أرسين فينجر عن أرسنال بعد رحلة طويلة في تدريب الفريق اللندني استمرت لأكثر من 20 عاما، وآن الأوان للإعلان عن بديله الذي كان الإسباني أوناي إيمري.
تولى إيمري تدريب أرسنال في صيف 2018 وأبرم صفقته الأولى بشكل سريع.
لاعب شاب يلعب في خط الوسط غير معروف للجماهير جاء من دوري الدرجة الثانية الفرنسي، إنه ماتيو جيندوزي.
7 ملايين جنيه إسترليني حصل عليها نادي لوريان مقابل انتقال لاعبه جيندوزي لنادي أرسنال الإنجليزي بطلب من إيمري.
"يبدو أننا أمام موهبة كروية جديدة تنتظر النضوج واكتساب الخبرات والتطور أكثر قبل قيادة خط وسط أرسنال في السنوات المقبلة".
هكذا اعتقدت جماهير أرسنال عند تعاقد ناديها مع جيندوزي.
لاعب شاب فرنسي الجنسية انضم للنادي بمبلغ مالي قليل دون أي ضجة إعلامية، ورغم أنه من المفترض ألا يصبح أساسيا في موسمه الأول مع أرسنال نظرا لصغر سنه وعدم اكتسابه الخبرات.
إلا أنه وجد نفسه أساسيا في خط وسط أرسنال في موسمه الأول في الدوري الإنجليزي.
ورغم ذلك كان يقدم مستوى مبشر في ظل صغر سنه وعدم اكتسابه الخبرات.
"هل سيكون باتريك فييرا أم سيسك فابريجاس أم جيلبيرتو سيلفا"
هذه هي الأمنيات التي تمنتها جماهير أرسنال في لاعبها الشاب الجديد.
نعود للوراء عدة سنوات للحديث عن بداية جيندوزي مع كرة القدم عندما كان بدأ مسيرته الكروية مع فريق الناشئين لنادي باريس سان جيرمان ثم فريق الشباب.
قبل أن يرحل وهو عمره 15 عاما وينضم لصفوف لوريان.
"سأفوز مع فرنسا بكأس العالم للمرة الثالثة"
عائلتي كانت تقول لي إنني لم أكن ولدت عندما فازت فرنسا بكأس العالم للمرة الأولى عام 1998 لأنني من مواليد 1999.
شاهدت مقاطع من تلك البطولة، وجعلت زيدان وأهدافه مرجعا لي. ولكن هؤلاء الذين سخروا مني كانوا على حق، لم أر فرنسا تفوز بأول كأس عالم.
لذا قطعت عهدا على نفسي، أنني سأساعد فرنسا على الفوز بكأس العالم في يومٍ ما. هذا عهد كبير، أليس كذلك؟ ولكن هذه أفضل طريقة لتُنجِز أي أمر.
في عائلتنا، نحن معتادون على الارتفاع بأحلامنا. والداي علماني احترام الجميع، أن أكون عطوفا تجاه الجميع، وأن أتعلم من الناس، وأن أضع أهدافا عالية لنفسي.
ولهذا اعتدت أن أتظاهر كأني زين الدين زيدان أثناء اللعب مع أشقائي الذين يكبروني في حديقة منزلنا في بويزي.
ولنفس السبب أردت اللعب في مركز المهاجم في أكاديمية باريس سان جيرمان، تماما مثل بطلي: بيدرو ميجيل باوليتا.
بعد عام من رحيلي عن باريس سان جيرمان، واجهته مع فريقي لوريان في نهائي كأس فرنسا تحت 17 عاما.
كنا فريقا جيدا، ولكن الجميع توقع فوز باريس سان جيرمان. ولكن هناك شيء عليكم أن تعرفونه عني: "لا أستطيع تمالك نفسي عندما يقول أحد أن الفريق الآخر سيهزمني". (تذكروا هذه الجملة جيدا لأننا سنعود لها مرة أخرى في السطور المقبلة)
في هذا النهائي، بين باريس سان جيرمان ولوريان، قدّمت كل ما أملك، تركت حياتي على أرض الملعب. تعرضت لشد عضلي أكثر من مرة في نهاية المباراة، ولكننا فزنا، وأنا أدركت بأني اتخذت القرار الصائب بمغادرة باريس سان جيرمان والانضمام إلى لوريان.
والآن يتملكني نفس الشعور في أرسنال، أنني اتخذت القرار الصائب وأن شيء جيد في انتظاري ليحدث.
عندما أتيت إلى أرسنال، لم أخبر نفسي بأني "الفتى الجديد وأصغر لاعب في الفريق ويجب أن أكون حريصا".
بل أخبرت نفسي أنهم "أحضروني هنا لأصنع الفارق"، وهذا ما أسعى لأجله، أحاول مساعدة فريقي كل يوم.
إن احتجت للحديث إلى زملائي، فإني أتحدث إليهم، وإن توجب علي الصراخ فيهم، فإني أفعل ذلك أحيانا!
ولهذا صُعق الجميع على الأرجح عندما اكتشفوا أنني في التاسعة عشر من عمري. أنا لا أقول الأمور لمجرد إرضاء الآخرين، لا أتظاهر ولا أكذب.
أحاول أن أكون في المستوى على قدر المستطاع، وآمل أن يقدّر الناس ذلك.
في أرسنال، عندما أقول إنني أريد الفوز بالبطولات، يدرك الناس أنني سأعمل بجد لتحقيق ذلك، أعتقد أنهم يحترموني لأجل ذلك.
ولذا، صحيح، لم أحضر فوز فرنسا بكأس العالم 1998، ولم أتواجد في الفريق الفائز في 2018، ولكن المرة المقبلة التي تفوز فيها فرنسا بكأس العالم، سأكون حاضرا.
ماتيو جيندوزي في حوار له عام 2018 عقب انضمامه لصفوف أرسنال.
إلى هنا انتهى حديثنا عن رحلة جيندوزي في الملاعب.. والقادم سنتحدث خلاله عن رحلته خارج الملاعب.
أنهى جيندوزي موسمه الأول مع أرسنال وفي منتصف الموسم الثاني رحل أوناي إيمري عن تدريب الفريق وهو المدير الفني الذي تعاقد معه.
جاء ميكيل أرتيتا لتولي تدريب الفريق ومع مرور المباريات خرج جيندوزي من التشكيل الأساسي لأرسنال بشكل تدريجي.
توقف الدوري الإنجليزي لفترة طويلة بسبب تفشي فيروس كورونا وخلال هذه الفترة اسم جيندوزي ظهر كثيرا في أخبار الانتقالات.
أرسنال يريد التخلص من اللاعب بناء على طلب أرتيتا، ولكن بالاستفادة منه عن طريق ضم لاعب آخر.
اللحظة الفارقة
جاءت اللحظة الحاسمة في مشوار اللاعب مع أرسنال وعلاقته بمدربه أرتيتا.
ثاني مباراة بعد عودة الدوري من التوقف بسبب كورونا يلعب أرسنال ضد برايتون، المدفعجية خسروا اللقاء بهدفين مقابل هدف.
ولكن الواقعة الأبرز في هذه المباراة كانت من بطولة ماتيو جيندوزي.
تسبب نيال موباي مهاجم برايتون في إصابة قوية وخطيرة لحارس مرمى أرسنال بيرد لينو يغيب بسببها عن الملاعب حتى الآن.
ليذهب جيندوزي إلى مهاجم برايتون ويهاجمه بشده ويمسكه من حلقه قبل أن يتدخل باقي اللاعبين لفض الاشتباك بينهما.
لكن جيندوزي الغاضب لم يستطع تمالك نفسه وفعل تماما مثلما قال في الجملة التي أشرنا لها سابقا "لا أستطيع تمالك نفسي عندما يقول أحد أن الفريق الآخر سيهزمني".
ورغم أن أرسنال كان متقدما على برايتون وقت إصابة لينو واشتباك جيندوزي مع موباي، إلا أن الشاب الفرنسي سخر من المهاجم وباقي زملائه في الفريق وقال لهم "أنا أحصل على أموال أكثر منكم".
انتهت المباراة وانتهى دور جيندوزي مع أرسنال بعدما أخرجه أرتيتا تماما من حسابته وأصبح اللاعب على قائمة المعروضين للبيع.
النقاط السابقة ليست فقط أسباب رغبة أرسنال في التخلص من جيندوزي.
لأن هناك أسباب أخرى تتعلق بشخصية اللاعب وسلوكه داخل وخارج الملعب.
لا يستطيع جيندوزي السيطرة على انفعالاته خلال المباريات وعندما ظهر بعصبية زائدة خلال مواجهة واتفورد في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، قرر أوناي إيمري إخراجه من الملعب ليذهب اللاعب الشاب إلى جماهير واتفورد ويستفزها ويشير لهم بتقدم فريقه بهدفين مقابل هدف.
لكن ما حدث بعد ذلك لم يتوقعه جيندوزي لأن واتفورد استطاع العودة في المباراة والتعادل مع أرسنال في الدقائق الأخيرة.
ما أدى إلى هجوم جماهير أرسنال على اللاعب الفرنسي الشاب.
وبعد تجميده رد أرتيتا على سؤال أحد الصحفيين عن إمكانية السماح لجيندوزي بالعودة مرة أخرى للمشاركة مع الفريق وقال: "الأمر ليس متعلقا بي فقط لإعطاء الضوء الأخضر بل الكل يجب أن يدعمك وأن تشعر بذلك الدعم لأنه إن لم يكن الأمر كذلك فهو وضع غير مريح".
كذلك يقول سيدريك كاتينوي مدرب جيندوزي السابق في أكاديمية باريس سان جيرمان: "لم أر مثل هذه العقلية في حياتي المهنية".
"لا يمكنك فهمة دون تحديد شخصيته بدقة، إنه شخص محبوب لكنه يرفض قبول الهزيمة في أي شيء".
كل الأسباب السابقة قادت أرسنال لاتخاذ القرار ببيع جيندوزي هذا الموسم، ولكن بطريقة غير معتادة.
الجندوزي + 30 مليون لنحصل على هذا اللاعب
تماما مثلما تقرأ في مواقع التواصل الاجتماعي تحول جيندوزي إلى عملة مالية جديدة في يد إدارة أرسنال.
صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية ذكرت أن إدارة أرسنال قررت استخدام جيندوزي كورقة رابحة للتفاوض خلال صفقات الفريق الجديد للموسم المقبل.
ولا أحد يعرف من أين أتت إدارة أرسنال بكل هذه الثقة لتبدأ مفاوضاتها مع أي ناد آخر لشراء لاعب منه بأنك ستحصل على جيندوزي بالإضافة إلى مبلغ مالي لإتمام هذه الصفقة.
يرغب أرسنال منذ فترة طويلة في التعاقد مع توماس بارتي لاعب وسط أتليتكو مدريد ومنتخب غانا، واللاعب أيضا يريد الانتقال للفريق اللندني.
ومن هنا عرضت إدارة أرسنال على أتليتكو مدريد الحصول على خدمات جيندوزي بالإضافة إلى 25 مليون يورو للتعاقد مع بارتي.
لكن الصفقات لا تتم بهذه الطريقة.
أتليتكو مدريد يرى أن هذا العرض لا يجدي نفعا لأنه يريد مبلغ 50 مليون يورو لبيع لاعبه الغاني.
الصحافة الإنجليزية ذكرت اسم جيندوزي كثيرا في الأسابيع الماضية، وعندما ارتبط فيليبي كوتينيو لاعب برشلونة ومنتخب البرازيلي بالانتقال إلى أرسنال. ظهر اسم جيندوزي مرة أخرى في هذه الصفقة.
ستحصلون على جيندوزي بالإضافة إلى مبلغ مالي وسنحصل على كوتينيو.
هذا ما يرغب أرسنال في فعله لكن المفاوضات لا تكون بهذه الطريقة مع برشلونة.
حسنا عليكم يا برشلونة شراء جيندوزي ونحن حددنا سعره 40 مليون يورو. هذا ما ذكرته صحيفة ليكيب الفرنسية.
المفاوضات لا تسير مع برشلونة بشكل جيد، سنذهب إلى يوفنتوس.
سوف تحصلون على جيندوزي ونختار أحد اللاعبين من فريقكم لنحصل عليه نحن مهتمون بالثلاثي دانييلي روجاني وأدريان رابيو وميري ديميرال.
هذا ما تراه إدارة أرسنال وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ستار" الإنجليزية، رغم أن جميع التقارير الصادرة من إنجلترا تؤكد أن ميكيل أرتيتا لا يريد أي لاعب من يوفنتوس.
تولى أوناي إيمري تدريب فياريال الإسباني وذكرت الصحافة الإسبانية أن مدرب أرسنال السابق يريد ضم جيندوزي لفريقه.
لكن الأمر ليس بهذه السهولة وإذا أراد النادي الإسباني الحصول على خدمات جيندوزي عليه دفع 40 مليون جنيه إسترليني وهو السعر المبالغ فيه الذي حددته إدارة أرسنال لبيع اللاعب الفرنسي الشاب وفقا للصحافة الإنجليزية.
كما قالت قناة TF1 الفرنسية إن جيندوزي تواصل بنفسه مع 4 أندية أوروبية كبرى وطلب منهم التعاقد معه للرحيل عن صفوف أرسنال وهم برشلونة وأتليتكو مدريد ولكن هذا الثنائي لم يصل مع أرسنال لاتفاق حول الأمور المادية.
جيندوزي تواصل أيضا مع ناديا إنتر ميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي.
هدف آخر سيحاول أرسنال استخدام جيندوزي لضمه وهو إسماعيل بن ناصر لاعب وسط منتخب الجزائر وميلان الإيطالي.
وكل ما سبق من طرق غريبة في المفاوضات مع الأندية الأخرى من قبل إدارة أرسنال، جعل اسم جيندوزي ينتشر أكثر وأكثر خلال الفترة الماضية ويصبح الأمر كوميدي أكثر منه حقيقي.
ليتحول ماتيو جيندوزي لاعب كرة القدم إلى عملة مالية اسمها الجندوزي.
علاقة جيندوزي بأرسنال وصلت إلى طريق مسدود ورحيل اللاعب هو الحل الأنسب للطرفين، خاصة بعدما تجاهل جيندوزي تهنئة زملائه بعد الفوز بكأس إنجلترا قبل أيام على حساب تشيلسي.
جيندوزي نشر صورة له وهو يقضي إجازته في توقيت احتفالات أرسنال بلقب كأس إنجلترا ليؤكد أنه أصبح لا يهتم بأمور النادي اللندني.
لكن لن يكون رحيل جيندوزي عن أرسنال بهذه السهولة بعدما وضعته إدارة النادي كورقة يتم استخدامها في سوق الانتقالات لإبرام صفقات أخرى.
ومن يريد الحصول على خدمات جيندوزي عليه دفع مبلغ مالي 40 مليون جنيه إسترليني دفعة واحدة لإدارة أرسنال.
أو الموافقة على الحصول على مبلغ مالي + الجندوزي وترك نجمه يرحل إلى أرسنال.
أما أن يعود أرسنال إلى صوابه ويوافق على بيع اللاعب بسعر أقل مما حدده ليتخلص منه ويحقق رغبة أرتيتا مدرب الفريق.
اقرأ أيضا
محاولة أخيرة من سيتي للإبقاء على إريك جارسيا
خطوة لتكريم الأطباء في الدوري المصري