كتب : زكي السعيد
في مباراة من 11 بطاقة ملونة، فاز باريس سان جيرمان بكأس فرنسا، على حساب نظيره سانت إيتيان، بعد أن انتصر عليه بهدف دون رد في استاد دو فرناس بضاحية سان دوني.
نيمار جونيور سجل هدف المباراة الوحيد في وقتٍ مبكر من الشوط الأول.
ليجمع باريس سان جيرمان ثنائية الدوري الفرنسي وكأس فرنسا للمرة الرابعة في تاريخه.
باريس سان جيرمان رفع رصيده إلى 13 لقبا في الكأس كرقم قياسي، مبتعدا عن مرسيليا صاحب الـ10 ألقاب.
فيما تجمّد رصيد سانت إيتيان عند 6 ألقاب، بعد أن خاض النهائي الأول له منذ عام 1982.
المفارقة أن نهائي 1982 كان أمام باريس سان جيرمان أيضا، وانتهى على نفس النتيجة: فوز العاصميين.
ليستعيد باريس سان جيرمان لقبه الذي خسره في الموسم الماضي أمام رين.
المباراة شهدت قدرا هائلا من التدخلات العنيفة والبطاقات الملونة والإصابات والمشاحنات والفرص المهدرة.
النجم كيليان مبابي كان قربان اللقب بخروجه مصابا في الشوط الأول، فيما انتهت مسيرة لويك بيرين قائد سانت إيتيان بشكل مؤسف.
الرباعي الخارق
لم يتفلسف توماس توخيل في خياراته الهجومية، فدفع بالرباعي: نيمار، كيليان مبابي، ماورو إيكاردي، آنخل دي ماريا.
لكنه أبقى ماركو فيراتي وأندر هيريرا على مقاعد البدلاء، وفضّل لياندرو باريديس، وإدريا جانا جويي كلاعبي ارتكاز.
أما كلود بوييل مدرب سانت إيتيان، فعوّل على الجزائري رياض بودبوز، وأبقى الهداف التونسي وهبي الخزري على مقاعد البدلاء.
زيارة من الإليزيه
قبل بداية المباراة، زلف إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية إلى أرض الملعب، وحيّا كل أفراد الفريقين وتحدث معهم بإسهاب.
الكتاب يُفهَم من عنوانه
بعد 70 ثانية فقط، ظهرت ماهية المباراة بتدخُل قوي من يفان ماسون على نيمار، نال على إثره بطاقة صفراء أول في المباراة.
تهديد نادر
في الدقيقة الخامسة، حصل سانت إيتيان على فرصته الأولى والأهم في المباراة بواسطة الجابوني دينيس بوارجا الذي راوغ ماركينيوس ببراعة، وسدد على القائم الأيسر للعاصميين.
جووووووووول
والرد جاء قاسيا للغاية، فسفاحو خط هجوم باريس سان جيرمان لا يتسامحون، وقرروا القيام بهجمة ثلاثية فيما بينهم.
مبابي تبادل الكرة مع دي ماريا في الدقيقة 14 واخترق دفاعات سانت إيتيان، وسدد مباشرةً، لكن جيسي مولان حارس مرمى سانت إيتيان تصدى.. مؤقتا.
لأن نيمار كان حاضرا ليتابع الكرة في الشباك الفارغة ويفتتح التسجيل لـ باريس سان جيرمان.
سانت إيتيان من جانبه لم يستسلم، فحاول الجابوني بوارجا مجددا، لكن الإبعاد كان من نصيب كيلور نافاس هذه المرة في الدقيقة 18.
الدقيقة 20 حملت التغيير الاضطراري الأول في المباراة، بعد إصابة الألماني كيرير ظهير أيمن باريس سان جيرمان، ليعوضه الشاب كولين داجبا.
دي ماريا حاول مضاعفة النتيجة في الدقية 25 بعد تمريرة جميلة من باريديس، لكن تسديدته القوية للغاية وجدت تصديا بارعا من مولان.
فوضى
الدقيقة 27 كانت لقطة الشوط الأول، وربما لقطة المباراة كلها.
انطلاقة من مبابي، ولويك بيرين قائد سانت إيتيان أكل الأخضر واليابس، وأطاح بنظيره مرتكبا مخالفة قاسية، تلقى على إثرها بطاقة صفراء فورية.. لكن هذه لم تكن النهاية، بل بداية النهاية!
على الفور، نشبت مشاجرة كبيرة بين كل أفراد الفريقين بسبب انزعاج لاعبي باريس سان جيرمان من خشونة أفراد سانت إيتيان.
مشاجرة نتج عنها 5 بطاقات صفراء، كان نصيب الأسد منها من للاعبي سان جيرمان بواقع 3 بطاقات.
وأيضا النهاية لم تكن هنا، إذ توجّه الحكم أماوري ديليروي إلى الشاشة الجانبية لفحص الحالة مجددا، واستقر على تغيير قراره وتحويل البطاقة الصفراء إلى حمراء.
ليخرج بيرين (34 عاما) مطرودا في مباراته الأخيرة مع فريق عمره سانت إيتيان.
بيرين بدأ مسيرته مع سانت إيتيان عام 2003، وخاض معه 469 مباراة، كانت آخرها تلك التي غادرها مطرودا على طريقة زين الدين زيدان.
وبينما غادر بيرين الملعب باكيا وسط مواساة زملائه، خرج مبابي بدوره باكيا ألمًا، وعوضه الإسباني بابلو سارابيا في تغيير اضطراري ثانٍ.
الشوط مولان
في الحصة الثانية لم تتوقف الهجمات العاصمية.
دي ماريا تسلّم كرة رائعة في الدقيقة 58 بعد تمويه ماكر من نيمار، لكن تسديدته وجدت تصديا جديدا من مولان.
في الدقيقة التالية، تصدى مولان مجددا لتسديدة أرجنتينية أخرى بواسطة باريديس هذه المرة.
ثم واصال مولان سلسلة تصدياته الخارقة في الدقيقة 73 بإبعاد انفراد الإسباني سارابيا.
ظهور مبابي
في الدقيقة 80 ظهر مبابي على عكازين وبقدم مُجبّرة، ليثير القلق بشأن حضوره في منافسات دوري أبطال أوروبا الشهر المقبل.
في اللحظات الأخيرة ضغط سانت إيتيان بقوة بقيادة الخزري، لكن محاولات الخُضر لم تقدر على تحقيق التعادل، ليؤول اللقب إلى العاصميين في حضور 5 آلاف متفرج متوشحين بالكمامات الطبية.