رحلة فرانشيسكو كابوتو الملهمة لـ إيطاليا.. "كل شيء سيكون على مايرام"
الثلاثاء، 21 يوليه 2020 - 20:01
كتب : إسلام أحمد
عانت إيطاليا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من ويلات فيروس كورونا لكن ظلت تلك الجملة على لسان الجميع سواء عبر شرفاتهم أو الوسوم على وسائل التواصل الإجتماعي.
فرانشيسكو كابوتو
النادي : لاعب حر
"Andrà tutto bene" أي " كل شي سيصبح على مايرام"، كانت مصدر للتفاؤل في الوقت التي تنقل الشاحنات العسكرية التوابيت لنقل الجثث من مدينة بيرجامو لعدم وجود مكانا كافيا لدفنهم في المدينة.
تلك الرسالة كانت مناسبة لأصعب الأوقات التي تمر بيها إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية وجاءت من شخص رفض الاستسلام خلال مسيرته.
فرانشيسكو كابوتو وُلد منذ 33 عاما في مدينة تدعى ألتامورا وهي مدينة بجوار باري وهناك يحصل اسم فرانشيسكو على لقب "تشيتشو" وهو ما لن تجده في فرانشيسكو توتي أو فرانشيسكو اتشيربي.
"إذا كنت تثق بي ألعب لعام آخر في توريتو وسيكون هناك فرصة، أعدك" تلك كانت محاولة من أنفوريو كولاسونو مدرب الفريق القابع في الدرجة السابعة لإقناع كابوتو البالغ 16 عاما بعدم الاعتزال.
كان ذلك بعد أشهر قليلة من اقتراب رحيل كابوتو لفريق الشباب بنادي جروسيتو، لكن مدربه رفض بدعوة أنه ليس لائقا أن يطلب النادي من عائلة اللاعب 800 يورو شهريا.
كابوتو توقف عن التدرب وغاب وكان يُفضل العمل مع والده في أعمال البناء اعتراضا على رفض مدربه للرحيل.
بعد تلك الكلمات لعب كابوتو وسجل 12 هدفا لكنها لم تساعد الفريق على التأهل.
في 2006 جاء عرضا للاعب، ليس من جروسيتو تلك المرة بل من ريال ألتامورا والذي يلعب في الدرجة الخامسة، وبدا اسمه يصبح مألوفا بين المحليين.
بعد عام اقترب من الانتقال لنادي ميلفي في الدرجة الثالثة الذي أرادوا منهم أنهم أرادوا أني يلعب كظهير ولحسن الحظ لم يوقع على العقد وانضم لفريق نوكيتارو دون تنازلات.
سجل 11 هدفا في 29 مباراة وهو ما جذب أعين أنطونيو كونتي مدرب باري وفي 2008 خاض كابوتو أول مباراة له في الدرجة الثانية الإيطالية مع النادي الذي شجعه صغيرا.
بالمقارنة مع نوكيتارو كان اللعب في الدرجة الثانية أمرا مختلفا فظل محتفظا بتواضعه، وفي أكتوبر سجل هاتريك أمام فيرتوس جوروسيتو ورد تشيتشو على المراسل عقب نهاية المباراة: "هذا ليس فيلما، أنه حقيقة" ثم سجل 7 أهداف أخرى في ذلك الموسم وساهم في إعادة باري للدرجة الأولى.
وأعاره باري إلى ساليرنيتنا وفي 2010 عاد مجددا إلى باري وهم ينافسون في الدوري الإيطالي وخاض أول مباراة له أمام تشيزينا في 28 نوفمبر وسجل هدفا.
في ظرف 5 سنوات سجل هدفا في الدوري الايطالي بعدما كان لاعبا درجة سابعة.
وفي يناير أعُير إلى سيينا في الدرجة الثانية وفي نهاية الموسم هبط باري لكنه بالدرجة الثانية صار قائدا للفريق ومن أبرز هدافي الدرجة الثانية.
في 2013 عُوقب بالإيقاف لموسم كامل بسبب فضحية تلاعب بالنتائج وهو ما تم تبرئته منها في 2016 بعد فوات الأوان.
تلك المرة الثانية التي يفكر فيها كابوتو في تعليق حذاءه لكن تلك المرة كان هناك من يقنعه بالعدول عن قراره أيضا، زوجته أنا ماريا وجايدو أنجيلوتيسي المدير الرياضي من بين من كانوا متأكدين من براءته.
فقد كابوتو بريقه وصار المرمى بعيدا عن أهدافه، حتى أنه سمع جماهير باري أثناء خروجه بالقرب منه يصفونه بـ "الغطاس".
وبدأ كابوتو الطريق من جديد عن طريق نادي فيرتوس أنتيلا فاستعاد نجاعته التهديفية وبدأت مسيرته تأخذ منحنيا مرتفعا أكبر من اللعب في الدرجة الثانية وصار يُدير عملا في أحد الأكاديميات للناشئين وفي نفس التوقيت يفكر في مبارياته الأربعة وسط الكبار.
قبل عودته للعب في الدوري الإيطالي قال تشيتشو في لقاء: "هدفي الوحيد في الدوري الايطالي هو الذكرى السعيدة لكنه بعيدا".
تلك المرة لم يكن كابوتو يعلم أنه سيكون وسط الكبار وهو بعمر الـ 30.
في 2017 انتقل كابوتو إلى إمبولي ولم يخذل جماهير الفريق التوسكاني وحصد لقب الهداف برصيد 26 هدفا وامتلك فرصة اللعب الحقيقية في الدوري الإيطالي بعمر الـ 31.
في موسم 2018-19 لم يغب تشيشتو عن أي دقيقة في المباريات خلال الدوري والكأس في 39 مباراة ولم يُستبدل أي دقيقة وسجل 16 هدفا لم تكف لبقاء الفريق في وسط الكبار.
ووجد تشيتشو فرصة البقاء مرة أخرى عن طريق ساسولو وسجل 13 هدفا منذ انطلاق الموسم وحتى مارس الماضي قبل التوقف.
في 9 مارس أثناء مباراة ساسولو ضد بريشيا، في نفس التوقيت الذي التزم فيه 16 مليونا في منازلهم مع بدء تفشي الفيروس في البلاد سجل كابوتو هدفين.
كابوتو لم ينظر لزملائه أثناء استلام الكرة بل كان يستهدف تسجيل الهدف من أجل رسالة ذات معنى في ملعب خال من الجماهير.
ركض كابوتو محتفلا بالهدف وممسكا ورقة ووقف أمام الكاميرا من أجل أن يراها الجميع بهدوء وكُتب عليها "Andrà tutto bene, restate a casa" أي "كل شيء سيكون على ما يرام، أبقوا في المنزل".
المصدر: thesefootballtimes
اقرأ أيضا:
هل طلب الأهلي والزمالك لعب مباراتي إفريقيا في استاد القاهرة
البدري: لن نحمل صلاح أكثر من طاقته