كيف فرّط خيتافي "الأعنف في العالم" في فرصة تاريخية لن تتكرر
الإثنين، 20 يوليه 2020 - 17:00
كتب : زكي السعيد
وقف خوسيه بوردالاس مدرب خيتافي مترقبا، اتسعت حدقتا عينيه خلف نظارته التي تبديه في مظهر "البروفيسور".
شعره المنسق ولحيته المهذبة وملابسه الغامقة، صنعت مزيجا مهيبا لمدرب تطاير الشرر من عينيه عندما سمع بقرار تقنية الفيديو، فكاد يرمي زجاجة المياه صوب شاشة الحكم.. لكنه تمالك أعصابه في النهاية.. في 3 مناسبات!
خيتافي لن يتأهل إلى الدوري الأوروبي الموسم المقبل، هكذا كان النبأ الأكثر إثارة في ليلة الدوري الإسباني الختامية مساء الأحد.
الفريق المدريدي الذي تواجد في المراكز الأوروبية منذ الجولة 12، فقد فرصته في الدقيقة التاسعة من الوقت بدل الضائع أمام ليفانتي، باستقباله هدف قاتل قضى على آماله في بطاقة أوروبية.
المثير لخيبة "الزُرق" أنهم كانوا في أوروبا بالفعل طوال 87 دقيقة من المباراة، حتى سجل عدنان يانوزاي هدفا قاتلا آخر في شباك أتليتكو مدريد، عدّل به النتيجة لـ ريال سوسيداد ودفع الباسكيون نحو أوروبا بدلا من العاصميين.
وهناك نظريتان بشأن فشل خيتافي، الأولى تلك التي طرحها بوردالاس في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء بشأن سوء حظ الفريق.
وهذا أمر يمكن تفهمه، فقد ألغت تقنية الفيديو 3 أهداف دفعة واحدة لفريقه أمام ليفانتي، كما أهدر مهاجمه خايمي ماتا ركلة جزاء في الشوط الثاني رغم أنه أحد أهم المتخصصين في هذا الصدد بالدوري الإسباني.
وعندما أقول إنه متخصص جدا جدا، فهذا لأنه سجل 25 ركلة جزاء متتالية في مسيرته دون أن يهدر، وعندما كان التسجيل كفيلا للحيلولة دون كارثة المركز الثامن؛ أهدر ماتا.
أما النظرية الثانية، والتي يطرحها الكاتب، فهي أن خيتافي لم يكن في حاجة إلى مباراة ليفانتي من الأساس حتى يضمن تأهله إلى الدوري الأوروبي من الأساس، لأنه لم يفز سوى مرة واحدة طوال 11 مباراة منذ استئناف النشاط.
الطريف أن هذه المباراة كانت الأكثر أهمية أمام ريال سوسيداد منافسه المباشر!
والشق الثاني من النظرية الأكثر أهمية، أن تأهُل خيتافي إلى الدوري الأوروبي كان ليعد فشلا عطفا على طموحات الفريق بعد الموسم الماضي.
بوردالاس –المُلقّب بـ "الروماني" لعشقه الحضارة الرومانية- يذكّرنا يوما بعد يوم كيف أن ميزانية فريقه ضئيلة بالمقارنة مع أقرانه في النصف الأول من الجدول.
لكنه امتلك مقعد دوري الأبطال بين يديه بالفعل قبل جولتين على نهاية الموسم الماضي، ثم فرّط فيه بسذاجة لصالح فالنسيا في النفس الأخير واكتفى بالمركز الخامس.
سذاجة فاقها هذا الموسم، عندما حقق 7 انتصارات من أصل 9 مباريات بين الجولتين 15 و23، لينفرد بالمركز الثالث ويبدو حينها في طريق مفتوح إلى أول تأهل في تاريخه إلى البطولة القارية الأعظم.
ولعلها فرصة لن تتكرر قبل سنوات طويلة، جيل ذهبي للفريق مع المدرب المثالي، قدّم أداء ثابتا طوال 3 مواسم في الدوري الممتاز، ورغم ذلك عجز عن تحقيق الإنجاز الأعظم بالتأهل إلى الأبطال.
فهل خيتافي أكثر ضئالة من أن يكون في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا؟
هذا الفريق القابع في منطقة صناعية بضواحي العاصمة مدريد، الذي قضى سنوات عدة في اجتذاب الأنظار بأساليب جنسية وتجديفية غير اعتيادية، يلامس الذهب لكنه لا يحتمله في كل مرة، فتحترق يداه، أو تخور قواه.
اقرأ: خيتافي.. مغامرة البطة والثوري والغجري للعثور على حيوانات منوية زرقاء
التحدي المستحيل
وبينما تكتسي الشاشة بسواد قاتم، يبدو أن السماء بصدد إعطاء فرصة جديدة للفريق الذي تحصّل لاعبوه على 131 بطاقة صفراء وارتكب أفراده أكثر من 700 مخالفة في حق خصومهم هذا الموسم بالدوري الإسباني: فرصة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا عبر بوابة الدوري الأوروبي!
فـ خيتافي لم يودع الدوري الأوروبي بعد، إذ تنتظره مباراة نارية أمام إنتر ميلان الإيطالي بالدور ثُمن النهائي، دور من مباراة واحدة والحسابات مفتوحة على مصرعيها.
ولو كان خيتافي هو نفسه قبل عصر كورونا الذي أطاح بـ أياكس أمستردام من البطولة، لتوجّب على فتية أنطونيو كونتي أن يشعروا برهاب بالغ من أعنف فريق في العالم صاحب الهجمات المرتدة الخاطفة والتمريرات الطولية الكلاسيكية.
لكن الجائحة أكلت وجه خيتافي الجميل الذي قدّمه أغلب فترات الموسم، بل أغلب فترات المواسم الثلاث الماضية.
وأقصى ما سيأمله مُشجِّع خيتافي في المغامرة الأوروبية التي تُستأنَف الشهر المقبل، ألا يلامس الذهب ويفقده كما اعتاد هذا النادي منذ نشأته تقريبا.
فقد أعطى خيتافي جماهيره درسا في تحجيم أحلامهم بنفس البطولة قبل 12 عامًا بمباراة بايرن ميونيخ الشهيرة عندما فرط في أسبقية هدفين قبل لحظات قليلة على نهاية الوقت الإضافي، ليودع من ربع النهائي.
خيتافي\إنتر.. مباراة ستحمل عنوان: إما الآن، وإلا أبدا!
اقرأ أيضا:
تواريخ وأماكن إقامة مباريات دوري الأبطال والكونفدرالية
تطور مفاجئ في مكان إقامة نصف نهائي دوري الأبطال