كتب : زكي السعيد
"أسوأ لحظة لي كمدرب لـ ريال مدريد كانت الهزيمة أمام ليجانيس في كأس ملك إسبانيا".. هكذا صرّح زين الدين زيدان في المؤتمر الصحفي الوداعي يوم استقالته من تدريب ريال مدريد في 31 مايو 2018.
اليوم بعد أكثر من عامين، انتقم زيدان، وأرسل ليجانيس إلى القسم الثاني، بعد أن تعادل ريال مدريد بهدفين لمثلهما أمام "مزارعو الخيار" في ملعب بوتاركي، بالجولة 38 الختامية من الدوري الإسباني.
سيرخيو راموس، وماركو أسينسيو سجلا هدفي ريال مدريد. فيما سجل الشاب الواعد بريان خيل، وروجر أسالي هدفي ليجانيس..
ليرفع ريال مدريد رصيده إلى 87 نقطة في صدارة بطولة حسم لقبها بالفعل قبل 3 أيام، بفارق 5 نقاط عن برشلونة الوصيف.
فيما تجمّد رفع ليجانيس إلى 36 نقطة في المركز 18 بفارق نقطة وحيدة عن سيلتا فيجو صاحب المركز 17، ليهبط الفريق المدريدي إلى القسم الثاني لأول مرة في تاريخه.
ليجانيس كان في حاجة إلى الفوز وانتظار تعثر سيلتا فيجو أمام إسبانيول، والشق الثاني من الجملة هو ما حدث بتعادل سيلتا 0-0 أمام مضيفه الكتالوني الهابط سلفا، إلا أن ليجانيس لم ينجح في إتمام المهمة أمام بطل إسبانيا.
ليصير ليجانيس ثالث الهابطين في إسبانيا بعد إسبانيول، ومايوركا.
أما المباراة التي كان زيدان يشير إليها في تصريحه، فهي ربع نهائي كأس ملك إسبانيا 2018، موسمه الأخير بولايته الأولى، عندما صعقه ليجانيس في قلب سانتياجو برنابيو ودمّر موسما المحلي وأطاح به من بطولة الكأس وحرمه من تحقيق البطولة الوحيدة الناقصة من سجله التدريبي.
أما خافيير أجيري مدرب ليجانيس، فقد عُرف في السابق بالرجل "المُنقِذ" بعد فترتيه مع سرقسطة وإسبانيول عندما أنقذهما من هبوط محقق في السابق.
لكن أقصى ما صنعه مع ليجانيس هو الوصول إلى الجولة الأخيرة على قيد الحياة، والصراع من أجل البقاء حتى آخر نفس.
الهبوط هو الأول في تاريخ ليجانيس، بعد أن قضى 4 مواسم في القسم الأول بعد صعوده عام 2016.
الآن انتهى موسم ريال مدريد المحلي بلقب في الجيب، وتتبقى له مهمة صعبة أمام مانشستر سيتي في إياب ثُمن نهائي دوري أبطال أوروبا يوم 7 أغسطس المقبل على ملعب الاتحاد بعد الهزيمة 1-2 في سانتياجو برنابيو ذهابًا.
تأمين كورتوا
حتى يضمن تيبو كورتوا الفوز بجائزة زامورا كأفضل حارس في إسبانيا هذا الموسم، كل ما كان عليه فعله هو الاستمتاع بمشاهدة المباراة من مقاعد البدلاء.
ولذا شارك ألفونس أريولا بدلا من البلجيكي، كما دفع زين الدين زيدان بـ لوكاس فاسكيز كظهير أيمن، وبـ إيدير ميليتاو في عمق الدفاع، وبـ فيدي فالفيردي وإيسكو في الوسط بدلا من لوكا مودريتش وتوني كروس.
في المقابل هاجم خافيير أجيري نظيره ريال مدريد بهجوم شاب يقوده بريان خيل ومانو جاريدو.
البطل يندفع
لم يمرر ريال مدريد الكثير من الدقائق قبل أن يهدد للمرة الأولى بواسطة فالفيردي الذي أطلق تسديدة صاروخية في الدقيقة السادسة تصدى لها بيتشو كويار بصعوبة بالغة.
بيتشيتشي المدافعين
بعيدا عن صراع الهدافين بين ليو ميسي وكريم بنزيمة، يبرز سيرخيو راموس بأرقامه الهجومية الرائعة هذا الموسم خصوصا وطوال مسيرته عموما.
القائد الإسباني سجّل هدف التقدم في الدقيقة التاسعة بضربة رأسية بعد مخالفة نفذها زميله إيسكو.
ليرفع راموس رصيده إلى 11 هدفا هذا الموسم، رصيد لم يصل إليه أي مدافع منذ 26 عاما عندما فعلها الهولندي رونالد كومان أسطورة برشلونة في 1994.
الرقم القياسي لأكثر عدد من الأهداف سجله مدافع في موسم واحد يبقى صامدا باسم كومان عندما سجل 16 هدفا موسم 1991\1992.
انتفاضة أصحاب الأرض
ليجانيس يلعب على كل شيء، وبالطبع لم يستسلم، فبدأ لاعبوه التقدم إلى الأمام لمهاجمة مرمى ريال مدريد ببعض التحفظ.
حتى أتت المكافأة في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع بتمريرة عرضية من جوناثان سيلفا، استقبلها بريان وقابلها بتسديدة يسارية رائعة عانقت مرمى أريولا، معدّلة النتيجة.
خروج راموس
مع بداية الشوط الثاني خرج سيرخيو راموس وعوضه ناتشو فيرنانديز.
فيما شارك أوسكار رودريجيز المعار من ريال مدريد في صفوف ليجانيس.
جنون أجيري
وفي توقيت يكرهه المدربون، سجل ريال مدريد الهدف الثاني بالدقيقة 52، بعد خطأ من وسط ملعب ليجانيس، أتبعه إيسكو بتمريرة خلابة نحو أسينسيو الذي أنهى الهجمة بهدوء كبير في شباك ليجانيس، ليثير غضب خافيير أجيري.
الأمل لم يزل.. ثم زال
ليجانيس واصل القتال بشجاعة، ونجح البديل الإيفواري أسالي في تعديل النتيجة بالدقيق 79، ليصير الفريق العاصمي الصغير على بعد هدف من البقاء.. هدف لم يتحقق أبدا، لينهي ليجانيس ليلته في القسم الثاني.
طالع أيضا:
مورينيو يقدم هدية ثمينة لـ يونايتد وتشيلسي