قصة وفاة 17 شخصا بعد غرق حافلة كوم حمادة سنة 1987.. ومباراة تأبين بمشاركة الزمالك
الجمعة، 17 يوليه 2020 - 12:10
كتب : رضا السنباطي
بعض الحوادث الكروية ربما تطيح بجيل كاد يحقق حلم ناديه من أجل الصعود، مركز شباب كوم حمادة كان يشارك بدوري الدرجة الثانية (الدرجة الثالثة حاليا)، والفريق كان يتصدر مجموعتة من أجل الصعود لدوري الدرجة الأولى، ثم حدثت المأساة.
مباراة شبراخيت ومركز شباب كوم حمادة تأجلت بسبب الأمطار أكثر من مرة، وفي يوم 22 ديسمبر 1987 كان موعد المباراة رغم هطول الأمطار بكثافة.
انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، وعقب المباراة سقطت حافلة الفريق في ترعة بطريق الضهرية بمحافظة البحيرة.
FilGoal.com تواصل مع الناجين من هذا الحادث الذي مر عليه 33 عاما، لتذكر وقائع الذكرى الأليمة في الرياضة المصرية.
مؤمن الدهشوري حارس فريق مركز شباب كوم حمادة يقول لـFilGoal.com ما يلي
"في 22 ديسمبر 1987 كانت مباراة شبراخيت مع مركز شباب كوم حمادة بقيادة عاطف حسان في دوري الدرجة الثالثة، تم تأجيلها ثلاث مرات بسبب سوء أرضية الملعب والأمطار، وفي هذا اليوم قال الحكم ستلعبوا ولو على جليد".
"كنا متقدمين بهدف وفي آخر عشر دقائق كان هناك كرة تخطت خط التماس ولم يحتسبها الحكم المساعد ثم لعبها لاعب شبراخيت عرضية وسجلوا منها هدف وسط توقفنا وااعتقادنا بأن الكرة تعدت الخط. اعترضنا على الحكم وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي".
"أثناء استقلالنا الحافلة، رفضنا ركوب حكم الراية صاحب الخطأ صلاح أبو سليمان في البداية نظراً لغضبنا من خطأه، وتحركت الحافلة والحكم يسير بجانب الحافلة، قبل أن نتوقف ونسمح له بالركوب".
"السائق قرر تغيير الطريق من أجل الوصول سريعا وتوجه من طريق آخر. أثناء تقاطع بجانب ترعة تابعة لمنطقة الضهرية، ظن السائق بأن الترعة هي الطريق ونزل في الترعة ليتوفى 17 شخصا، منهم 11 لاعبا والحكم المساعد وبعض المشجعين. شقيقي كريم توفي في الحادث، ومحمد عبد الفتاح غطاس متطوع لكي ينتشل الجثث، ولكنه توفي أثناء انتشال الجثث".
"بعد الحادثة ظللت في منزلي لمدة 4 أشهر أخشى المياة، وطلبت أسرتي من أصدقائي المجيء لإقناعي بالخروج".
"خرجت بالفعل للمشاركة في مباراة، فتعرض أحد أصابعي للبتر بعد التصدي لكرة وتعلقي بشنكل العارضة. لا أكذب حين أقول بأنني لم أشعر به إلا بعد مشاهدة الدماء على قدمي. وقتها قررت الابتعاد تماما عن كرة القدم".
"حكم المباراة صلاح أبو سليمان من منطقة البحيرة كنا نرفض ركوبه معنا بسبب الغضب عقب المباراة من الخطأ التحكيمي رغم أن مسار الحافلة كان سيقله إلى منزله في يوم مليء بالسيول، ولكن القدر أراد غير ذلك، وتوفي في الحادث".
السيد سطوحي مهاجم مركز شباب كوم حماده في مباراة شبراخيت يحكي بدوره لـFilGoal.com ذكرياته مع الحادث.
"كان عمري 17 عاما وقت المباراة وكنت هدافا للناشئين ودوري الشباب والفريق الأول في دوري الدرجة الثانية (الدرجة الثالثة حاليا)".
"قبل المباراة كنت سأوقع لألعاب دمنهور مع المدرب محمود القزاز، وكان منتقلا إلى دمنهور حديثا أيضا اللاعب كرم مرسي لاعب الأهلي والاتحاد السكندري السابق".
"وقعت الحادثة وتوفي 17 شخصا ونجا 16 شخصا وكنت من الناجين بعد سقوط الحافلة، لكنني كنت فاقدا للوعي لعدة أيام في الترعة، والفريق لم يستكمل مباريات الموسم".
"الصحافة اليومية كتبت عني بأنني ضمن المفقودين في الحادث".
"أصبت بعقدة من السفر لأي مكان بعيدا عن منطقتي، وأسرتي كانت ترغب بأن أبتعد عن كرة القدم، ولكنني لعبت لفترة مع نادي كوم حمادة بعد رحيلي عن مركز شباب كوم حمادة، وأقوم بالتدريب حاليا".
"أنا عم خالد سطوحي لاعب طلائع الجيش حاليا، ووالد محمود سطوحي مواليد 2003 بالاتحاد السكندري".
الشاهد الثالث على الحادث هو مجدي عمر صانع ألعاب مركز شباب كوم حمادة، والذي سرد حكايته أيضا لـFilGoal.com
"شاركت في مباراة شبراخيت وسط أرضية سيئة بسبب الأمطار وتعادلنا بهدف لكل فريق، وخرجنا لنستقل الحافلة ووقع الحادث بالسقوط بالمياه، وابتعدت عن الملاعب لمدة 3 أشهر ثم قررت العودة لكرة القدم مرة أخرى".
أما شعبان راغب مدير إداري مركز شباب كوم حمادة الحالي، فقال لـFilGoal.com "كنت ذاهبا للمباراة مع الجماهير في ميكروباص، وبعد المباراة كانت سيول غزيرة في هذا اليوم والطريق سيء".
"الفريق كان يضم عناصر مميزة ولكن رحل عددا كبيرا من اللاعبين ولم نستطع إكمال الموسم، وبعد 4 أشهر تم تعييني كمدير إداري للفريق من 1987 وحتى الآن".
"في الموسم التالي مع المدرب عاطف حسان تم تصعيد عدد من اللاعبين من فريق 21 سنة مع تدعيم الفريق من الدورات والأرياف".
"خرج العديد من اللاعبين من مركز شباب كوم حمادة إلى الدوري الممتاز وأصبح الفريق ينافس علي الصعود، وفي عام 2002 كان مركز شباب كوم حمادة قريبا من الصعود للممتاز".
السيد غريب كبير مشجعي الفريق يقول لـFilGoal.com "بعد المباراة في طقس ممطر استقللت الحافلة مع الفريق، وكان كوبري إيتاي البارود مفتوح للمراكب لذلك اتجهنا من طريق الضهرية".
"سقطنا بالترعة مع السيول الكثيرة في هذا اليوم، إرادة الله هي ما أنقذتني في هذا اليوم لأن لي عمر جديد، وفقدت الوعي ولم أشعر بشيء ورحل 17 شخصا كانوا متواجدين بالحافلة بين لاعبين وجمهور، ورغم ذلك استمررت في تشجيع الفريق حتي الآن".
خالد قمبر مدرب نادي كوم حمادة بدوره قال لـFilGoal.com
"كنت ضمن الجماهير التي استقلت الحافلة رفقة الفريق. خرجت من المياه لكن توفي لاعبين وجماهير كُثر. حتى أن أحد الغطاسين توفى أثناء انتشال الجثث".
"في هذا التوقيت كنت في مرحلة التجنيد العسكري، وبعدها لعبت لنادي الحناوي وحاليا أنا مدرب لنادي كوم حمادة".
مجدي زويبع كان لاعبا في نادي كوم حمادة وقتها، والآن هو عضو مجلس إدارة مركز شباب كوم حمادة، والذي قال بدوره لـFilGoal.com ما يلي.
"كنت لاعبا لنادي كوم حمادة وذهبت لرؤية زملائي بمركز شباب كوم حمادة، واستقللت الحافلة، وبعد السقوط في المياه خرجت من الشباك للوقوف على الحافلة وأنا لا أجيد السباحة".
"هناك من حاول العوم وتوفى ما بين لاعبين ومشجعين، وحكم وإداري، نظرا لخطورة هذه المنطقة بإنحدار للمياه، وكنا ننتظر حتى تم إنقاذنا والطريق لا يمر عليه أشخاص بكثرة نظرا لهطول الأمطار".
"كانت هناك مباراة تآبين بين منتخب البحيرة والزمالك على استاد دمنهور عقب كأس السوبر الأفروأسيوي، وشارك مع منتخب البحيرة لاعبين من دمنهور والحناوي وكفر الدوار وشبراخيت، لكن لم يشارك الناجون من الحادث من مركز شباب كوم حمادة أو نادي كوم حمادة".
مباراة التأبين أمام الزمالك
حمامة أبو علي لاعب دمنهور السابق يروي لـFilGoal.com عن مباراة التأبين أمام الزمالك "أقيمت مباراة تأبين لمنتخب البحيرة والزمالك عام 1988، وشاركت خلال المباراة".
"لم يشارك أحدا من الناجين من لاعبي مركز شباب كوم حمادة، وكانت الجماهير متواجده بكثافة داخل استاد دمنهور".
أحمد عاشور لاعب الحناوي كان أحد المشاركين في المباراة أيضا، وقال لـFilGoal.com "شاركت في المباراة لمدة 20 دقيقة نظرا لإصابتي، ولكنني كنت حريصا على المشاركة في المباراة وانتهت بفوز للزمالك بهدف سجله عفت نصار".
في النهاية، يعرض لكم FilGoal.com ويتذكر معكم أسماء الراحلين في هذا الحادث الأليم.
خميس عبد الجواد
أنس الخولي
محمد النجار
سعيد صبحي
خالد السوداني
خالد الفسخاني
المدير الإداري رزق كموش
_ _ _
ومن الجمهور،،،
صاصا الخواجة
أحمدعبد الرحمن
كريم الدهشوري
صبري حشيش
ناصر توفيق
_ _ _
الحكم صلاح أبو سليمان
الغطاس المتطوع محمد عبد الفتاح
شكرا للزميلين د. عادل سعد والأستاذ جمال عبد الحميد في التعاون لإخراج الموضوع
طالع أيضا
دجلة: الأهلي تفاوض شفهيا للحصول على بيكام
سيتيين: لا أعرف هل سأبقى في برشلونة أم لا