كيف حافظ مانشستر سيتي على قوته في 5 أشهر نارية ومحاولات أوروبية جديدة لإسقاطه
الثلاثاء، 14 يوليه 2020 - 20:34
كتب : رامي جمال
في ليلة الاحتفال بعيد الحب في الـ14 من شهر فبراير الماضي لم يكن اليوم عاديا في مانشستر سيتي بل كان عصيبا.
وبعد خمسة أشهر ألغت المحكمة الرياضية قرار الاتحادى الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بإيقاف سيتي من المشاركة الأوروبية لعامين وتغريمه 9 مليون جنيه إسترليني بدلا من 25 مليونا وذلك عقب اتهامه بخرق قواعد اللعب المالي النظيف.
فماذا حدث خلال تلك الخمسة أشهر الأخيرة؟ وكيف تعامل سيتي مع الموقف وبالتحديد مدرب الفريق بيب جوارديولا؟
نشر موقع "ذا أثليتك" الأمريكي تقريرا مطولا حول تلك الفترة.
أول شيء قام به مانشستر سيتي عقب علمه بقرار المحكمة الرياضية أرسل النادي بريدا إلكترونيا لكل مكاتبه عبر مختلف أنحاء العالم وقال فيران سوريانو المدير التنفيذي للنادي من خلاله إن: "تلك الأوقات لم تكن سهلة" كما امتدح مرونة وشخصية كل من يعمل في النادي لتحمله تلك الفترة بشكل جيد.
كما أتم سوريانو رسالته مؤكدا أن النادي الآن يمكنه بدء التفكير في كيفية التعافي من التأثيرات الناتجة عن تفشي فيروس كورونا.
القلق الأكبر مع صدور قرار الاتحاد الأوروبي كان بتفكير اللاعبين الكبار في الرحيل عن النادي، سيرجيو أجويرو 32 عاما، وكيفن دي بروين 29 عاما وسيبلغ 31 حال تطبيق القرار.
فمع بداية الأزمة ألمح دي بروين إلى تفكيره في الرحيل إذ قال: "سنتان ستكونان فترة طويلة للغاية، لكن لو القرار كان بمنع لمدة سنة وحيدة فقد أفكر".
بيرناردو سيلفا الجناح البرتغالي كان يريد أن يقنعه النادي بالبقاء رغم منافسته على مكان أساسي في تشكيل منتخب البرتغال للمشاركة في كأس العالم 2022.
أحد أكبر التلميحات كانت ظهور رحيم سترلينج عبر صحيفة "أس" الإسبانية قبل لقاء ريال مدريد في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا وهو يضع قميص سيتي على كتف والكتف الآخر عليه قميص الفريق الملكي.
ولكن رغم تأكيد وكيل سترلينج أن اللاعب لن يرحل عن سيتي لكن الصورة كانت بمثابة جرس إنذار.
ورغم تلك الأحداث لكن لم يتقدم أي لاعب من سيتي بطلب رسمي للرحيل عن النادي، وكل ذلك يعود بسبب الإدارة الجيدة للأزمة من قبل جوارديولا وسوريانو.
كيف؟
أول شيء قام به جوارديولا عقب صدور قرار المنع من المشاركة الأوروبية بالاجتماع باللاعبين في اليوم التالي وكانت رسالته مفادها أنه سيبقى في النادي حتى لو تم رفض استئناف النادي.
وكان ملخص رسالة جوارديولا هو "نحن ضد الجميع في العالم".
وقبل مواجهة ريال مدريد أراد جوارديولا من لاعبيه إظهار جودتهم وقال: "نريد أن نقول أن هذا الفريق لا يتعلق مصيره بالأموال بل لديه الموهبة".
الخطوة الثانية قام المدير التنفيذي لسيتي بالتواصل مع وكلاء اللاعبين والتأكيد أن النادي سوف ينجح في الاستئناف.
بعد العودة من فترة الحجر الصحي اجتمع جوارديولا مجددا باللاعبين وأكد لهم أن النادي سينجح في الاستئناف، كما كشف دي بروين وسترلينج للفريق عن نيتهما في البقاء في النادي.
أحد الأزمات التي تخطاها سيتي في تلك الفترة كذلك كان فكرة تخفيض العقود.
إذ أن سيتي اقترح تخفيض عقود اللاعبين بنسبة 10% لكن الفريق طلب 5% فقط ولم يتم التوصل لحل، لذا عهد النادي لدفع قيمة العقود كاملة.
لكن رغم كل ذلك كان كل اللاعبين يفكرون في أنه لو لم ينجح النادي في الاستئناف فسيتم تلويث الإنجازات التي حققوها وأنها تحققت بفضل اختراق قواعد اللعب المالي النظيف.
ومع مرور الوقت خشي وكلاء اللاعبين أن موكليهم سيفقدون فرصة المنافسة على الكرة الذهبية والحصول على عقود رعاية قيمة حال عدم لعبهم في أفضل البطولات، لكن وكيل اللاعبين البرتغالي الشهير خورخي مينديز كان الوحيد الذي دعم مانشستر سيتي في أزمته.
مانشستر سيتي حقق أرباحا العام الماضي تقدر بـ10 مليون جنيه إسترليني، و77 مليون إسترليني من إجمالي الموارد كانت من دوري أبطال أوروبا فقط.
لذا عدم المشاركة في البطولة كان سيضطر النادي لبيع لاعبين آخرين بعد ليروي ساني للموازنة بين إيراداته ومصروفاته.
ماذا بعد القرار؟
الآن يفكر سيتي في كيفية تجاوز عقبة ريال مدريد والتأهل لربع نهائي دوري الأبطال، مع دعم الفريق بصفقات عديدة.
أول المراكز التي يريد سيتي دعمها هو الظهير الأيسر مع بيع أي من أنخلينو أو بنجامين ميندي أو أوليكساندر زينشينكو.
حاول سيتي ضم ديفيد ألابا أثناء بيعه لليروي ساني للفريق البافاري لكنه لم يستطع لتمسك الألمان باللاعب النمساوي.
أليكس ساندرو لاعب يوفنتوس عاد لتفكير سيتي مجددا، كما يفكر النادي في ضم بن شيلويل من ليستر سيتي حال فشل تشيلسي في التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل فسيصبح فريق جوارديولا وحيدا في سباق ضم اللاعب.
كذلك يوجد تفكير في ريان بيرتراند من ساوثامبتون.
أما في قلب الدفاع فهناك تفكير كبير في كاليدو كوليبالي من نابولي وناثان آكي من بورنموث، وفيران توريس من فالنسيا في ظل نهاية تعاقده بنهاية الموسم.
وفي مركز الجناح هناك تفكير في كينجسلي كومان من بايرن وليون بايلي من باير ليفركوزن.
سيتي يريد كذلك ضم صفقاته بنجاح وعن اقتناع كامل بعدما فشل في إقناع هاري ماجواير باختياره وكذلك جورجينيو بعدما انتقلا لمانشستر يونايتد وتشيلسي على التوالي.
محاولات أوروبية لإسقاط سيتي
من ناحية أخرى فإن رد الفعل على قرار المحكمة الرياضية كان صادما ومحيرا للأندية الأخرى، إذ أن أحد المدراء التنفيذيين في الدوري الإنجليزي أعرب عن ذهوله من براءة سيتي.
وعبر تطبيق "واتساب" تبادل مجموعة من مدراء كبار الأندية الأوروبية الرسائل مع مستشارين ويتسائلون إن كان عليهم الضغط على الاتحاد الأوروبي ليأخذ سيتي للمحكمة الفيدرالية السويسرية.
وكان جوارديولا رد على رئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو الذي أشاد بقرار إيقاف سيتي قائلا: "عليك ألا تتحدث بصوت مرتفع".
ويؤمن مسؤولو سيتي أنهم لا يتلقون نفس المعاملة بالتساوي مثل يوفنتوس وبايرن ميونيخ مع محاولات إقصائهم من تواجد أي ممثلين للناد في اللجان أو المناصب الرئيسية بالاتحاد الأوروبي.
والآن بعد نهاية الأزمة سوف يستطيع جوارديولا التفكير في كيفية الرد على منافسيه في أرض الملعب.
طالع أيضا
طلب من الأهلي لوزير الرياضة بشأن لافتة "نادي القرن الحقيقي"