كتب : أمير عبد الحليم
بدأ تعلقي بكرة القدم مع كأس العالم 1998، وعقب نهايته وضعت بوستر لمنتخب كرواتيا مكتوب عليه "الحصان الأسود لمونديال 1998" وتتصدره صورة دافور شوكر على حائط في غرفتي، واليوم أحاور هداف منتخب كرواتيا ومونديال 98.
أبهر منتخب كرواتيا العالم في المشاركة الأول في تاريخها في كأس العالم، بعدما نالت البلاد استقلالها عن يوغوسلافيا وأصبحت قادرة على تشكيل منتخب يضم نجومها الذين كان يشاركون مع منتخب يوغوسلافيا ومنهم شوكر.
وفي فرنسا، كان شوكر هدافا لكأس العالم وسجل لمنتخب كرواتيا 6 أهداف قاده بهم إلى اقتناص الميدالية البرونزية بعدما توج في نفس العام مع ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا.
وبعد 20 عاما، تجاوز منتخب كرواتيا إنجازه السابق وتأهل لنهائي كأس العالم 2018 قبل الخسارة من فرنسا وكان شوكر شاهدا على هذا الإنجاز أيضا لكن بصفته رئيس الاتحاد الكرواتي لكرة القدم.
ويحاور FilGoal.com شوكر عن المشاركة التاريخية في كأس العالم 1998 وأهدافه، قيادته للاتحاد الكرواتي لكرة القدم حاليا ودوره في وصول المنتخب لنهائي المونديال وكيف يقيم نجوم الفترة الحالية.
كانت رحلة لا تُنسى، وأعظم لحظات في مسيرتنا مع كرة القدم.
كنا نعلم أن لدينا فريقا جيدا مع لاعبين يشاركون في أندية كبيرة في بطولات قوية، وفي كأس الأمم الأوروبية 1996 كنا غير محظوظين أمام ألمانيا في ربع النهائي، لكنها كانت تجربة مهمة بالنسبة لنا.
وبعد ذلك بعامين، كان لدينا المزيد من الثقة بالنفس في كأس العالم وعلمنا أنها كانت فرصة كبيرة لنا للقيام بشيء يبقى في الذاكرة.
كانت كرواتيا دولة شابة وعاشت أمتنا من أجل نجاحنا، وشعرنا بهذا الدعم ولعبنا بالكثير من الفخر والوطنية والعاطفة لبلدنا، وفوزنا 3-0 على ألمانيا في ربع النهائي كان شيئا لا يصدق وسمع العالم كله عن كرواتيا في تلك المرحلة.
وبعد خسارتنا من فرنسا في نصف النهائي، أظهرنا الكثير من العزم والشخصية للتعافي في مباراة المركز الثالث ضد منتخب هولندي عظيم، وتمكنا من هزيمتهم والفوز بميدالية برونزية تاريخية لأمتنا.
أنا فخور للغاية بهذه النتيجة، وكذلك لأنني ساهمت في تلك الميدالية بستة أهداف، بما في ذلك هدف الفوز في المباراة في مباراة الميدالية البرونزية.
أنت دائما بحاجة إلى القليل من الحظ في هذه البطولات.
لم نكن محظوظين لأن ليليان تورام سجل هدفين فقط طوال البطولة وكانا في تلك المباراة ضدنا، لكنني لا أريد أن أقلل بأي شكل من نجاح فرنسا، فقد استحقوا الفوز بكأس العالم.
ولكن إذا كنا تمكنا من الحفاظ على تقدمنا لفترة أطول قليلا بعدما سجلت هدف الافتتاح، ربما امتلكنا فرصة جيدة لأن فرنسا لم تكن تلعب بشكل أفضل منا، وسيطرنا على المباراة بشكل جيد.
ورغم ذلك، كما قلت لك أنا فخور بردنا بعد هذه الخسارة الصعبة، أردنا حقا الفوز بميدالية ضد هولندا الفريق الذي كان يلعب كرة قدم رائعة، وتمكنا من القيام بذلك. يوجد فارق كبير بين الفوز بالبرونزية أو المغادرة بلا شيء.
نعم فزت مع يوغوسلافيا بكأس العالم تحت 20 سنة بمشاركة ستة لاعبين كرواتيين ومدرب كرواتي، من المهم للغاية التنافس على أعلى مستوى من المراحل المبكرة.
وإذا هزمت منتخبات مثل البرازيل وألمانيا الشرقية والغربية، فهذا يمنحك الثقة بالنفس التي يمكنك من خلالها التنافس مع الأفضل.
وكان لدينا العديد من اللاعبين الرائعين في هذا الفريق مثل بروسينتشكي وبوبان ومياتوفيتش وستيماتش ويارني، ومن المؤكد أن التتويج في تشيلي كان نتيجة مهمة لنا جميعا كأفراد، ولكن أيضا لمنتخب كرواتيا.
بعد كل شيء، شارك خمسة لاعبين من هذا الفريق في تشكيل منتخب كرواتيا في 1998.. بوبان، بروسينتشكي، ستيماتش، يارني وأنا.
أنا ممتن لكل من يعتقد ذلك وأقدر أن الناس احترموا إنجازاتي في ذلك العام، لأن كان من المذهل الفوز بدوري أبطال أوروبا ثم الميدالية البرونزية مع الحذاء الذهبي في كأس العالم.
ومع ذلك، اتفهم اختيار زين الدين زيدان لأنه كان قائد أبطال العالم وسجل هدفين في المباراة النهائية وكان لاعبا رائعا.
ولا يمكنك أبدا الشكوى إذا كنت تقف على نفس مسرح الجوائز مع زين الدين زيدان ورونالدو، هذه كانت مكافأة رائعة للعمل الشاق الذي قمت به خلال مسيرتي.
أحب ريال مدريد واستمتعت بوقتي هناك، ريال مدريد أكبر ناد في العالم وأنا فخور جدا بارتداء القميص الأبيض والمساهمة في نجاح الفريق.
فزنا بالدوري عام 1997 ودوري الأبطال في 1998 بعد 32 سنة من الانتظار.
وفي عام 1999، حان الوقت للمضي قدما، هذا أمر طبيعي يحدث في كرة القدم.
ولازلت من مشجعي ريال مدريد، والطريقة التي يهتم النادي بها باللاعبين السابقين تثبت سبب كونه أكبر ناد في العالم، وأستمتع دائما بالقدوم إلى سنتياجو برنابيو ومشاهدة المباريات.
لم يكن فريقنا جيدا كما كان في مونديال 1998، وكان البعض منا في نهاية مسيرته مع كرة القدم، ولم يكن لدى بعض اللاعبين الصغار خبرة كافية.
أظهرنا ضد إيطاليا أننا لازلنا فريقا موهوبا، ولكن بشكل عام لم يكن لدينا نفس الجودة التي كانت لدينا قبل أربع سنوات.
بصفتي رئيس الاتحاد الكرواتي لكرة القدم، لا أحب التدخل في عمل المدرب لذلك لا أريد التحدث عن كرة القدم كثيرا مع اللاعبين لأنني أثق في مدربينا وأحترم ما يقومون به.
ورغم ذلك، أحاول دائما مساعدة اللاعبين الصغار ببعض الكلمات التشجيعية وتهدئتهم قبل المباريات الكبيرة لأنني أعتقد أن الهدوء يخفف الضغط وهذا مهم جدا للاعبين.
وبالطبع، عندما أتحدث مع اللاعبين، هناك دائما مساحة لبعض النصائح الصغيرة لكرة القدم، خاصة إذا كان المهاجمون يمتلكون سؤالا لي.
لكنني لا أكون جادا أو أتحدث بالتفصيل في ذلك، لأننا نمتلك مدربين ممتازين وهذا عملهم.
هناك دائما صعوبات خاصة بكل بلد.
تتمتع كرواتيا بحجم صغير نسبيا وعدد قليل من السكان ولا يمكننا التنافس مع الدول الأكثر ثراء عندما يتعلق الأمر بالبنية التحتية والقوة الاقتصادية.
ومع ذلك، لدينا الكثير من اللاعبين الشباب الموهوبين والمتحمسين، ولدينا نظام جيد حقا لتطوير اللاعبين ونشعر بالفخر لذلك.
وتركز استراتيجيتنا على تطوير اللاعبين الموهوبين، بالإضافة إلى ذلك يشعر اللاعبون بالفخر عند اللعب للمنتخب الوطني، وروح الفريق شيء يميز كرواتيا عن الفرق الأخرى.
كان إنجازا رائعا وتاريخيا لكرة القدم في البلاد، وشعرت بالفخر مرة أخرى.
ظهرت كرواتيا في كل وسائل الإعلام في العالم، بفضل شغف فريقنا وتألقه وتميزه الفني، أعتقد أن معظم العالم شجع كرواتيا في المباراة النهائية.
وكان إنجازا لا يُصدق لدولة يبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة واستمتعنا بكل لحظة.
بالطبع، شعرنا بحزن قصير بعد خسارة المباراة النهائية، ولكن رؤية جماهيرنا تغني بفخر بعد تلك المباراة، ورؤية ميداليات فضية حول أعناقنا، جعلنا ندرك أهمية هذه النتيجة.
يشرفني أن أكون الفائز بالحذاء الذهبي للمنتخب الكرواتي الفائز بالميدالية البرونزية في عام 1998، ثم رئيس اتحاد الكرة للفريق الفائز بالفضية في عام 2018.
حقق ريال مدريد نجاحا كبيرا في دوري أبطال أوروبا من 2014 إلى 2018 (أربعة ألقاب بما في ذلك ثلاثة ألقاب متتالية) لدرجة أنه كان من الصعب البقاء على هذا المستوى إلى الأبد.
ربما فهم زيدان ذلك ولهذا غادر، ومع رحيل زيدان وكريستيانو رونالدو كان من الطبيعي أن يتراجع الفريق قليلا، لكن النادي تعافى بسرعة وهو الآن في وضع جيد بالفعل للفوز بالدوري الإسباني مرة أخرى.
بالنظر إلى الوضع الحالي والطريقة التي يلعب بها ريال مدريد وبرشلونة، أعتقد أن ريال مدريد هو المرشح للفوز باللقب.
ومع ذلك، يمكن أن تؤدي إحدى المباريات السيئة إلى تدمير طموحاتك، لذلك يجب أن يركز ريال مدريد في كل مباراة حتى يتم ضمان اللقب.
من الواضح أن لديه كل الصفات لقيادة الفريق، إذا فزت بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية، فهذا يعني أنك تقوم بعمل رائع كمدرب.
ومع ذلك، ما هو "المدى الطويل" في كرة القدم اليوم؟ هناك أمثلة قليلة جدا مثل أليكس فيرجسون وأرسين فينجر حيث يمكن للمدرب أن يبقى في ناد واحد لأكثر من 4 أو 5 سنوات.
لم يستطع زيدان البقاء بعد فوزه بـ3 بطولات دوري أبطال، ولم يستطع جوارديولا البقاء في برشلونة أو بايرن ميونيخ، ولا يبقى مورينيو في أي مكان لأكثر سنتين أو ثلاث سنوات حتى الآن.
هناك سبب لذلك، سنرى إلى متى سيكون زيدان مستعدا لقيادة الفريق، ولكن بالتأكيد إنه يقوم بعمل رائع.
يمكن لكرواتيا أن تفخر بأن لدينا لاعبين يلعبان مثل هذه الأدوار الحيوية مع اثنين من أكبر الأندية في العالم.
كلاهما لديه أكثر من 300 مباراة لمثل هذه الأندية الضخمة وفازا بكل كأس يمكن أن تتخيله.
ولذلك، لن أفكر في المستقبل كثيرا، أنا أستمتع فقط بما يحدث الآن، لا يزال كلاهما لاعبين مهمين في فرقهما، ومشاهدة الكلاسيكو في حضور اثنين من لاعبي خط الوسط الكرواتيين يلعبان أدوارا حاسمة أمر مذهل وأتمنى أن أرى المزيد.
ما سيحدث بعد ذلك في حياتهم المهنية هو قراراهم وقرار أنديتهم، لكن أنا فخور لأنهما ليسا لاعبين رائعين فحسب بل أيضا مثالين رائعين للرياضة.
ومودريتش وراكيتيتش يتمتعان بأخلاق عالية، ويبذلان أفضل ما لديهما من أجل الفريق، ويعملان بقوة وتفاني، قائدان عظيمان يساهمان في النادي ليس فقط على أرض الملعب ولكن أيضا خارجه, وكان لهما دور كبير خلال رحلتنا لنهائي كأس العالم ونحن محظوظون بوجودهما في نفس الفريق.
وكانت جوائز مودريتش الفردية في 2018 أكثر من مستحقة ولم أستطع أن أكون أكثر سعادة بالنسبة له، لقد حصل على كل تقدير بموهبته وتفانيه وعمله الشاق.
صلاح لاعب رائع أستمتع بمشاهدته لأنه يسجل الأهداف بشكل مذهل.
ووجد صلاح نفسه في ليفربول وهو الآن عضو رئيسي في فريق تاريخي قوي لليفربول.
الفوز بالكرة الذهبية ليس سهلا، تحتاج إلى الجمع بين الإنجازات الفردية ونجاح الفريق، بالإضافة إلى ذلك نعيش الآن في عصر ميسي-رونالدو ويحتاج الأمر شيئا استثنائيا لكسر هذه الهيمنة، تماما مثلما حدث مع مودريتش مع كرواتيا في عام 2018.
ومن الصعب تجاهل الإنجازات التاريخية لميسي ورونالدو كل عام، خاصة إذا فازت فرقهم بدوري الأبطال، لذا على سبيل المثال إذا كان صلاح فاز بدوري الأبطال في 2018، وهو ما كان سيحدث إذا لم يتعرض للإصابة في النهائي ثم سجل بعض الأهداف لمصر ووصل بالمنتخب إلى دور 16 على الأقل في كأس العالم، أعتقد أنه كان سيمتلك فرصة جيدة في سباق الكرة الذهبية بالنظر إلى موسمه المذهل مع ليفربول في ذلك العام.
لذا، من المحتمل أن هذه الإصابة في نهائي دوري الأبطال كلفته فرصة جيدة في سباق الكرة الذهبية.
ليس دوري تقديم أي نصيحة لصلاح، لأنه من المؤكد يعرف ما هو الأفضل بالنسبة له وكم يستمتع بتواجده في ليفربول.
ليفربول نادي تاريخي مع مشجعين رائعين ومدرب رائع هو يورجن كلوب، ويلعبون كرة قدم رائعة ولدى صلاح فرصة ليصبح أسطورة حقيقية هناك.
اللعب مع ناد مثل ريال مدريد يعد تحديا كبيرا أيضا، لكن الأمر متروك له ليقرر ما يريده في حياته المهنية ولا يستطيع أحد اتخاذ هذا القرار نيابة عنه.
ولكن على أي حال، صلاح سفير مذهل لكرة القدم المصرية وشمال إفريقيا، وهو لاعب ممتع وجذاب للغاية يتمتع بمهارات رائعة في كرة القدم وأتمنى له الأفضل.
اقرأ أيضا:
بركات يتحدث عن موقف عمرو وردة من الانضمام للمنتخب
عصا ساؤول السحرية تعمق من جراح برشلونة
يونايتد يحقق ما لم يحدث منذ 38 عاما
هل تقام مباريات دوري الأبطال في الإمارات؟