كتب : فادي أشرف
في معظم مباريات الموسم الجاري، قدم لنا يورجن كلوب وفريقه من اللاعبين الرائعين متعة كروية لا تضاهى في الوقت الحالي، وضعت ليفربول ضمن مصاف أهم الفرق الكروية في العقدين الأخيرين، ناهيك عن إنهاء 30 عاما دون لقب الدوري.
خلف كواليس ليفربول، سلسلة يقدمها FilGoal.com بمناسبة تتويج الريدز بلقب الدوري الإنجليزي، وفيها نستعرض ما يحدث داخل كواليس النادي العريق، والنظام الذي أنتج لكرة القدم ذلك الفريق الرائع.
هذه الحلقة عن الجهاز الفني للألماني كلوب، عشرات المعاونين لمدرب بوروسيا دورتموند السابق، جمعهم من كل حدب وصوب وكأنه يكون فريقا لعملية سطو سينمائية، لكنه خطط للسطو على لقب الدوري الإنجليزي وهو ما حققه بالفعل.
أول أعضاء ذلك الفريق العالمي من المساعدين الدائمين الذي كونه كلوب هو مواطنه بيتر كرافيتز.
المساعد الأول لكلوب، والذي يلقبه المدير الفني بـ "العين". كرافيتز لم يلعب كرة القدم بشكل احترافي قط، وأول مقابلة بينه وبين كلوب كانت إبان عملهما في ماينز، كمدير كشافين ومدير فني على الترتيب، قبل أن ينتقل معه إلى دورتموند ويحققان نجاحات كبرى معا رفقة زيلكو بوفاتش، الذي رحل عن ليفربول بعد ذلك.
أهم مميزات كرافيتز بالنسبة لكلوب هي القدرة التحليلية الجبارة، ما يجعله عينا أخرى للمدير الفني قبل وخلال المباريات.
بعد كرافيتز، يأتي مساعد آخر، هو الهولندي بيبين ليندرز.
بعد رحيل البوسني بوفاتش، عاد ليندرز إلى النادي الذي قضى فيه 3 سنوات ونصف كمدرب في فريق تحت 16 عاما، قبل أن يتم ترقيته إلى منصب مدرب تطوير نخبة الناشئين.
ليندرز صاحب الـ37 عاما حلقة وصل هامة بين الأكاديمية في كيركبي، وفرق الشباب في ميلوود، مع مسؤوليات كبرى تولاها بداية من عام 2018 في الفريق الأول.
يمكن اعتبار الهولندي عنصر رئيس في تطور موهبة ترينت أليكساندر أرنولد وبين وودبرن.
يقولون إن حارس المرمى نصف الفريق، وهذا يتحقق كثيرا مع أليسون بيكر، ولكن ماذا عن المشرف عن التطور الكبير للحارس البرازيلي؟ المدرب الهولندي جون أتشتربرج، الذي قضى 10 سنوات حارسا في ترانمير روفرز في الدرجات الأدنى، ووصفه المدرب بريان ليتل في ترانمير بأنه "الأكثر احترافية في مسيرته".
احترافية الهولندي الذي تولى منصب مدرب حراس المرمى الآن تظهر نتائجها مع أليسون.
من ضمن ما يميز الجهاز الفني لليفربول هو التراتبية المميزة ومحاولة خلق أجيال جديدة من المدربين لتكون جاهزة لتولي المناصب القيادية في أي وقت، وهذا بالتحديد ما يحدث بين أتشتربرج وجاك روبينسون الذي انضم للجهاز الفني لليفربول عام 2018 كمساعد مدرب حراس مرمى.
روبينسون عمل مدربا لحراس إنجلترا تحت 15 عاما و17 عاما، بجانب عمله سابقا في العدو اللدود مانشستر يونايتد، وكريستال بالاس، وليدز يونايتد، مع حراس الناشئين.
يقول روبينسون عن مهمته "أعمل مع جون أتشتربرج على مستوى الحراس خلال التدريبات، بجانب المتابعة المستمرة للحراس الشباب، نعمل على خروج حراس مميزين دائما من ميلوود".
تأثير كلوب يبدأ في الظهور عندما نتحدث عن فيتور ماتوس، الذي يمكن أن نطلق على منصبه مدرب تطوير نخبة الناشئين، والذي تولى ذلك المنصب بقرار من كلوب في أكتوبر 2019 بعد فترة من ترقية ليندرز لمنصب مساعد كلوب.
قال كلوب عن ماتوس إبان تعيينه، في موقع ليفربول الرسمي: "كان لدينا فكرة تعيين ماتوس في هذا المنصب لأننا نملك شبابا رائعين، يشاركون معنا في مباريات الإعداد قبل انطلاق الموسم، ولكن عندما يعود اللاعبون الكبار لا نريد لهؤلاء الشباب أن يختفوا، لذا أردنا ضم مدرب خاص لهم".
يعمل ماتوس فقط مع اللاعبين الشباب الأقرب للفريق الأول، لمنحهم فترة انتقالية بين الفريقين تساعد أمثال كي يانا هوفر وهارفي إليوت إلى نجوم كبار في الفريق الأول في وقت مبكر من مسيرتهم، مثلما حدث مع أليكساندر أرنولد.
قدم يورجن كلوب للعالم مفهوم "جيجين بريس"، الضغط الدائم على الكرة لبدء هجمة جديدة فور انتهاء الهجمة الأصلية ومنع سيطرة المنافس على الكرة. تحولات سريعة دائمة تحتاج للياقة بدنية عالية، والمسؤول عن هذا الأمر هو الألماني أندرياس كورنماير.
بعد 15 عاما في بايرن ميونخ، مع لويس فان جال ويوب هاينكس وبيب جوارديولا، انتقل كورنماير إلى آنفيلد، بعد 3 سنوات من تصريح كلوب الذي أشاد خصيصا بدوره في تحقيق بايرن للثلاثية في 2013، على حساب كلوب في الدوري ودوري الأبطال.
كورنماير درس الطب، ثم عمل في مجال العلوم الرياضية، ثم بدأ في برنامج لتحديد المواهب بدنيا في أكاديمية بايرن بالتعاون مع جامعة ميونيخ حيث كان يدرس.
تلك الرحلة انتهت بكورنماير ضمن أسوار البافاري مسؤولا عن الحالة البدنية لشبابه، قبل أن يصعده فان جال إلى الفريق الأول في 2010.
يقول كورنماير للموقع الرسمي لليفربول "خطة كلوب للنادي أبهرتني، هذا مشروع طويل الأجل".
ويعاون كورنماير كونال مورتاج، الذي مثلما يطبق مفهوم التراتبية الذي وضعه كلوب، فهو حامل للدكتوراه في مجاله بعد أن أنهى فترة لعبه التي لم تشهد نجاحات كبيرة سوى اللعب لكل منتخبات أيرلندا الشمالية عدا الأول.
مع مورتاج، يعمل أيضا توم كينج كمدرب للياقة البدنية ومعه جوردان فايركلو، ليرتفع عدد المسؤولين عن القوة واللياقة للفريق الأول لليفربول إلى 4 مدربين.
على رأس الجهاز الطبي لليفربول، يأتي فيليب جاكوبسن، وهو مسؤول بحكم المسمى الوظيفي عن التأهيل الطبي للاعبي الفريق، ومعه أندرو ماسي مدير الخدمات الطبية للفريق الذي تعاظم دوره في الفترة الأخيرة بعد أزمة كورونا.
دور جاكوبسن هو ما يهمنا هنا، الألماني المتخصص في العلاج الطبيعي عمل لفترة في قطر بالتحديد في مستشفى أسبيتار، بالتحديد في تأهيل اللاعبين المصابين، قبل أن ينتقل إلى ليفربول ويلعب دورا كبيرا مثلا في استعادة أليكس أوكسليد تشامبرلين لمستواه بعد إصابة عنيفة للغاية في الركبة، رفقة معاونه ديفيد رايدنجز.
مونا نيمير، العنصر النسائي الوحيد في جهاز كلوب، هي مسؤولة التغذية للفريق الأول منذ عام 2016 بعد أن انتقلت إلى ليفربول من بايرن.
دور نيمير كبير بالنسبة للنظام الغذائي للاعبين، لدرجة أنها أحيانا تمنحهم دروس طبخ للتأكد من أن ما يدخل أجسامهم يفيدها في الملعب.
جهاز كلوب لا يتوقف هنا، لأن هناك 3 عناصر هامة للغاية تلعب دورا كبيرا في نجاحات ليفربول.
مارك ليلاند القادم من بيرنلي في 2013، هو محلل مباريات الفريق الأول ودوره الرئيسي تقديم التقارير الحية خلال المباريات، والمفصلة بعد المباريات، لاتخاذ القرارات السليمة من قبل كلوب وجهازه بعد منحهم المعطيات السليمة.
جريج ماثيسون، دوره مختلف، حيث يعمل كمحلل أداء وكشاف للخصم المقبل لليفربول، ومعه جيمس فرينش.
أعضاء جهاز ليفربول لا ينتهون هنا، وبالطبع هم جزء لا يتجزأ من نجاح الريدز في الأعوام الأخيرة.
طالع أيضا
مواعيد مباريات السبت والقنوات الناقلة
صلاح: حققت أكبر أهدافي مع ليفربول
اتحاد الكرة: مسحة قبل 24 من أي مباراة
صراع الفرصة الأخيرة في الدوري الألماني
شيكابالا: لهذا السبب موقفنا الإفريقي يختلف عن المحلي