كتب : محمد سمير
لماذا لا تملك مصر منتخبا للسيدات في كرة اليد؟ أزمة أُثيرت في الساحة الرياضية مؤخرا بعد حملة إلكترونية للاعبات المصريات طالبن فيها بحقهن في تكوين منتخب أول.
بالنظر إلى الرياضات الأخرى في مصر، سنجد منتخبات سيدات لجميع اللعبات تقريبا، بالإضافة لمنتخب سيدات للعبات الجماعية مثل الكرة الطائرة وكرة السلة، إلا كرة اليد.
هٌنا يبقى التساؤل، لماذا منتخب سيدات اليد؟ وإلى متى سيتم المطالبة بتكوين منتخب أول للسيدات وما مدى صعوبة الأمر؟
تساؤلات عديدة يتم طرحها، ولكن لماذا تم إثارة الأمر مجددا في تلك الفترة؟ تناقش FilGoal.com مع جميع أطراف المنظومة للوصول إلى تلك الإجابات.
كانت البداية من تصريحات تليفزيونية هذا الشهر من عبده عبد الوهاب عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري والتي رأت فيها لاعبات اليد مواليد 1998 تقليلا من شأنهم.
قال عبد الوهاب: "لم نكن أبدا ضد فكرة تكوين منتخب سيدات، ولكن لضعف المستوى وسوء نتائج مواليد 1998، و2000 تم تأجيل الأمر".
وطالب عبد الوهاب "أتمنى من جيل 2002 و2004 الاستمرار في التطور حتى يكونوا نواة للمنتخب الأول خلال عامين من الآن".
وردت لمى الشواربي قائدة فريق 1998 عبر فيديو مطول على صفحتها قائلة: "هذا الجيل كان أول من يحصد ميدالية ذهبية لمصر على مستوى سيدات اليد، فكيف كانت نتائجه سيئة؟".
وتسائلت لمى "لعبنا أمام مستويات قوية في بطولتي العالم للناشئات والآنسات، وحصدنا تاسع عالم الناشئات، ولظروف خاصة وإصابات عديدة تراجع المستوى في بطولة الآنسات".
ومن هنا انطلقت حملة (احنا الأبطال) التي أطلقتها لاعبات اليد في مصر للمطالبة بتكوين منتخب أول للسيدات، وهذا سر الجدل المثار في الفترة الأخيرة.
ليست المرة الأولى
ولكن هل هذه المرة الأولى؟ الإجابة لا، دائما ما تطالب لاعبات اليد بمنتخب أول لكن النتيجة النهائية واحدة، خرجت رحاب جمعة المحترفة في الدرجة الثانية بفرنسا تطالب أكثر من مرة عامي 2018 و2019، ومن قبلها مروة عيد المحترفة في نادي نيس الفرنسي.
أجرى FilGoal.com حوارات مع هشام نصر رئيس الاتحاد المصري الحالي، وخالد حمودة الرئيس السابق للاتحاد، ولمى الشواربي ومروة عيد في بث مباشر على انستجرام، ومسئولي أندية سموحة وسبورتنج المتنافسين في الدوري المصري.
_ _ _
لماذا لا يوجد منتخب سيدات؟
بالتأكيد سيكون أول سؤال يخطر ببال القاريء. لماذا لا تملك مصر منتخبا للسيدات دونا عن باقي اللعبات؟
قالت مروة عيد قائدة فريق نيس الفرنسي: "في الحقيقة لا أعلم، يجب أن يُسأل المسؤولين عن ذلك وليس اللاعبات".
وأضافت "أشعر أنهم لا يرغبون في ذلك من الأساس، اتحاد اليد لا يفكر في الأمر وليس مقتنعا بفكرة وجود منتخب للسيدات. عدم اهتمام الاتحاد باللعبة أحد أسباب خروجي للاحتراف الخارجي".
وعن ذلك قالت لمى الشواربي قائدة جيل 98: "أعتقد أن الأمر متعلق برغبة الاتحاد في الصرف على مستوى الرجال فقط، هذا هو التفسير الأقرب بالنسبة لي".
وتابعت "نريد أن يكون لنا منتخب، فهو حافز قوي لأي لاعبة، طالبنا بذلك مرارا وتكرارا لكن دون جدوى".
وكشفت لمى "تقدمنا بجميع طلباتنا إلى منى أمين عضو مجلس إدارة الاتحاد ووعدتنا بعرضه على المجلس، هل تعلم ما هي النتيجة؟ قوبلت جميع طلباتنا بالرفض".
هنا يرد هشام نصر رئيس الاتحاد المصري لكرة اليد، فيقول "بنات كرة اليد هن من ترفضن إقامة منتخب أول وليس الاتحاد السبب".
هل عرضتم عليهن إقامة منتخب وردوا بالرفض؟ كان هذا سؤال FilGoal.com، وكانت هذه الإجابة التوضيحية من اتحاد اللعبة "اللاعبات يفتقدن الاستمرارية والأسس الصحيحة لعمل منتخب أول. دائما ما نحقق النتائج في مراحل الناشئات، لكن وبمجرد الانتقال إلى مرحلة الشابات، يتفكك الفريق تلقائيا بسبب انشغال اللاعبات عن اللعبة بأمور أخرى".
وأوضح "أنا أكثر من أتمنى وجود منتخب أول للسيدات في كرة اليد المصرية، وهل أكره الفوز بميدالية جديدة؟ لكن يجب أن يقام المنتخب على أسس صحيحة كي ينافس بالفعل".
رئيس اتحاد اليد أضاف "منتخب مواليد 1998، وفريق 2000 لهم كل الشكر بعد الفوز بالميدالية الذهبية في بطولة إفريقيا للناشئات، واجتمعت بالفريقين مرتين بعد ذلك".
وتابع "طالبتهن بالاستمرارية من أجل الاستمرار على نفس النهج في المنتخب الأول، وألا يتوقفوا عند تلك المرحلة مثل السابقة".
إذا ما الذي حدث؟
يوضح هشام نصر "الاستمرارية ليست فقط الاستمرار داخل الملعب، ولكن تأتي من تفكير اللاعبات وأيضا القوام كالحفاظ على الوزن".
وكشف نصر "نحن في مجتمع شرقي، وفي سن معينة تبحث اللاعبة عن الزواج وبالتالي عندما يحدث ذلك تعتزل مبكرا في عامها الـ22 أو 24".
وتابع "لدينا حالة قريبة في هذا الأمر، لاعب دولي خطب لاعبة دولية، وكانت النتيجة مطالبته لها بالاعتزال".
وتسائل نصر "هل من المنطقي أن يصرف الاتحاد ويتحمل تكاليف تصل إلى مليون جنيه في السفرية الواحدة دون نتائج ملموسة؟".
هنا يرد إبراهيم أبو العطا المدير الفني السابق لسيدات سبورتنج "في الحقيقة لا أرى مشكلة في أمر زواج اللاعبات".
وتابع "هل لا تتزوج لاعبات كرة السلة أو الكرة الطائرة؟ الأمر متعلق بالاهتمام باللعبة ووضع أسس لتطويرها".
وكشف أبو العطا "يقال أن لاعبة اليد تعتزل في سن من 20 إلى 24، وما المشكلة؟ لديك لاعبة مثل مروة عيد من مواليد 86 وتلعب حتى الآن ومحترفة في الدوري الفرنسي".
وأضاف "يجب ألا يتم التعميم، من تعتزل فلتفعل ذلك، هناك لاعبات أخريات تستمرن لسن أكبر".
وقالت لمى الشواربي "هناك لاعبات في الدوري المصري سنهن 30 عاما أو أكثر، هناك لاعبات لديهن أطفال".
وتابعت "إذا قمنا بتكوين منتخب سيدات سيكون أكبر حافز للاعبات من أجل الاستمرارية، مثلما يحدث في كرة السلة والطائرة".
وعن عدم استمرارية اللاعبات أوضحت مروة عيد "ضعف المنافسة وعدم وجود هدف للاعبات يدفعهن للاعتزال المبكر".
وكشفت "لا توجد عقود للاعبات اليد وتتحصل كل لاعبة على مقابل مادي ضعيف، لكن ليست هذه المشكلة الوحيدة، هناك ضعف في مستوى المنافسة ولا يوجد منتخب أول يشارك في بطولات قارية، إذا ما الفائدة من الاستمرارية؟".
وأوضحت مروة "كما قلت من قبل، ضعف المنافسة كان سببا في احترافي في فرنسا".
منتخب لم ينجح أحد
قالت لمى الشواربي (قائدة 98): "عندما يخسر منتخب أو جيل ليس الصحيح أن يتم إقصاء الفكرة من الأساس، بل يفترض اختيار العناصر الجيدة والبناء عليها".
وأوضحت "عندما خسرنا في 2018 لظروف معينة كان الرد من الاتحاد، لن يتم تكوين منتخب سيدات، المنطقي بالنسبة لي تجميع العناصر المميزة من كل جيل وتدريب المنتخب الأول، ومع كثرة الاحتكاك والخبرات سيتطور وليس بإقصائه".
وبسؤال رئيس الاتحاد الحالي أجاب في هذا الصدد "كنت أكثر من ساند فكرة وجود منتخب السيدات حتى اللحظة الأخيرة، وهذا هو الدليل".
نصر أكمل "جيل مواليد 2000 لم يحقق أمم إفريقيا للناشئات بل المركز الثالث. رغم ذلك وافقنا على سفرهم إلى كأس العالم. هناك ماذا فعلوا؟ حققوا المركز الـ23 من أصل 24 فريقا".
ويكمل "لم نستسلم. ظهرت نداءات لحل الفريق لكنني رفضت. وقلت أنهم يستحقوا فرصة ثانية".
وواصل "طالبنا باختبارات لمنتخبات جديدة للأولاد والبنات، ومنحنا فرصة 3 أشهر للجميع من أجل التجهيز للاختبارات".
وتابع "ما هي النتيجة؟ لم ينجح أحد، لم تتخط أي لاعبة اختبار المنتخبات".
وعن نوع الاختبار أوضح نصر "هناك ما يسمى بالمسطرة الرياضية، عبارة عن قياسات للوزن وقوة الوثب والتصويب وبعض المقاييس الأخرى الخاصة باللعب. النتيجة هي عدم تخطي أي لاعبة لتلك الاختبارات".
وشدد "ثقافتنا مختلفة عن الخارج، لذلك تتميز منتخبات الناشئات لدينا عن باقي الدول، ويتفكك الفريق بعد ذلك في مرحلة الآنسات".
وأضاف نصر "على العكس تماما مستوى الأفارقة والأوربيين يبدأ في الارتفاع والتطور بعد مرحلة الناشئات ويصبحون أقوى. أنجولا مثلا قوة فتاكة في اليد والسلة".
ضعف المستوى
برر الاتحاد المصري عدم تأسيس منتخب للسيدات بسبب ضعف المستوى العام وسوء النتائج وبالتالي من غير المنطقي الصرف على فريق يخسر فقط.
وعن ضعف المستوى قالت لمى: "عام 2016 شاركنا في بطولة العالم للناشئات بمجموعة قوية، لم يتوقع أحد تأهلنا من الأساس".
وتابعت "رغم ذلك كنا مفاجأة البطولة ولم نخسر سوى مباراة وحيدة أمام الدنمارك بطلة النسخة السابقة وحققنا الفوز على 4 فرق أخرى لنتأهل كثاني المجموعة بجدارة".
وكشفت "أشاد بنا حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي ونزل إلى أرض الملعب لتهنئتنا على هذا المستوى، وفي النهاية حصلنا على تاسع العالم من أصل 24 منتخبا".
وأضافت لمى "هذا يؤكد ما أقوله، هناك نواة جيدة لمنتخب أول كان يجب أن يتم تطويرها وليس إلغائها تماما، يجب أن تستفيد من الأفضل لكل جيل ليصبح لديك منتخب مميز في النهاية".
وقالت مروة عيد المحترفة في فرنسا "لدينا خامات مبشرة وأؤكد، رغم قلة المشاركات الخارجية، لو تم تأسيس منتخب أول وتم ضم اللاعبات المميزات ومدرب جيد، كنا سننافس في بطولة إفريقيا الأخيرة".
وشددت مروة "لم أقل أننا سنحقق اللقب ولكن على أقل تقدير كنا سنتواجد في المربع الذهبي وننافس على التأهل لبطولة العالم".
ويرد رئيس الاتحاد المصري على هذه النقطة "الأمر يختلف تماما من الناشئات لمستوى السيدات".
وتابع "عند تولي هذا الاتحاد المسؤولية، واجهنا مشكلة مالية بسبب قضايا تم رفعها علينا متعلقة بانتخابات الاتحاد، ثم سنحت لنا فرصة ذهبية ببطولة البحر المتوسط المدعومة من اللجنة الأوليمبية المصرية".
وأضاف نصر "وافقنا على الفوز على مشاركة المنتخبين مواليد 1998 للرجال والسيدات في البطولة. قلنا للفريقين نحن لا نطلب منكم أي نتائج مميزة لأننا نعلم أنكم تلعبوا مع فئة عمرية أكبر منكم، واعتبرنا المشاركة مجرد احتكاك قوي قبل الذهاب لبطولة العالم في 2018".
وكشف رئيس الاتحاد "ما حدث للشباب من إعداد، حدث مع الآنسات بالظبط. هل تعلم ما هي النتيجة؟ تحقيق الشباب للميدالية البرونزية والآنسات على المركز 24 والأخير في بطولة العالم".
وأوضح "لسنا رقم 24 على العالم، ولكن لم نفز على أحد وترتيبنا هو ترتيب أخر الدول المشاركة فقط".
وتابع "كان تبرير منتخب الآنسات أن تلك النتيجة بسبب عدم وجود مدرب أحمال. قلت لهم منتخب الشباب أيضا كان بدون مدرب الأحمال! مدرب الأحمال ليس عاملا أساسيا في النجاح ولكنه عنصر إضافي في الجهاز الفني، وغيابه لا يجعلك في المركز الأخير. المدرب الذي لا يجيد ضبط أحمال فريقه لا يكون مدربا من الأساس".
وواصل نصر حديثه "جيل 2000 حقق ثالث إفريقيا، ورغم ذلك وافقنا على المشاركة في كأس العالم للناشئات، ولم نستسلم وقررنا منح فرصة جديدة تنفيذا لمقولة كل جيل يسلم الآخر".
وشدد "لكن ما هي النتيجة؟ حصل الفريق على المركز 23 وقبل الأخير في بطولة العالم".
وكشف نصر "قاعدة ممارسين اليد على مستوى السيدات في مصر لا تتخطى 360 لاعبة، ونصفهم تقريبا مجرد ممارسات. الألعاب الفردية يحدث بها طفرات مثل نور الشربيني في الاسكواش أو سارة سمير في رفع الأثقال، لكن هذا صعب في اللعبة الجماعية".
وأضاف "لامتلاك منتخب قوي في لعبة جماعية، أحتاج إلى 50 لاعبة مميزة على الأقل لأختار 20 منهن، وهذا غير موجود من الأساس".
وشدد نصر "الاتحاد المصري مؤتمن على مال الدولة، أحصل على دعم مادي من الوزارة والنتيجة حصول الشباب على برونزية والآنسات على المركز قبل الأخير، هل سيدفعون لي مجددا لدعم المنتخب؟".
وأوضح "أولياء الأمور الذين يطالبونا الآن بضرورة تكوين منتخب سيدات، هم أول من نادوا بالرقابة الإدارية لمحاسبة الاتحاد المصري لليد بسبب سمعة مصر وسوء النتائج بعد تحقيق هذا المنتخب للمركز الـ23 في بطولة العالم".
نصر استرسل "سأوضح لكم مقياس آخر على ضعف المستوى. منذ عامين كنا ننظم بطولة إفريقيا للأندية في مصر، وهنا الأهلي = منتخب السيدات بالإضافة للاعبتين أو ثلاثة فقط من باقي الأندية".
وكشف "الأهلي شارك في البطولة. دعم صفوفه بلاعبتين من نادي الشمس ليصبح أكثر قوة، والنتيجة؟ الحصول على المركز السادس من بين 8 فرق شاركوا في البطولة".
وتسائلت لمى الشورابي (قائدة 98): "هل تحقق منتخبات السلة والطائرة على مستوى السيدات بطولة العالم؟ لماذا يوجد منتخب أول عكس اليد؟".
مقارنة بالسلة والطائرة
تتبع FilGoal.com نتائج منتخبات السلة والطائرة منذ بداية الألفية ووجد الآتي:
منتخب سيدات الطائرة شارك 7 مرات من أصل 10 في بطولة إفريقيا. حققن اللقب مرة واحدة عام 2003.
منتخب سيدات السلة شارك 5 مرات من أصل 10 في بطولة إفريقيا. وكان أفضل مركز له هو السابع في ثلاث مناسبات.
وعلى مستوى الناشئات أيضا، تكرر الحصول على المركز الأخير أو قبل الأخير، لكن ظهرت عدة مواهب مثل احتراف وتألق نادين سلعاوي ورنيم جداوي وميرال أشرف ونسمة خليفة في دوري الجامعات الأمريكي لكرة السلة، وأيضا ندى معوض ونوران معوض في دوري الجامعات الأمريكي للطائرة.
وبالنسبة لكرة اليد نفسها، عندما شارك منتخب السيدات في بطولة إفريقيا 2010 كان سببا في احتراف مروة عيد إلى فرنسا حتى وصلت لتكون قائدة فريق نيس وتشارك في بطولة أوروبا للأندية.
وقالت لمى الشواربي عن مقارنة اليد بالرياضات الأخرى "من حقنا أن يكون لنا منتخب مثل باقي اللعبات حتى ولو لمجرد المشاركة، وبعد ذلك سيتطور الفريق ويحصل على الخبرات".
أما هشام نصر فقال "كرة اليد مختلفة تماما عن الطائرة والسلة، فالطائرة لعبة غير تلاحمية من الأساس أما السلة فمجرد اللمس يحتسب خطأ شخصي".
وأضاف "كرة اليد في المقابل لعبة عنيفة وتعتمد على القوة، فكلما دافعت بعنف أكثر، كلما كان فريقك أفضل".
وشدد نصر "هذه الثقافة غير موجودة لدينا على مستوى السيدات، هذا يحتاج لقوة بدنية أكثر وعنف أكبر".
لماذا الآن؟
ولكن لماذا تم إثارة الأمر الآن؟ أوضحت لمى الشواربي "كثيرا ما طالبت لاعبات اليد بمنتخب أول".
وأضافت "في الحقيقة لم نرتب للأمر ولكن شعرنا كلاعبات بحزن من تصريحات عضو مجلس الإدارة التي وصف فيها جيلنا بالفشل".
وتابعت "كان الأمر عفويا بالنسبة لي، كوني قائدة فريق 1998، خاصة بعد إنجازنا عام 2016 وما عانيناه طوال تلك الفترة لتحقيق حلمنا واللعب باسم مصر حتى رغم عدم وجود مقابل مادي".
وشددت لمى "تعاطف الجميع معنا وكان للأمر صدى واسع، فوجدنا مشاركة للعديد من نجوم الرياضة مثل شريف إكرامي ونور الشربيني وفريدة عثمان ورامي عاشور وغيرهم الكثير، أتمنى أن تحقق تلك الحملة نتيجة إيجابية".
وقال هشام نصر "منذ تأسيس اللعبة لم يكن هناك منتخب أول للسيدات إلا في مناسبتين فقط. وفي المناسبتين كانت النتائج سيئة".
وكشفت مروة عيد "منذ بدايتي للعبة لم يتكون منتخب سيدات إلا مرتين عامي 2004 و2010 وكان ذلك إجباريا على الاتحاد".
وأوضحت مروة "بسبب تنظيم مصر لبطولة أمم إفريقيا وإلزام الاتحاد الإفريقي بتنظيم منافستي الرجال والسيدات فكان لزاما على الاتحاد تكوين منتخب سيدات".
عقود هواة لسن محترفات
تقول مرة عيد "لو كان هناك اهتمام بتلك الأجيال مع تطوير المنافسات ووجود عقود احترافية، لكان الأمر اختلف تماما الآن".
أما نصر فرد "هل يصح المطالبة بذلك حاليا في ظل أزمة فيروس كورونا؟ الأندية كلها تعاني ماديا أساسا ولو طالبتهم بذلك قد يلغوا النشاط".
وشدد "ولماذا نقول (لو). لا، أحد الأندية الكبرى أخطرنا بالفعل أننا إذا طالبنا بتحرير عقود احترافية للاعبات في الوقت الحالي، سيحل الفريق ويلغي النشاط".
وأتبع "في الاتحاد السابق للعبة كنت عضوا للمجلس. وأنا من توليت ملف تحويل العقود إلى احترافية. لكن رد الأندية كان بالرفض كلها، ولذلك اضطررنا للإبقاء على الوضع الحالي بدلا من تجميد النشاط كله".
وبالتواصل مع خالد حمودة رئيس الاتحاد السابق قال: "الأمر معقد في تلك القضية، فبالرغم من أن لعبة اليد هي من تصنع الإنجازات الكبرى لمصر، تجد عقود اللاعبين أقل".
وتابع "على مستوى الرجال مثلا قارن بين عقد لاعب سلة ولاعب يد على سبيل المثال ستجد أن اليد أقل ماليا".
وكشف "طرحنا أمر عقود احتراف السيدات على الأندية، لكن الأمر قوبل بالرفض وقتها وهددوا بحل فرق السيدات".
وأوضح "في الحقيقة كنا في ظروف مشابهة لما نحن عليه الآن بسبب توقف النشاط والتظاهرات فتفهمنا وجهة نظرهم وتم إلغاء الأمر".
وأضاف "لكن أسسنا منتخب ناشئات وآنسات ووجدنا دعم كبير من خالد عبد العزيز وزير الرياضة في ذلك التوقيت، وحقق منتخب الناشئات بطولة إفريقيا وتاسع العالم وقتها".
بعد ذلك اتجهنا إلى ناديي سبورتنج وسموحة المشاركين في دوري اليد للسيدات وأيضا الطائرة والسلة.
قال إبراهيم أبو العطا من سبورتنج "الموضوع متشابك، التعاقدات أفضل بالتأكيد، ولكن تعاقدات بدون منتخب أول ما وجه الاستفادة؟".
وتابع "اللاعبات تحصلن على أموال، لذلك من الأفضل تقنين الأمر، أما إذا كان تحصيل حاصل فالأفضل أن يتم الإلغاء من الأساس".
وكشف أبو العطا "أعتقد أن الأمر يتعلق بالانتخابات، لذلك على الاتحاد المصري إلزام الأندية بذلك أسوة بالألعاب الأخرى".
وشدد "تخفيض القائمة أيضا مفيد للمنافسة، ومع التعاقدات الاحترافية سيتم دعم الفرق للتنافس على اللقب".
وأضاف أبو العطا "لدينا لاعبات من 2002 في منتخب مصر، يتدربن حتى الآن على البحر استعدادا لبطولة العالم، طالما هناك حافز ستكون هناك نتيجة".
وفي ذلك الصدد قال أحمد العجلان عضو مجلس إدارة سموحة "بالفعل الدوري ضعيف ونحن نشارك من أجل الأعضاء".
تطوير المسابقة
لماذا لا يسعى الاتحاد نحو تطوير منافسة السيدات لتزداد قوة الدوري ويعود بالنفع على المنتخب؟
قالت لمى الشواربي (قائدة 98): "لا توجد عقود احترافية، إذا رغبت لاعبة في الرحيل لنادي آخر لن يحدث الأمر بسهولة لعدم وجود ضوابط".
وتابعت "إذا أرادت لاعبة الاحتراف الخارجي لن يكن الأمر سهلا بل وفي الأغلب سيرفض النادي".
وشددت "الفريق يضم 20 لاعبة وفريق الناشئات 24، ينضم للمباراة 16 لاعبة ويشارك تقريبا من 10 إلى 12 لاعبة، وبخلاف الإصابات تلعب نفس اللاعبات".
وأوضحت "كل هذا يؤثر بالسلب بالطبع، فتخيل أن هناك 8 لاعبات من الفريق الأول على الأقل لا تلعبن من الأساس بجانب الناشئات، فإذا تم استفادة الأندية الأخرى منهن سيكون الدوري أقوى".
وكشفت "لدينا نواة جيدة بالفعل، هل تعلم أن فرح الشاذلي حارس مرمى مواليد 2000 كانت ضمن أفضل حراس المرمى في مونديال الناشئات؟ لدينا لاعبات ممتازات بالفعل".
أحمد العجلان عضو مجلس إدارة سموحة يقول هنا "يجب على الاتحاد إلزام الأندية من أجل الحصول على تلك النتيجة".
وكشف "على سبيل المثال طالبنا اتحاد السلة منذ عامين بضبط أمور فريق السيدات لكي نحرر عقود احتراف للاعبات في الموسم التالي".
وأضاف "بعد ذلك تم تنفيذ الأمر وتعاقدنا مع لاعبات مميزات، وأدخل الاتحاد نظام الدعم بمحترفة أجنبية فكانت النتيجة ارتفاع مستوى التنافس في الدوري".
وأتم حديثه "لذلك في رأيي يجب أن يلزم الاتحاد الأندية، ومن يهدد بالإلغاء فليفعل ويتم توزيع لاعبات الفريق على باقي الأندية، ومع تقليل القائمة ستكون المنافسة أقوى".
وعن القائمة أوضح هشام نصر "كنا أول اتحاد يحدد قائمة الفريق، كانت تضم 24 لاعبا، فقررنا أن تصبح 18 للرجال والسيدات فطالبت الأندية وقتها بـ 20 لاعبة للسيدات بدلا من 18 لاختلاف المستوى البدني بين الجانبين، فوافقنا".
وأوضح "بعد رحيل 4 من كل فريق أصبحت كل الفرق أقوى الآن، الشمس طور فريقه جيدا، والزمالك استطاع تكوين فريق سيدات للنادي".
وكشف "الآن يطالبون هذا العام أن تصبح قائمة الأندية 18 لاعبة فقط! رغم أن ذلك كان مقترحنا من الأساس ولم يتم الموافقة عليه في وقتها".
وماذا بعد؟
بعد أسابيع من الحملة ما الذي سيتغير؟ هل سيتخذ اتحاد اليد أي قرارات؟ وما الخطوة التالية من اللاعبات؟
هشام نصر تعجب "إحدى اللاعبات في الحملة قالت أنها اضطرت للحصول على الجنسية الأردنية من أجل المشاركة مع منتخب اليد".
وتابع "هذا غير صحيح إطلاقا. منتخبنا أقوى من المنتخب الأردني ويهزهم بفارق 20 نقطة في السيدات".
لكن أليس غريبا أن نكون أقوى منهم بهذه الدرجة ورغم ذلك هم يملكون منتخبا للسيدات ونحن لا؟
يرد نصر "هذا ليس صحيحا في الأساس. ليس لديهم منتخب أول، لكنها تلعب مع منتخب الناشئات".
الخطوة التالية
تقول لمى الشواربي عن فكرة اللجوء لوزارة الرياضة "لا لم نفكر في الأمر أساسا، مشكلتنا ليست مع الاتحاد أو أشخاص بل في الفكرة نفسها".
وأضافت "هشام نصر كان لاعبا مميزا ورئيس اتحاد جيد، نطالبه فقط في إعادة التفكير بالأمر ومنحنا حقنا باللعب باسم مصر".
وكشف هشام نصر "هل أكره الحصول على ميدالية جديدة؟ رغم ضعف المستوى لم نفقد الأمل، وشكلنا لجنة وطالبنا بتأسيس منتخبات جديدة، لكن لدينا شرطا وحيدا. الاستمرارية لتأسيس منتخب أول".
فرصة جديدة
وأضاف "في نوفمبر المقبل سنستضيف بطولة إفريقيا للأندية رجال وسيدات، ومن خلالكم أدعو جميع الأندية التي ترغب في المشاركة بمنافسات السيدات أن تتقدم، وسنرى وقتها ما مستوى الفرق والمراكز التي تحققها لنضعها ضمن خططنا".
وشدد "أريد تكوين منتخب أول بكل تأكيد ولكن بأسس صحيحة، والأسس موجودة في جيل 2002 و2004. هن الأن يعلمن المطلوب منهن، وإذا حافظن اللاعبات على ذلك وعلى الاستمرارية في الاهتمام بنفسهن من حيث المستوى البدني والفني، سيتم تكوين المنتخب الأول".
وأضاف "للمساعدة في ذلك سنطبق نظام المرتبط على مستوى السيدات مثل الرجال أيضا، ليكون للاعبات الناشئات دور في التطوير والمساهمة في زيادة القاعدة".\
نظام المرتبط بأن تكون نتائج الفريق الأور مرتبطة بفرق الناشئين في تحديد بطل دوري الدرجة الأولى.
وأتم تصريحاته "الأجيال السابقة مستواها غير جيد رغم وجود استثناءات قليلة جدا، لن نؤسس منتخب مصر من (سوشيال ميديا) لنصبح المركز الأخير، ولكن نطور وننفذ أسس صحيحة".
ساهم في التحقيق/ هاني العوضي بالحوار مع خالد حمودة رئيس اتحاد اليد السابق ومسؤولي سبورتنج وسموحة – أحمد العريان بالحوار مع هشام نصر رئيس اتحاد اليد الحالي.
طالع أيضا
مرتضى: لا نريد استئناف الدوري والكأس
أوكا: حزنت لعدم انتقالي للأهلي
مرتضى: أبرمنا صفقتين من العيار الثقيل
وكيله: لا أعرف مصير رمضان صبحي
لماذا يريد الأهلي ضم طاهر محمد