حكايات أبو تريكة ووائل جمعة (2) – عن غرفة الفئران.. والقميص الذي كان يمنع التنفس وتهديدات
الخميس، 04 يونيو 2020 - 22:56
كتب : رامي جمال
"غرفة الملابس مثل الصندوق الأسود كلها أسرار".
"مررنا بالكثير من اللحظات الجيدة والسيئة ولكنها كانت رائعة" وائل جمعة.
أسطورتا النادي الأهلي والكرة المصرية حلا ضيفين على شبكة "بي إن سبورتس" ليكشفا عن كواليس مسيرتيهما سويا في فترة ذهبية للكرة المصرية.
حكايات أبو تريكة ووائل جمعة (1) – عن رد فعل صادم من حسن شحاتة.. وغضب جوزيه على الماجيكو
كأس العالم للأندية
وائل جمعة: لا يمكن لأي شخص أن يدخل غرفة خلع الملابس ينتظر أن يكون الكل في أفضل حالة ومن ثم يدخل إن أراد أن يلتقط صورة.
أبو تريكة: غرفة الملابس مثل المنزل لا يستطيع أن يدخل أي شخص منزلك إلا دون استئذان لأن البيوت أسرار وهناك أشياء لن تُحكى أبدا لأنها تخص بعض الناس من الوارد أن نكشف عن بعضها والبعض الآخر لن نكشف عنه.
وائل جمعة: بعد المشاركة الأولى لنا في كأس العالم للأندية بعد الهزيمة من اتحاد جدة مانويل جوزيه جعلنا نريد أن تقام البطولة في اليوم التالي.
أبو تريكة: كنا نخفض رؤوسنا وجوزيه قال لنا سنعود هنا العام المقبل ونقدم المستوى الذي كنت أتمنى تقديمه ذلك العام، انسوا ما حدث وركزوا وسنعود وستظهروا للعالم مستواكم الحقيقي.
بعد ذلك توجنا بالمركز الثالث، جوزيه كان يعتمد على أسلوب الصدمة وينجح مثلما حدث ضد الصفاقسي.
مباراة الصفاقسي
أبو تريكة: بعد التعادل في القاهرة بهدف لمثله رقص لاعبو الصفاقسي احتفالا ظنا منهم إنهم توجوا بالكأس وغرف الملابس كانت أمام بعضها البعض في استاد القاهرة.
قال جوزيه لهم وقال لهم الحفلة لم تنته، الحفلة هناك في تونس، ثم جاء لنا ارفعوا رؤوسكم سنفوز وذلك الكأس سنتوج به.
حضر جوزيه للسيناريو جيدا بكل التبديلات بالدقائق كل شيء كنا نعرفه ونحن داخل الملعب.
وائل جمعة: أتذكر ما حدث بين الشوطين والنتيجة تشير للتعادل السلبي، جوزيه كان محضر السيناريو بالكامل أنا أتذكر كل تفصيلة صغيرة في تلك المباراة تحديدا.
بين شوطي المباراة ألقى جوزيه خطابا مؤثرا خاطب فيه القلب والعاطفة شعرت لأول مرة إنه لم يكن واثقا 100% من فوزنا، لكنه كان يفعل كل شيء ويأخذ بالأسباب لننتصر، جوزيه قال العبوا 45 دقيقة للتاريخ يتذكركم بها الجميع حتى لو خسرتوا.
غرفة الفئران
أبو تريكة: غرفة الفئران كانت توجد داخل الأهلي، ما هي تلك الغرفة؟ لو لعبت بشكل غير جيد يأتي جوزيه لك في السابعة السابعة أو الثامنة صباحا ويقول لعم حارث عامل غرفة خلع الملابس ويقول له اجلبه إلى هناك، وأنا أكثر من دخل تلك الغرفة، وكان يتم تعنيفنا في تلك الغرفة.
بركات أو سيد معوض كانا يدخلان النادي ويسئلان عم عارث من سيدخل الغرفة اليوم؟ ليقول لهما لا تقلقا أبو تريكة في الداخل.
بعد لقاء الصفاقسي حتى والهدف الذي سجلته وقادنا للفوز، فوجئت بعم حارث يقول لي جوزيه يريدك في الغرفة، قلت "يا نهار أزرق" أنا جلبت بطولة ماذا يحدث؟ (ضاحكا)
في الطبيعي كنا ندخل الغرفة في اجتماع منفرد لكن تلك المرة وجدت الجهاز الفني بالكامل في انتظاري ووجدت جوزيه يقول لي لماذا مستواك منخفض؟ وشيتوس يلعب جيدا وأنت ستكون بديلا.
كنت أشترك كبديل في مباريات الدوري في تلك الفترة بعد لقاء الصفاقسي وكان يعرف كيف يحفزك جيدا.
التدخل في عمل المدرب
وائل جمعة: لم أر تدخلا في عمل حسن شحاتة في منتخب مصر أو في الأهلي مع جوزيه، لم يقبلا أن يحدث ذلك معهما أبدا.
ربما حدثت مع بعض الأجهزة الأخرى لكن شخصية شحاتة وجوزيه لم تكن لتقبل بفرض أي لاعب عليهما.
أتذكر بعد سحب شارة قيادة الأهلي من الحضري حاول البعض التدخل وحتى بعد رحيله لسويسرا وحاول البعض الضغط على جوزيه ورفض في كل مرة.
أبو تريكة: جوزيه أو حسن شحاتة كانا يحبان الوضوح مع وسائل الإعلام رغم عدم حبهما للإعلام.
أتذكر بعد الهزيمة من الجزائر 3-1 في تصفيات كأس العالم 2010 ورغم امتلاء مران المنتخب بشكل دائم بالكاميرات ووسائل الإعلام في المران الأول بعد عودتنا لمصر لم يتواجد أي شخص.
وجدت شحاتة يقول انظروا لا يوجد أي شخص حولنا الآن، مستواكم هو من يجلب الجميع لنا تذكروا هذا دائما.
أبو تريكة: الشيء الجيد في الأهلي أو منتخب مصر في فترتنا إن كلنا كنا قائدين فمن يشعر إنه يريد أن يلقي محاضرة أو يقول شيء ما فعليه أن يقول، الأمر ليس منوط بالقائد فقط، كل شيء بيننا كان طبيعيا وعاديا فكنا على قلب واحد لتحقيق هدف واحد.
كلنا كنا أشخاص مسؤولة ولدينا حس المسؤولية، وهذا لا يتوفر كثيرا أن تجد أكثر من لاعب في نفس الجيل يمثل كل واحد منهم شخصية قائد.
بورسعيد
أبو تريكة: من أصعب مواقف حياتي وائل كان محظوظا إنه لم يتواجد بسبب الإصابة، في غرفة خلع الملابس كان منظر مآساوي حتى الآن أحلم بكوابيس هناك من استشهد على يدي، لن أنس أبدا ما حدث وأثر ذلك الموقف كثيرا علي فيما بعد.
كلما أستعيد شريط الذكريات أنزعج، أتذكر الطبيب إيهاب علي كان يساعد أحد المصابين وأحد الفتيان لم يكن يجيب علي وكنت أطلب من إيهاب علي أن يكشف عليه ويقول لي "يابني خلاص مات".
نحن من الأندية القليلة التي شهدت فيها غرفة ملابسه دماء من جماهيره.
كنا اتفقنا قبل المباراة مع اللاعبين أن نتجمع في منتصف الملعب ونركض اتجاه غرفة الملابس مهما كانت النتيجة وكان كل الجمهور يقول "إلا اللاعيبة" وهذا أكثر موقف أثر علي.
نهائي 2012.. الأهلي والترجي
أبو تريكة: قلنا بعد بورسعيد لن نفرط في بطولة إفريقيا، هذه البطولة من أجل الشهداء.
تأهلنا للنهائي وبين شوطي المباراة بكى غالي وهو يتحدث معنا، لعبنا أفضل تصنف ضمن أفضل مباريات الأهلي في تاريخه ضد الترجي في رادس.
كنت بديلا أنا وعماد متعب ومحمد بركات، وكانت المشاعر مسيطرة علينا كليا.
كنا نشعر بسبب ذلك الشعور أن البطولة سنفوز بها، الشعور المسيطر علينا كان أبلغ من أي مستوى فني.
وائل جمعة: كان دافع قوي لنا أن نجلب البطولة من أجل شهداء الأهلي، في كل مباراة في البطولة كنا نذكر أنفسنا بذلك.
محمد عبد الوهاب
أبو تريكة: في بداية فترة محمد عبد الوهاب مع الأهلي لم يكن منسجما مع الفريق كان يتألق مع المنتخب على عكس الأهلي في إحدى المباريات شارك في آخر 25 دقيقة ولم يكن في حالته على الإطلاق وعندما دخلت غرفة الملابس وجدته يبكي بشدة.
وقتها تحدث معي عماد النحاس وتحدنا معه واحتويناه، في بعض الأحيان الضغوط تكون كبيرة جدا على اللاعبين فاللاعب في النهاية بشر.
دور المجموعة في ذلك الوقت يكون هام جدا.
تعاطفا مع غزة
أبو تريكة: لم يكن يعرف أي شخص فكرة القميص الذي كُتب عليه "تعاطفا مع غزة" وأشهرته في كأس أمم إفريقيا 2008.
كنا نشاهد أحد القنوات الإخبارية ورأيت موقفا أثر علي كثيرا وقلت يجب أن أفعل شيء ما ولم أبلغ وائل جمعة بالفكرة.
قلت للمرافق من غانا معنا ويُدعى حسين في البطولة والمسؤول عن منتخب مصر في البطولة إنني أريد طباعة قميص وأكتب عليه تعاطفا مع غزة.
ذهب والطباعة كانت بالغاز، لو ارتديت القميص لا تستطيع أن تتنفس جيدا بسبب الغاز والذي كُتبت به الرسالة.
حينما عرفت إنني لن أبدا المباراة قلت سأرتدي القميص بين الشوطين وطبعت قميصين.
وبين الشوطين ذهبت لغرفة الملابس وجلبت القميص وارتديته دون أن يدري أي شخص وسجلت الهدف وأظهرت القميص.
حسين الإداري وجدته يقول لي الحراسة ستزيد عليكم، والمنتخبات العربية كان موقفها مشرفا قالوا لو حدث أي شيء لأبو تريكة لن نكمل البطولة.
لكن الضحك كله في اليوم التالي وجدت حسن شحاتة يجري اجتماعا للمنتخب توقعت أن يعنفني، وجدته يقول لي كنت أبلغني كنا طبعنا 35 قميصا.
أحمد أبو مسلم تحدث مع عماد متعب وقال له اجعل أبو تريكة يختفي كي لا يضربه أحد بسلاح "أر بي جي".
طالع أيضا
تحرك جديد من الأهلي بسبب ما فعله مرتضى منصور
ضربة مدوية في سوق الانتقالات الأوروبية
فرانس فوتبول تتغنى بـ مصطفى محمد