ريال مدريد مع زيدان في 2017.. أن تجعل الصعب يبدو سهلا

الأربعاء، 03 يونيو 2020 - 17:07

كتب : أمير عبد الحليم

تعددت كلمات المديح في المدير الناجح، لكن الكل اتفق على أنه يجعل الأمور الصعبة تبدو سهلة لفريقه قبل الغير، هذا بالضبط ما نجح فيه زين الدين زيدان في موسم 2016-2017.

ربما تعتقد أن تتويج ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا للمرة الـ12 سهل بالنظر إلى أنه كسر عقده العاشرة المستعصية بالفعل في 2014 ثم فاز بالبطولة للمرة الـ11 في أول نصف موسم لزيدان.

ما الصعب في الفوز بالبطولة للمرة الثانية على التوالي؟

هذا أول شيء صعب جعله زيدان يبدو سهلا، بعدما حقق شيئا لم يحدث منذ 1990 مع هدفه الرئيسي في الموسم.

بعد تتويج زيدان بدوري الأبطال في أول مواسمه مع ريال مدريد، أصبح الهدف الأول والأكبر هو التتويج بالليجا.

يقول زيدان: "أقولها دوما، تحقيق الدوري أمر أكثر صعوبة ويحتاج العمل اليومي منذ معسكر الإعداد".

بطولة لم يحققها ريال مدريد منذ 2012، منذ كانت المنافسة على الليجا بين ريال مدريد وبرشلونة توم وجيري فقط، وقبل أن يصنع دييجو سيميوني فريقا قادرا على المنافسة.

ولذلك احتاج زيدان سياسة جديدة مختلفة تماما، تحتاج إلى النفس الطويل.

وهنا ظهرت أول المشاكل مع بلوغ كريستيانو رونالدو نجم الفريق الأول 32 عاما.

وظهر الصدام الأول بين الطرفين خلال مواجهة لاس بالماس في سبتمبر 2016 عندما أخرج زيدان نجمه من المباراة لإراحته، وهو القرار الذي لم يتقبله البرتغالي الذي يريد إنهاء كل موسم مسجلا أكثر من 50 هدفا.

واصل ريال مدريد إهدار النقاط في هذه المباراة وتعادل للمرة الثانية على التوالي، ليبدأ الشك في قرارات زيدان، هل يجب أن يبقى رونالدو دائما في الملعب ليفوز ريال مدريد؟

لكن لو بقى رونالدو في الملعب ليسجل رباعيات وخماسيات في غرناطة، من سيكون بكامل طاقته لمواجهة برشلونة وبايرن ميونيخ ويوفنتوس!

بالعودة إلى بداية الموسم، لم يقم ريال مدريد بأي صفقات ضخمة.

أعاد ألفارو موراتا من يوفنتوس، وانتهت إعارة فابيو كوينتراو لموناكو، والشاب ماركو أسينسيو لإسبانيول مع تصعيد ماريانو دياز للفريق الأول.

امتلك ريال مدريد فريقا ثانيا يواجه به صغار الليجا.

يلعب دانيلو وناتشو وإسكو وجيمس رودريجيز وماتيو كوفاسيتش ولوكاس فاسكيز مع موراتا بقيادة بيبي بعض مباريات الليجا والكأس، ليحافظ النجوم على لياقتهم.

يهزم هذا الفريق غرناطة 5-0 ليدك رونالدو أتليتكو مدريد بثلاثية، ويفوز على نابولي وبايرن ميونيخ خارج سنتياجو برنابيو.

أجرى زيدان 9 تغييرات على الفريق الذي خسر من برشلونة 3-2 في سنتياجو برنابيو، في المباراة التالية ضد ديبورتيفو لاكرونيا وفاز بسداسية.

سجل رونالدو 17 هدفا أخر 9 في مباريات لريال مدريد، بما في ذلك الهدف الأول في مالاجا في الجولة الأخيرة من الليجا ليقود الفريق للتتويج الذي يحكم به زيدان على نجاح موسمه.

لكن هل إقناع مدرب ريال مدريد رونالدو بالحصول على دقائق لعب أقل لمصلحته ليس نجاحا؟

وقال رونالدو بعد نجاح وجهة نظر زيدان: "كل شيء تقرر في نهاية الموسم، وأدار زيدان الفريق بشكل جيد للغاية، وصنع لنا فريقا رائعا شابا".

وفي كارديف، كانت المباراة التي ستضع التاج على رأس موسم تاريخي لريال مدريد.

فاز ريال مدريد بالليجا التي أرادها زيدان للحكم على عمله، وأضاف لها كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية لكن دوري الأبطال في DNA ريال مدريد كما يقول رئيسه فلورنتنيو بيريز.

ولم يكن يوفنتوس منافسا سهلا كما صورت نتيجة المباراة، لكنه زيدان.

صنع ماسيمو أليجري فريقا قويا قهر برشلونة بثلاثية باولو ديبالا، ليجعله يتمنى لو كانت الريمونتادا التاريخية ضد باريس سان جيرمان لم تحدث.

وسيطر يوفنتوس على الشوط الأول في كارديف، ولم يمنعه من التقدم سوى تألق كيلور نافاس.

لكن امتلاك ظهيرين بمهارة مارسيلو وقدرات كارباخال البدنية مع مهاجم فتاك يجعل رقيبه يبدو في حالة ثمالة ثم ينقض على الزاوية القريبة ليسجل، بمثابة امتلاك الدنيا لزيدان.

وبهذه الطريقة صنع زيزو أفضل فريق استغلالا للكرات العرضية، قادر على خطفك إذا لم تسجل أولا.

وهكذا فعلها رونالدو أولا قبل أن يتعادل ماريو ماندوزكيتش، لكن أسلحة زيدان لا تنضب.

أتى الحل من خط الوسط الذي صنع زيدان منه خطا ناريا يمنح الحيوية دائما للفريق دفاعيا وهجوميا، وعجز أمامه ثلاثي وسط يوفنتوس.

وهذا شيء آخر صعب جعله زيدان يبدو سهلا.

فبعد تحقيق العاشرة، لم يمنع ريال مدريد من النجاح مع كارلو أنشيلوتي في موسمه التالي سوى خط الوسط.

باع ريال مدريد أنخيل دي ماريا الذي حوله أنشيلوتي للاعب ثالث في خط وسطه، ومع إصابات لوكا مودريتش الطويلة بقى توني كروس كمحارب وحيد خسر كل زملائه في المعركة.

وإذا جنى ريال مدريد أي شيء من فترة رفائيل بينيث سيكون فقط عودة كاسيميرو.

استفاد زيدان من الأيام الصعبة التي عاشها أنشيلوتي بسبب الخلل في خط الوسط وهدية بينيتث، وصنع خط وسط متكامل مكونا من كاسيميرو وكروس ولوكا مودريتش.

تناوب الثلاثي على أداء أدوار خط الوسط، وامتلك ريال مدريد سلاحا يمنح الفريق الحيوية والقوة الهجومية مع الغطاء الدفاعي.

جعل زيدان الأمور الصعبة تبدو سهلة، وتوج مع ريال مدريد مع الليجا الغائبة على منذ 5 سنوات ودوري الأبطال للمرة الثانية على التوالي وأضاف كأسا ثالثة في الموسم التالي.

وعندما احتاج ريال مدريد مدربا يصلح العطب الذي ضرب الفريق الموسم الماضي.. لم يجد إلا زيدان الذي يجعل الأمور الصعبة تبدو سهلة.

اقرأ أيضا

عبد الحفيظ يطمئن الجمهور على فتحي

تقرير: ناد مغربي يشكو الزمالك

رسالة آل الشيخ الأخيرة

دوافع وكواليس قرارات الأهلي

مرتضى يرد على الأهلي

التعليقات