وليد الحسيني

أوروبا تبحث عن وقف الخسائر والأندية المصرية تبحث عن الهروب

في الكوارث تظهر المعادن والنوايا سواء الطيبة أو السيئة، كما تظهر الأفكار والأهداف ومقضيات التعامل مع هذه الكوارث.
السبت، 30 مايو 2020 - 19:42
الكورونا والكرة المصرية

في الكوارث تظهر المعادن والنوايا سواء الطيبة أو السيئة، كما تظهر الأفكار والأهداف ومقضيات التعامل مع هذه الكوارث.

اجتاح فيروس كورونا العالم في الشهور الستة الماضية لدرجة أنه أوقف العالم كله محتارا ومرتبكا أمام هذا الفيروس الذي ينهش في أجساد واقتصاد العالم، ومنها كرة القدم .

متناقضان واضحان ظهرا في أزمة فيروس كورونا بين كرة القدم الأوروبية والمصرية، ففي الوقت الذي بحثت فيه أندية أوروبا كيفية عودة الحياة لملاعب كرة القدم وضرورة استئناف النشاط الكروي، نجد أن اغلب الأندية المصرية وقفت ضد عودة النشاط الكروي.

تناحرت أنديتنا ما بين المنادي بالعودة من جهة والرافض لهذه العودة. وظهرت المكايدة الكروية بين هذا وذاك في تصرفات اقرب للمراهقة الصبيانية.

أندية أوروبا سعت لعودة النشاط الكروي لتعويض النقص في مداخلها المادية وإعادة المكاسب المالية وتعويض ما خسرته، فيما رفضت أغلب الأندية المصرية عودة النشاط الكروي بداعي الحد من خسائرها.

عودة كرة القدم للملاعب الأوروبية معناه الحد من خسائرها المستمرة منذ توقف النشاط، إلا أن عودة النشاط في الملاعب المصرية يصب في خانة المزيد من الخسائر لأن أغلب الأندية تخسر لأن مداخلها أقل من مصروفاتها - لا تنظر للأهلي والزمالك -.

أندية مصر الرافضة لعودة النشاط مبررها الأول أن إلغاء الموسم يعفيها من سداد 25% من عقود لاعبيها وتعتبر ذلك مكسبا في حد ذاته لأن مواردها ضعيفة بالاساس مقارنة بقيمة عقود لاعبيها، بالإضافة إلى أن الشركة الراعية لا تدفع كامل مستحقاتهم. فلماذا يُستكمل الموسم وتدفع تلك الأندية كافة مستحقات لاعبيها وتزيد خسائرها؟ - وجهة نظر اغلب الاندية الرافضة استكمال الموسم الحالي - .

التناقض الحاد والواضح بين أندية أوروبا ونظيرتها المصرية له أسباب كثيرة أهم هذه الأسباب أن كرة القدم الأوروبية صناعة لها معالمها وملامحها واقتصادها، فيما لا تعتبر كرة القدم المصرية صناعة بالمفهوم الأوروبي.

صناعة كرة القدم لها ثلاثة عناصر معروفة ومحددة وهى التسويق والتمويل والإنتاج. هذه العناصر ليست موجودة في كرة القدم المصرية بشكل واضح ومحدد، لكنها أقرب للعشوائية. نتحدث عن الصناعة ولا نمارسها لأسباب عديدة منها مالا تتحمله الأندية، بل تتحمله الدولة بقوانينها.

الأندية المصرية كل منها يغني على ليلاه، الأهلي يسعى لاعادة النشاط الكروي لأنه الأقرب لحسم اللقب، فيما يسعى الزمالك لإلغاء الموسم لأنه بعيد عن المنافسة، وهناك ما يقرب من ثمانية أندية مهددة بالهبوط وتسعى لإلغاء الموسم للهروب من شبح الهبوط الذي يهددها.

عدد من الأندية المصرية تراجع مستواها الفني وأبتعدت أحلامها التي بدأت به الموسم وأصبحت من المساندة لفكرة الغاء الموسم.

في الدوري الممتاز " ب " هناك حوالي 24 ناديا يضغطون بقوة لإلغاء الموسم لأنهم مهددون بالهبوط للدرجة الأدنى في ظل لائحة يهبط فيها 5 فرق من كل مجموعة من المجموعات الثلاث.

التناحر الموجود بين الأندية المصرية بشأن مستقبل الموسم سببه أن كرة القدم في مصر ليست صناعة بالمفهوم الأوروبي، لهذا فأغلب هذه الأندية تنادي بإلغاء الموسم الكروي.

التناقض الحاد والواضح بين مفهوم كرة القدم الأوروبية والمصرية يوضح لماذا تسعى أندية أوروبا جاهدة للعودة للملاعب ولماذا ترفض اندية مصر هذه العودة.

ما زلنا خارج حدود العالم.