كتب : نادر عيد
35 عاما مرت على كارثة هيسيل التي راح ضحيتها 39 مشجعا ليوفنتوس، لقوا حتفهم بسبب تدافع سببه جمهور ليفربول، الذي دفع الثمن غاليا بعد ذلك بالغياب عن البطولات القارية، والذي ألقى بظلاله أيضا على لاعبيهم الذين ربما شعروا بالذنب فسمحوا للفريق الإيطالي بأول تتويج باللقب في تاريخه.
29 مايو 1985.. ملعب هيسيل.. بروكسل البلجيكية
الذكرى الأبرز لذلك النهائي الأوروبي الكبير بين يوفنتوس وليفربول تبقى الكارثة والتي أثرت بشكل كبير على تعامل إنجلترا مع الـ"هوليجانز" أو المشجعين المشاغبين بعدما تسببت الواقعة في حرمان أندية إنجلترا من المشاركة في بطولات أوروبا لمدة 5 مواسم.
لكن الجانب المنسي في تلك الليلة هو قرارات الحكم السويسري أندريه ديانا، والتي عبدت الطريق لفوز يوفنتوس بلقب دوري الأبطال.
بعد وقوع الكارثة في المدرجات كادت أن تُؤجل المباراة، لكن رأى المسؤولون ضرورة إقامتها منعا لحدوث مزيد من المشاكل.
وباتت المسؤولية تقع على الحكم واللاعبين في الميدان، الذين كانوا ينتظرون صافرة النهاية لأنهم لا يصدقون أنهم يلعبون كرة القدم وعلى بعد أمتار منهم توفى 39 شخصا.
كانت المباراة تسير بشكل عادي، متكافئة بين ضغط ليفربول وانتظار يوفنتوس الفرصة المناسبة للانقضاض على مرمى بروس جروبيلار بهجمة مرتدة.
إلى أن لمح المخضرم ميشيل بلاتيني زميله السريع زبيغنيو بونيك يركض صوب مرمى الحمر، فأرسل كرة طولية متقنة انطلق بها الأخير قبل أن يعرقله جاري جيليبسي خارج منطقة الجزاء.
ورغم وضوح الواقعة بأنها تمت خارج منطقة الجزاء، المدهش أن لاعبي ليفربول لم يعترضوا على قرار الحكم، وكأنهم يشعرون بالذنب مما حدث في المدرجات ولا يريدون زيادة الطين بلة.
ولم يفوت النجم الفرنسي بلاتيني الفرصة فتقدم ليسدد في الشباك في الدقيقة 58، هدف توج فريق السيدة العجوز باللقب.
يحكي إيان راش، نجم ليفربول آنذاك والهداف التاريخي للنادي، في سيرته الذاتية "الحكم كان يبعد عن الكرة بحوالي 25 ياردة لكنه لم يتردد في احتساب ركلة الجزاء. في الطبيعي كنا سنعترض على القرار لكننا لم نمتعض ولو حتى بشكل صامت".
وأضاف الويلزي "مثلما حدث في نهاية المباراة حين أسقط ماسيمو بونيني اللاعب روني ويلان في منطقة جزاء يوفنتوس ولم يحتسب الحكم شيئا. بعد صافرة النهاية كل ما أردته هو رؤية تريسي (زوجته فيما بعد)، وحين التقيتها أدركت مدى الرعب الذي حدث في تلك الليلة".
ربما في ظروف عادية لم يكن الحكم ليحتسب ركلة جزاء وهمية، ولم يكن لاعبو ليفربول ليستسلموا للقرار بهذه البساطة.
لكن حضور الموت في مدرج مشجعي يوفنتوس، ألقى بظلاله على المستطيل الأخضر، فلم يحرك لاعبو ليفربول ساكنا وهم يرون اللقب يتسلل من بين أيديهم بشكل "غير شرعي" لبطل إيطاليا.
قرار ديانا ربما من الأسوأ في تاريخ المباريات النهائية، لكنه في النهاية منح يوفنتوس فرصة اعتلاء عرش أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.
طالع أيضا
هل يحقق صلاح لقب الهداف للمرة الثالثة تواليا؟
المباريات المتبقية للمتنافسين على الدوري الإيطالي
شيكابالا يكشف رأيه في استئناف الدوري
اختبار في البيت - هل تتذكر هدافي هذه البطولات؟
تقرير: الدوري الإنجليزي يعود بصدام سيتي وأرسنال
جنش - من بديل لحارس الأهلي للاعب دولي مع الزمالك