كتب : إسلام مجدي
اضطرت جماهير الزمالك للانتظار طويلا، ما بين 13 عاما من المحاولات المتكررة، رغم الظروف. ورغم كل شيء كان لها عودة.
الوصول بقائمة محدودة للغاية لم يكن سهلا، التواجد ضمن مجموعة ضمت ماميلودي صن داونز وإنيمبا ثم وفاق سطيف الذي لم تدم مشاركته طويلا.
نصف النهائي كان أشبه بالملحمة، مباراة لا تعرف المعطيات أو التوقعات بل وانتهت بنتيجة كبيرة للغاية 6-5.
حتى الدقيقة 82 كان الوداد بحاجة لهدف للتأهل، النتيجة كانت 5-5، إلى أن سجل ستانلي أوهاويتشي هدفا غاليا قاد الفارس الأبيض لنهائي غاب عنه طويلا.
الكثير من التفاصيل، الكثير من المعطيات، والعديد من التصريحات لكن الزمالك لم يكن جاهزا بشكل كاف للفوز بلقب دوري الأبطال، حصده ماميلودي صنداونز أمام الأعين التي بكت لأنها تحرقت شوقا لمشاهدة فريقها يحتضن الأميرة الإفريقية كما يحبون أن يلقبونها.
ستانلي سجل مجددا لكن ذلك الهدف لم يكن كافيا، ثلاثية صنداونز في الذهاب كانت أكثر من كافية لحسم اللقب.
كل ذلك كان مقدمة لإنجاز رائع انتظر من أجله الفارس الأبيض 3 سنوات، بقائمة مختلفة كليا وطموحات جديدة مع المدرب السويسري كريستيان جروس.
"علينا أن نكون متحدين أكثر من أي وقت مضى". – كريستيان جروس.
16 عاما من الغياب والانتظار الطويل لاحتضان لقب إفريقي كبير، العديد من المحاولات، إلى أن وصل أخيرا.
عادة حينما يتولى جروس تدريب فريق يعاني من مشاكل دفاعية فإنه يجتمع بهم ويحذرهم قائلا: "هذه المنطقة بالنسبة لي خط أحمر، إنها منطقة محرمة، لا تسمحوا لأحد بالدخول إليها، هي بدايتنا، لا يجب أن نستقبل".
تلك الكلمات لم تكن محض خيال، بل قالها حينما كان يدرب أهلي جدة في عام 2014.
الحفاظ على توازن الفريق هو جل ما ينشده أي مدرب، لكن التطور الدفاعي كذلك وحسن التمركز وتقليل الأخطاء الدفاعية وذكاء اللاعبين كل تلك العوامل هي ما كان ينشدها جروس، بل وحققها في موسمه الثاني مع أهلي جدة، لم يخسر سوى مرة وحيدة في موسمين واستقبل في موسمه الأول 22 هدفا والثاني 21.
في سويسرا إن سألت عنه فسيقولون: "صانع المعجزات" وفي السعودية عُرف باسم "العراب".
"كان من المستحيل أن أحقق أي شيء لو لم أمتلك هذه القائمة من اللاعبين الرائعين في الزمالك". – كريستيان جروس.
الزمالك كان قد توقف عن تحقيق الإنجازات الإفريقية بعد حصد لقب السوبر الإفريقي، كان ذلك عام 2003، وفي ذلك الموسم مع جروس كان الزمالك قد حل رابعا في الموسم الذي سبقه، وبالتالي شارك في بطولة الكونفدرالية.
في الجولة الأولى تخطى الزمالك نظيره القطن التشادي بنتيجة 7-2 بمجموع الذهاب والإياب.
وفي المرحلة الإقصائية الثانية تخطى فريق اتحاد طنجة بنتيجة 3-1 في مباراتي الذهاب والإياب.
الآن إلى دور المجموعات والحسابات المعقدة للغاية.
المجموعة ضمت جور ماهيا ونصر حسين داي وبيترو أتليتكو، وحساباتها كانت معقدة لدرجة أن الأول والثاني تساويا في النقاط.
رغم الثقة الكبيرة التي كانت لدى الزمالك وجماهير إلا أنه تلقى صدمة بالخسارة بنتيجة 4-2 من جور ماهيا الكيني، وقدم الفريق شوطا ثانيا لم يكن موفقا به على الإطلاق.
"اللاعبون لم يكونوا على القدر الكافي من الالتزام الدفاعي والهجومي وهو ما أدى للخسارة".
"لا ألوم اللاعبين فقط، أو أحدهم، الفريق بالكامل يحقق الفوز أو الخسارة، الفرصة لا تزال قائمة وعلينا أن نستفيد من الأخطاء التي وقعنا فيها، ولدينا مباريات كثيرة في الفترة المقبلة لنركز عليها". – كريستيان جروس.
المباراة التالية كانت ضد النجوم في الدوري، مسيرة الزمالك في المسابقة المحلية كانت جيدة للغاية، الفريق كان قد خسر من النجوم في الجولة الرابعة، 1-0 لكنه فاز بنفس النتيجة في الجولة الـ21 بعد الخسارة من جور ماهيا.
جروس جمع سريعا شتات لاعبيه، ووحد الصف سريعا، من أجل مواجهة نصر حسين داي، في مصر وتعادل بنتيجة 1-1 ثم تعادل بنفس النتيجة مع بترو أتليتكو.
الكثير من القلق والمخاوف حول المحاولات الماضية إما للتوديع المبكر أو مشاكل داخلية تصعب مهمة حصد الدوري أمام كتيبة الزمالك.
انتصاران ضد بترو أتليتكو ثم الثأر برباعية نظيفة من جور ماهيا كانتا كافيتين لإعادة الآمال، الآن الفريق لديه 9 نقاط وتأهل كأول مجموعته متساويا مع جور ماهيا الثاني بنفس عدد النقاط.
الزمالك واجه بترو أتليتكو في أنجولا بدون محمود عبد المنعم "كهربا" وطارق حامد ومحمود علاء، لكنه نجح في تحقيق الفوز الحيوي، الذي كان طريقه الحقيقي نحو التأهل.
الفارس الأبيض كان عليه أن يحل ضيفا أولا ضد حسنية أغادير في المغرب، وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي.
وفي مواجهة الإياب، سجل إبراهيم حسن هدفا ليتأهل الزمالك لنصف النهائي، من هنا كانت بداية العقدة الرئيسية في قصة البطل نحو طريق النهائي.
الزمالك كان عليه مواجهة النجم الساحلي، سجل كهربا هدف الفوز في مباراة الذهاب.
مباراة الإياب كانت درسا في الصمود للزمالك، بعد دقيقة من مشاركة محمد عبد الغني بدلا لإبراهيم حسن حصل محمود عبد الرحيم "جنش" على بطاقة صفراء ثانية ليطرد من المباراة، ومن يقف في المرمى؟ عمر السعيد مهاجم الزمالك.
لحظة ملحمية أخرى، الزمالك يتكتل في منطقة جزاء، الهجمة خارج المنطقة وطارق حامد نجم خط الوسط يضع جسده أمام الكرة بكل الطرق حتى لا تتخطى الكرة الدفاع أو تصل إلى المرمى بأي شكل، مع صافرة الحكم كانت الاحتفالات، الزمالك في نهائي إفريقي جديد، وحلم آخر ربما يصبح من نصيبه.
الفارس الأبيض كان عليه مواجهة نهضة بركان في المغرب في لقاء الذهاب لكنه خسر بنتيجة 1-0، كان ذلك بحراسة عمر صلاح حارس الفريق البديل، بعد إصابة عماد السيد، لذا يمكننا تخيل أن الزمالك لم يمتلك على مقاعد بدلائه حارس بديل خاصة بعد طرد جنش.
مقاعد بدلاء الزمالك ضمت حازم إمام وبهاء مجدي ومحمود الونش وأيمن حفني ومحمد إبراهيم وحميد أحداد وإبراهيم حسن، لا توجد خيارات عديدة ولا توجد فرصة لكي يُطرد أو يصاب عمر صلاح، لكن الحارس الشاب حصل على بطاقة صفراء فقط.
هدف نهضة بركان جاء في الدقيقة 94 ربما ساور الجماهير قلقا وحامت بعض الشكوك، لكن ذلك نهائي إفريقي.. الجميع سيذهب للاستاد رغبة وأملا في الاحتفاء بالفوز بلقب الكونفدرالية.
أهلا بكم مرة أخرى في نهائي إفريقي جديد للزمالك في مصر بعد 3 سنوات من مواجهة صنداونز و16 عاما من السوبر الإفريقي.
دعونا نذكركم ببعض الأحداث:
ولنتذكر سويا اللحظة الأبرز
تصويبة من إبراهيم حسن ارتطمت بيد العربي ناجي لاعب نهضة بركان، ليحتسبها الحكم تيسيما باملاك بعد الرجوع لتقنية الفيديو.
ركلات الترجيح
الزمالك بدأ التنفيذ ثم نهضة بركان.
الزماااااالك بطلا للكونفدرالية الإفريقية.
بذلك انتصر الزمالك على نهضة بركان، وتوج بطلا للكونفدرالية الإفريقية لأول مرة في تاريخه، فيما اكتفى نهضة بركان بالوصافة في أول وصول لنهائي البطولة في تاريخه.
كتيبة الفارس الأبيض أنهت منذ عام انتظارا طال 16 سنة من الصبر والمحاولات، الجماهير تحتفل بأقصى ما يمكنها، منهم من بكى شوقا لتذكر لحظات قديمة ومقارنتها بما حدث، منهم من كان فرحا لصعوبة الوصول والطريق، العديد والعديد من التفاصيل، لا يمكننا سرد القصة من وجهة نظر الجماهير، لأنهم أصحاب القصة الرئيسية في كل ملعب ولكل فريق، وفي 26 مايو 2019 كان لجماهير الزمالك نصيبا أن تحتفل بالفوز بلقب الكونفدرالية.
"من بين البطولات التي حققتها، عاطفتي تميل إلى اللقبين الأول والأخيرة".
"اللقب الأول عندما حققت كأس سويسرا مع جراسهوبرز عام 1994، والأخير يعود تاريخه إلى 26 مايو 2019 في الإسكندرية، عندما فاز الزمالك بكأس الكونفدرالية بركلات الترجيح".
"واجهت أشياء لا تُصدق خلال هذا الموسم في مصر قبل أن نتمكن من رفع الكأس، كنا نلعب في كينيا وأنجولا وتشاد، وفي كل مرة كنا نكتشف أشياء جديدة".
"كنا نركب الطائرة مثلما يستقل الآخرون الحافلة في سويسرا". -كريستيان جروس.
** تفاصيل المباراة جزء من تقرير المباراة منذ عام طالعه كاملا من هنا**
اقرأ أيضا:
خطوة جديدة من وزارة الرياضة نحو استئناف النشاط
هل تفاوض الأهلي مع مهاجم الترجي؟
كيليني يكشف ما حدث بين شوطي نهائي كارديف
كوكايين وكسر الحجر الصحي وحوادث سير.. ماذا يحدث في الأرجنتين!