صُناع كرة القدم – نحن كوراستاتس وهكذا نعمل لينضم أبو تريكة وطارق حامد للمنتخب من الترسانة وسموحة
الأربعاء، 20 مايو 2020 - 20:06
كتب : فادي أشرف
لاعبون ومدربون وحكام وإداريون، كلهم داخل الملعب يتنافسون لتحقيق البطولات، لكن من دون ضيوفنا في سلسلة صُناع كرة القدم، لن تكون اللعبة بالشكل الذي نشاهده في وقتنا الحالي.
هم من قد يطلق عليهم معلقنا الكبير ميمي الشربيني "أصحاب البدل الشيك في كرة القدم"، رجال الصناعة التي يتعلق بها قلوب الملايين، وتدر أيضا الملايين من ناحية الإيرادات والمكاسب.
اللاعب كذا في الدوري المصري لديه نسبة نجاح في التمريرات 89%، ولكن يعيبه ضعف الإيجابية على المرمى حيث تصل تسديداته بين الخشبات الثلاث بنسبة 25% فقط، هذه الجملة لم تكن لتُكتب دون ضيفنا اليوم، محمد عادل البدري المدير التنفيذي لموقع كوراستاتس الإحصائي الشهير، الموقع الرائد في هذه الجزئية في مصر.
البدري يصحبنا في رحلة خروج الأرقام والإحصائيات إلى الجمهور، والأندية والمدربين الذين يستعملون خدمات الموقع، وأمور أخرى كثيرة في منطقة من صناعة كرة القدم قد لا نعرف عنها الكثير.
وكل ما يلي على لسان البدري..
"في 2009، كنت أنا ومصطفى زكريا شريكي في تأسيس كوراستاتس كشابين محبين لكرة القدم، نحضر كل المباريات في استاد بتروسبورت القريب مننا. لا يهم من يلعب، إنبي أو بتروجت ضد أي فريق. رأينا لاعبين رائعين، محمد صلاح عندما كان في المقاولون، لاعبون رائعون مثل أحمد شعبان ومحمد شعبان ووليد سليمان وأسامة حسن وأحمد عبد الظاهر، لكن هؤلاء اللاعبون كانوا بعيدين عن أعين المنتخب لأنهم ليسوا في الأهلي أو الزمالك".
"أردنا وضع طريقة أو مسطرة لتقييم أداء اللاعبين وأن يراها كل الناس. لا أحد في عقله الطبيعي سيستوعب انضمام أبو تريكة للمنتخب في عمر الـ26 بمجرد انتقاله للأهلي بينما كان يقدم أداء رائعا في الترسانة، نفس الأمر بالنسبة لطارق حامد مثلا، من هنا أتت فكرة تأسيس كوراستاتس".
طريقة الوصول للأرقام
"لكي تٌنشر إحصائيات أي مباراة بشكل عام، وإحصائيات اللاعبين في تلك المباراة، تمر تلك المعلومات في منظومة عمل عنيفة للغاية".
"كل مباراة تضم من 1800 لـ2400 نقطة بيانات يقوم بجمعها اثنين من محللي الأداء عبر أدوات قمنا ببرمجتها بأنفسنا، ويحتاج محلل الأداء من 4 لـ6 أسابيع من التدريب على تلك الأدوات قبل استعمالها".
"بعد جمع نقاط البيانات، تمر عبر اختبار جودة يراجع كل لعبة في المباراة، بالدقيقة والثانية، ومكان اللعبة نفسها، لتخرج كل نقطة بيانات بدقة 100%".
"بعدها، تدخل تلك النقاط على معامل منهجي يترجم تلك النقاط إلى الأرقام التي يتم نشرها للإعلام أو الفرق المشتركة في خدمتنا".
"ذلك الشرح مقعد بعض الشيء؟ حسنا، مثلا، حارس المرمى عند نقطة الجزاء، مرر الكرة لقلب الدفاع عند قوس منطقة الجزاء، ثم قام قلب الدفاع بتمرير الكرة للاعب الوسط المدافع في دائرة وسط الملعب، ثم تحرك لاعب الوسط ياردتين ومرر للجناح قرب خط التماس، الجناح مر من لاعب ومرر للمهاجم كرة عرضية وضعها المهاجم برأسه من داخل منطقة الجزاء فوق العارضة. محلل الأداء يدخل تلك المعلومات بتوقيتها وبمكان اللعبة (تمرير – حركة – استلام)، نقدر من خلال تلك البيانات تحديد شكل الهجمة ورسمها، وترجمتها لأرقام وإحصائيات".
"أتمنى أن يصبح لدى كل ناد إدارة صغيرة تعمل على الكشف عن المواهب وتحليل الأداء، حتى لا تقوم بضم اللاعبين بالفيديو. يجب أن يتم مراقبة اللاعب من خلال أدائه وأرقامه وعمله التكتيكي وجاهزيته العقلية والنفسية حتى لا تُصدم بمشاكل لاعب بعد أن تضمه".
"نحن متعاقدون مع 10 من الـ18 ناد في الدوري الممتاز، وأندية خارجية مثل الوحدة السعودي وتينجيوث في السنغال".
"نمنح الأندية خدمات مثل تحليل الأداء بشكل مباشر خلال المباراة لاتخاذ القرارات خلال المباراة، أو تقديم تقرير عن الفريق بعد المباراة، أو تقرير عن المنافس قبل المباراة، بالشكل الذي يناسب كل مدرب سواء كان مكتوبا أو بالفيديو على سبيل المثال".
"كذلك في فترات الانتقالات، يُطلب مننا تقارير عن اللاعبين، ومقارنات بين لاعبي الفريق والصفقات المحتملة".
"كل مدرب له أولويات، مثلا طلعت يوسف يهتم كثيرا بتحليل فريقه بعد كل مباراة. إيهاب جلال رجل استثنائي ويعمل بشكل مباشر مع الإحصائيات خلال المباراة وبين الشوطين، هناك مدربين يهتمون أكثر بتحليل المنافس المقبل، كل مدرب له طريقة عمل وتحضير مختلفة".
"إبان فترته في المنتخب، تعاقد معنا هاني رمزي من جيبه الخاص، ونعمل مع مدربين كثر آخرين مثل عماد النحاس وطارق يحيى في أوقات سابقة، وأيمن المزين".
"أول مدرب تعاملنا معه في مصر في عام 2014 كان جايمي باتشيكو في الزمالك، وبعده هاني رمزي في إنبي وإيهاب جلال في المقاصة، هنا وجدنا أننا نحتاج لوجود كوادر داخل كل جهاز تترجم تلك الإحصائيات والمعلومات للمدربين، لأن الأجهزة الفنية في مصر عدد أفرادها قليل ومن الصعب وضع كل عبء العمل على المدير الفني، فافتتحنا أكاديمية كورا ستاتس لتدريب محللين الأداء وترشيحهم للأجهزة، وبالفعل لدينا 4 أو 5 محللين أداء في الدوري الآن".
"خطتنا في المستقبل هي أن نتحول لمركز للكشف عن المواهب في إفريقيا. هذا العام قمنا بتغطية الدوري السنغالي والغاني ووجدنا لاعبين هائلين وأسعارهم قليلة مقارنة باللاعبين الذين تقوم الأندية المصرية باستقدامهم".
"تلك الفكرة تعني بفتح أبواب جديدة للأندية الذين يعملون معنا".