كتب : إسلام أحمد
عمرو زكي يتأخر مجددا.
ليس فقط متأخرا قليلا. تأخر حوالي أسبوع. ما يكفي لجعلك يائسا.
موقع "theathletic" نشر موضوعا عن تجربة عمرو زكي والصعود السريع وما تبعه بقميص ويجان في موسم 2008-2009، بعنوان: عمرو زكي: البلدوزر المصري الذي حطم العالم في 5 أشهر.
بعد نهاية التوقف الدولي، لم تكن مصر بحاجة له لمواجهة جيبوتي في تصفيات كأس العالم، كان من المتوقع أن يقضى بضعة أيام مع عائلته قبل العودة لإنجلترا لمواجهة ليفربول يوم السبت.
ظهر زكي يوم الجمعة قبل 24 ساعة فقط من المباراة، اتصل ستيف بروس المدير الفني له لكن إجابة عمرو زكي جعلته يشتاط غضبا.
"عمرو زكي بحاجة للقليل من أشعة الشمس".
بروس أخبر عمرو أنه خارج حساباته من المباراة لكن الإصابات أجبرته على إشراكه في المباراة.
مع خروج اللاعبين من أرضية الملعب بين الشوطين، كان عمرو زكي قد سجل هدفين منها هدف تاريخي في شباك الريدز بركلة مقصية.
وقال له عمرو أثناء خروجه بين الشوطين "كنت بحاجة لعطلة".
أحد زملائه في الفريق قال عنه "لقد قادنا للجنون".
عمرو زكي بدأ بداية سريعة وممتعة لكنه اختفى سريعا مثل الدخان.
لا يزال بإمكان كريس كيركلاند يتذكر يوم وصول زكي إلى ويجان قائلا: "لم نسمع شيئا عنه مسبقا، بعد أول حصتين تدريبيتين، لم نكن متأكدين منه لنكون صادقين".
"من الناحية الفنية، لم يكن الأفضل. لم يبدأ بأفضل طريقة".
--
ستيف بروس كان مقتنعا بأنه وجد جوهرة بعدما تابع زكي منذ بداية عام 2008، بعد نصيحة من ويس سوندرز، مدافع نيوكاسل السابق الذي كان يعمل في مصر في ذلك الوقت.
أخبر سوندرز بروس عن مهاجم "تم بناؤه مثل أدونيس (إله إغريقي كان يصور كشاب رائع الجمال) ويمكنه الركض طوال اليوم".
سافر بروس لمشاهدة مباراة نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية 2008 ضد كوت ديفوار والتي سجل فيها عمرو هدفين، ثم مباراة للزمالك وسجل زكي خلالها.
سافر جون بنسون رئيس الكشافين للمدير الفني إلى القاهرة لمتابعة نهائي كأس مصر لإبرام الصفقة.
يتذكر سوندرز: "كانت المبارة مملة لكن زكي سجل هدفا عالميا من العدم، جون نظر إلي وقال سوف يفعل هذا من أجلي".
بروس أشار إلى المعدل القياسي تهديفيا لعمرو زكي مع المنتخب بتسجيله 27 هدفا في 48 مباراة.
يضحك زميله السابق بول شارنر: "لن أقوم بدمج كلمة تكتيك مع اسمه لكنه كان تنافسيا، كانت لديه قوة إرادة كبيرة ويقاتل حتى النهاية. خلق المساحات وسجل الأهداف. هذا ما تريده عندما توقع مع مهاجم".
وصفه بروس بـ "عودة للمهاجم القديم" إذ يقول إيمرسون بويس لاعب ويجان السابق: "كان عمرو يعرف نقاط قوته، ضخم كان من الصعب للغاية الالتفاف حوله. كان سيوقفك. لم يكن تحكمه بالكرة الأفضل، لكنه كان لاعبا غريزيا. لقد سجل الكثير من أهدافه دون تفكير. لقد أتت بشكل طبيعي".
سجل زكي في الجولة الأولى أمام وست هام، ثم هدفا في شباك نوتس كاونتي بالكأس الرابطة، وثنائية أمام هال سيتي، وهدف تعادل متأخر أمام سندرلاند.
ديف ويلان مالك النادي شبّه عمرو زكي بـ آلان شيرر قائلا: "لديه نفس الثقة عندما يحصل على الكرة، في بعض الأحيان لا يوجد خطر، ولكن بعد ذلك تجد الكرة في الشبكة".
وصل جنون جماهير الفريق لأقصى حد، حتى أنهم حصلوا على قمصانه من المتاجر في كما ترك الأطفال يقومون بـ "تحنيطه" بورق المرحاض، وهو ما يبدو غريبا لكن رائعا.
لكن في النادي كان هناك استياء من أسلوب اللاعب وبدء حدوث مشاكل.
يعترف كيركلاند: "لقد أزعجنا، أعتقد أنه عاد متأخرا 8 أو 9 أيام في أحد المرات، كان الأمر مضحكا في البداية لكنه استمر في فعل ذلك. لم تكن عقلية محترفة ولم تتناسب مع اللاعبين".
"كان يتأخر عن التدريب أيضا. وأنت خارج الملعب تراه في موقف السيارات، يقفز من سيارته ويحاول التغيير بأسرع ما يمكن".
"عندما حاول التخلص من الغرامات، كان يتظاهر أنه لا يستطيع فهمك. كان الأمر كما لو كنت تقول كلام فارغ".
"لكنها لم تكن حركة خبيثة. ستحاول الشرح له وسوف ينتهي بك الأمر إلى الضحك".
بينما قال ساندرز: "اعتاد أن يقول لستيف أنك مثل أبي، فكان لا يسعك إلا أن تبتسم من داخلك".
--
مع نهاية العام سجل زكي 10 أهداف في الدوري الإنجليزي وبدأ اهتمام من تشيلسي وليفربول وريال مدريد، وفي مقابلة تلفزيونية مع التلفزيون المصري قال زكي أن ممدوح عباس رئيس النادي أراد بيعه مقابل 250 مليون جنيه إسترليني وأنه أفضل من ليونيل ميسي.
يقول بروس بعدما فشل زكي في التسجيل خلال 13 مباراة في 2009: "ارتبط اسمه بريال مدريد وبرشلونة، وأعتقد حقا أنه فكر في ذلك".
بينما يوافقه سوندرز الرأي ويقول إن زكي تلقى نصيحة سيئة مواصلا "كان زكي رجلا عظيما عندما كان بمفرده، كان من دواعي سروري أن أكون بالقرب منه. لكنه أحضر اثنين من الأصدقاء للبقاء معه، كان يسجل الأهداف وكانوا يقولون له لا يجب أن تكون هنا. يجب أن تكون في نادٍ أكبر".
وأضاف "تغير موقفه قليلا. اعتاد أن يكون اسما كبيرا في مصر. إذا كان لديه العقلية الصحيحة والأشخاص المناسبين من حوله، لكان بإمكانه أن يواصل ويقدم المزيد".
بينما يقول بويس أن قدوم ميدو آثر على زكي في يناير "عندما دخل ميدو، بدأ كل شيء يتغير، لقد كانت منافسة مباشرة ولعبوا لنفس المنتخب، كان ميدو يحضر في الوقت المحدد وزكي على العكس، كان من الواضح أن هناك خطأ ما. كان يناضل من أجل الثقة والأهداف والانضباط. لا أعرف ما حدث في شخصيته، لكنني اعتقدت أنه بدأ يتقلص في نفسه".
في أبريل فاض الكيل بستيف بروس وهاجم لاعبه "لقد شعرت أن الوقت قد حان لأن نعلن علنا عن الكابوس الذي تعاملنا معه، طوال مسيرتي لم أعمل أبدا مع شخص غير محترف".
"إنه يتحدى حقا اعتقاد اللاعب الذي يقضى فترة إعارة ويحاول أن يكسب لنفسه عقدا طويل الأجل".
"أظهر سلوك زكي عدم احترام تام للنادي الذي يدفع له أجرا جيدا للغاية والمشجعين الذين يتغنون باسمه من المدرجات، حان الوقت ليعرفوا حقيقة الرجل. أشعر بالإحباط، شخصيا ومهنيا".
بعد 6 أسابيع غادر زكي الفريق، ليصبح مثل رواية "الدكتور جيكل والسيد هايد" (تتناول الصراع بين الخير والشر للإنسان)، وحتى مع عودته مرة أخرى للدوري الإنجليزي مع هال سيتي في 2010 لم يعد اللاعب الذي يتذكره الجميع.
وأتم بروس: "لقد كان بالتأكيد أحد شخصيات الحياة" بنبرة توحي بأنه لن يكرر التجربة في أي وقت قريب.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
طالع أيضا
هل تعرف من هو خليفة أبو تريكة الذي انضم لـ الأهلي بمكالمة غير متوقعة؟
إصابات بالجملة في بيشكتاش بفيروس كورونا
حلقة جديدة مع "تاريخ الأهلي" في كرة السلة