كتب : فادي أشرف
لاعبون ومدربون وحكام وإداريون، كلهم داخل الملعب يتنافسون لتحقيق البطولات، لكن من دون ضيوفنا في سلسلة صُناع كرة القدم، لن تكون اللعبة بالشكل الذي نشاهده في وقتنا الحالي.
هم من قد يطلق عليهم معلقنا الكبير ميمي الشربيني "أصحاب البدل الشيك في كرة القدم"، رجال الصناعة التي يتعلق بها قلوب الملايين، وتدر أيضا الملايين من ناحية الإيرادات والمكاسب.
ضيف FilGoal.com في هذه الحلقة، صار بين ليلة وضحاها أحد أهم محاور صناعة كرة القدم، وآمال عودة النشاط الكروي في ظل جائحة كورونا، هو رئيس اللجنة الطبية في اتحاد الكرة، محمد سلطان.
كل ما يلي على لسان محمد سلطان، الذي يشرح لنا كيفية الاستعداد لفكرة عودة النشاط الكروي في ظل الوباء الذي أصاب أكثر من 8 آلاف شخص في مصر، ويقترب من حاجز الـ4 مليون إصابة عالميا..
"كنت عضوا في اللجنة الطبية لأمم إفريقيا في أنجولا عام 2010، وخلال كأس العالم للشباب 2009 والبطولة العربية عام 2007".
"كما كنت رئيسا للجنة الطبية في كأس أمم إفريقيا 2019، دورنا كان توفير الإجراءات الطبية اللازمة لإقامة البطولة. المسؤولية الأولى كانت تنفيذ الاشتراطات الطبية لـ فيفا وكاف، وضع خطة لتأمين البطولة صحيا. هذا يتضمن عوامل كثيرة مثل عيادات الملاعب والإسعاف، والمستشفيات القريبة من الملاعب، وإجراء الفحص اللازم لكل اللاعبين قبل البطولة، وكذلك تجهيز غرف تحليل المنشطات، وتأمين الفرق طبيا في فنادق الإقامة ووفود كاف وفيفا".
"بعد عملنا في البطولة، وكذلك بطولة كأس أمم إفريقيا تحت 23 عاما، عرض علينا مسؤولو اتحاد الكرة إنشاء اللجنة الطبية في اتحاد الكرة، ووافقت لأنها خدمة وطنية، كل ذلك كان قبل ظهور وباء كورونا".
"أولا، علينا الاتفاق على شيء واضح. عودة الدوري قرار دولة، وقرار السلطات الصحية فيها. نحن نعمل على هذا الأساس ونتبع سلطات الدولة".
"دورنا كأطباء هو وضع الإجراءات التي تمنع انتقال الفيروس، وأن يكون لدينا خطة لو أصيب أحد العناصر. الرياضي مثله مثل أي مواطن، الدولة لديها خطة في حالة إصابة أي مواطن وخطة لإدارة التجمعات".
دراسة تقييم المخاطر
"في هذا الوضع، يجب أن نضع دراسة لتقييم المخاطر وهو ما حدث. تلك الدراسة تعتمد على جزئيتين، الأولى هي التقليل من طرق انتشار المرض، والثانية هي إجراءاتنا لمواجهة المرض لو حدثت أي إصابة".
"دعني أضع مثالا، لك أن تتخيل مصنع مواد غذائية، ومصنع أدوية، وشركة بترول. كل مكان له دراسة تقييم مخاطر منفصلة. علينا أن نسأل ما هي أنشطة كل شركة أو مصنع، وأماكن مزاولة ذلك النشاط إن كان في قاعات مغلقة أو في مكان مفتوح، وتأثير ذلك النشاط على التنفس الشخصي، وقرب المنشأة من بؤرة إصابة أو مكان به نسبة عدوى عالية. في كل مكان، علينا إجراء تلك الدراسة حتى في منازلنا الخاصة".
"الأمر ذاته يتم بالنسبة لكل رياضة، وكل رياضة على حدة. مثلا، دراسة تقييم المخاطر لكرة القدم التي تلعب في مساحة مفتوحة، مختلفة عن كرة السلة التي تلعب في صالة مغلقة".
"قمنا بتلك الدراسة بالنسبة لكرة القدم، ووجدنا إنها تقام في مساحة مفتوحة والمسافات بين اللاعبين مقبولة، فتقييمها منخفض من ناحية المخاطر".
"كل المشاركين في النشاط الكروي، كل العناصر، سيخضعون للتحاليل الأولية. المصاب سيظهر في نتائج تحليله انخفاض في كرات الدم البيضاء أو معدل التهاب عال، هنا سيكون لدينا شك في وجود إصابة، فنستكمل بقية الإجراءات، أما إذا كانت نتائج ذلك التحاليل سلبية، فيمكن لذلك الشخص المشاركة بشكل طبيعي".
"من وجهة النظر الطبية، ووجهة النظر الطبية فقط لا غير، لدينا القدرة على عودة النشاط. مصر دولة كبيرة ولديها إمكانيات طبية ضخمة، لكن لابد أن يكون القرار من الدولة".
"نخطط ألا يتواجد أكثر من 100 شخص في الملعب. كلما قللت الأعداد تقل المخاطر".
هل تسبب الاحتكاكات الطبيعية في لعبة كرة القدم العدوى؟
"هذه احتمالية ضئيلة. كما قلت، لا يمكن تقليل المخاطر للصفر لكن يمكن تقليلها بشكل كبير. لا داع للاحتفالات بالأحضان والقبلات بين اللاعبين، لكن الاحتكاكات الطبيعية أثناء اللعب مخاطرها قليلة للغاية".
"لابد أن نقوم حاليا من خلال الأجهزة الطبية للأندية بفحوصات طبية مستمرة للاعبين، اللاعب المصاب بنزلة برد أو سخونية لا داع لوجوده في الملعب من الأساس. نناقش الأجهزة الطبية دوريا وكل هذه الأمور قابلة للتنفيذ، ولدينا خطة كاملة بالإجراءات اللازمة لعودة النشاط في انتظار قرار الدولة".