في الأدغال - محاولة غاندي للقضاء على التمييز العنصري في جنوب إفريقيا بكرة القدم
الأربعاء، 06 مايو 2020 - 23:56
كتب : محمد عبد العظيم
في عام 1883 وصل المحامي الهندي المهاتما غاندي إلى جنوب إفريقيا للعمل في إحدى القضايا الخاصة بشركة هندية في جنوب إفريقيا بعد أن أكمل دراسته في بريطانيا.
وصول غاندي إلى جنوب إفريقيا كان بداية لوضع أسس الحرية والحرب ضد التمييز العنصري في البلاد.
أعُجب غاندي بالحياة في جنوب إفريقيا واتخذ الرياضة كوسيلة في محاولاته للقضاء على التمييز العنصري بين اصحاب البشرة البيضاء والسمراء في جنوب إفريقيا فكانت محاولات غاندي هى بداية الطريق الذي سلكه بعد ذلك الزعيم نيلسون مانديلا في صراعه للقضاء على الفصل العنصري. (طالع التفاصيل)
كانت رياضة الكريكت وركوب الدرجات هى الأكثر انتشارا في جنوب إفريقيا خلال تلك الفترة لكن كانت مقتصرة على الطبقة الغنية في الشعب ولم تكن كرة القدم واسعة الانتشار في البلاد.
حاول غاندي استخدام كرة القدم للتقريب بين الفئات المختلفة في الشعب الجنوب إفريقي بعد أن لاحظ قدرة كرة القدم على التقارب بين الجميع خلال متابعته لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي حين كان يدرس المحاماة في بريطانيا.
" كان لغاندي هدف نبيل من كرة القدم حيث كان يرى أن العمل الجماعي أقوى من العمل الفردي وهذا ما لفت نظره في كرة القدم، لقد وضع أسس استخدام الرياضة في حرية الشعوب ومهد لإنشاء اتحادات كرة قدم وطنية في إفريقيا بعد ذلك كانت فكرة كرة القدم عند غاندي وسيلة لإيجاد السلام النفسي والتقارب بين الشعوب ".
هكذا تحدث بوبلان جوفينداسامي رئيس الاتحاد الجنوب إفريقي السابق لموقع فيفا.
تأسيس ثلاثة اندية كرة قدم في جنوب إفريقيا
أسس غاندي منظمة حقوقية في جنوب إفريقيا مع رفقاء له تحمل اسم Passive Resisters والتي تعني " المقاومة السلبية " أي الخالية من أعمال العنف وكان الهدف منها هو مواجهة التمييز العنصري ومواجهة جميع أشكال العنصرية دون اللجوء لأعمال تخريبة في جنوب إفريقيا.
لذلك شرعت المنظمة في تأسيس ثلاثة أندية كرة قدم في بريتوريا وجوهانسبرج ودربان وجميعهم تحت مسمى واحد " Passive Resisters Soccer Club " من أجل التقارب بين الفئات المختلفة في الشعب الجنوب إفريقي.
صورة لإحدى الفرق مع أعضاء المنظمة
رييكا نايدو مؤرخه جنوب إفريقية وابنه جي أر نايدو أحد رفاق غاندي ذكرت في كتابها عن تأسيس المهاتما غاندي لأندية كرة القدم في جنوب إفريقيا :
"لم تكن كرة القدم في ذلك الفترة واسعة الانتشار لذلك بدأ مهاتما غاندي في الاستفادة من كرة القدم في نشر أفكاره قام بتأسيس الأندية الثلاثة ولم يكن هناك خلال تلك الفترة بطولات أو مسابقات كانوا يلعبون مباريات ودية فقط، لم يكن غاندي لاعبا أو مدربا في تلك الأندية فقط كان يستخدمها في نشر أفكاره عن طريق الخطابات التي كان يقوم بإلقاءها على الجماهير لبث الحماس داخلهم ضد التمييز العنصري".
بدأ المهاتما غاندي في مساعدة الأندية في بناء مقرات وملاعب خاصة بهم عن طريق الاستفادة من رجال الأعمال المناصرين لأفكاره كذلك ساهم في زيادة شعبية لعبة الكريكت بين عامة الشعب بعد أن كانت مقتصرة على الأغنياء فـساهم في بناء ملاعب للعبة الكريكيت في بعض المدن في جنوب إفريقيا.
استخدام غاندي لكرة القدم في جنوب إفريقيا كوسيلة للقضاء على العنصرية ظهر بشكل قوي في حادثة إلقاء القبض على 100 مقاوم من أعضاء المنظمة في عام 1899 خلال مظاهرة شعبية ضد التمييز العنصري حينها قامت منظمة Passive Resisters بتنظيم عدة مباريات بهدف التنديد ضد القبض على بعض من رفقائهم كذلك لجمع الأموال مقابل خروجهم من السجون.
استمر غاندي في استخدامه لكرة القدم حتى عام 1903 عندما قرر تأسيس أول اتحاد لعبة لكرة القدم في جنوب إفريقيا والتحول من لعب مباريات ودية للعب مباريات رسمية في بطولات.
تأسيس الاتحاد الجنوب الإفريقي الهندوسي لكرة القدم
هو أول منظمة رياضية في جنوب إفريقيا تكون تحت إدارة اصحاب البشرة السمراء وتأسس عام 1903.
حمل الإتحاد الجنوب الإفريقي الهندوسي هذا الاسم لأن فكرته مستحواه من الاتحاد الهندي لكرة القدم الذي تم تأسيسه عام 1896 من خلال بعض أصدقاء غاندي الذين نقلوا له فكرة أن يكون هناك اتحاد ينظم لعبة كرة القدم في البلاد وكان مقره مقاطعة فينيكس التي اتخذها غاندي مقرا لاجتماعاته مع افراد المقاومة ومكان لإلقاء خطاباته.
صورة لغاندي مع اعضاء الاتحاد
تنظيم أول بطولة مجمعة
في عام 1910 تم إلقاء القبض على بعض أفراد المنظمات الحقوقية في جنوب إفريقيا في مظاهرة ضد الاحتلال البريطاني ليكرر غاندي ما فعله عام 1899 وقام بأول بطولة مجمعة لكرة القدم في جنوب إفريقيا من أجل الاستفادة من العوائد المادية من المباريات للمساهمة في دفع الأموال مقابل خروج من تم القبض عليه من السجن لتنجح المهمة ويتم الإفراج عن الجميع ثم بعد ذلك نجحت المظاهرات في خروج الاستعمار البريطاني من جنوب إفريقيا مع نهاية عام 1910.
رحيل غاندي واختفاء أندية وظهور أخرى
مع رحيل غاندي من جنوب إفريقيا عام 1914 عائدا إلى بلاده الهند، بدأت الأندية الثلاثة التي أسسها في المعاناة من أزمات الديون والضرائب التي بدأت تفرضها الحكومة في جنوب إفريقيا في محاولة لإخماد المطالب ضد التمييز العنصري ليتم إغلاق تلك الأندية وتحول مقر اتحاد الكرة الجنوب إفريقي الهندوسي في مقاطعة فينيكس إلى متحف يحتوي بدايات كرة القدم في جنوب إفريقيا والصراع ضد التمييز العنصري.
لكن لم تكن تلك النهاية حيث في عام 1928 تم تأسيس نادي Moonlighters عن طريق ثلاثة عمال هنود كانوا أعضاء في منظمة غاندي الحقوقية كذلك تم تأسيس نادي مانينج رينجرز عن طريق أحد أعضاء المنظمة في مدينة دربان واستمر نادي مانينج رينجزر وكان أول ناد جنوب إفريقي يحصل على رخصة النادي الاحترافي في فترة الستينيات كذلك توج بأول دوري لحترافي في جنوب إفريقيا عام 1996 لكن في عام 2006 أعلن النادي إفلاسه بسبب تراكم الديون وهبط للدرجة الرابعة وقامت مجموعة فيدينتا بشرائه وتم تغيير اسم النادي لـ فيدينتا رينجرز كذلك قامت الشركة بنقل مقر النادي إلى مدينة كيب تاون.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغط هــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغط هــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالمية اضغط هنا
طالع أيضا:
اختفوا في ظروف غامضة - أحمد جلال
صفقات سقطت سهوا - دينلسون.. حينما تنام في برشلونة وتستيقظ في بيتيس
تقرير: الدوري الألماني لن يعود 15 مايو.. هذا أبكر موعد مقترح للاستئناف
فيديو في الجول – ماذا يعني "الكرة في مربع 7"؟
جيجز يعترف بفشله في تقليد ما فعله كلوب مع صلاح وماني
مقولات خالدة لـ صالح سليم: سيقولون عني زملكاوي.. ولا أساوي شيئا بدون الأهلي