فريقي المفضل - حينما تحتفل دولة بأكملها بحفل زفافك

في بعض الفترات وفي أحد المواسم يقدم فريق ما أداء يجعلك تتعاطف معه، تظل دوما تذكرهم بما قدموه في ذلك الموسم، كرة جميلة ومواهب عديدة وأسماء تظل عالقة في ذهنك.

كتب : إسلام مجدي

الجمعة، 01 مايو 2020 - 12:54
اليونان

في بعض الفترات وفي أحد المواسم يقدم فريق ما أداء يجعلك تتعاطف معه، تظل دوما تذكرهم بما قدموه في ذلك الموسم، كرة جميلة ومواهب عديدة وأسماء تظل عالقة في ذهنك.

بعض تلك المواهب يتجه للعب مع أندية أكبر يتفرقون في عدة أندية، ومع الوقت قد ننسى أنهم لعبوا سويا في فريق واحد وموسم واحد.

FilGoal.com يذكركم من خلال السلسلة التالية ببعض الفرق التي قدمت أداء رائعا واحتوت على عدد من الأسماء التي أصبحت نجوما وربما أبطالا وقادة مع فرقهم المستقبلية.

كريستينا، خطيبة تاكيس فيساس لاعب منتخب اليونان، كانت قلقة للغاية من أن التاريخ الذي حدداه لإقامة عرسهما يوم 9 يوليو قد لا يكون مناسبا.

الحفل سيقام على شاطئ فولياجميني، على بعد 15 ميلا من أثينا، في تلك الفترة كان الثنائي يعيش في لشبونة لكنهما أرادا الزواج في اليونان وطنه، محاط بـ300 من الأصدقاء والعائلة.

بطولة يورو سنتهتي قبل أيام قليلة من حفل الزفاف، النهائي كان مقررا يوم 4 يوليو، وزملاء فيساس في منتخب اليونان مدعوون للحفل، لكن ماذا لو خبأ القدر أمرا مختلفا؟

فيساس قام بكل شيء ليؤكد لخطيبته أن الحضور للزفاف لن يكون مشكلة، سيكون هناك العديد من الوقت قبل يوم 9 يوليو.

"لا تقلقي، سأتواجد في المنزل قبل بداية يوليو حتى، سأشاهد نصف النهائي والنهائي مع الأصدقاء، سنتناول القليل من البيتزا، وبعدها يمكننا أن نحظى باحتفالنا الخاص، الجميع سيتواجد". – فيساس لخطيبته.

لكنه لم يكن محقا، فيساس عاد إلى اليونان يوم 5 يوليو، لم يكن لديه أي وقت لمشاهدة نصف النهائي والنهائي مع أصدقائه لأنه شارك فيهما، ولم يكن لديه أكثر من أسبوع للاستعداد لهذا الزواج كما قال لكريستينا.

لم يكن تاكيس وكريستينا فقط من يحتفلان في اليونان ذلك الصيف، الدولة كلها كانت تشغل الشوارع تحتفل وهي غير مصدقة لما حدث بنشوة كبيرة.

ربما انتقد معظم العالم اليونان، بسبب الأسلوب "الممل" الذي لعبوا به، لكن لم يتوقع أحد أبدا أن يصل لاعبو اليونان إلى هذا الحد. تعاطف معهم محبي المستضعفين في عالم كرة القدم.

اليونان فازت ببطولة يورو 2004

واحدة من القصص الغريبة في عالم كرة القدم، بمشاركة البرتغال وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا والسويد والدنمارك وإيطاليا وهولندا وألمانيا، وأجيال من المخضرمين والنجوم في عالم كرة القدم، فعلتها اليونان.

لكن كيف بدأ الأمر؟

أوتو ريهاجل تسلم تدريب المنتخب في 2001، وخلال ذلك العام، سافرت اليونان إلى إنجلترا لمواجهة المنتخب الإنجليزي على ملعب أولد ترافورد في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.

نتذكر جميعا تلك المباراة أليس كذلك؟ هدف ديفيد بيكام الرائع من ركلة حرة ثابتة حسمت التعادل لكتيبة سفين جوران إريكسون للتأهل إلى كأس العالم 2002.

ريهاجل اعتمد تلك المباراة كبداية رحلته المثيرة للغاية مع اليونان، خاصة وأنها كانت الثانية في عهده كمدرب للمنتخب.

آخر مشاركة لليونان في بطولة يورو كانت في 1980، وتأهل المنتخب إلى كأس العالم 1994 لكنه لم يفز بأي مباراة في الولايات المتحدة الأمريكية، لم يفز المنتخب بأي مباراة في بطولة كبيرة، ولم يسجل حتى هدفا.

المدرب الذكي ريهاجل استعمل مباراة إنجلترا كدلالة كافية للإثبات للاعبيه وجماهيره أنه يفعل شيئا مع المنتخب، في حين أن تلك كانت البداية.

ريهاجل اجتمع مع لاعبيه بعد المباراة وشدد على أن المنتخب يجب أن يكون في المقام الأول قبل أي شيء.

في التصفيات المؤهلة ليورو 2004، تأثير ريهاجل كان ممتازا، اليونان لم تخسر في 15 مباراة، فازت في إسبانيا، وحجزوا مكانا في البرتغال وكونوا فيما بينهم روحا قتالية رائعة.

لم تمتلك اليونان قائمة كبيرة تسمح لريهاجل أن يُجرب خلال التصفيات، لم يكن هناك وفرة من النجوم للاختيار بينهم، فقط 20 لاعبا أو أكثر دائما يتواجدون في القائمة، لتتطور علاقتهم سويا ويصبحون أكثر من عائلة.

"كنا نتواجد سويا دائما، كنا مترابطين ومتوحدين". -فاسيليس تسيارتاس.

المستوى الجيد في التصفيات لم يقد المنتخب أو ريهاجل للتفكير في أبعد من ذلك، التفكير كان في تقديم بطولة جيدة، التواجد في يورو 2004 بدا كافيا بالنسبة لهم، بعد عدد من مرات الفشل في التأهل.

"هدفنا في البداية كان الفوز بمباراة، فقط مباراة واحدة، كان أمرا لم يفعله منتخبنا في أي بطولة كبيرة، حتى المنتخب الذي شارك في كأس العالم، لم يفز ضد أي منتخب".

"الفوز في مباراة واحدة كان سيبصح نجاحا بالنسبة لنا". – تسيارتاس.

لم ينم أي من لاعبي منتخب اليونان بعد خوض المباراة الافتتاحية، ضخ الأدرينالين ومشاهدة المباراة مجددا للتأكد من أن ذلك حدث فعلا.

اليونان كانت ضمن مجموعة ضمت البرتغال المستضيف وإسبانيا وروسيا.

المباراة الافتتاحية للبطولة كانت البرتغال ضد اليونان.

اليونان فازت بنتيجة 2-1، الهدفان كانا بتوقيع جيورجيوس كاراجونيس وأنجيلوس باسيناس، وسجل كريستيانو رونالدو هدف البرتغال في الدقيقة 93.

ذلك الفوز كان أشبه بتأكيد تام على أن اليونان بإمكانها أن تحلم، ليس بالفوز بالبطولة، لكن بفوز جديد ثان.

حقق اللاعبون هدفهم وكتبوا اسمهم في التاريخ، فازوا بمباراة في بطولة كبيرة.

المباراة التالية كانت ضد إسبانيا، ورغم تقدم فيرناندو موريينتس بهدف إلا أن أنجيلوس خاريستياس سجل هدف التعادل ليبدأ اسمه في الظهور أكثر خلال البطولة.

اليونان كانت ستضمن التأهل إن نجحت في الفوز أو التعادل مع روسيا التي لم تكن قد حصدت أي نقاط، لكن بعد 17 دقيقة من اللقاء تأخرا بهدفين، ولم يتمكنوا قط من العودة رغم تسجيل زيسيس فريزاس لهدف تقليص الفارق.

لم يكن الأمر هاما، لأن البرتغال نجحت في الفوز ضد إسبانيا لتصعد كأول مجموعة في حين أن اليونان صعدت ثانيا.

"منتخب فرنسا الذي ضم زين الدين زيدان وتيري هنري وروبرت بيريز وليليان تورام وليزارازو، هذا من سنواجهه". فيساس.

بعد اجتماع مع اللاعبين، وإصرار كبير، قرر ريهاجل أن يغير طريقة لعبه، ليقوم جيوركاس سيتريدس بمراقبة تيري هنري لاعب للاعب، في حين أن بقية المنتخب لعب دفاع منطقة.

اليونان فازت ضد فرنسا بنتيجة 1-0، منذ ذلك الحين، بدأ اللاعبون ومدربهم أن بإمكانهم تحقيق شيء خاص جدا.

على الجانب الآخر، التشيك قدمت أداء رائعا في البطولة، إذ تصدرت مجموعتها التي ضمت هولندا وألمانيا والنمسا، وفازت بكل أريحية ضد الدنمارك 3-0، وكانت أشبه بالحصان الأسود للبطولة ومحبوبة من الجماهير إما لكاريزما نجومها أمثال توماس روزيسكي ويان كولر وبيتر تشك وميلان باروش وكارل بوبورسكي وبالطبع بافيل نيدفيد.

ميشيل بلاتيني المدير التنفيذي للاتحاد الأوروبي وقتها، تحدث عن خط الهجوم قائلا: "واحدا من أفضل خطوط الهجوم التي رأيتها وأسلوب اللعب خاصتهم جميل للغاية".

لكن اليونان اكتسبت بشكل أو بآخر تعاطف الجماهير، الفريق الذي لم يتوقع منه أحد شيئا وبكتيبة ليست من نجوم الصف الأول في أوروبا أقصت فرنسا وتفوقت على البرتغال في الافتتاحية.

ريهاجل مدرب يلعب بحذر دفاعي شديد، واليونان لم تمتلك ما يكفي من لاعبين لإقناعه بالعدول عن تلك الطريقة الدفاعية التي وجدها مناسبة جدا لتحقيق المفاجآت. لم يكن هناك نجم يمكنك أن تبني من حوله خطتك ما ساهم أكثر في نجاح خطة ريهاجل نفسها.

"لم يكن لدينا زيدان أو سيماو أو كريستيانو رونالدو، كان علينا أن نعمل ونضحي ونعقد العزم ونستخدم روح الأسرة لدينا، وما فعلناه يشبه ما يفعله أتليتكو مدريد حاليا". فيساس.

ضد التشيك لم يترك المنتخب اليوناني أي فرصة لخط هجومه أن يقدم شيئا يذكر، وفي الوقت الإضافي، سجل ترايانوس ديلاس هدف المباراة الوحيد، والأكثر من ذلك كان الهدف الفضي الوحيد في التاريخ، إذ أن يويفا قال وقتها أن الوقت الإضافي سينتهي بعد 15 دقيقة إن لم تعد النتيجة تعادلا، تلك القاعدة استمرت لبطولة وحيدة فقط هي يورو 2004.

بعد تخطي نصف النهائي، بدا الأمر واضحا، لم تعد اليونان تبحث عن انتصار او اثنين، بل عن اللقب نفسه، وريهاجل سار الخطوات بالكامل حتى وصل إلى نهاية الطريق.

قبل عدة أيام من النهائي حاول اللاعبون حل الخلافات الموجودة داخل أسرة اليونان، الحارسان أنطونيوس نيكوبوليديس وكونستانتينوس تشالكياس لا يتحدثان معا منذ بداية البطولة، وأنجيلوس باسيناس لاعب الوسط في خلاف قوي مع الاتحاد اليوناني لكرة القدم بسبب المكافآت، واشتكى عدد من اللاعبين حول تمييز ريهاجل في معاملة بعض اللاعبين.

والأهم أنهم وجدوا أن ريهاجل يعامل ميخاليس كابسيس مدافع المنتخب بشكل أفضل من الجميع، أما تسيارتاس كان غير سعيد بعدم المشاركة في مرحلة المجموعات.

قبل النهائي نسوا كل ذلك، تحدثوا عما حققوه سويا، عن تلك المشاكل وعن فرصتهم في كتابة تاريخ لا يُنسى، كنا نعلم أن ما يحدث قد لا يتكرر أبدا.

مجددا اليونان بشباك نظيفة في البطولة وهدف سجله أنجيلوس خاريستياس، اليونان بطلا لليورو، والاحتفالات تعم أثينا.

بعيدا عن اليونان، وصفت شبكة "إي إس بي إن" يورو 2004، كأسوأ نسخة على الإطلاق في السنوات الأخيرة، انتصار لما يعرف بـ anti-football.

لكن في اليونان؟ لم يقلق أحد حيال ذلك الأمر كان هناك الكثير والكثير من الاحتفالات.

ريهاجل استمر حتى عام 2010 مع اليونان، لكنه لم يتمكن قط من تكرار نصف ذلك الإنجاز، فشل في التأهل لكأس العالم 2006 لكنه تأهل إلى يورو 2008 وحصد أكبر عدد من النقاط أكثر من أي منتخب، لكنه لم يدافع عن اللقب وعوضا عن ذلك خسر كل المباريات وخرج من دور المجموعات.

اليونان نجحت في خطف بطاقة التأهل لكأس العالم 2010 من أوكرانيا، ليصبح ريهاجل واحد من أهم الأشخاص في تاريخ كرة القدم اليونانية، وهو في عمر الـ71، وأصبح أكبر مدرب في تاريخ كأس العالم وقتها متخطيا تشيزاري مالديني في 2002، اليونان خسرت من كوريا الجنوبية وفازت ضد نيجيريا وخسرت من الأرجنتين، حققت انتصارا في كأس العالم لم يحدث من قبل.

رحل ريهاجل بعدما وضع اليونان في مكانة كبيرة ومنحهم فرصة للحلم، لكن بعد 16 عاما من ذلك الإنجاز مازالت اليونان تبحث عن ريهاجل جديد.

"اليونانيون سطروا أنفسهم في تاريخ كرة القدم، إنه أمر رائع، هذه المرة نحن المفاجأة". – ريهاجل.

مصادر:

ESPN

TFT

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا

طالع أيضا

الزمالك: الأهلي وافق على مبادلة أجايي بالشناوي

أمير مرتضى: كارتيرون مستمر لموسم آخر مع الزمالك

أمير مرتضى: منحت كهربا مالا من جيبي الخاص

أمير مرتضى: والدي لم يطلب إشراك لاعب بعينه من قبل

مصيلحي: 13 ناديا لا يريدون استكمال الدوري

في الجول يكشف رد اتحاد الكرة على وزارة الرياضة بشأن 6 شكاوى