في الأدغال - وقائع تزوير أعمار اللاعبين في إفريقيا.. بين العقاب والرشوة

كثير منا يستعجب عندما يرى أجسام لبعض اللاعبين الأفارقة لا تتناسب مع أعمارهم المذكورة ويجول في خاطرنا سؤالا هل قام اللاعب بالتزوير في عمره الحقيقي؟

كتب : محمد عبد العظيم

الخميس، 30 أبريل 2020 - 22:36
حكايات في أدغال إفريقيا

كثير منا يستعجب عندما يرى أجسام لبعض اللاعبين الأفارقة لا تتناسب مع أعمارهم المذكورة ويجول في خاطرنا سؤالا هل قام اللاعب بالتزوير في عمره الحقيقي؟

وقائع كثيرة حدثت في كرة القدم الإفريقية تؤكد أن التزوير أو إعادة التسنين للاعبين حقيقي، فتجد أن لاعب قام بالتزوير في عمره الحقيقي حتى يضمن لنفسه مدة أطول في لعب كرة القدم أو المشاركة مع منتخب بلاده في مرحلة سنية معينة.

وعندما نتحدث عن التسنين في إفريقيا تتذكر سريعا جوزيف مينالا لاعب لاتسيو الإيطالي السابق الذي يبدو للوهلة الأولى أنه يفوق الـ30 عاما لكن حين تم التعاقد معه في أكاديمية النادي لم يكن يكمل عامه الـ20 حينها أو تتذكر تصريح جوزيه مورينيو والذي صرح أثناء تدريبه لتشيلسي أن العمر الحقيقي لمهاجم الفريق الكاميروني صامويل إيتو قد يكون 36 عاما وليس 32.

لذا يصحبكم FilGoal.com لأبرز وقائع التزوير التي حدثت في كرة القدم الإفريقية.

نيجيريا ومعضلة التزوير التاريخية

"جميع لاعبي منتخب نيجيريا كبار في السن أكبر من عمرهم الذي في السجلات، في كأس أمم إفريقيا نجحنا في احتلال المركز الثالث لكن ما حدث خلال البطولة غير طبيعي المنتخب النيجيري لم يستطع مجاراة اللعب ضد منتخب بنين ومنتخب زامبيا كنا مثل رجل عجوز يلعب ضد أحفاده، هل لك أن تفسر لي كيف يعتزل اللاعب النيجيري في سن الـ 40 ويكون جد لأطفال؟".

تصريح لطبيب المنتخب النيجيري كين انجويجي بعد نهاية كأس أمم إفريقيا 2010 مع خروج مزاعم في الإعلام النيجيري على السن الحقيقي لأغلب لاعبي المنتخب.

في عام 1989 أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قرارا بمنع منتخب نيجيريا لجميع الفئات العمرية من المشاركة في أي فعاليات دولية لمدة عامين بعد أن تم اكتشاف واقعة تزوير في اعمار ثلاثة لاعبين في قائمة المنتخب التي شاركت في أولمبياد كوريا الجنوبية صيف 1988.

كانت تلك واقعة التزوير الأولى التم يتم اكتشافها لمنتخب نيجيريا الذي تميز دائما بالقوة في مراحل الفئات السنية الشابة ولكن لم تكن الواقعة الأخيرة.

في كأس العالم 2009 للناشئين تحت 17 عاما والذي استضافته نيجيريا قبل بداية البطولة تم استبعاد لاعبين من قائمة المنتخب النيجيري بعد فحص قامت به اللجنة المنظمة للبطولة التي حققت فيها نيجيريا الميدالية الفضية.

في كأس امم إفريقيا لعام 2013 تحت 17 عاما التي أقيمت بالمغرب وبعد نهاية دور المجموعات تم استبعاد ثلاثة لاعبين من قائمة منتخب نيجيريا في البطولة بعد إخضاع لاعبي جميع المنتخبات للفحص عن أعمارهم.

لم يكن لاعبو نيجيريا فقط هم من تم استبعادهم بل تم استبعاد ايضا ثلاثة لاعبين من منتخب كوت ديفوار وثلاثة لاعبين أيضا من منتخب الكونغو برزافيل.

قرار الاستبعاد لم يؤثر على نيجيريا لأنها تمكنت من التأهل لكأس العالم بالإمارات بعد أن جاءت في المركز الثاني خلف كوت ديفوار.

قبل بداية كأس العالم بالإمارات قرر الاتحاد النيجيري إخضاع جميع اللاعبين دون الـ17 عاما بما فيهم لاعبي المنتخب المشارك في كأس العالم لفحوصات وتم اكتشاف 18 واقعة تزوير في أعمار لاعبي الفرق النيجيرية المختلفة كذلك 6 لاعبين جدد في قائمة المنتخب تم استدعائهم بعد نهاية أمم إفريقيا.

تم تجميد جميع اللاعبين المزورين وشطبهم من سجلات الاتحاد النيجيري ولعبت نيجيريا كأس العالم للشباب وفازت باللقب.

‫جون أونومينا أحد موظفي السفارة البريطانية في نيجيريا تحدث لصحيفة "جارديان" الإنجليزية عن أزمة التزوير قائلا: ‫"الأمر سهل في نيجيريا بسبب ضعف القانون هنا فالمواطن يمكنه الذهاب إلى مكتب الهجرات ويقدم رشوة للموظف تقدر ب 6000 أو 7000 نيرة نيجيرية ويقوم بإصدار له جواز سفر جديد قد يكون باسم جديد أو عُمر جديد أو محل إقامة جديد".

وأضاف ‫"الأمر هذا يدفع اللاعبين للتزوير ولضعف القانون في نيجيريا فالاتحاد النيجيري يفشل في السيطرة على الوضع فقط يعلن استعداده للتصدي لكل أنواع التزوير لكن لا يحدث أي شيء سوى أن يتعرض اللاعب المزور للإيقاف لفترة قصيرة، فلماذا لا يقوم الاتحاد بشكل دوري بعمل فحص على أعمار جميع اللاعبين؟".

12 لاعبا خارج أمم إفريقيا للناشئين 2011

قبل بداية أمم إفريقيا تحت 17 عاما في رواندا عام 2011 أعلن الاتحاد السنغالي استبعاد الثلاثي هيرفي ديديدو وسامبا ديالو وديواندو ديانييه بعد ثبوت أنهم فوق السن الطبيعي للبطولة حيث كان يبلغ الثلاثي 18 عاما.

كذلك أعلنت مالي استبعاد سبعة لاعبين من قائمتها بالبطولة واتبعتها جامبيا باستبعاد لاعبين لنفس السبب.

السجن عقوبة المزورين في بنين

في عام 2018 وخلال التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا دون 17 عاما بتنزانيا بعد المباراة التي جمعت بين منتخبي النيجر وبنين والتي انتهت بتأهل النيجر على حساب بنين خضع جميع لاعبي المنتخبين للفحص عن أعمارهم واتضح أن عشرة من لاعبي المنتخب البنيني قاموا بتزوير أعمارهم وتتراوح اعمارهم الحقيقية بين 20 لـ25 عاما.

تم توجيه تهمة الإحتيال لهؤلاء اللاعبين من جانب محكمة في بنين وتم الحكم عليهم بالسجن لمدة 6 أشهر بالإضافة للجهاز الإداري للمنتخب لكن تم تخفيض العقوبة بعد ذلك لشهر واحد بعد تدخل رئيس الحكومة في بنين.

واقعة التزوير لم تنته حتى بداية البطولة، إذ أنه قبل الانطلاق بأيام قليلة أعلن منتخب غينيا استبعاد الثنائي ابو بكر كونتي وأحمد كيتا بسبب أن عُمر الثنائي الحقيقي هو 19 عاما وقاموا بتزوير جواز السفر الخاص بهما ليكونا مؤهلين للمشاركة مع المنتخب.

وزير الرياضة الكيني وقرار حل جميع المنتخبات الكينية

في عام 2003 أصدر وزير الرياضة الكيني قرارا بحل جميع المنتخبات الكينية بمختلف الفئات العمرية بعد أن تم اكتشاف وجود اثنين من لاعبي المنتخب الكيني تحت 17 عاما قاموا بالتزوير في أعمارهم.

الأمر بدأ خلال تصفيات امم إفريقيا تحت 17 عاما عندما اشتكى لاعبو منتخب غينيا بعد مباراتهم ضد منتخب كينيا من الأجسام القوية التي يمتلكها لاعبي منتخب كينيا ليقوم الاتحاد الإفريقي بإخضاع منتخب كينيا بالكامل لفحص السن لتثبت واقعة التزوير على لاعباي هما ألفريد نجولي وفرانسيس أوتشيانج واللاعبان اعترفا بالتزوير بعد نتائج الفحص.

ألفريد نجولي ذكر أن عمره الحقيقي هو 25 عاما وليس 16 كما هو مذكور في سجلات المنتخب الكيني فيما قال ألفريد نجولي أن عمره الحقيقي هو 23 عاما وليس 17.

قام الاتحاد الإفريقي باستبعاد منتخب كينيا من التصفيات ورفض الاتاحاد الكيني قرار وزير الرياضة بحل جميع المنتخبات الوطنية وطالب بإخضاع جميع اللاعبين الذين يلعبون للمنتخبات الكينية بمختلف الفئات للفحص للكشف عن أعمارهم الحقيقية ومن خلال النتائج تم استبعاد 13 لاعبا من منتخبات الشباب والناشئين بسبب التزوير في أعمارهم الحقيقية.

توبي ميمبوي واختلاف تاريخ الميلاد كل عام

توبي ميمبوي لاعب كاميروني معتزل، قصة توبي مختلفة بعض الشيء قضى مسيرته الكروية في عدة أندية في أمريكا الجنوبية والصين لكن القصة تعود لعدم وجود تاريخ ميلاد ثابت للاعب.

ففي خلال مشاركته مع منتخب الكاميرون في كأس أمم إفريقيا استخدم جواز سفر يفيد بأنه قد ولد يوم 30 يونيو لعام 1964 أي انه كان يبلغ من العمر 32 عاما وفي عام 1997 انضم لنادي جنتشلربيرليجي التركي ووجد أن تاريخ ميلاده في جواز السفر هو 30 يونيو لعام 1974 أي أنه يبلغ من العمر 23 عاما وبعد ذلك بعام واحد فقط وخلال كأس امم إفريقيا 1998 كان يحمل توبي ميمبوي جواز سفر يفيد بأنه ولد يوم 30 يونيو لعام 1970 أي انه يبلغ من العمر 28 عاما.

اختلف عُمر توبي حتى اعتزاله ولم يصل أحد لإثبات عمره الحقيقي لأنه كان يرفض دائما الخضوع للفحوصات استنادا إلى أنه يؤدي بشكل جيد في الملعب.

تيينتشو ألفونس والتزوير في 10 أعوام

في الدوري الكاميروني موسم 2016-2017 برز اسم تيينتشو ألفونس مدافع نادي إيدنج سبورت بعد تقديمه لأداء قوي ومميز وقاد فريقه للفوز بالدوري الكاميروني وتم اختياره كأفضل لاعب في الدوري رغم أنه كان يبلغ من العمر 18 عاما فقط.

حتى الأن كل شئ كان طبيعيا عندما جاءت لحظة تسلم تيينتشو ألفونس للجائزة بعد آخر مباراة لفريقه في الموسم ظهر ألفونس مع زوجته وثلاثة من أبنائه وهو ما أثار استعجاب الجميع خاصة وأن أبنائه ليسوا صغارا في السن، تم إخضاع اللاعب لفحص السن ليتم اكتشاف أن عمره الحقيقي 28 عاما وليس 18.

حاول ألفونس إنكار انه قام بواقعة التزوير وأكد أن الخطأ من الإتحاد الكاميروني بأنهم كتبوا عمره 18 عاما بالخطأ لكن لم تنجح حيلة ألفونس وتمت معاقبته بالإيقاف 3 أشهر ولم يتم سحب الجائزة منه.

موسى ماجولوجا وتزوير عُمر ابن عمه

موسى ماجولوجا لاعب جنوب إفريقي سابق خلال موسم 2011-2012 كان يلعب في فريق فري ستات في الدوري الجنوب إفريقي.

موسى وقتها كان يبلغ من العمر 19 عاما في السجلات لكن يبدو أنه أكبر من ذلك لذا تم إخضاعه للفحص ليتم اكتشاف أن عمره الحقيقي هو 27 عاما.

بدأ الإتحاد الجنوب إفريقي التحقيقات مع موسى واعترف بواقعة التزوير بمساعدة أحد الموظفين في الحكومة وأنه قام باستبدال هويته الشخصية مع هوية ابن عمه.

قرر الاتحاد الجنوب إفريقي تجميد اللاعب مدى الحياة ومنعه من المشاركة مع أي ناد احترافي في جنوب إفريقيا.

ميشاك إيليا والإيقاف 12 شهرا بسبب التزوير

جناح مازيمبي الكونغولي السابق ويانج بويز السويسري الحالي، بعد أن رحل عن مازيمبي في الصيف الماضي دون موافقة ناديه انضم اللاعب ليانج بويز في فبراير الماضي بعد رحلة طويلة من المفاوضات مع الأندية والسبب واقعة التزوير.

خلال شهر نوفمبر الماضي أقرت محكمة بالكونغو واقعة تزوير ضد اللاعب الكونغولي بسبب أنه غادر البلاد بجواز سفر يحمل تاريخ ميلاد خاطئ.

اللاعب الذي ولد عام 1996 سافر إلى سويسرا بجواز سفر يحمل تاريخ ميلاد 1997 وهو ما يخالف القوانين ليصدر الاتحاد الكونغولي قرارا بإيقاف اللاعب 12 شهرا عن ممارسة كرة القدم ومنعه من دخول الكونغو لنهاية تلك المدة.

لكن تقدم ميشاك إيليا بطعن لفيفا ضد قرار الاتحاد الكونغولي ليحصل على الضوء الأخضر في مزاولة كرة القدم بشكل طبيعي لينضم اللاعب أخيرا ليانج بويز في شهر فبراير وشارك مع فريقه في مباراة واحدة قبل توقف الدوري السويسري بسبب فيروس كورونا.

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغط هــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغط هــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالمية اضغط هنا

طالع أيضا

رسميا – إلغاء الدوري الفرنسي

جدو: أتمنى تغيير لحظة توقيعي للزمالك

بودكاست "على الخط" - ما معنى شعار برشلونة "أكثر من مجرد ناد"

حالات تحكيمية نادرة - ماذا لو أصيب الحكم وتواصل اللعب ليسجل أحد الفريقين هدفا؟

مركز اضطراري – طارق السيد كاد يصبح هدافا للدوري

تقرير تونسي: حكم بالسجن ضد حمدي النقاز