فريقي المفضل – مغامرة رائعة في صيف 1992

الأربعاء، 29 أبريل 2020 - 14:59

كتب : إسلام مجدي

فريقي المفضل - الدنمارك

في بعض الفترات وفي أحد المواسم يقدم فريق ما أداء يجعلك تتعاطف معه، تظل دوما تذكرهم بما قدموه في ذلك الموسم، كرة جميلة ومواهب عديدة وأسماء تظل عالقة في ذهنك.

بعض تلك المواهب يتجه للعب مع أندية أكبر يتفرقون في عدة أندية، ومع الوقت قد ننسى أنهم لعبوا سويا في فريق واحد وموسم واحد.

FilGoal.com يذكركم من خلال السلسلة التالية ببعض الفرق التي قدمت أداء رائعا واحتوت على عدد من الأسماء التي أصبحت نجوما وربما أبطالا وقادة مع فرقهم المستقبلية.

"بعض منا لم يصدق أننا قد نشارك في اليورو، لكنني كنت مدركا لوجود حوار صغير بخصوص هذا الموقف".

"بعد ذلك جاءت الأخبار، لم يكن هناك نقاش حتى، الدنمارك يجب أن تشارك في اليورو، لم يكن هناك إمكانية للرفض، لأن ذلك ساعد على نمو علاقة الاتحاد الوطني مع اليويفا". -كيم فيلفورت بطل الدنمارك.

قبل أيام قليلة من بداية بطولة يورو 1992، تم التواصل مع الاتحاد الدنماركي لكرة القدم وطلب إرسال منتخبها للمشاركة في بطولة يورو 92 المقامة في السويد.

خلال تصفيات البطولة، كانت مجموعة يوغسلافيا تضم الدنمارك وأيرلندا الشمالية والنمسا وجزر الفارو.

الدنمارك لم تقصر قط في تصفيات البطولة، ربما أضر بها كثيرا التعادل مع أيرلندا الشمالية رغم التقدم المبكر من ركلة جزاء يان لويس بارترام، ثم الخسارة من يوغسلافيا والإنتصار في لقاء الإياب.

في نوفمبر 1991 كان قد حسم كل شيء، الدنمارك ستذهب في عطلة صيفية وتشاهد اليورو من المنزل بعد تأهل يوغوسلافيا برصيد 14 نقطة بفارق نقطة عن كتيبة "الديناميت الدنماركي".

خلال شهر مايو من نفس العام كانت الأزمات في يوغسلافيا تزداد، صربيا حالت دون اختيار مرشح كرواتي لرئاسة مجلس الرئاسة حسبما كان مقررا بموجب النظام الدوري السنوي، كان ذلك من ضمن الأسباب التي أدت لإعلان كرواتيا وسلوفينيا الاستقلال أواخر شهر يونيو، بهذه الطريقة اندلعت المعارك وتدخل الجيش اليوغوسلافي مع الصرب واستولت القوات على نحو 30٪ من الأراضي الكرواتية.

في مارس من عام 1992 زادت حدة الحرب وبدأت عدة معارك وأزمات حتى انفصال يوغسلافيا.

بات من المستحيل مشاركة يوغسلافيا في بطولة يورو 1992، ومن غير الدنمارك لتشارك؟

فقط قبل أيام قليلة من بداية اليورو، أقل من الشهر مثلا، طُلب منهم الاستعداد للبطولة بعد إقصاء يوغسلافيا.

من هنا بدأت القصة..

لاعبو منتخب الدنمارك كانوا يستعدون لقضاء العطلة مع أسرتهم قبل التوجه لأنديتهم لخوض الجولة التحضيرية للموسم، قبل إخبارهم أن عليهم التوجه إلى السويد لخوض غمار منافسات بطولة اليورو، قلة منهم توقعوا الأمر لمتابعتهم الشؤون السياسية فقط.

وقتها كانت البطولة مكونة من 8 منتخبات فقط، ومن الصعب خوض مباريات إقصائية لتحديد المتأهل.

بُنيت الكثير من الأساطير حول تلك القصة، أبزرها أن المنتخب لم يعلم قبل أسبوع من البطولة أنه سيشارك، لكن كيم فيلفورت نفى ذلك الأمر جملة وتفصيلا.

قائمة الدنمارك ضمت بيتر شمايكل ولارس أولسن وجوني مولبي وبرايان لاودروب وهنريك لارسن وكيم فيلفورت وجون يانسن وغيرهم من الأسماء ما بين الشباب والخبرات، أكبر لاعبي المنتخب كان في الـ31 من عمره بل اثنين، لارس أولسن القائد وكيم كريستوفيت.

"كان لدينا فريق جيد، فزنا ضد يوغسلافيا في التصفيات، وكنا سنواجه رابطة الدول المستقلة إحدى فرق الاتحاد السوفيتي". – فيلفورت.

كيف فعلتها الدنمارك؟

"لم يكن بإمكاننا الفشل، لأنه لم يتوقع أحد منا تقديم أي شيء، إن كنا قد خسرنا 5-0 في 3 مرات لم يكن ليهتم أي أحد". – فيلفورت.

كتائب الدنمارك سقطت بالباراشوت ضمن مجموعة ضمت إنجلترا وفرنسا والسويد المستضيف.

المباراة الافتتاحية كانت السويد ضد فرنسا وانتهت بالتعادل الإيجابي والدنمارك ضد إنجلترا وانتهت بالتعادل السلبي.

الدنمارك اتبعت أسلوبا دفاعيا واعتمداوا أكثر على الفاعلية وليس اللعب بأسلوب جذاب، حارس المرمى كان بيتر شمايكل المنضم حديثا لمانشستر يونايتد، وكما ذكرنا جون يانسن الذي وقع لأرسنال بعد مستواه في البطولة، لكن بريان لاودروب كان اللاعب الذي يمتلك شرارة الهجوم ضمن التشكيل.

في المباراة التالية خسرت الدنمارك من المستضيف السويد بنتيجة 1-0 وتعادلت فرنسا سلبيا مع إنجلترا، ما يعني أن المباراة الثالثة ضد فرنسا بمثابة معركة لن تنتهي بسهولة لحسم بطاقة التأهل بعد أن نجحت السويد في خطف 4 نقاط.

سجل هنريك لارسن هدف التقدم ثم تعادل جيان ماري بابين لفرنسا، الدنمارك كانت على وشك توديع البطولة، إلا أن لارس إليستروب سجل هدف الفوز قبل نهاية اللقاء بـ12 دقيقة.

تأهلت الدنمارك إلى نصف النهائي لتواجه هولندا حامل اللقب، توقعت الصحف وبعض المحللين أن هولندا لن تبذل الكثير من الجهد وهي تطيح بالدنماركيين خارج البطولة، خاصة وأنهم مرشحين كذلك للاحتفاظ باللقب.

رغم ذلك كانت معركة شجاعة للطرفين، خاصة الدنمارك، لارسن تقدم في الدقيقة الخامسة، ليتعادل دينيس بيركامب في الدقيقة 23، بعدها بـ10 دقائق سجل لارسن الهدف الثاني.

حافظ الدنماركيون على التقدم لوقت طويل وبدا أن هولندا ستخرج، قبل أن يسجل فرانك ريكارد هدف التعادل القاتل في الدقيقة 86.

خاض الفريقان وقتا إضافيا، لكن لم يسجل أي منهم أهداف، ليتجها إلى ركلات الترجيح، بطل نسخة 88 الذي ساعد هولندا على التتويج، هو ذاته الذي أهدر ركلة جزاء تصدى لها بيتر شمايلك، في حين أن الدنمارك سجلت كل الركلات.

بعد إقصاء حامل لقب اليورو، كان على الدنمارك مواجهة حامل لقب كأس العالم في النهائي، مرحلة لم يظن قط لا لاعبو المنتخب ولا المدرب ريتشارد مولر نيلسن ولا الجماهير أن يصلوا إليها، لكنهم فعلوا.

ألمانيا الغربية التي حصدت كأس العالم 1990 في إيطاليا، كانوا خصما مهيبا خاصة وأن عددا من النجوم الذي تفوقوا على منتخب الأرجنتين في روما مازالوا عنصرا حيويا بعد عامين في اليورو.

رغم أن البعض توقع مواجهة قوية تطلع إليها الجميع، فضلت ألمانيا بقيادة مدربها بيرتي فوجتس أن تلعب بنظام الليبرو وتدافع في حين أن الدنمارك لم تهاجم كثيرا.

كلا الفريقين استعمل أقصى عدد يمكن استعماله في الدفاع، في ألمانيا كان يورجن كلينسمان هو اللاعب الوحيد الذي يقلق دفاعات الدنمارك، في حين أن نظام الخمسة مدافعين الخاص بألمانيا حجم من قوة الدنمارك الهجومية.

استمرت هيمنة ألمانيا في المراحل الافتتاحية من النهائي، وشمايكل كان متألقا، أنقذ فرصا من ستيفان ريوتر وجويدو بوخفالت وغيرهم، لكن بعد ذلك تغير الوضع.

رأسية تم توجيهها بشكل سيء للغاية بواسطة الألمان حينما اتجه لاعبين للكرة، تصل إلى بوفلسن الذي يمررها إلى جون يانسن على حافة منطقة الجزاء ليسددها ويسكنها شباك بودو إلينجر.

لم يكن يانسن من مسجلي الأهداف بل قبل المباراة سجل هدفا في 48 مباراة دولية، لاعب وسط برودنبي سجل ثاني أهدافه الدولية بطريقة رائعة وفي نهائي اليورو بل وزلزل دفاعات ألمانيا وأخرجهم من الحالة الدفاعية التي بدأوا بها المباراة.

حاولت ألمانيا سريعا أن تستعيد زمام الأمور، كلما تخطوا خط الوسط وجدوا أمامهم ستارا دفاعيا قويا من الدنمارك، عمل على تضييق المساحات وتشكيل حاجزا بينهم وبين المرمى الذي يقف فيه واحد من أفضل الحراس في العالم.

التزمت الدنمارك بالدفاع عن الهدف بجانب محاولة اللعب على المرتدات بشتى الطرق، مع تبقي 11 دقيقة على نهاية المباراة، كيم فيلفورت سجل الهدف الثاني لتكتمل القصة الجميلة، الدنمارك بطلا لليورو.

لطالما قدرت كرة القدم قصص المستضعفين والبعيدين تماما عن الحسابات، والدنمارك في ذلك الوقت كانت أحد تلك الفرق، وانتصارها في يورو 92 كان أشبه بالقصة الممتلئة بالعواطف والمحيطة بالظروف وعدد من الانتصارات الرائعة، ضد فرنسا وهولندا وألمانيا.

اكتسب ريتشارد مولر نيلسن الثقة مع كل مباراة حسب وصفه: "لا يمكن أن ينكر أحد أننا نستحق هذا اللقب".

تعرض نيلسن لانتقادات عديدة بسبب طريقته الدفاعية خاصة بعد الخسارة من يوغسلافيا في التصفيات في نوفمبر 1990 وبعد أقل من عامين طريقته التي طورها بوجود الثنائي جون يانسن وهنريك لارسن نجحت في الفوز باليورو.

فيما تحدث أولسن القائد بعد ذلك قائلا: "إن سجلت ألمانيا، لم يكن هناك مجالا للفوز بتلك المباراة، كل لحظة دفاع قمنا بها كنا نقف حتى آخر لحظة، في المباراة ظهرت قلة استعداداتنا وإجهادنا كان واضحا، لولا الأهداف".

لم يدم حظ مولر نيلسن كثيرا، رحل عن منصبه بعد عدم نجاحه في يورو 1996، وسلوكه تجاه تحقيق الإنجازات ورغبته توقفت عند الفوز بيورو 92 وذلك الصيف ومغامرته وكذلك كأس القارات 1995، بعد ذلك، لم يحقق الكثير، درب فنلندا وتوفي عام 2014.

مغامرة صيفية رائعة قامت بها الدنمارك، تبعها بعض المغامرات في بطولات أخرى مع لاعبين مختلفين لكن منذ تلك اللحظة لم يمروا بأي سعادة أو إنجاز مماثل لصيف 92.

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا

طالع أيضا

فيفا 20 - كيف تلعب بليفربول الأفضل في كل شيء

هدف لا ينسى - مدفع حمزة الجمل المدمر

الكرة في بنما تعرف العربية

جمال الغندور يوضح قرار الحكم إذا ألقيت بالونة في الملعب

أسامة نبيه: السعيد كان مدربا في المنتخب

حازم إمام: أزمة صلاح مع اتحاد الكرة مستمرة

أخر الأخبار
التعليقات