صُناع كرة القدم – أنا نادر شوقي وهكذا تحول الجونة من ناد على وشك الإغلاق للدوري الممتاز

هم من قد يطلق عليهم معلقنا الكبير ميمي الشربيني "أصحاب البدل الشيك في كرة القدم"، رجال الصناعة التي يتعلق بها قلوب الملايين، وتدر أيضا الملايين من ناحية الإيرادات والمكاسب.

كتب : فادي أشرف

الأحد، 26 أبريل 2020 - 21:36
صناع كرة القدم

لاعبون ومدربون وحكام وإداريون، كلهم داخل الملعب يتنافسون لتحقيق البطولات، لكن من دون ضيوفنا في سلسلة صُناع كرة القدم، لن تكون اللعبة بالشكل الذي نشاهده في وقتنا الحالي.

هم من قد يطلق عليهم معلقنا الكبير ميمي الشربيني "أصحاب البدل الشيك في كرة القدم"، رجال الصناعة التي يتعلق بها قلوب الملايين، وتدر أيضا الملايين من ناحية الإيرادات والمكاسب.

ضيفنا هو نادر شوقي، الكل يعرف وكيل اللاعبين، ولكن ربما لا يعرفون الكثير عن تفاصيل دوره في نادي الجونة، الذي كان على وشك الإغلاق قبل أن يحصل على حق إدارته.

وكل ما يلي على لسان نادر شوقي مالك شركة Eleven المديرة لنادي الجونة..

"لدينا رخصة إدارة الأندية منذ زمن، لكن بدايتنا في الجونة كانت بالصدفة البحتة. كنت ذاهب إلى الجونة لكي أقيم معسكرات للفرق هناك، وجلس معي خالد بشارة العضو المنتدب لأوراسكوم – رحمه الله – وعرض فكرة إدارة الفريق الأول".

"هذا الأمر كان في 2017، والنادي في ذلك الوقت كان له عامين في الدرجة الثانية. خالد بشارة طلب مني تقديم تصور لهذا المشروع، وكانت النية إنه في حال عدم صعود النادي للدوري الممتاز في العام التالي سيتم إغلاقه".

"درسنا مجموعة الصعيد، وما نحتاجه للصعود، من إمكانيات على الأرض وإمكانيات لاعبين، حللنا كل شيء وقدمنا التصور بعد أسبوعين. تحدث معي خالد بشارة وطلب مني الانطلاق في العمل ووقعنا عقدا لمدة 3 سنوات، تجدد لسنتين أخرتين".

"الأمر ليس كرة قدم فقط، هناك هيكل إداري كان يجب تكوينه. 90% من العاملين في النادي تم إنهاء عقودهم ووضعنا نظاما خاصا بنا من خلال شركة Eleven".

"وضعنا مديرا عاما للنادي، ومسؤولين عن التسويق والماليات والتسويق الإلكتروني، وجلبت بعض الخبرات مثل محمد الحصري كمدير للكرة من وادي دجلة، واللواء عبد الجليل إمام كمشرف عام على الكرة، وهشام زكريا كمدرب. حافظنا على عمال النادي مثلا وأي عنصر غير مؤثر على القرارات. بالفعل تسلمنا النادي (على المفتاح)".

"في أي مكان، من أجل النجاح، يجب أن يكون هناك تفاهم بين العاملين فيه. عقدي مع أوراسكوم اشترط أن أصعد للدوري الممتاز في عام واحد، ولو لم يحدث ذلك لكان العقد لاغ".

"كان تحديا كبيرا، لأول مرة أدير نادي في منطقة لا أعيش فيها ولا أعرف ظروفها مثل الصعيد. اعتمدنا على لاعبين أصحاب خبرات كذلك مثل أسامة رجب. ربما كان هناك بعض الديكتاتورية من ناحيتي لأن الأمر كان منصبا علي، (لو مانجحتش هلبس)".

"قصة النجاح الأجمل هي الصعود. الأمر كان صعبا جدا. في الدرجة الثانية لا يراك أحد. الحكام يفعلون ما يريدون، الملاعب صعبة، المواصلات صعبة، للسفر إلى أسوان من الجونة تحتاج لـ8 ساعات. لم نملك ميزانية مفتوحة، وكل مباراة خارج أرضنا كنا ندخلها بخناقة ونخرج منها بخناقة".

"يجب أن أوضح شيئا هنا، نحن ندير النادي ولا نستثمر فيه، بمعنى، أننا نقوم بوضع البناء ونضع ميزانيتنا ونذهب بها لأوراسكوم، وفي كل شهر نراجع التطور وفي نصف العام نراجع الميزانية تحسبا لاحتياجنا لضخ أموال أكثر في سوق الانتقالات الشتوية على سبيل المثال".

"الصعود كلف النادي حوالي 8 مليون جنيه، وذلك هو المبلغ الطبيعي الذي يصرفه أي ناد يريد الصعود من مجموعة الصعيد، مثل فريق الأسيوطي سبورت قبلنا بسنة".

"من ضمن التحديات التي عملنا على النجاح فيها، هو صناعة قاعدة جماهيرية للنادي. لا يمكن لناد كرة قدم أن يعمل دون أن يشعر من حوله به، ولا تريد أيضا أن تزيد من عملية التسويق حتى لا تغطي على رد فعل الناس تجاهك. نادي الجونة كان بعيدا عن شخصية الجونة كمنتجع، ومكان أراه من أجمل الأماكن في الدنيا".

"غيرنا شعار النادي ليصبح مثل شعار المدينة، وكذلك ألوانه. بين الوقت والآخر يذهب اللاعبون للمارينا (المنطقة المطلة على البحر الأحمر في المدينة) للتصوير مع سكانها. الأمر أصبح أشبه بناد صغير في إنجلترا يشجعه سكان المدينة، لأنه أصبح هناك أمرا ينتمون إليه".

"بالنسبة للـ50% من سكان الجونة المهتمين بكرة القدم، أردت منهم ألا يكونوا أهلاوية أو زمالكوية فقط، هم يحبون الجونة كمدينة، فلم لا يشجعون ناديها؟ بدأنا في إرسال الرسائل النصية القصيرة للسكان بنتائج الفريق، والميدان الأول الذي تراه عندما تدخل المدينة يحمل شعار النادي، أصبح لدينا أكاديمية للصغار، وأمور خاصة لكبار السن والسيدات".

"لكن كل ذلك لن يفيدك إذا كانت نتائجك في الملعب سيئة، الأمر كله كان مبني على الصعود للممتاز أولا".

"عندما صعدنا للممتاز بدأ الناس يفهمون الأمر ويلتفون حول النادي، نحن الآن نقابل الأهلي والزمالك والفرق الكبيرة، بالتالي بدأنا في تطوير خطتنا للتسويق ليصبح صوتنا أعلى ونزيد من قاعدتنا الجماهيرية".

"الآن ما يهمني هم 25 ألف شخص يعيشون في الجونة، وبعدهم أريد التوسع للغردقة وثم محافظة البحر الأحمر، هذا هو المستقبل الذي نخطط له".

"الآن تسير في المدينة، تجد علم النادي، وتجد متجر النادي، ولا ناد في مصر لديه متجر خاص به سوى الأهلي وتم إغلاقه".

"في المرحلة التالية بعد الصعود للممتاز، احتجنا وجود الخبرات. لأول مرة أدير ناد في الدوري الممتاز، من قبل أدرت لاعبين وهذا أمر أسهل من إدارة نادي. هدفنا الأول كان البقاء في الدوري لكي نقوي قاعدتنا التي بدأناها بالصعود. بدأنا بدمج اللاعبين الصغار ومن ساعدونا على الصعود مع لاعبين أصحاب خبرات مثل أحمد سعيد أوكا ومحمد ناجي جدو وأحمد عيد عبد الملك وأحمد علي، مع مدرب نثق فيه مثل هشام زكريا".

"خطوة التعامل مع الأهلي كانت أيضا هامة. تحتاج لتعاطف جماهيري، وهذا سنحصل عليه إما من الأهلي أو من الزمالك، فكان علينا أن نحقق ذلك".

"سأخبرك أمرا، وأنا في الدرجة الثانية كان حسام غالي وعماد متعب ورمضان صبحي يظنون إنني مجنونا بما أفعله مع الجونة، لكن مع بداية نجاحنا حرصت أن يكونوا موجودين في كثير من المناسبات لأنني أعلم أنني سأضع أحدهم في مكان ما في هذا النادي".

"بدأ حسام غالي في التواجد بشكل أكبر معي هنا، أردت وضعه في الأجواء دون أن يشعر، وبدأ في حضور تدريبات الفريق. الدوري الموسم الماضي كان صعبا للغاية والمنافسة على البقاء كانت شرسة، والهابطون في الموسم الذي سبقه كانوا فريقين من الصعيد يتوقان للصعود مرة أخرى فهذا يعني أننا لو هبطنا سنجد منافسة أشرس. احتجنا من (يعلي رتم) الفريق، وهنا كان حسام غالي".

"تعاوننا مع الأهلي كان مفيدا، الأمر كان تسويقيا ولكن كذلك احتجنا هؤلاء اللاعبين الجائعين للعب كرة القدم، مثل أحمد حمدي وأحمد ياسر ريان وأكرم توفيق ومحمود الجزار. أعلم أنهم لاعبون جيدون لكن لن يحصلوا على فرص في الأهلي، ووجود حسام غالي سهل علي الدنيا كثيرا في التعامل مع الأهلي طبعا، مع صفقة إعادة رمضان صبحي من هدرسفيلد وكذلك انضمام محمد محمود من وادي دجلة".

"يمكن القول إن حسام غالي والجونة هما شراكة صنعت في الجنة، a match made in heaven مثلما يقال، هو احتاج مكانا يفهم فيه العالم الإداري دون ضغوط، ويكون لديه حرية للخلق والإضافة وهذا ما يقدمه لنا. أضاف الكثير للجونة".

"هل يربح نادي الجونة ماديا؟ لنكون صرحاء، لا يوجد إيرادات بعيدة عن بيع اللاعبين، وحقوق البث من شركة برزنتيشن، ورعايتنا المنفصلة لأننا لم نبع حقوقنا لبرزنتيشن".

"هذا لا يكفي تكاليف النادي، حول العالم، تدر كرة القدم دخلا لكن مصاريفها أكبر، لكن هناك استفادات أخرى غير مادية، مثل تسويق اسم الجونة وظهوره بشكل أكبر منذ تأهلنا للممتاز، كم مرة تسمع اسم الجونة لأن الفريق في الدوري الممتاز؟".

"لا أعتقد أن هناك ناديا في مصر يحقق مكاسب، لكن الفارق أننا لدينا ميزانية محددة لا نتخطاها إلا في أصعب الحدود، ولا ناد يفعل ذلك. في العام الماضي تخطينا ميزانيتنا المحددة بـ2 مليون جنيه فقط بسبب قوة الدوري الذي أنهيناه في المركز الـ15".

"ندم على شيء في مشوار الجونة؟ ليس ندما، لكن في العام الماضي عُرض علينا استعارة مصطفى محمد ولم نقم بالصفقة وذهب لطلائع الجيش".

"في العام الحالي، ملتزمون بميزانيتنا ولم نتخطاها. نحن أول ناد في مصر يكون لديه نظام مكافآت معتمد على الأداء في الملعب، وكنا أول ناد يقترح تقسيم الرواتب على الشهور بعد توقف النشاط بسبب كورونا. شعرنا بسعادة عندما قامت أندية أخرى بنفس الأمر، نحن نريد المساعدة في هذه الصناعة".

"نادي الجونة مشروع للمستقبل، نخطط لكي يصبح النادي قبلة للمعسكرات الإعدادية مثل أنطاليا في تركيا، أو البرتغال، في حال استمر تعاقدنا مع شركة أوراسكوم".

"حتى لو عرض علي إدارة ناد آخر، لن أفعل. لأن العمل مع الإدارة الحالية أمر رائع، لا يتدخلون ويتركونك تعمل بحرية، في ظل قواعد وأخلاق وعقود حاكمة".

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا

اقرأ أيضا

اختفوا في ظروف غامضة - بديل السقا الذي لم يلعب أي مباراة مع الأهلي

أجانب منسيون – فينجادا: الزمالك كان أهم من حسام حسن

فريقي المفضل – جيرو يقود أصحاب المركز الـ14 للفوز بالدوري

صدمة لـ دروجبا

حقيقة عروض فايلر