كتب : أمير عبد الحليم
"فينجادا بالعربي أجادَ" هذا كان مانشيت صفحة الرياضة في إحدى الصحف بعدما بدأ نيلو فينجادا مشواره مشواره مع الزمالك في 2003 بالتتويج بالبطولة العربية.
يقدم لكم FilGoal.com جزءا جديدا من سلسلة "أجانب منسيون"، بعدما حاورنا في رمضان الماضي العديد من أبرز اللاعبين الأجانب الذين احترفوا في الدوري المصري، ونحاور في رمضان هذا العام عددا من المدربين الأجانب الذين عملوا في مصر.
"أجانب منسيون" لأنهم ليسوا مانويل جوزيه أو جوزفالدو فيريرا أو هيكتور كوبر، و رغم ذلك خلفوا وراءهم أثرا يستحقون أن نتذكرهم به، قد يكون أثرا إيجابيا أو سلبيا لكنه يضمن لهم البقاء في ذاكرة الدوري المصري.
وقاد فينجادا الزمالك موسم 2003-2004 وشهدت هذه الفترة العديد من التناقضات، حيث توج ببطولة الدوري بسجل قياسي دون هزيمة بعد الفوز بالبطولة العربية وكأس السوبر المصري السعودي، لكنه تلقى خسارة ثقيلة من الجيش الرواندي في دوري أبطال إفريقيا وخسر السوبر المصري.
وشهدت علاقته بحسام حسن هداف الفريق توترا كبيرا، لدرجة أن بعض جماهير الزمالك هتفوا لنجم الفريق على حساب المدرب، ورحل المدرب البرتغالي بعد موسم واحد فقط.
وتولى فينجادا قيادة منتخب مصر الأوليمبي لكنه رحل بعد الفشل في التأهل لأولمبياد بكين 2008.
وكان المدرب البرتغالي قاب قوسين أو أدنى من تولي قيادة الأهلي خلفا لمانويل جوزيه في 2009، لكنه اعتذر عن عدم تولي المسوؤلية لأسباب أسرية بعد أيام من الاتفاق.
ويسترجع FilGoal.com مع فينجادا ذكرياته بالتتويج بالدوري المصري مع الزمالك، فترته مع منتخب مصر الأوليمبي وتراجعه عن العمل في الأهلي.
الاتفاق مع الزمالك تم بعد اجتماع لطيف جمعني بمسؤوليه في لشبونة عام 2003.
وقدم لي الزمالك رؤيته لمشروعه الذي كان مثيرا للغاية.
البداية فعلا كانت جيدة جدا، فزنا بالبطولة العربية والسوبر المصري السعودي.
لكن هذه كرة القدم، تعادلنا مع الأهلي 0-0 في الزمن الأصلي للمباراة وفازوا بركلات الترجيح لكن ذلك لم يؤثر علينا في الدوري.
طريقتي في التدريب والعمل مع أي فريق كانت بناء على إمكانات اللاعبين، وبناء فريق وفقا لقدرات اللاعبين.
حظيت بمجموعة رائعة من اللاعبين في الزمالك، والعمل بقوة مكنا من إيجاد أفضل طريقة لتحقيق أهدافنا.
ولذلك أقول إن الأمر لم يكن سهلا لكن اللاعبين أثبتوا كم كانوا جيدين.
لا يوجد أي عذر للخسارة من فريق من رواندا في دوري الأبطال.
أنا أتحمل المسؤولية كاملة ولا أتهرب منها، وكان يوما سيئا جدا وليس لدي أعذار لتلك النتيجة رغم أن رحلة السفر إلى رواندا كانت صعبة جدا وواجهنا ظروفا قاسية خلال إقامتنا.
ما حدث مع حسام حسن شيء عادي يحدث في كل الأندية، فعندما تستبدل اللاعبين يكونون غير سعداء.
استبدلت حسام حسن للمرة الأولى في مباراة وكان غير سعيد، وعندما استبدلته في المرة الثانية كان غير سعيد لكنه وجه لي كلمات لم تتسم بالاحترام.
ولذلك قررت إيقافه، ولكنني أريد الإشارة إلى شيء هام جدا.
عندما عاد حسام حسن من الإيقاف لعب دورا هاما جدا في نجاح الفريق، وعلاقتنا كانت احترافية وتتمتع بالاحترام المتبادل.
عقدت اجتماعا مع الدكتور كمال درويش رئيس الزمالك، وبالمناسبة هو شخص عظيم جدا وحظيت بعلاقة جيدة معه.
وشرحت وجهة نظري بأن لا أحد أهم من النادي، وبالنسبة لي لم يكن مقبولا المصطلحات التي استخدمها اللاعب معي.
وتفهم وتقبل قراري من أجل حماية الفريق والنادي.
الزمالك كان لديه قائمة رائعة من اللاعبين الكبار، لكنني في كل الأندية التي عملت بها كنت أمنح الفرصة للاعبين الصغار من أجل تطويرهم.
ولذلك حظى المعتز بالله إينو بموسم رائع معنا، وكذلك شيكابالا الذي كان يبلغ من العمر 17 عاما ومنحته الفرصة ليكون مع الفريق الأول ويتعلم من زملائه.
كان موسما صعبا جدا وخضنا حوالي 60 مباراة.
الزمالك والرئيس كمال درويش حاولا وقاما بأفضل ما لديهما من أجل إقناعي بالاستمرار، لكنني احتجت إلى الراحة والعودة إلى البرتغال لعدة أشهر.
كنا أبطالا للدوري دون أي خسارة، وهذه كانت المرة الثانية فقط في تاريخ الزمالك.
ولذلك كان من المهم أن يحافظ الزمالك على الاستقرار بعد رحيلي ومنح المدرب الجديد الوقت المناسب.
ولكن كما يعلم الجميع، لا يوجد وقت للصبر في كرة القدم، والزمالك غير مدربين كثيرين وفي المقابل أصبح الأهلي أقوى مع مانويل جوزيه.
كانت تجربة رائعة وصنعنا فريقا عظيما ولكننا تعرضنا للإقصاء على يد كوت ديفوار في الدقيقة الأخيرة من مباراة العودة في أبيدجان.
ورغم أن منتخب كوت ديفوار كان يضم لاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية، لكننا لم نكن أقل شأنا منهم وكنا خصما صعبا.
قبلت عرضت الأهلي وسافرت إلى القاهرة من أجل إتمام الاتفاق مع النادي رغم أننا كنا مختلفين بخصوص طريقة تشكيل الجهاز الفني وكل طرف كان لديه وجهة نظر مختلفة.
وعدت إلى البرتغال بعدها، لكنه كان وقتا هاما وحاسما بالنسبة لعائلتي ولذلك كان علي البقاء في البرتغال وشرحت أسباب عدم رغبتي في إتمام الاتفاق للنادي.
بالطبع التراجع عن إتمام تعاقدي مع الأهلي لم يكن قرارا سهلا.
وتفهم الأهلي أسباب وبالفعل قضيت بضعة أشهر في البرتغال حتى يناير، وذهبت لتدريب نادي سيول في كوريا الجنوبية وكانت تجربة رائعة فزت خلالها بالدوري والكأس.
لا أجد فارقا كبيرا بين اللاعبين، ولكن يمكنني القول بأن الفوارق الفنية بين الأندية والمنتخبات.
أعتقد أن الزمالك في عهدي قدم مفهوما رائعا لكيف تكون العائلة داخل الفريق الواحد والاحترافية في العلاقة بين الجهاز الفني واللاعبين.
والدعم الكبير الذي وجدناه من الإدارة والجماهير الرائعة وجودة اللاعبين الكبيرة جعنا نحقق نتائجا عظيمة وموسما لا يُنسى.
اختار مباراتين لأننا كنا جيدين جدا خلالهما وكانتا مهمتين في نجاح الموسم.
الأولى في الإسماعيلية، فزنا 1-0 لكن في الحقيقة الإسماعيلي قدم مباراة رائعة وكان يستحق نتيجة أفضل.
والثانية كانت ضد الأهلي وفزنا 2-1 وأصبحنا أبطالا للدوري قبل عدة أسابيع من نهاية الموسم.
وأتذكر كيف كانت الطرق في القاهرة يومها، وحماس جماهير الزمالك.
مانويل جوزيه كان أفضل مدرب أجنبي، وسيظل دائما للأبد بنتائجه وتاريخه.
وأفضل مدرب مصري وقتها كان حلمي طولان.
كان لدي فريق رائع في الزمالك ولاعبون بجودة عالية، لكن وائل القباني كان يتمتع برؤية رائعة للمباراة ويمكنه تنفيذ أفكاري ويكون على قدر تطلعاتي بمستوى كبير.
أهتم دائما بمتابعة الدوري المصري حتى في البلدان البعيدة، ولم يتغير الكثير رغم مرور العديد من السنوات.
ربما الظروف أفضل الآن والإمكانات أفضل، ولذلك يحتاج اللاعبون للعمل بقوة أكبر.
والأهلي سيطر على الكرة المصرية خلال تلك الفترة.
قضيت وقتا رائعا في مصر، وستظل مصر دائما في قلبي للأبد.
أحببت الشعب المصري دون استثناء، وجماهير الزمالك ولاعبيه الذين اعتبرهم أبنائي.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
اقرأ أيضا
الزناتي: عقبات في طريق استكمال الدوري
زكي يكشف عن كواليس صفقة تبادلية مع أبو تريكة
كوميك بوك في الجول - إرث آيرتون سينا الذي غير فورملا 1 بوفاته إلى الأبد