ما بين مخاوف وتخوفات منظمة الصحة العالمية من جائحة كورونا، ورغبة الاتحادات الكروية والأندية في العالم في استئناف نشاطها، تقف كرة القدم حائرة بينهما، ويبدو أن هذه الحيرة ستستمر لفترة غير قصيرة.
عدد من الاتحادات الكروية في أوروبا أعلنت عن مواعيد مبدئية بعودة نشاطها في محاولة لإنقاذ مستقبلها، في نفس الوقت تخرج منظمة الصحة العالمية لإبداء تخوفها من التعجل، بل وأكدت المنظمة أن تصاعد فيروس كورونا مستمر في الشهور القادمة ما يهدد كل الترتيبات التي تقوم بها الاتحادات الكروية والأندية.
في مصر مازال الموقف غامضا وتبدو الصورة غير واضحة، رغم إعلان اتحاد الكرة أن لديه خطة لعودة النشاط لم يفصح عنها حتى كتابة هذه السطور.
أمر عودة النشاط الرياضي في مصر بشكل عام والكروي بشكل خاص بيد الدولة وحدها والتي لم تظهر أي نية لاستئناف النشاط الكروي حتى الآن.
الأندية المصرية اشتكت من تجميد أنشطتها وهو ما أثر سلبا على مواردها، ما دفعها إلى إعلان بعضها عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المادية.
اختلفت الأندية المصرية فيما بينها بشأن عودة النشاط هذا الموسم ما بين متمسك باستكمال الموسم ورافض لهذا الاتجاه، وكلا الطرفين بنى وجهة نظره بناء على مصالح ذاتية ضيقة.
ولأن الكرة المصرية مختلفة عن نظيرتها في العالم كله، فقد أظهرت الجديد خلال أزمة فيروس كورونا، وللأسف كان هذا الإختلاف سلبيا كما هي العادة.
في الوقت الذي يبحث فيه العالم عن كيفية عودة نشاط كرة القدم، نجد الأندية المصرية مختلفة فيما بينها حول العودة من باب المكايدة بصرف النظر عن نتائج تلك المكايدة الصبيانية.
الإعلام الأهلاوي متمسك بعودة النشاط واستئناف بطولة الدوري، على الجانب الآخر يقف الإعلام الزملكاوي مناهضا لاستئناف البطولة المحلية، وكلاهما باحث عن مصالح شخصية أضيق من " خرم الابرة "، تلك المكايدة لا تصب إلا في خانة التعصب وإذكاء نار الفتنة المشتعلة منذ فترة طويلة .
الأمر لم يتوقف عند المكايدة بين الإعلام الأهلاوي والزملكاوي، بل دخلت أندية الدرجات الأدنى على الخط للخروج بمكاسب ذاتية مستغلة فيروس كورونا.
عدد من أندية الدرجات الأدنى اقترحت على اتحاد الكرة صعودها للدرجة الأعلى وإلغاء الهبوط هذا الموسم، وأرسلت بعض الأندية طلبات بهذا المعنى لاتحاد الكرة في استغلال رخيص للأزمة الحالية .
المكايدة واستغلال الموقف يظهر كيف يفكر المسؤولين عن الأندية في الكرة المصرية وهو مؤشر خطر يهدد مستقبل الكرة في مصر.
العواقب الاقتصادية لتوقف النشاط الكروي في مصر وبقية دول العالم أكبر بكثير من العواقب الرياضية، وهو ما يدفع الجميع في اتجاه لضرورة العودة للنشاط رغم المخاطر الصحية التي يخشاها البعض ويحذر منها.