كتب : إسلام أحمد
منذ 40 عاما بدأت مجلة "إل جرافيكو" في نشر عددا من المقالات على لسان أبرز نجوم الأرجنتين.
في سلسلة "أسرار كرة القدم" يتحدث اللاعبون عن مراكزهم في أرضية الملعب وأدوارهم وأبرز المواقف التي تعرضوا لها.
والبداية مع الحارس الأسطوري أوبالدو فيلول الملقب بـ "البطة"، حارس الأرجنتين الفائز بلقب كأس العالم 1978، وأفضل حارس في تاريخ الدوري الأرجنتيني.
كل ما سيأتي على لسان فيلول صاحب القميص رقم 5 مع التانجو في كأس العالم 1978.
توضيح
في البداية كتوضيح أنا لا أنوى تعليم كيف تصبح حارس مرمى، لا أشعر أنني قادر على القيام بذلك، أنا ببساطة لاعب يتصدى للكرات، لاعب جماعي أحيانا يتألق كثيرا لأنني أحمى مرماى من الأهداف.
لا أظن أنني معلما ومن أجل أن أصبح كذلك عليّ أن أكون من أماديو كاريزو وأنهى مسيرتي لكنني مازالت لاعبا.
سأساعد الناس من خلال تلك السلسلة، لكنني لن أكون معلما لأحد.
مسيرة فيلول استمرت حتى 1991 إذ لعب لـ ريفر بليت الأرجنتيني وفلامنجو البرازيلي وأتليتكو مدريد الإسباني وراسينج الأرجنتيني، الحديث أثناء ممارسته كرة القدم كلاعب.
السر
اعتقد أن السر وراء مسيرتي كحارس مرمى يتخلص بسبب 4 أسباب وسأضعهم بالترتيب مثلما أفضّل.
فعليا لا أستطيع تعليم أي شخص كيف تكون ردة فعله، لا أعرف كيف وماذا تحتاج لذلك، اعتقد أن الأمر طبيعي، لكن ليس لدي شك أن ردود أفعالي أنقذنتي في عديد المواقف الخطر التي تعاملت معها بشكل غريزي قبل أن يوجه العقل أمرا من أجل التنفيذ.
لا يمكن للشخص أن يعتمد بشكل حصري على المنطق عندما تصطدم الكرة بلاعب وتغير اتجاهها لزواية غير متوقعة، ولا يمكنك الارتماء عندما ينفذ اللاعب تسديدة وهمية.
أولا عليك انتظار خروج الكرة من قدم اللاعب وعندما تتجه الكرة بشكل قوي ناحيتك عليك أن تطير أو تقفز أو تمد ذراعك أو توجه يدك نحو زواية جانبية.
تلك ردود الفعل، ساعدتني على التصدي لركلات الجزاء أمام لاعبين لم ألعب أمامهم من قبل أو ضد تسديدات من مسافة قريبة مثل رأسية خوان رامون فيرون ضد إستوديانتيس، عندما كنا نلعب في الدوري الأرجنتيني موسم 1975.
القدرات الجسدية شيء لا يمكن نقله من شخص لآخر، هي ميزة لكل شخص، تسمح لي ذراعي الطويلة بالوصول إلى الزواية العكسية وتغطية مساحة كبيرة من مرماي.
عندما أخرج أمام لاعب في انفراد حتى وأن ارتميت فأن قدمي تساعديني وأشكرها على ذلك واستطيع بها القفز من أي موقع.
ما فائدة أن يكون لدي ردة فعل جيدة من دون قدمي والتي تساعدني على التصدي أو الطيران وليس فقط التقدم أو العودة للخلف حتى وأن تخطتني الكرة؟
الانضباط في التدريبات أسبوعيا هو ما يمنحني القدرة في الاحتفاظ بكامل قدراتي البدنية وردود الفعل في المباراة، الانضباط هو أساس أدائي.
دائما أفكر في فريقي ولا أفكر في العامل الفردي بكرة القدم، لذلك أحدد أهدافي من أجل الوصول لها، الإمساك بالكرة العرضية يكون رائعا للغاية لكن دائما أحاول وضع جسدي خلف يدي، لن يكون وضعا لائقا بل أكثر أمنا.
إذا طرت يكون للأمر ضرورة، في التدريبات أضع لنفسي القواعد ذاتها، إذ كان عليهم التفوق عليّ سأكون حاضرا بردود أفعالي وحالتي البدنية، وأنا أقبل هذا لأني جزء من عملي وأحصل على راتب جيد بسبب ذلك للقيام بدوري بأفضل طريقة ممكنة.
وجهة سعيدة
عندما شاركت في اختبارات فريق كويلمس، كنت ألعب في مركز خط الوسط واختبروني في مركز حراسة المرمى وظللت كذلك وأصبح همي من ذلك اليوم ومسؤوليتي الحفاظ على شباكي أكثر من أي شيء آخر.
هذا قدري وأنا سعيد بذلك، ونفسيا هذا ساعدني كثيرا، خاصة أنني أعرف قواعد الكرة وأردت تسجيل الأهداف عندما جئت.
لذلك عندما استقبل هدفا لا أشعر بالإحباط بل بالمرارة ولا أستطع الوقوف يكون بمثابة حقن للتركيز أكثر من أي وقت مضى على وظيفتي في حراسة المرمى.
أنها وظيفتي ولدي مشكلة، الأمر متروك لي لاستقبال أقل عدد ممكن من الأهداف، بالنسبة لي جميع المنافسين هناك ليهزموني. أنا هنا لتجنب ذلك، هذا كل شيء.
منذ صغرنا نعرف حارس المرمى بأنه اللاعب الوحيد الذي يمكنه استخدام يديه. حسنا. استخدمهم ضرورة ولكن يجب أن أكرر مفهوما: حتى تصل اليدين للكرة، تعمل الأرجل أولا.
في عرف كرة القدم الوقوف وباطن قدميك على الأرض يعني عدم وصولك لهدفك، ستكون في خطر جسيم، لأنه في حالة الخروج المفاجئ ستجد قدمك "مُسمرة" في الأرض، وهذا يعني تأخير جزء من الثانية في رد فعلك وهو عادة ما يكون مميتا، عليك الوقوف على أطراف أصابع.
الجسم خلف الأيدي
قلت من قبل أن اليدين والقدمين أساسيان للحارس، لكن من حسن الحظ أنهم يتحدان من أجل الدفاع عن المرمى.
كمثال جسدك هو التأمين، لذا أحاول التعامل أن يكون جسمي بالكامل خلف اليدين.
عند مواجهة كرة تأتي مرتفعة يجب وضع الجسم في اللحظة المناسبة للتعامل مع اليدين خلف الكرة تماما.
وبهذه الطريقة يصبح الجسم حاجز الاحتواء الثاني في حالة عدم الإمساك بالكرة باليدين والذي قد يكون لأكثر من سبب مختلف مثل القوة أو التأثير أو كرة رطبة.
ويجب أيضا أن يكون المرفقين قريبين من الجسم حتى لا تهرب الكرة من أي جانب.
أفضل تمركز للحارس
دور الحارس لا ينتهي، لنفترض أنني حصلت على الكرة من الخصم ومررت الكرة لرفيقي وزملاءي يهاجمون، اسوأ شيء هو الانفصال عن المجموعة.
عليك أن تظل في كامل تركيزك باللقاء، وأن تتابع عن كثب ما يحدث بالقرب منك، المكان المناسب لك هو دائرة منطقة الجزاء، لست بعيدا عن مرماي إذا كانت الكرة في منتصف ملعب الخصم ويمكنني قطع أي كرة طولية من المنافسين بطريقة الظهير الكلاسيكي دون تداخل مع أي من زملائي وعندما أضمن أنني سأصل للكرة قبل أي لاعب.
اعتقد أن الحارس ليس عليه التفكير في تغيير تحركه في منتصف اللعبة، عندما تقرر شيئا عليك أن تواصل العمل عليه حتى نهايته.
الانفراد
فيكتور رودريجيز أحد المدربين عندما كنت لاعبا لـ راسينج كلوب، دائما ما قالي لي أمام التسديدة القريبة عليك أن تتمدد بيديك وقدمك.
بتلك الطريقة سوف تغطي أكبر جزء ممكن يمنحه جسدك، مثلما فعلت في الانفراد أمام هولندا في نهائي كأس العالم 1978.
قبل نهاية الشوط الأول أُرسلت كرة من على يمينى في منطقة الجزاء وسدد رينسينبيرك (لاعب هولندا) كرة بين جسمي وركبتي وقفزت لاتصدى لها بساقي.
الجزء الثاني من حديث فيلول لـ "إل جرافيكو" نستعرضه لاحقا.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغط هــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغط هــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالمية اضغط هنا
طالع أيضا
مباراة لا نمل منها - هل توفيت الكرة في لقاء البرازيل وإيطاليا 1982؟
في يوم ميلاد الأهلي.. أفضل 50 هدافا للنادي في الدوري
الأهلي - نادي الطلبة.. شعاره فوق الجميع
تقرير: زيدان يريد بوجبا الصيف المقبل
الحضري يرد على اتهامه بعمل "سبوبة" في كأس العالم