كتب : إسلام مجدي
في بعض الفترات وفي أحد المواسم يقدم فريق ما أداء يجعلك تتعاطف معه، تظل دوما تذكرهم بما قدموه في ذلك الموسم، كرة جميلة ومواهب عديدة وأسماء تظل عالقة في ذهنك.
بعض تلك المواهب يتجه للعب مع أندية أكبر يتفرقون في عدة أندية، ومع الوقت قد ننسى أنهم لعبوا سويا في فريق واحد وموسم واحد.
FilGoal.com يذكركم من خلال السلسلة التالية ببعض الفرق التي قدمت أداء رائعا واحتوت على عدد من الأسماء التي أصبحت نجوما وربما أبطالا وقادة مع فرقهم المستقبلية.
زدينيك زيمان المدرب التشيكي الذي قضى مسيرته التدريبية في إيطاليا كانت له مغامرة رائعة مع فريق بيسكارا في 2011-2012.
عشاق الكالتشيو يعرفون زيمان جيدا إما لكرته الهجومية القوية أو لتصريحاته أو لأسباب كثيرة، لكن واحدة من تلك الأسباب وبعيدا عن تدريب روما ولاتسيو، كان موسما رائعا مع بيسكارا وعدد من نجوم منتخب إيطاليا حاليا.
يوم 21 يونيو من عام 2011 شهد تعيين زيمان مدربا لبيسكارا، وقع على عقد يمتد لعام وحيد.
في صيف ذلك العام، قرر زيمان أن يضم عددا من المواهب الشابة لفريقه، لورينزو إينسيني من نابولي، سيموني رومانيولي من ميلان، موسى كونيه من أتالانتا وتشيرو إيموبيلي من يوفنتوس بجانب وضع الثقة في ماركو فيراتي ذلك الشاب الصغير الذي تم تصعيده للفريق الأول في 2008 منذ أن كان في الـ15 من عمره.
زيمان كان قد تعامل مع هؤلاء اللاعبين في فوجيا قبل توليه مهمة تدريب بيسكارا خلفا لأوزيبيو دي فرانشيسكو، منهم إنسيني ورومانيولي.
وقتها سجل الفريق 90 هدفا في الدوري، منها 28 هدفا لإيموبيلي هداف الموسم، لكن دعونا لا نستبق الأحداث.
متوسط حضور الجماهير في مباريات بيسكار في ذلك الموسم كان 13 ألف مشجعا في المباراة الواحدة، في حين أن أكبر عدد من المشجعين كان 21 ألف مشجعا.
نادي بيسكارا
نادي بيسكارا لا يمتلك الكثير من التاريخ، ربما ذلك الموسم تاريخ رائع بالنسبة لهم، تأسس عام 1936 من إقليم أبروتسو يعتبر نوعا ما جزء من جنوب إيطاليا، وربما أشهر أنديته هو بيسكارا.
قبل موسم 2011-2012 لم يتواجد بيسكارا في الدرجة الأولى منذ أكثر من 19 عاما.
"أشعر بفخر كبير كلما تذكرت ذلك الموسم، وفخور لأنني لعبت مع تلك المجموعة، فيراتي في دوره في الملعب كان ظاهرة، كان هناك القليل للغاية في العالم مثله". – لورينزو إينسيني.
ذلك العام وبعد موسمهم الخيالي، الثلاثي فيراتي وإيموبيلي وإنسيني لعب لمنتخب إيطاليا في حدث استثنائي نوعا ما بالنظر إلى سنهم ومقارنة بوضعهم، فما الذي كان مميزا للغاية؟
بيسكارا لم يخطف الأنظار بسبب نجومه أو حتى مدربه، لكن لكرته الهجومية، فنجومه الشباب لم يكونوا معروفين بعد وفقط إنسيني استمر في فريقه الأول، نابولي، في حين أن البقية شقوا طريقهم.
فلما خطف بيسكارا الأنظار؟
تكتيك زيمان في ذلك الوقت كان يعتمد بشكل تام على الكرة الشاملة التي لعبتها وبرعت بها هولندا في السبعينيات، زيمان نفسه وصف طريقته في وقت سابق بـ"الهندسة".
وفريقه بكل تأكيد علم وتعلم فلسفته في طريقة اللعب، اللعبة الرئيسية كانت تعتمد على اللعب الهجومي المثالي السريع، فخ التسلل وبالطبع دفاع المنطقة، بيسكارا في ذلك الموسم كان سريعا للغاية ومبهرا وفريق هجومي جدا.
كيف كان يلعب؟
اعتمد على طريقة 4-1-2-3، وقتها بدأ مع فريقه من حراسة المرمى، ضم إلى فريقه لوكا أنانيا، من فريق أورورا برو باتريا نفس السوق التي شهدت انضمام إنسيني وإيموبيلي.
قلبا الدفاع، الثنائي ماركو كابوانو وسيموني رومانيولي، اعتمد على ثنائي قوي بدنيا لديه قدرات في الرأسيات والمراقبة واعتراض الكرة وبالطبع القدرة على الاحتفاظ بالكرة وكذلك السرعة والتمرير الجيد.
كما أن ثنائي الأظهرة كان هجومي للغاية، داميانو زانون وأنطونيو بالزانو، ثم في الأمام، هناك ماركو فيراتي، في خط وسط احتوى على محور دفاعي ولاعب بوكس – تو – بوكس، وصانع ألعاب متأخر، لاعب الوسط الأول فيراتي كان جيد للغاية على الصعيد الدفاعي، لكن أيضا بإمكانه القيام بمهمة حيوية للغاية وهي خلق الفرص وبناء الهجمات بعد الفوز بالكرة سريعا، بل ومساندة خط الهجوم.
الثنائي الذي كان أمامه، كانا موسى كونيه، وإيمانويل كاشيوني. والجناحين كانا ماركو سانسوفيني ولورينزو إنسيني، طلب منهما زيمان كثيرا أن يركضا ويركضا.
الأجنحة في بيسكار طُلب منها أن تركض بلا هوادة طيلة اللقاء وتراوغ وتخلق الفرص بل وأيضا تسجيل الأهداف، وفي الهجوم كان تشيرو إيموبيلي، المهاجم المثالي لهذا النظام، لأنه يتحرك كثيرا ويحاول طيلة اللقاء ولاعب جماعي ذكي للغاية.
الظهير الأيمن داميانو زانون صنع 9 أهداف، والأيسر بالزانو سجل هدفا وصنع 3، أما فيراتي فصنع 9 أهداف، وموسى كوني سجل 3 أهداف وصنع هدفا، وكاشوني سجل 6 أهداف وصنع 9 والجناح الأيمن سانسوفيني سجل 16 هدفا وصنع هدفين، أما إيموبيلي فبجانب الـ28 هدفا صنع 6 آخرين، وإنسيني سجل 18 هدفا وصنع 14 آخرين.
هناك لاعبون آخرون تألقوا مثل أندريا جيسا وريكاردو بروسكو ورمولو تونجي ودانيلو سوديمو.
بيسكارا سجل العديد من الأهداف لكن خط دفاعه لم يكن موجودا، كأنها سيارة سباقات لكن بمحرك سيارة أقل من العادية، على سبيل المثال من شهر مارس 2012 وصل معدل حصده للنقاط إلى نقطة في 4 مباريات، رغم ذلك عاد الفريق من بعيد بعد الفوز بسداسية نظيفة ضد ليفورنو على ملعب الأخير.
من مباراة ليفورنو تلك لم يخسر بيسكارا أي مباراة، ليتصدر جدول الدرجة الثانية بعدما كان تورينو متصدرا لـ20 أسبوعا متتاليا.
أصبح بيسكارا وقتها أفضل فريق هجومي في تاريخ الدرجة الثانية بإيطاليا بمعدل أهدافه، إنسيني فاز بجائزة أفضل لاعب، وإيموبيلي الهداف، وانضم فيراتي إلى سان جيرمان، إنسيني عاد إلى نابولي، أما إيموبيلي؟ جنوى قرر ضمه نهائيا من يوفنتوس في الصيف بمبلغ 4 ملايين يورو.
قصة رائعة استمرت لموسم واحد، وفي الحلقة المقبلة نستعرض فريقا آخر من فرقنا المفضلة.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغط هــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغط هــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالمية اضغط هنا
طالع أيضا
مباراة لا نمل منها - هل توفيت الكرة في لقاء البرازيل وإيطاليا 1982؟
في يوم ميلاد الأهلي.. أفضل 50 هدافا للنادي في الدوري
الأهلي - نادي الطلبة.. شعاره فوق الجميع
تقرير: زيدان يريد بوجبا الصيف المقبل
الحضري يرد على اتهامه بعمل "سبوبة" في كأس العالم