مباراة لا نمل منها – البرازيل ضد إيطاليا 1982.. هل توفيت كرة القدم في ذلك اليوم فعلا؟

مع الوضع الحالي، هناك حالة من الاشتياق لدى جماهير كرة القدم للعبة، ومع عدم وجود وقت محدد لعودة المباريات حتى الآن بسبب تفشي فيروس كورونا، من هنا جاءت الفكرة.

كتب : إسلام مجدي

الجمعة، 24 أبريل 2020 - 13:14
مباراة لا نمل منها - البرازيل ضد إيطاليا

مع الوضع الحالي، هناك حالة من الاشتياق لدى جماهير كرة القدم للعبة، ومع عدم وجود وقت محدد لعودة المباريات حتى الآن بسبب تفشي فيروس كورونا، من هنا جاءت الفكرة.

هناك مباريات لا نمل منها أبدا، يمكننا أن نشاهدها كاملة إن رأينا إعادة لها، وتلقائيا قد نذهب إلى موقع يوتيوب لمشاهدة ملخصا من 20 دقيقة مرة أو مرتين لها.

في هذه السلسلة يرصد لكم FilGoal.com عددا من المباريات التي لا نمل منها، سواء باختيارنا أو باختياركم.

في مرحلة ما من التاريخ، تم اعتبار مباراة البرازيل ضد إيطاليا على أنها معركة الخير ضد الشر، أو "وفاة واحدا من أعظم أساليب اللعب الكروي الهجومي". لكن هل كانت تلك هي القصة فعلا؟

لنسرد سويا قصة مباراة البرازيل وإيطاليا في كأس العالم 1982 بجانب منح دعوى لكل مشجع كروي لمشاهدة المباراة معنا.

شاهد معظمنا أفلاما عن الأبطال الخارقين أليس كذلك؟ منتخب البرازيل في تلك الفترة كان أشبه بهم، مجموعة من أفضل المواهب التي داعبت الكرة على الإطلاق.

صراع الأساليب المختلفة

إيطاليا في دور المجموعات الأول كان لديها بولندا والكاميرون وبيرو، لم تفز أي مباراة، تعادلت في المباريات الثلاثة، سلبيا مع بولندا، وبنتيجة 1-1 مع بيرو والكاميرون، تأهلت ثانيا بفارق الأهداف عن الكاميرون، وبالتحديد بفارق هدف.

البرازيل كانت في وضع مختلف للغاية، تفوقت ضد الاتحاد السوفيتي بنتيجة 2-1 ثم رباعية ضد اسكتلندا ورباعية أخرى ضد نيوزيلندا، 10 أهداف واستقبلت هدفين ولعبت بأسلوب تحدث عنه العالم أجمع.

منتخب البرازيل امتلك بين صفوفه لاعبون يتمتعون بالموهبة والكاريزما، زيكو الفتى الذي نشأ وهو يلعب كرة القدم الخماسية لديه رؤية وقدرة قيل وقتها أنه لا أحد امتلكها في البرازيل سوى بيليه.

ثم الجناح إيدير، وهناك القائد والطبيب الذي يحبه الجميع، سقراط، اسم الفيلسوف وشعبية القادة، ذلك أدق وصف.

البرازيل خلال ذلك العام قررت العودة لما وصفه جوناثان ويلسون الكاتب والمحلل الإنجليزي بـ"الأسلوب القديم" مثلثات وسط الملعب.

أن يفاجئك راقصو السامبا بسرعتهم الكبيرة في الاختراق، وأن يمنح المدرب تيلي سانتانا لاعبيه فرصة أفضل للتعبير عن أنفسهم.

تونينيو سيريسو وفالكاو يلعبان كصناع لعب متأخرين خلف زيكو وسقراط، صناع اللعب المتقديمن وإيدير مهاجم.

رغم ذلك التشكيل كان يبدو مثل 4-2-2-2، بوجود ظهيرين ممتازين هما لياندرو وجونيور.

يمكننا مشاهدة لما وقع العالم في حبهم هنا:

أنتج ذلك المنتخب ربما أكثر كرة ممتعة شهدها كأس العالم في ذلك الحين منذ 1970، فاز بكل مباريات دور المجموعات الأول، ثم فاز بأريحة ضد الأرجنتين، ليحتاج الفريق تعادلا فقط مع إيطاليا ليصل إلى نصف النهائي.

ماذا عن إيطاليا؟

وقتها لم تكن طريقة كاتيناشو قد عرفت بعد، بل دفاع المنطقة الفطري لدى الإيطاليين، كل لاعب يغطي منطقته في الملعب، وماذا عن التعامل مع اللاعبين أصحاب المهارة الكبيرة؟ بالنسبة للطريقة الإيطالية فأنت لديك لاعبين، واحد يتصرف في المنطقة وواحد جاهز للتعامل مع الخطأ وارد الحدوث.

عرفت تلك الطريقة باسم "اللعبة بالأسلوب الإيطالي" أو Zona Mista وفيما بعد كانت تلك بداية طريقة كاتيناشو.

إيطاليا كذلك ابتعدت قليلا عن طريقة هيلينو هيريرا ورؤيته الدفاعية، واتجهت إلى الأسلوب الألماني والهولندي، باستخدام ليبرو يجيد تقديم الإضافة لوسط الملعب وتحريك الكرة أكثر حينما يمتلك فريقه الكرة.

الأزرق بدأ البطولة بشكل لم يعجب البعض، التعادل في 3 مباريات في وجود فرق تقدم أداء هجوميا وشاعريا قويا يجعلك خارج الحسابات. فيما عاد باولو روسي من الإيقاف بعد تورطه في فضيحة تلاعب بالمباريات يحاول تقديم أفضل ما لديه.

باولو روسي لم يسجل ضد بولندا، وخرج بعد 46 دقيقة أمام بيرو، ولم يسجل ضد الكاميرون.

في دور المجموعات الثاني تغير شيء ما في أداء روسي.

"ذلك الفوز بنتيجة 2-1 ضد الأرجنتين أعاد لي إيماني بنفسي، كنت بحاجة لمثل تلك اللحظات والقتال". – باولو روسي.

النجم الإيطالي شارك لـ80 دقيقة قبل أن يلعب أليساندرو ألتوبيللي -المحلل الشهير حاليا- بدلا منه.

المباراة التالي كانت ضد البرازيل.

هل كانت أعظم مباراة في تاريخ كأس العالم؟ هل استحقت كل تلك الجدل؟

"تلك المباراة كانت ملحمية، بكل ما تحمله من رموز، الدفاع ضد الهجوم، المواهب ضد الفريق المتكامل، أبطال الشعب ضد لاعبي إيطاليا الذين كانوا أبطالا بدورهم، لكن أداء البرازيل الهجومي اكتسب بعض المشجعين على مدار البطولة". جوناثان ويلسون.

الطريقة الإيطالية لم تكن مجهزة لمباراة يتأخرون بها بهدف لم تكن تلك عقليتهم أو طريقتهم، وبالطبع تقدموا مع بداية المباراة، برونو كونتي يتقدم أكثر من 40 ياردة بالكرة ويخترق ويرسل الكرة إلى أنطونيو كابريني الذي يمررها إلى روسي ليسجل.

أصبحت المباراة أشبه به، هجوم برازيلي ومقاومة إيطالية مستمرة.

بالطبع لن نخبركم مزيدا من التفاصيل حول أحداث المباراة. أبدا لن نفعل، حتى يمكنكم أن تشاهدوا الملخص دون حرق أكثر للتفاصيل.

لكن لا يوجد وصف أفضل من وصف برايان جلانفيل الكاتب الروائي الإنجليزي الشهير الذي قال: "كانت تلك المباراة التي وجد خط وسط البرازيل المجيد نفسه في اختبار حقيقي، لكنه لم يتمكن من فعل أقل شيء حتى، وهو تعديل مواطن القصور في فريقه".

هل كان ذلك هو اليوم الذي ماتت به كرة القدم فعلا؟ لا بالطبع لكن ربما انتهى الأسلوب نفسه لا يمكنك أن تهاجم بكل خطوطك.

"لم يكن يوم وفاة كرة القدم كما قال زيكو، لكنه كان اليوم الذي بعده انتهت السذاجة في كرة القدم، لا يمكنك بعد ذلك اليوم أن تختار أفضل اللاعبين وتسمح لهم بالنزول معا للملعب للاستمتاع، كان يوما فاز فيه النظام". – جوناثان ويلسون.

بالطبع مازال هناك مكان للمواهب الفردية الهجومية الرائعة، لكن أصبح أمرا معروفا أنه يجب عليك حماية تلك المواهب وفريقك.

الغريب أن طريقة "اللعبة بالأسلوب الإيطالي" نفسها تلفظ أيامها الأخيرة، كانت فعالة فقط لوقت من الزمان وفي أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات كانت إيطاليا تجيدها، لكن بعد ذلك لم تعد مجدية.

"بالنسبة لي كمدرب وليس كمشجع، كرة القدم دائما تتمحور حول الفريق، وأفضل تدريب فريق على مجموعة من اللاعبين الكبار".

"في اللحظة الحالية إن سألتني من أدرب؟ إيطاليا أو البرازيل في 1982؟ في شهر واحد سأحضر البرازيل وأحاول أن أجعلهم فريق كبير".

"لأن إيطاليا شكلوا فريقا كبيرا مع مدرب واقعي وموضوعي جدا، وإن خيرتني وقتها من سأدرب، كنت سأختار إيطاليا". – جوزيه مورينيو.

لنشاهد المباراة سويا.. نتمنى لكم مشاهدة ممتعة.

مصادر:

جارديان

إسكير

كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا

لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا

لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا

طالع أيضا

تقرير: زيدان يريد بوجبا الصيف المقبل

الحضري يرد على اتهامه بعمل "سبوبة" في كأس العالم

الجضري: أمر واحد ينقص صلاح ليصبح الأفضل في تاريخ مصر

الحضري: جوزيه وحسن حمدي منعا عودتي للأهلي

رسالة من الخطيب في ذكرى تأسيس الأهلي

فيفا يغرم الاتحاد السكندري 300 ألف دولار