كتب : زكي السعيد محمد يسري منار سرحان
"وجدت رجلين في شاحنة قرب المدينة الرياضية، فقلت: ماذا تفعلان هنا؟ قالا: سنتناول العشاء ثم نذهب لمشاهدة المباراة، قلت: ساعداني في نقل المرمى وسأعطيكما ما تريدان".
في 1 أبريل 1998، امتلأ ملعب سانتياجو برنابيو عن بكرة أبيه، الرجال الذين حضروا لمساندة الفريق الملكي في تلك الأمسية لم يكونوا قد شاهدوا فريقهم بطلا لدوري أبطال أوروبا من قبل.
ولم يكونوا ليشاهدوا لولا بطولة أوجستين هيريرن الذي أنقذ الحلم المدريدي، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم السبت بعدما رحل عن عالمنا في 18 إبريل 2019.
(إعادة نشر)
في تلك الليلة، استقبل ريال مدريد فريق بروسيا دورتموند بذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، مواجهة ستصير كلاسيكية بعد عقد ونصف مع كثرة تكرارها، لكنها أبدا لم تحمل مقدارا من التوتر كالذي شهدته تلك المباراة.
وفي زمن حصلت فيه روابط الأولتراس على حرية كاملة بالدخول كاملة العتاد والعدد إلى المدرج، كان السياج هو الوسيلة الأمنية الوحيدة للحد من المقذوفات التي ترسلها الجماهير الغاضبة صوب لاعبي الفريق المنافس.
فوز ريال مدريد الأخير بدوري أبطال أوروبا حينها يعود إلى عام 1966، ووصوله الأخير إلى المباراة النهائية تحقق عام 1981.
أجيال متعاقبة من الشبان المتيمين بريال مدريد اكتفوا بسماع روايات آبائهم عن أمجاد جيل الخمسينيات والستينيات، لكنهم لم يحظوا بفرصة رؤية الفريق الأكثر تتويجا بالبطولة يرفع الكأس ذات الأذنين.
جماهير ريال مدريد عرفت أن تلك المباراة ستكون الأخيرة لفريقها على سانتياجو برنابيو في تلك النسخة، ولم تدخر مشاعرها التي عبرت عنها بكل الوسائل الممكنة، وعندما وصل الحماس إلى أقصاه لحظات قبل دخول اللاعبين إلى أرضية الملعب، قامت جماهير الدرجة الثالثة بتسلق السياج المربوط بالمرمى، فانهار المرمى!
تحطم المرمى ودخلت المباراة إلى نفق مظلم، فالعاملون بالملعب حاولوا إصلاح المرمى بكافة الوسائل الممكنة دون نجاح يذكر، والمشكلة كانت في عدم وجود مرمى احتياطي بملعب سانتياجو برنابيو يومها، مما يخالف تعليمات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
خيم الصمت والهلع على كل المنتمين إلى ريال مدريد في محيط الملعب، وبدأت إدارة الفريق الألماني في ممارسة الضغط على الحكم الهولندي ماريو فان دير إندي.
إلغاء المباراة كان سيعني اعتبار دورتموند فائزا بشكل افتراضي بنتيجة 3-0، وهي نتيجة سيصعب على ريال مدريد تداركها في مباراة الإياب بألمانيا، مما يعني ضياع الحلم المدريدي عمليا.
وسط تسليم بالأمر الواقع أمام مشكلة لا يمكن حلها، ظهر أجوستين هيريرين.
وعلى الرغم من أن أوجستين هيريرين لم يكن المسؤول عن الملعب في ذلك التوقيت، حيث كان نائبا لخوليو كاسبيا، إلا أن الإدارة أبلغته أن المرمى الجنوبي انهار وعليه الذهاب للمدينة الرياضية لإحضار مرمى يصلح للعب به، وذلك بعدما أعطى حكم اللقاء الهولندي فان دير إنده مهلة زمنية لريال مدريد لتدارك الأمر.
يقول هيريرين:"أبلغوني أن المرمى الجنوبي انهار وأن علي جلب مرمى أخر بأي طريقة وفي أسرع وقت ممكن".
بطل القصة فكر في الذهاب إلى المدينة الرياضية القديمة المتواجدة على بعد 2 كم فقط من الملعب، وإحضار مرمى على وجه السرعة والعودة به إلى الملعب.
توجه هيريرين بفكرته العبقرية إلى ميجيل أنخيل جونزاليز حارس مرمى ريال مدريد في السبعينات والثمانينات، والذي كان يشغل منصب مدير المدينة الرياضية في ذلك الوقت، وعلى الفور هرع كلاهما صوب المدينة الرياضية.
فيوضح "تحدثت سريعا مع الضابط المسؤول عن تأمين المباراة وقلت له أريد أسرع سائق لديك هنا لجلب المرمى من المدينة الرياضية، الضابط كان كريما وأعطاني سائقين. ذهبنا للفالديبيباس ونحن نطير، حرفيا، فقد وصلت سرعة السيارة إلى 100 كليو متر في الساعة".
وعندما وصلا، تواصلت المشكلات.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
طالع أيضا
أفضل 50 هدافا في تاريخ منتخب مصر
أكثر 5 مباريات مشحونة سياسيا في تاريخ المونديال
معلول: تلقيت عرضا ضخما للرحيل عن الأهلي
علي غزال: مفاوضات الزمالك شفهية
معلول: أردنا الزمالك لرد الاعتبار