كتب : محمود عزت
نعم، كنت أستطيع أن أصبح ماركو فان باستن الجديد في ميلان، فيما كانوا سوف يعتبرونني كرويف الجديد في برشلونة، رغم ذلك أردتها على طريقتي الخاصة، ببساطة لطالما أردت أن أكون دينيس بيركامب.
أنا دينيس بيركامب وتلك قصتي.
يقدم Filgoal.com سلسلة من الحلقات حول مسيرة بيركامب في الملاعب الخضراء، الكتاب عبارة حوار دار بين بيركامب والصحفي ديفيد وينر تحت اسم "stillness and speed: my story”.
الأستاذ
أراد لويس فان خال دومًا تقديم كرة ممتعة على غرار يوان كرويف وأرسين فينجر، يعتمد كرويف على لاعب مغامر صاحب مهارة وفريد من نوعه ومهاجم بطبعه أيضًا يريد لاعبين استثنائيين، يتحكمون في المباراة، استثار لاعبيه العظماء وتحديهم.
فيما يعتمد فان خال على لاعب ملتزم يمنحه عدد من التكليفات ليكون نظام خاص به، الجميع يخدم النظام، نعم النظام هو المقدس.
فلسفيا، إذا كانت كرة القدم لعبة شطرنج جسدية فإن لويس فان خال يرى نفسه كأستاذ ولاعبيه مثل البيادق، يرى نفسه مدير يتحكم برمة الأمر، فيما يرى كرويف أن اللاعبين أشخاص مستقلين يهدف إلى تثقيفهم وثقل ذكاء الملعب ليصحبوا لاعبين مستقلين بشكل ذاتي، خطة كرويف دائما صناعة أجيال جديدة من دينيس بيركامب.
أما فينجر الأستاذ كما أحب أن أطلق عليه في مكان ما بينهما، أنه هادئ وجيد في تكتيك المباراة، يفكر في خلق التوازن بالفريق وليس الأنظمة، يستهدف اللاعبين الأذكياء ويسمح لهم بتحديد نظام اللعب على أرض الملعب مثل كرويف يحب اللاعبين التقنيين الذين يمكنهم اللعب بشكل فطري.
الفلسفة مرة أخرى
دعنا نطوي مسيرتي مع أياكس والنقاشات الفلسفية حول المدربين، انتقلت إلى إنتر ميلان عام 1993 بدت الخطوة ذكية لكنها كانت قاتمة بمزيد من الارتباك والتوتر ضحية كثير من الوعود التي لم تنفذ وحاجز ثقافي.
غرقت مرة أخرى في بحر من الحروب الفلسفية العقائدية حول مستقبل إيطاليا وماضيها، هل يجب أن يستمر الإيطاليون في كونهم إيطاليين؟ أم يجب أن يحاولوا أن يصبحوا هولنديين؟ تم زرع الفتنة بواسطة بيرلكسوني رئيس ميلان عندما أبدى اهتمامه بشاب يدعى أريجو ساكي في الدرجة الثانية مع بارما، بعدها تعاقد معه ليكون "الجراندي ميلان" أحد أفضل الفرق في التاريخ ليحطم إنتر ميلان بفلسفة جيوفاني تراباتوني القديمة.
ساكي الذي يعتقد بعض الأفكار الهرطقية تنذر بتغيير عقيدة الكرة الإيطالية "الكاتيناتشو" التي تعتمد على الدفاع ثم الدفاع ثم الدفاع ثم هجوم مرتد بالضربة القاضية صوب أجساد المنافسين.
زعم الصحفي والروائي الإيطالي جياني بريرا أن الكمال في كرة القدم كان مباراة 0-0 حيث لم يرتكب أيا من دفاع الفريقين أخطاء، إيطاليا في حقبة الثلاثينيات كانت تعتمد بشكل رئيسي على خطة 3-2-3-2 الهجومية، ومن ثم تغيرت إلى الكاتيناتشو بعد الحرب العالمية الثانية.
إيطاليا إيطاليا إيطاليا
كنت أحد أهم المواهب الشابة في أوروبا، الكل يرغب في التعاقد معي، كان بالإمكان الذهاب إلى برشلونة أو ميلان أو يوفنتوس، لكنى اخترت إنتر ميلان المقر العالمي للكرة الدفاعية آنذاك، دائما ما اتخذ قراراتي بالفطرة ربما لم أستمتع به لكنه كان القرار الصحيح، لولاه ما تألقت في آرسنال.
برشلونة يمتلك 3 لاعبين أجانب وأنا اللاعب الرابع، لكنى اخترت إيطاليا لأنها أفضل بلد في كرة القدم، لم أرد أن أكون نسخة من فان باستن لذلك لم أذهب إلى ميلان ولم ينتابني شعور جيد في المفاوضات مع السيدة العجوز، إذن الوجهة هي النيراتزوري، أردت أن فعل شيء جديد لم يفعله أحد من لاعبي أياكس.
أحببت إيطاليا منذ اليوم الأول على الرغم من أنني لم أتكلم اللغة الإيطالية فيما بعد، ومن ثم اشتريت منزل جديد وتراهنت مع مشجع إنتريستا إذا سجلت 20 هدف يمكنني الحصول على سيارة فيراري بدون مقابل، نعم سجلت في هولندا 25 هدفًا لما لا.
قضيت موسم أول جيد على نحو ما، سجلت بعض الأهداف الجيدة وتحصلت على ركلات جزاء والجميع يقول أنني أفضل لاعب في كأس الاتحاد الأوروبي بعدما سجلت 8 أهداف وتم تتويج إنتر ميلان بالبطولة موسم 1993-1994، رغم ذلك لم أكن محاط بالحب.
ذهبت من منطقة الراحة في أياكس إلى العمل من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءًا، هيا يا رفاق لنلعب مباراة ممتعة اليوم، الجميع يرد هيا لنحقق نتيجة اليوم، ترى الجودة في الفريق ولا ترى المساحة، لا أحد يريد تقديم كرة القدم التي أحبها، لا أحد يريدها حقًا.
إبان فترتي مع أياكس كان الفريق منظم بشكل هائل ونعتمد على الأنماط في اللعب، أما في إنتر ميلان لم أعرف خطة اللعب هل نلعب 4-4-2 أم 4-5-1 أم 4-3-3؟ نلعب أنا وزميلي روبين سوسا أمام 5 مدافعين، إذا تقدم أحد لاعبي الوسط تصبح المواجهة ثلاث لاعبين أمام خط الدفاع، نتحرك بشكل عشوائي لم يكن هناك ترابط لأن بقية الفريق يدافع، وأنا في المقدمة في جزيرة منعزل تمامًا.
أراد إنتر شرائي مع زميلي الهولندي ويم جونك لنقدم نسخة مشابهة من ميلان، هذا الوعد الذي تلقيته من إرنستو بيليجريني رئيس إنتر ميلان وبالفعل صدقته.
في الموسم الثاني، قدمت مستوى سيئ سجلت هدفين فقط مع أوتافيو بيانكي المدرب الجديد الذي طالما تغني أنه درب ماردونا في نابولي جنوبي إيطاليا، تعرضت للكثير من الإصابات وهجوم الإعلام والجماهير.
كانت القشة التي قصمت ظهر البعير في علاقتي به بعد إصابتي.
أردت السفر إلى هولندا للعلاج فيما أصر أن أبقى في إيطاليا، دار حوار ساخن حيث قال: "أنت لا تبذل المجهود المرجو، لم تسهم بشكل جيد مع الفريق، وذكر شيء عن الاحترام" رددت بقوة "أنا لا أحترمك بعد العديد من الأشياء التي قمت بها على سبيل المثال واقعة ماردونا بالإضافة إلى الغطرسة وعدم احترام الآخرين".
قررت الرحيل عن إيطاليا في قرارة نفسي، خاصة أنني لم أتاقلم بشكل جيد مع طريقة اللعب ولم أتقن اللغة الإيطالية بشكل تام.
بيركامب = زيدان
نعم، الظاهرة رونالدو بات لاعبًا إيطاليًا وتأقلم على الطريقة الدفاعية كان يمتلك مهارات والقدرة على المراوغة وبالطبع ماردونا، فيما أحتاج أن إلى الآخرين للقيام بالتحركات المناسبة لأضع بصمتي.
في إيطاليا تتاح فرصة واحدة فقط عليك أن تسجلها، تعلمت أن أكون في غاية الدقة لأنها تمريرة واحدة، تعلمت كثيرا في الدوري الإيطالي.
فيما يتحدث جوزيبي بيرجومي نجم إنتر ميلان في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي عن الفارق بينه وبين زيدان قائلا: "بيركامب أسرع من زيدان أيضًا متحرر بشكل أكبر، دينيس رائع كلاعب ولم يكن على نحو جيد كشخصية، كان هادئ ومنطوي يحتاج أن يكون أكثر قوة على الصعيد الشخصي".
وأردف "كان زيدان القائد في يوفنتوس وريال مدريد وفرنسا، أينما لعب كان هو المسيطر، فيما كان بيركامب مجرد قائد فني داخل أرض الميدان".
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغطهــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغطهــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالميةاضغط هنا
اقرأ أيضا
أمير مرتضى يرد على محامي النقاز عبر في الجول
محامي النقاز: فيفا حكم له ضد الزمالك.. وغرامة مالية كبيرة على الأبيض
الإسماعيلي يكشف موقفه من تقليل الأجانب