كتب : رامي جمال
"حينما قررت الرحيل عن يوفنتوس كان علي الاختبار بين ميلان وإنتر تحدثت مع مينو رايولا وميلان كان لديه العديد من النجوم بالفعل لكن إنتر لم يفوز بالدوري لـ17 عاما وهذا الموقف المثالي لي ونوعية التحدي الذي أريده وفكرت في كل اللاعبين الذين لعبوا للنادي ولم يظفروا ببطولات لذا إن نجحت في الفوز سأضع اسمي في كتب التاريخ وذهبت إلى إنتر" زلاتان إبراهيموفيتش.
قبل تسع سنوات أصدر زلاتان إبراهيموفيتش سيرته الذاتية التي جاءت تحت عنوان "أنا زلاتان إبراهيموفيتش، وفي عام 2018 أصدر كتابا ثانيا تحت عنوان "أنا كرة القدم: زلاتان إبراهيموفيتش".
وبعدما استعرض FilGoal.com الكتاب الأول حان الوقت لنرى ماذا في جعبة السطان في كتابه الثاني.
طالع الحلقة الأولى
أنا كرة القدم (1) – سأكون البرق الذي يضرب السويد.. ولماذا تتبعني دائما؟
طالع الحلقة الثانية
أنا كرة القدم (2) – عن الفتيان السيئة زلاتان وميدو وبائع البيتزا.. و60 ألفا ضدي
طالع الحلقة الثالثة
أنا كرة القدم (3) – عن 3 أشياء حولتني لأسد.. وشخصية خيالية غريبة
بداية رائعة ورد دين قديم
بدأت مسيرتي بأفضل شكل ممكن مع إنتر ضد فيورنتينا وسجلت هدفا بعد تمريرة من ستيبان كامبياسو وفزنا في ذلك اللقاء 3-2.
ومع الفريق عادت علاقتي مجددا مع ماكسويل انضم إلى إنتر ولكن عانى من إصابة قوية في الركبة وهو جاء إلى إيطاليا وأنا أصبحت ملكا فيها.
لذا قد حان وقت رد الدين فبعدما اعتنى هو بي في أياكس كان علي أن أعتني به في إيطاليا.
فزت مع إنتر بثلاثة ألقاب متتالية للدوري واسمي كان يكبر كل يوم أكثر وأصبحت أوصف باللاعب القادر على إحداث الفارق.
في موسم 2008-2009 كنت أريد الحصول على لقب هداف الدوري وكل شيء لم يكن يسير جيدا في الجولة الأخيرة ضد أتالانتا.
لكنني سجلت هدفا سحريا بالكعب وكانت هذه أول مرة أحصل على لقب هداف الدوري، وأن أحقق ذلك مع إنتر وفي إيطاليا كان الأمر مدهشا.
فاللعب في إيطاليا في ذلك الوقت لم يكن سهلا فقد كان الحرس القديم من اللاعبين المميزين مازال يلعب لذا تحقيق ذلك الإنجاز كان مُبهرا.
وفي إنتر تعرفت على شخص جديد كان لدي عداوة قديمة معه عندما كنت لاعبا في يوفنتوس هو سينيسا ميهايلوفيتش.
يقولون أن كل علاقة حب جيدة تبدأ بعراك وهذا ما حدث مع ميهايلوفيتش، لقد عرفنا بعضنا البعض جيدا فهو شخص صريح وحينما يريد قول أي شيء سيقوله هو يمتلك قلب قوي من منطقة البلقان.
عراك أدى لصداقة
الجزء التالي على لسان سينيسا ميهايلوفيتش
أول مرة لعبت ضد زلاتان كان هو في يوفنتوس وأنا في إنتر والأجواء كانت مشحونة مثل أي دربي بالطبع.
بعدما بدأت المباراة بدأنا نوجه الإهانات لبعضنا البعض ونركل بعضنا كذلك وقررنا أن نحل المشكلة بعد نهاية المباراة لكن ذلك لم يحدث أبدا.
نحن متشابها كل منا يريد الفوز وما يحدث في الملعب يبقى في الملعب وبعد تلك الواقعة وبعدما التقينا في إنتر عندما أصبحت مساعد للمدرب أصبحنا صديقين مقربين وشارك في لقاء اعتزالي.
أتذكر أنه هو وهيرنان كريسبو لم يكونا على علاقة جيدة لذا لإبقاء الأجواء في غرفة خلع الملابس جيدة كنت أقول لكريسبو هذا طفل ولاعب صغير وأنت أفضل منه.
وأذهب لزلاتان وأقول له انسى كريسبو لقد مضى الزمن عليه وأنت المستقبل لك.
كانت هذه طريقتي لإبقاء الأجواء في إنتر هادئة حتى المشكلة المقبلة.
لقد تغير إبراهيمفويتش وأصبح يعي دوره كقائد فعلي للفريق في الملعب لقد لاحظت أنه في ميلان بدأ يركض ليخطف الكرة من المدافعين وقال لي يجب أن أكون مثالا لفريقي حتى يركضوا مثلي أو حينما أصبح في مزاج سيئ سيتقبلونني، وهذا جعل منه لاعبا أفضل.
لسوء الحظ جاء زلاتان في وقت ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو يسجلان خمسين أو ستين هدفا في الموسم لذا منافستهما على الكرة الذهبية كان سيتطلب الكثير.
لكنه مختلف عنهما في أنه فاز في كل البلدان التي لعب فيها.
لا أعتقد أنه سيصبح مدربا لأنه غير صبور وسيطلب الكثير من لاعبيه لكنني أتمنى أن يبقى في عالم كرة القدم لأنها تحتاج إليه.
وعد مورينيو الذي طاردني
الجزء التالي على لسان إبراهيموفيتش
حينما كنت مع منتخب السويد في يورو 2008 تلقيت رسالة من شخص لم تجمعني به علاقة أبدا كان يُدعى جوزيه مورينيو.
سمعت في ذلك الوقت أن إنتر ينوي تغيير مدربه روبرتو مانشيني وبدا الأمر جيدا إذ أنك تحتاج لمعرفة أي شيء عن المدرب الجديد فالانتقال من مدرب لآخر ليس شيئا يتم التعامل معه بسهولة في 24 ساعة على الأقل في حالتي.
بدأنا نتراسل وحينما التقيت معه لأول مرة وجها لوجه شعرت إنني أعرفه جيدا بالفعل، وعندما تشعر أن المدرب مهتم بك فلن تقدم له 100% من مجهودك بل 200%.
مورينيو كان يشبه فابيو كابيللو يكره الخسارة حتى في التدريبات ورغم علاقتي الجيدة به كان يوبخني كثيرا وكان ذلك يحفزني لأصبح أفضل، لذا كنت أنتظر المباراة المقبلة وأظهر للجميع من أنا.
مورينيو يثق في نفسه كثيرا وهذا ليس تعجرف أو غرور هو لديه رؤية لأي شيء ويمكن أن يحول ما يريد إلى واقع ملموس، ربما نتعارك في وقت المباريات لكن بعد ذلك نتعانق.
هو الشخص الوحيد الذي أخرج أفضل ما لدي في الملعب وكشخص كذلك هو ذلك الشخص الذي يجعلك تريد تقديم الأفضل له دائما، مورينيو لعب دورا كبيرا وهاما في مسيرتي.
لكن في النهاية وبعد توديع دوري أبطال أوروبا على يد مانشستر يونايتد أردت الرحيل والذهاب إلى إسبانيا لأحظى بفرصة الفوز باللقب وفي البداية رفض مورينيو طلبي.
وقلت له اسمع الأمر ليس شخصيا هذا ما أحلم به وأريده ووجدته يقول لي أنت تريد الذهاب إلى برشلونة لتفوز بدوري أبطال أوروبا، فقط تذكر أنا من سأفوز به المرة المقبلة.
بعدما بدأ الحديث بالانتشار عن اقتراب رحيلي كنا نواجه لاتسيو في الجولة الأخيرة من الدوري وتعادلنا سلبيا في الشوط الأول وبدأ الجمهور يطلق صافرات الاستهجان علينا وكنت أريدهم أن يتحلوا بالصبر.
في الشوط الثاني سجلت هدفا وأشرت لهم بالصمت لأقول لهم أن ما فعلوه لم يكن جيدا وليس لأنني اقتربت من الرحيل عن النادي.
بعد ذلك كنا نخوض معسكرا صيفيا ووجدت هاتف ماكسويل لا يكف عن الرنين وعلمت أنه سيذهب إلى برشلونة.
لذا اتصلت بمينو رايولا وقلت له انقلني إلى برشلونة مع ماكسويل وإلا لن تكون وكيل أعمالي.
لم أقل لمينو ذلك بسبب ماكسويل ولكن هذه طريقتي في إيصال المعلومة.
وفي غرفة خلع الملابس عرف الفريق أن ماكسويل أتمم انتقاله بالفعل لذا أعطيته حذائي وقلت له سافر أنت به إلى برشلونة لأنني سأنتقل معك قريبا وضحك كل اللاعبين واعتقدوا إنها مزحة.
لكن بعد يومين فقط اجتمعت مع مسؤولي برشلونة وبعد 20 دقيقة من نهاية الاجتماع انتقلت بالفعل.
انتقالي لبرشلونة كان لأنني حققت كل شيء في إيطاليا وفزت بخمس بطولات للدوري في خمس سنوات وأردت الحصول على تحد جديد وكنت أحلم باللعب لبرشلونة دائما.
زلاتان لم يكن طبيعيا أبدا
الجزء التالي على لسان مورينيو
زلاتان لم يكن طبيعيا أبدا أن تكون بذلك الطول والوزن يمكن أن يؤثر على أحد إمكانياتك الكروية لكن ذلك لم يحدث له هو مثل أحد قوى الطبيعة.
مسيرته مع إنتر كانت قمة عطائه الكروي وكان أحد أفضل ثلاثة لاعبين في العالم في ذلك الوقت ولم أتوقعه أن يكون شخص بسيط.
لكنني قلتها مرارا وتكرارا إن خيرني أي شخص بين لاعب مهذب وآخر لاعب رائع بشخصية صعبة، سأختار اللاعب، وزلاتان شخصيته فاجأتئني بعدما كنت أعرف أنه لاعب رائع بالفعل.
يتوقع زلاتان من الآخرين الكثير ولكنه يتوقع من نفسه أكثر من أي شخص آخر، هو أمين ويظهر ما يشعر به.
عندما أراد الرحيل عن إنتر كان صادقا في حديثه معي لذا قلت لمدير النادي إن أراد أي لاعب الرحيل فاجعله يرحل، ورغم ذلك علاقتنا ظلت جيدة للغاية رغم ما يثار عن حدوث خلاف بيننا في ذلك الوقت.
عندما جاء معي إلى مانشستر يونايتد بعد ثماني سنوات من عملنا سويا في إنتر كان تغير كثيرا ففي إنتر كان يريد فعل كل شيء بنفسه لمساعدة الفريق.
لكن في مانشستر تطور كثيرا في فهم نفسه وفهم الآخرين وأصبح بمثابة لاعب جماعي أكثر وكان هناك الكثير من اللاعبين الشباب الأقل خبرة منه لذا هو كان بمثابة ذراعي في الملعب أو مدرب في الملعب.
عندما أصيب في يونايتد لم يتوقع أن يبقى تلك الفترة الطويلة خارج المباريات للعلاج وبعد شفائه قال لي إنه لا يستطيع أن يكون زلاتان الذي أعرفه وأنه لن يكون بمقدوره لعب الـ90 دقيقة كاملة في ثلاث مباريات أسبوعيا، وهذا كان رائعا منه.
بعد فترة وجدته يقول لي إنه يريد الرحيل لأنه لديه عرض جيد من الدوري الأمريكي ولن أقول إنني أعطيته الإذن بالرحيل لأن علاقتنا ليست تدور حول المدير ومرؤوسيه بل تفهمت قراره ووافقته عليه.
في مانشستر هو كان هداف الفريق ولم يكن كلاعب في سن الـ36 مثل رونالدو في ريال مدريد ولكن رونالدو كانت تتم إراحته لكن زلاتان يرفض الراحة وفي ذلك الوقت كنا نلعب الدوري والدوري الأوروبي والكأس كل أسبوع.
زلاتان كان رجلي الأول في مانشستر.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا.. اضغط هــــــــــنـــــــــــــــا
لمعرفة كل المصابين بفيروس كورونا من عالم كرة القدم وتطور حالاتهم، اضغط هــــــــــنـــــــــــا
لمتابعة تأثير فيروس كورونا على الأحداث الرياضية المحلية والعالمية اضغط هنا
اقرأ أيضا:
كلوب: كنت سأصاب بالجنون لو جاء كورونا في الثمانينيات
الإسماعيلي يرغب في ضم محترف الزمالك
لاعب الأهلي يقترب من العودة بعد الإصابة الطويلة