20 عاما مرت على ليلة غابت فيها الابتسامة عن كرة القدم

12 أبريل 2000، يوم أسود على كرة القدم، غابت فيه الابتسامة عن الوجه الطفولي لـ رونالدو لويس نازاريو دي ليما.

كتب : زكي السعيد

الأحد، 12 أبريل 2020 - 22:17
رونالدو - إنتر ميلان

12 أبريل 2000، يوم أسود على كرة القدم، غابت فيه الابتسامة عن الوجه الطفولي لـ رونالدو لويس نازاريو دي ليما.

منذ 20 عاما بالتمام والكمال، تغيّر عالم كرة القدم للأبد، بعد سقوط رونالدو مصابا خلال 6 دقائق فقط من مشاركته كبديل في الشوط الثاني لنهائي كأس إيطاليا بين إنتر ميلان ولاتسيو.

بطولة لا يهم الفائز بكأسها، على قدر أهمية الحدث المريع الذي أصاب ركبة رونالدو اليمنى.

وعندما تعرّض رونالدو لهذه الانتكاسة العنيفة في مسيرته الخارقة، كان يبلغ 23 عاما و3 أشهر، وكان قد سجل بالفعل 233 هدفا.

رقمٌ مرعب لمهاجم في مقتبل العمر، وحتى ندرك حقيقته، فنظرة على أرقام ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو بنفس العمر، تخبرنا أن رونالدو كان في طريق مستقيم نحو لقب الأفضل في التاريخ على الأرجح.

في عمر الثالثة والعشرين، لم يكن ميسي قد سجل سوى 148 هدفا، فيما اكتفى رونالدو بتسجيل 115 هدفا.

تفوق واضح وجلي للظاهرة خلال سنواته الأولى في أوروبا التي شهدت انطلاقته التي لا يصمد في وجهها أي دفاع.

يقولون أن أزمة رونالدو مع الإصابات لم تبدأ في موسم 1999\2000 مع إنتر ميلان كما هو شائع، وإنما قبل ذلك بسنوات رفقة بي إس في أيندهفون.

فعام 1996، عانى رونالدو من "مرض نادر" في ركبته، أدى إلى التهاب دائم في الأوتار، لتصير مضادات الالتهاب رفيق دائم لـ رونالدو في مسيرته منذ تلك اللحظة.

بيرناردينو سانتي، طبيب برازيلي وعضو سابق في هيئة مكافحة المنشطات في اتحاد الكرة ببلاده، يرى أن تعامل أطباء أيندهوفن مع ركبة رونالدو حينها، قد دمّر مسيرته.

يقول سانتي: "الخطأ بالكامل يقع على عاتق أيندهوفن، لقد عالجوه بالأنابوليكس عندما كان مجرد طفل. والنتيجة كانت أن جهازه العضلي بات متعارضا مع الهيكل العظمي لركبته".

والأنابوليكس هي مادة تحتوي على هرمون الستيرويد الصناعي الذي يشبه هرمون التستوستيرون، ولكنه يعمل على تعزيز نمو العضلات.

لاحقا وبينما كان رونالدو في أوج مسيرته يوم 21 نوفمبر 1999، سقط الظاهرة أمام ليتشي، بعد تعرضه لقطع في الأربطة، ودخل إلى غرفة الجراحة، واحتاج قرابة الستة أشهر للتعافي.

موعد عودته الذي انتظره العالم انقلب كابوسا، وهو التاريخ الذي يوافق اليوم ذكراه.

فقد أقحمه مارشيلو ليبي مدرب إنتر من على مقاعد البدلاء في بدايات الشوط الثاني لذهاب نهائي كأس إيطاليا أمام لاتسيو، قبل أن تحل الكارثة عقب 6 دقائق فقط على الأرض الملعب.

وسط صراخ وبكاء البرازيلي، وقف كريستيان بانوتشي مذهولا وممسكا برأسه، فيما آثر إيفان زامورانو الصلاة، بينما هرع دييجو سيميوني لاعب لاتسيو إلى رونالدو لتهدئته.

لاعبو لاتسيو أخرجوا الكرة خارج الملعب خلال ثانية واحدة من سقوط رونالدو، لم تتحمّل قلوبهم رؤية المشهد، الخوف لطمهم بسقوط الظاهرة.

هذه المرة، قُطع الوتر الأكثر حساسية وخطورة، إنه المسؤول عن الركض والتسديد والمراوغة. و"المعجزات لا وجود لها"، هكذا صرح جيرار سايان الطبيب الفرنسي الذي أجرى الجراحة لـ رونالدو.

وقتها قال الطبيب: "رونالدو في حاجة إلى 8 أشهر على الأقل ليتعافى، ووقتها حتى لا أضمن أن يلعب كرة القدم مجددا".

ظل رونالدو في رحلة علاج جسدي ونفسي طويلة للغاية، حتى ظهر رسميا لأول مرة يوم 4 نوفمبر 2001، وأمام من؟ أمام ليتشي الذي شهد أمامه إصابته الأولى قبل عامين.

تعافي رونالدو جاء في الوقت المناسب، حتى يسجل انتفاضة اعتقد البعض أنها مستحيلة، لكن 8 أهداف في كوريا الجنوبية واليابان أثبتت أن رونالدو حقق معجزة كروية، وأثبتت أيضا أن ركبته منعته من تسطير روايات أسطورية فوق العشب الأخضر.

اقرأ أيضا:

الأهلي يوضح موقفه من التدريبات الجماعية

نجوم المظاليم في الجيش الأبيض

السقا: الانتماء أصبح للجنيه

"محمد شريف رأس حربة غير تقليدي"

نجم الجيل الذهبي لليد يتحدث عن واقعة "العدسات اللاصقة"